محمد فال: " قد تعتقد بأنك في جوبا عاصمة جنوب السودان الأفريقي الأسود لكن الحقيقة هي أن هذه الخرطوم عاصمة الشمال العربي. أيضا قد تستغرب بعدم وجود وجوه بملامح عربية من حولنا هنا لكن هذا هو الشكل الحقيقي للسودانيين وهم في حقيقة الأمر أمة سوداء. أصل الكلمة "سودان" في اللغة العربية تعني ذوا البشرة السوداء وهي نتيجة لقرون من المصاهرة العرقية بين العرب والأفارقة الي الحد الذي جعل لون البشرة خارج التصنيف العرقي لهوية الأنسان بل تحديدا بما يحسه الفرد في الدواخل. كل هذا والحساسية العرقية كانت وراء خمسون عاما من الحرب في الجنوب وسبع سنوات بدارفور. السود الأفارقة بالسودان يشعرون التهميش والأضطهاد مقارنة بالعرب. السودان موعود بأن يكون أول دول الساحل الأفريقي ينقسم لأعتبارات عرقية وهي سابقة يراقبها أكثر من ستة أقطار تحمل سمات السودان العرقية."
كلام الأستاذ محمد فال يوضح أنه ناقش سودانيين كثر عن موضوع هويتهم وحقيقة حديثه تلخيص مهم لمشكل الأنتماء عند بعض السودانيين.
قال محمد فال: "نتيجة لقرون من المصاهرة العرقية بين العرب والأفارقة الي الحد الذي جعل لون البشرة خارج التصنيف العرقي لهوية الأنسان بل تحديدا بما يحسه الفرد في الدواخل."
السؤال الجوهري هنا هل ما يشعره الفرد بالدواخل يحدد لنا فعلا وصف الأنسان لأنتماؤه؟ هل اذا حدثنا انسان بأنه يشعر بالأنتماء للعروبة؛ هل هذا كافيا أن نراه ضمن الهوية العربية؟ اذا كان الأمر كذلك؛ حديث فال في بداية التقرير ( قد تعتقد بأنك في جوبا عاصمة جنوب السودان الأفريقي الأسود لكن الحقيقة هي أن هذه الخرطوم عاصمة الشمال العربي.) ينسف هذه الأطروحة . اذا هوية الأنتماء أكثر مما يشعره الفرد بالدواخل ويمكننا حصرها في الآتي:
Self perception التصور الزاتي والذ بأي حال لا يغالط التاريخ والواقع
Other's perception تصور الآخرين عنك وهذه نقطة مهمة لأن اذا تطابق التصور الزاتي مع تصور الآخرين عنك يكون هناك تصالح يساعد بعدها لحلحلة كثير من الأمور.
دنقس.
01-24-2011, 09:26 AM
Abdulgadir Dongos
Abdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609
.....حديث محمد فال يتفق معه كثيرون من أفارقة السودان لأنه يعبر عن الواقع مصحوبا بالتاريخ. أفارقة السودان لا ينكرون واقع بلادهم والأختلاط العرقي الذي تم فيه. لكن هذا الأختلاط لم يؤثر بهوية السودان للدرجة التي تجعلنا نوصفها بدولة عربية وهنا تكمن المشكلة. مخطئ من ظن أن الأختلاط العرقي تم من قبل الأعراب فقط؛ الأختلاط التركي والمملوكي والأنجليزي المصري من أحدث الأختلاطات التي تسندها حقائق التاريخ الحديث. رغما عن هذا نجد بعض السودانيين يتخطون التاريخ القريب متمسكين بهجرات عرب القرن السابع وحتي في حقب العرب القديمة تجد الأنتقاء في الأنتماء للأصول العربية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة