كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 ملاحظاتى الشخصية بخصوص مظاهرة 30 يناير
|
تمهيد مهم:
يبدو أننى أحتاج أن أذكر المنتمين للأحزاب أن هناك من يعارضون هذا اانظام الدكتاتورى فى الخرطوم ولاينتمون لأى حزب, ولايعنيهم رؤية هذه الأحزاب وعضويتها للواقع السياسى.
كما أحب أن أؤكد أننى شخصيا وحتى هذه اللحظة أنتمى للسودان الوطن بخيره وشره وأنادى بالحكم الحر الديمقراطى وأعمل لذلك بما أستطيع , وبعد تحقيق الحرية والديمقراطية لايهمنى من الذى سيحكم مادام يلتزم بالدستور الذى يصيغه ويتفق عليه الجميع. وأضيف أننى لا اسعى من وراء ما أقوم به لأى مكسب عينى أو مادى, وسأكون واحدا من الأغلبية التى تعمل بكل السبل وتعف عند المغنم.
فالله يرضى عليكم مافى واحد يزايد علينا فسنفكر بعقلنا ونتكلم بلساننا متى رأينا أننا فى حوجة للكلام, فالكلام عن السودان الوطن وليس عن حزب من الأحزاب, فانتم مخيرون فى أحزابكم ولكنكم لاخيرة لكم على أحد فى شأن الوطن.
سبب المظاهرة:
المظاهرة فى نظرى رد فعل لحدثين داخلى وخارجى, الداخلى هو عدم رضى الناس عن لقاء الإمام بقادة النظام وكذلك خيبة أملهم فى ماجاء فى خطابه ليلة 26 يناير, إضافة لذلك عدم رضى الناس عن البيان الذى أصدرته قوى الإجماع الوطنى يوم 26 يناير والذى جاء متوافقا مع خطاب الإمام الصادق ودون التوقعات. وما تحسه الأحزاب الصغيرةأن هناك اتجاها لعزلها ولا بد أن تحاول إثبات وجودها لتفرض نفسها فى أى معادلة قادمة بخصوص الحكومة القومية. ومما يدل على ذلك أن ما اتفق عليه منظمو المظاهرة فى الفيس بوك لا يختلف عن ما طرحه المهدى وقوى الإجماع الوطنى ولا يوجد فى خطابهم أى إشارة لإزالة النظام.
أما الدافع الخارجى فهو ماحدث فى تونس ومايحدث فى مصر ونجاح الحركتين الشعبيتين لتحقيق مايطالبون به. وهذا يتضح فى المقارنات المكتوبة عن قوة الكيبورد فى تحريك الثورات.
أسباب عدم التفاعل الشعبى الواسع مع المظاهرة:
ر كون الداعين للمظاهرة على تقليد ثورة الكيبورد فى تونس ومصر دون دراستها بعمق. فأغلبية من يتواصلون عبر النت فى تونس ومصر هم شباب موجودون داخل تونس و مصر يخططون كتابة ثم يحولون هذا التخطيط لحركة عملية ينفذها نفس الأشخاص الذين يكتبون. أما نحن فأغلب من يستخدمون النت للدعوة للثورة هم خارج السودان ولايتخطى دورهم التوجيه المعنوى والإعلامى للمتظاهرين الحقيقيين فى الداخل.
هروب المعارضون فى الخارج من أى دعوة للدعم المادى للتحركات الداخلية ,والإكتفاء بالتنظير بخطط تحتاج للدعم المادى. فعندما تطالب الشباب البقاء فى الشارع وعدم الرجوع للمنازل يجب أن تفكر فى مايمكن عمله لتوفير الطعام والماء وقطعة بطانية يفترشونها على الأرض. يجب أن تفكر فى توفير أكبر كمية من صناديق الإسعافات الأولية وتوفير قدر من المال يساعد فى علاج الجرحى فى مستشفيات نظيفة. وآخرون يوجهون باستعمال الإسبرايت كوسيلة لتقليل فعالية الغاز المسيل للدموع ولكن من أين يجد الشباب المال الكافى لتوفير هذا المشروب.
التوقيت الزمانى والمكانى:
التوقيت مع مايحدث فى مصر حرم المظاهرات فى السودان من الصوت الإعلامى الإقليمى والدولى. وتحديد المكان بشارع القصر أدى فرصة لقوات الأمن على حصر المتظاهرين بعيدا عنه. فالمظاهرات يجب أن تتحرك فى الأحياء فى جميع المدن ثم تتقدم حسب توسعها نحو المركز حتى وصول القصر. كذلك تزامنت المظاهرات مع موعد إمتحانات فى بعض الجامعات مما حيدهم عن الإشتراك فى الإعداد والتنفيذ.
الدعم المعنوى من قادة المعارضة:
المظاهرة قوبلت بالصمت من زعماء الأحزاب الرئيسية الأمة والإتحادى الديمقراطى والحزب الشيوعى, الأمر الذى كان سيكون له وقعا قويا لو أصدروا حتى بيانات ورقية توزع على المتظاهرين. ولكن فى نفس الوقت تلاحظ هناك عدم اكتراث لهذا الجانب من قبل أعضاء الأحزاب الصغيرة الذين كانوا يتمنون نجاح المظاهرة بمعزل عن هؤلاء الزعماء حتى يسهل تخطيهم فى المستقبل.
بعض المعارضين فى المنبر وكما عودونا يكشرون عن أنيابهم الديكتاتورية كلما أحسوا بأنهم مقبلون على النصر والغنيمة. فمنهم من نادى بحظر من يخالفونهم ومنهم من أصبح وصيا على مايكتبه الآخرون. وهذا الأمر إن لم يولد حنقا الآن فسوف يستمر أثره السلبى مع استمرار الزمن وتكرار مثل هذا التصرف.
المتظاهرون يهتفون بسلمية المظاهرات فى حين أن لسان حركة العدل والمساواة فى المنبر أعلن أن الحركة وسط الجماهير المتظاهرين. ومثل هذا الأمر سيعطى ذريعة جيدة لاستعمال العنف من طرف قوات الأمن والتى تنتظر أى ذريعة لذلك. فكنت أرى أن مثل حركة العدل والمساواة كان يجب أن تؤكد أن لا وجود لها فعلى داخل هذه المظاهرات مع دعمها لها معنويا.
القراءات الخاطئة لوضع قوات الأمن والجيش السودانى :
منذ عام 1989م ومابعده لايدخل كلية الشرطة أو الكلية الحربية أى شخص لايكون مواليا فعليا للمؤتمر الوطنى. هذا إضافة لتنظيف الشرطة والجيش من كل العناصر الوطنية الحزبية والمحايدة. وهذا إضافة لتعيين الفنيين من تنظيم المؤتمر الوطنى كضباط فى الشرطة والجيش. أضف لذلك قوات الدفاع الشعبى ومليشيات المؤتمر الوطنى وقوات الأمن. وهذ يجعل أى توقعات لانحياز الجيش للشعب صفرا كبيرا, خصوصا فى وقت ينفصل فيه الجنوب وانتشار حركات مسلحة فى الغرب والشرق.
ومع ذلك كله تعد مظاهرة اليوم خطوة فى درب الألف ميل وستساعد كثيرا فى دفع مطالب قوى الإجماع الوطنى فى التفاوض مع الحكومة الذى دعوا له مع المهدى والميرغنى.
|
|
  
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| ملاحظاتى الشخصية بخصوص مظاهرة 30 يناير | Balla Musa | 01-30-11, 09:50 PM |
 Re: ملاحظاتى الشخصية بخصوص مظاهرة 30 يناير | بدر الدين احمد موسى | 01-30-11, 10:44 PM |
| Re: ملاحظاتى الشخصية بخصوص مظاهرة 30 يناير | Balla Musa | 01-31-11, 01:07 AM |
| Re: ملاحظاتى الشخصية بخصوص مظاهرة 30 يناير | Balla Musa | 01-31-11, 02:46 AM |
| Re: ملاحظاتى الشخصية بخصوص مظاهرة 30 يناير | doma | 01-31-11, 02:49 AM |
| Re: ملاحظاتى الشخصية بخصوص مظاهرة 30 يناير | Omer Mustafa | 01-31-11, 02:50 AM |
| Re: ملاحظاتى الشخصية بخصوص مظاهرة 30 يناير | Balla Musa | 01-31-11, 03:12 AM |
| Re: ملاحظاتى الشخصية بخصوص مظاهرة 30 يناير | د.نجاة محمود | 01-31-11, 03:43 AM |
| Re: ملاحظاتى الشخصية بخصوص مظاهرة 30 يناير | أحمد طراوه | 01-31-11, 03:42 AM |
 Re: ملاحظاتى الشخصية بخصوص مظاهرة 30 يناير | Balla Musa | 01-31-11, 04:34 AM |
| Re: ملاحظاتى الشخصية بخصوص مظاهرة 30 يناير | Balla Musa | 01-31-11, 04:38 AM |
| Re: ملاحظاتى الشخصية بخصوص مظاهرة 30 يناير | Balla Musa | 01-31-11, 04:46 AM |
| Re: ملاحظاتى الشخصية بخصوص مظاهرة 30 يناير | على احمد النعيم | 01-31-11, 05:23 AM |
| Re: ملاحظاتى الشخصية بخصوص مظاهرة 30 يناير | Balla Musa | 01-31-11, 05:35 AM |
| Re: ملاحظاتى الشخصية بخصوص مظاهرة 30 يناير | Balla Musa | 01-31-11, 08:56 PM |
|
| |
Balla Musa
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست