ما قدمنا به عن الأمام ..هو ما يلزم للسياسي والقائد..’’وزيادة كمان‘‘..رغم الكريزما ،الخبرة، المعرفة ،الممارسة...الا ان حبيبنا الأمام..متمهر بريع ..في استخدام معطيات صحيحة وبراهين عتيدة ..ليصل لنتائج خاطئة..فهو مخطئ في ظنه أن بمقدوره تغيير واقع حزب الأمة حين خرج علي عمه الأمام الهادي المهدي.. وهو مخطئ في تقديراته السياسية ومواقفه تجاه حكومة اكتوبر 1964.... وهو مخطئ في تقديراته ’’وحسبته السياسية‘‘ لحل الحزب الشيوعي السوداني..وهو مخطئ في ظنه بأن بمقدوره تغيير نظام مايو بالعنف’’احداث يوليو 1976‘‘..وهو مخطئ في تقديره أن نظام مايو سيتغير من الداخل’’المصالحة الوطنية‘‘..وهو مخطئ في ظنه ان الجبهة الأسلامية حريصة على الديمقراطية وأنها لن تنقلب على النظام الديمقراطي رغم أن اطفال المدارس توصلوا الي عكس ما توصل اليه الحبيب الأمام على الرغم من نقاطه المتعددة والمرتبة.. وهو مخطئ في تقديراته في عملية ’’تهتدون‘‘ لقيادة التجمع من الخارج ..وامكانية تكوين ’’جيش أمة‘‘ يحرر به السودان من قبضة الأنقاذ...وهو مخطئ في تقديراته لما يمكن ان يقود اليه لقاء جنيف..ومن بعده اتفاقية جيبوتي’’عملية تعودون‘‘..وهو مخطئ في مذكرة التفاهم الوطني مع النظام..وهاهو يخطئ التقديرمرة أخرى ..ولن يمل... المتتبع لكل هذه الأخطاء يجد أن الأمام قد قدم لها.. بتسبيب جيد..وبراهين صمدة ..ونقاط تملأ الدنيا... معطيات تبدو سليمة لتقود حبيبنا الأمام الى أتخاذ مواقف موغلة في الخطأ وممعنة في المفارقة.. هذا يشبه التمرير الخطأ في فنيات كرة القدم.. أما عن أهدار الفرص.. فتعالوا نرى ..كيف يفعل الأمام الحبيب .. الأمام الحبيب جاءته الفرص طائعة مختارة بلا عد ولا حصر ليكون زعيما أوحدا لهذا السودان المنكوب.. الا أن الأمام يأبى الا أن يهدر الفرصة تلو الفرصة .. وبرعونة كرعونة تهديف موسى الزومة في المريخ.. واتت الامام الفرصة ان يكون زعيما لأهل السودان في بواكير حياته السياسية..حينما تنكر للطائفية ..وخرج عن طوع عمه الأمام الهادي المهدي.. وقتها طرح الأمام أفكارا جديدة وبشر بمفاهيم غاية في التقدمية... وبدأ الناس يلتفون حوله..الا انه انصرف الي صراعات مع عمه والمحجوب سعيا لرئاسة الوزارة،بل تحالف مع الأخوان المسلمين حينها ..ضاربا بما بشر به عرض الحائط ..من أجل مكسب آني هو رئاسة الوزراء.. ولعل وصف الراحل الأديب الطيب صالح لتلك الحقبة من حياة الأمام..فيه ايضاح مبين.. لما أهدره الصادق .. وما أصاب الذين توهموا فيه شحما..قال الأديب الراحل’’ وحينها كان الصادق المهدي عائدا لتوه من دراسته في الغرب، مبشرا بأفكار جديدة استرعت انتباه المثقفين والمتعلمين ونالت اعجابهم وقد كنت واحدا من هؤلاء، فكدت ان اقتنع بما كان يطرحه واتبعه وحسنا انني لم أفعل‘‘ وقتها كان المحل مستعدا لقبول افكار وسطية جديدة ،وكانت تحتاج لقيادة شابة.. بمواصفات مقيسة.. ولعمري ..لقد كان للصادق ان يكون وقتها ذلك الرجل..فهو متعلم،خطيب،كاريزمي فضلا عن ارثه الأسري..الا انه ركل هذه السانحة بعيدا بعيدا.. حينما ترنح النظام المايوي في 1976.. من ضربات المعارضة التي كان يتزعمها الصادق المهدي ذاته..وآتت الصادق الفرصة لأن ينقض عليه.. جاء مهرولا وبأنفراد ليصالحه’’المصالحة الوطنية‘‘..لينقذ النظام المايوي وليكتب له عمرا جديدا استمر لعشر سنوات أخر. عندما سقط النظام المايوي بانتفاضة ابريل ..تبنى الأمام شعارات الأنتفاضة.. كنسا لآثار مايو..والغاء لقوانين سبتمبر..احلالا للسلام.. اصلاحا للاقتصاد.. والتف الناس حوله ..الا انه كعادته ..أهدر فرصته وتنكر لبرنامجه بمجرد جلوسه علي كرسي الوزارة. أبان الديمقراطية الثالثة وهو رئيس للوزارة.. سعى التجمع والحزب الأتحادي الديمقراطي لانجاز السلام وتحقيق وحدة السودان..ليتوج سعيهم بأتفاقية الميرغني – قرنق.. وما كان على الامام الا ان يقبلها ’’جاهزة‘‘ ..لتكون انجازا لحكومته وليكون بطلا للسلام والوحدة .. ومن ثم زعيما لأهل السودان.. ولكنه أبى علي نفسه ان يكون ذلك الرجل.. والآن.. ونظام الأنقاذ في اسوأ حالات الضعف..العزلة..الأختناق.. الفشل ..وبوادر الثورة الشعبية تلوح من كل حدب وصوب.. كان بمقدور الأمام ان يكون رجل المرحلة وزعيمها..الا ان عادته في اهدار الفرص لم تتركه...ليشارك النظام تنفيس التعبئة الشعبية..مطيحا بآمال شعبه بعيدا عن خشبات المرمى هكذا ..يهدر الأمام الفرص.. وهكذا يدير الأمر في ربع الخصم الدفاعى كما يفعل الزومة بالمريخ.. كلاهما مدمن لأهدار الفرص المضمونة ..وكلاهما لا يتعلم ان يتخلص من عيوبه أو ان يكتسب مهارة جديدة..ليتهما يعتزلا!!!! نخلص الى ان حبيبنا الأمام الصادق المهدي.. وكابتن موسى الزومة.. كلاهما..’’سماحة جمل الطين‘‘ ...’’قوف ساكت‘‘...أو ’’قبتان بلا فكي‘‘.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة