(أبوالعفّين) منبرشاً!! للحبيب خالد عويس

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 05:34 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-22-2011, 11:22 PM

اكرام الصادق الحسن
<aاكرام الصادق الحسن
تاريخ التسجيل: 12-13-2009
مجموع المشاركات: 992

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
(أبوالعفّين) منبرشاً!! للحبيب خالد عويس

    .
                  

01-22-2011, 11:25 PM

اكرام الصادق الحسن
<aاكرام الصادق الحسن
تاريخ التسجيل: 12-13-2009
مجموع المشاركات: 992

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (أبوالعفّين) منبرشاً!! للحبيب خالد عويس (Re: اكرام الصادق الحسن)

    (أبوالعفّين) منبرشاً!!

    خالد عويس

    روائي وصحافي سوداني

    [email protected]

    حين علمتُ بعد ظهر اليوم (22 يناير 2011) أن رأس النظام طلب لقاءً عاجلاً مع قيادة حزب الأمة القومي، لم أُدارِ إبتسامةً ارتسمت على وجهي على الرغم من الظروف الأليمة التي يمرُّ بها الوطن !

    إبتسامتي تحوّلت إلى ضحك بعد معرفتي أن (أبوالعفّين) شارك - دون خجل - في اللقاء الذي حضره عدد من قيادات حزب الأمة القومي !

    في 22 ديسمبر الماضي، قال (أبوالعفّين) إن حزبه غير معني بالخيارات التي طرحها السيد الصادق المهدي، وهي تشكيل حكومة قومية (وشروط أخرى)، أو الإنضمام لتيار الإطاحة بالنظام، أو اعتزال العمل السياسي إذا لم يقر حزب الأمة خيار الإطاحة، ليفسح المجال لقيادة جديدة تتولى زمام الأمور.

    وفي 20 يناير 2011 قال (أبوالعفّين): (الداير يقلع الحكومة يقوّي ضراعو) !

    وأردف: (إذا رأيت نيوب الليث بارزة..فلا تظنن أن الليث يبتسمُ). ولم ينس أن يتفضّل على (عواجيز تجمع جوبا) كما قدحهم بالاستعداد للإنتخابات المقبلة !

    قبلها كان (أبوالعفّين) قد أطلق وابلاً من التصريحات الدالة على الذعر من ما جرى في تونس. فهو توعد المعارضة بأنها لن تقوى على تكرار ما حدث في تونس لأنها (لا تملك الجرأة ولا العدد لإشعال إنتفاضة ضد الحكومة) !!

    وحذّر من أن حكومته ستكون بالمرصاد لـ(الطغاة والمتآمرين) !

    واليوم (22 يناير 2011) لم يجد (أبوالعفّين) في نفسه أدنى حرج فسعى إلى لقاء السيد الصادق المهدي، بل وصرّح عقب اللقاء: (إن المقابلة مع الحبيب الإمام اتسمت بكذا وكذا) !

    الحبيب الإمام؟

    قياداتُ حزب الأمة تُدرك جيداً أن تصريحات قادة النظام وسلوكهم في الأسابيع الأخيرة بات يعكس (سيكولوجية الخوف). فهم مذعورون من الحصار الذي يحيط بأعناق نظامهم. فصل الجنوب والضائقة المعيشية وحبس الرئيس بين جدران السودان (الشمالي) وإرهاصات الإنتفاضة الشعبية و(أوكامبو) والقرارات المتسرعة بسحب الوفد المفاوض في الدوحة والأخرى المتشنجة عن عدم جدوى أيّ كلام عن التعددية الدينية والثقافية في البلاد، كلّ ذلك سيفتح أبواب جهنم على "الإنقاذ".

    وقيادةُ حزب الأمة تعلم أن النظام لم ولن يكون جادّا في تحقيق مطالب المعارضة، إنما هو يسعى لـ(شراء الوقت). لكن أعظم المتفائلين لم يكن ليظنّ أن "الإنقاذ" التي طالت قادة الأحزاب بلسانها البذيء قبل ثلاثة أيام سـ"تنبرش" إلى هذه الدرجة، حتى في مساعيها لكسب الوقت !

    وتدرك جيداً أنه لا مناص من المواجهة بعد أن تضافرت العوامل كلها لإقتلاع هذا النظام وتخليص الشعب السوداني كلّه من سنوات العذاب.

    لكن قيادة حزب الأمة تعي جيداً أيضاً أن امتناعها عن لقاء البشير، بطلبٍ منه، سيظهرها أمام العالم أجمع بمظهر الرافضة للوفاق الوطني وتجنّب حمامات الدم التي حذّر منها الدكتور الترابي، أو تجنّب المزيد من الدماء السودانية عبر ثورة شعبية.

    كان لزاماً على قيادة حزب الأمة أن تلتقي البشير وهي تعرف أن النظام لن يُقدم أيّ تنازلات، إلا إذا أُجبر على ذلك. فالتنازلات المطلوبة منه مؤلمة، وهو لا يمتلك الشجاعة الكافية لإجراء تحوّل ديمقراطي حقيقي.

    سيقول الساذجون إن حزب الأمة القومي جرّب التفاوض مع النظام، وهو لن يجني شيئاً من وراء هذه المناورات المكشوفة من قبل النظام. ونقول إن حزب الأمة جرّب في كلّ مرة الوسائل السلمية في إقناع النظام بالتحوّل والتغيير. ولم يغلق الحزب الباب يوماً أمام السبل السلمية الكفيلة بحمل النظام على القبول بالتغيير. ولا يستطيع الحزب قفل باب التفاوض حتى اللحظة الأخيرة. لكنه يعرف أيضاً أن أيّ لين مع النظام في المرحلة الحالية سيفقده رصيداً جماهيرياً ضخماً. سيخسر حزب الأمة الكثير، لذا لن يكون أمامه غير أن يستغل العملية التفاوضية ذاتها لدقّ آخر مسمار في نعش مصداقية الحكومة في تظاهرها بأنها مستعدة للتغيير. الشعب السوداني يحفظ المثل الشعبي: (الكضّاب وصلّو الباب).

    والنظامُ يدرك أن جماهير حزب الأمة في حال تعبئة عامة هائلة، وجماهير الشعب السوداني بشكل عام مهيأة للثورة الشعبية لأنه لم يبق خيار سوى ذلك. ولا حلّ أمام النظام سوى الرمي بورقة اللعب الأخيرة: التظاهر بقبول مطالب المعارضة ومن ثم إضاعة الوقت في المفاوضات. والمعارضة تدرك أنه لم يتبق وقت لتضيعه في مناورات النظام.

    إذن، نحن أمام مرحلة حسّاسة، الإحباط هو العدو الأوّل لجماهير المعارضة فيها. مرحلةٌ حسّاسة لأن ظروف السودان تزداد تعقيداً، ولأن العالم بأسره يضع السودان تحت مجهره الدقيق. والطرف الذي يرفض أية بادرة للوفاق سيكون مُدانا بنظر العالم بأجمعه. وفي الوقت ذاته، على أطراف المعارضة أن تعد عدتها للالتحام بجماهير الشعب السوداني من أجل الإطاحة بالنظام.

    المنطق يقول إن على الجماهير الصابرة الالتفاف حول المعارضة ودعمها في تنفيذ مطالبها العادلة بتشكيل حكومة قومية وحلّ الأزمة الاقتصادية وعقد مؤتمر دستوري وصوغ دستور جديد وحلّ مسألة دارفور على أسسٍ عادلة والنظر في علاقة ودية مع دولة الجنوب وإجراء محاسبة بشأن جرائم دارفور.

    على جماهير الشعب السوداني أن تدرك أن النظام أظهر - اليوم – خوفه البالغ من مصير (زين العابدين بن علي)، وبيّن جزعه من الاحتجاجات المتصاعدة في كلّ أنحاء البلاد، فمضى للقاء من كان يشتمهم حتى الأمس.

    وبقدرة قادر تحوّل الكلام عن أن السيد الصادق المهدي حرٌ في سلك الخيار الذي يناسبه إلى الحديث عن (الحبيب الإمام) !!

    وتحوّلت شتائم (أبوالعفّين) وتهديداته وعنترياته إلى وداعة الحملان.

    تبدّل (أبوالعفّين) من طور العجرفة إلى طور (المسكنة) في غمضة عين وانتباهتها، فهو جرّب التهديد والوعيد، وقلنا إن ذلك سيساعد على أكبر حشدٍ للشارع السوداني. واليوم ستساعد (مسكنته) وتراجعه المثير في حشد أكبر عدد من الناس مساء يوم 26 يناير 2011 في ساحة مسجد الخليفة عبدالله التعايشي احتفالاً بتحرير الخرطوم على يدّ الإمام المهدي. الناس يأملون أن يبدأ تحرير الخرطوم مرةً أخرى من (المستعمر الداخلي).

    مستعمرٌ داخليٌ لأنه أذاق الشعب السوداني ما لم يذقه على يد المستعمر التركي أو المستعمر البريطاني !

    مستعمرٌ داخلي لأنه (استعبد) كل السودانيين وصيّرهم متسولين في وطنهم، ورعاة في بلدان الإغتراب !

    مستعمرٌ داخليٌ أقسى وأكثر فظاعة من نظيره الخارجي لأنه اكتنز الذهب والفضة ولم تنفق حتى مؤسسة زكاته الزكاة على المستحقين فعلاً.

    مستعمرٌ داخليٌ لأنه سحق الناس تحت أقدام غول الغلاء المتوّحش، ولأنه سدّ منافذ الأمل أمامنا.

    ولأنه أفسد فساداً غير مسبوق في تاريخنا كله، وكل ذلك بإسم الإسلام.

    في 2009 بلغ حجم الاعتداء على المال العام - في الولايات الشمالية - بلغ 19.6 مليار جنيه مقارنة بـ 10.5 مليار جنيه في 2008. اللافت أن هذه الأرقام التي قدمها المراجع العام أمام البرلمان السوداني في 2010 لم تشمل 50 وحدة حكومية "امتنعت" عن تقديم حساباتها لديوان المراجع العام !!

    من يسرق "الدولة الإسلامية"؟

    ولماذا لا تحاسبه "الدولة الإسلامية"؟

    ولماذا تمتنع 50 وحدة حكومية "إسلامية" عن تقديم حساباتها لديوان المراجعة "الإسلامية" في الدولة "الإسلامية"؟

    "الإنقاذ" في توظيفها للكوادر العاملة في الخدمة المدنية رفعت شعار "القوي الأمين" مستلهمةً التراث الإسلامي، لكن الشعار استحال إلى "الضعيف السارق".

    كان شعاراً فحسب شأنه شأن أيّ شعار آخر مثل "الحاكمية لله" و"الشريعة الإسلامية"، وإلا لأتبعته بـ"والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها" !

    فاطمة بنت محمد، بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، زوج علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه، وأمّ سيدي شباب أهل الجنة، الحسن والحسين رضي الله عنهما وأرضاهما، فاطمة بنت محمد ناهيك عن من تقاصروا كثيراً جداً عن هذا المقام الكبير.

    أين هو جوهر الإسلام هنا حين تخطفه جماعة كاذبة تستغله فقط للوصول إلى السلطة ثم البقاء على سدتها بواسطة الاستبداد والقمع البالغين، و"تمكين" الأعضاء عبر السرقة !!

    مئات المليارات من الجنيهات السودانية، وعشرات المليارات من الدولارات الأمريكية سرقها العربوسلامويين تحت حماية حكومتهم "الإسلامية" كانت لتُطلق تنمية هائلة في أنحاء السودان كلّه عوض زحف مئات الآلاف من العاطلين إلى الخرطوم وامتهانهم أعمالاً هامشية كبيع اللب والفول السوداني !

    مليارات كانت لتبني عشرات المدارس الحديثة، وكانت لتوفر العلاج لكلّ أسرة سودانية !

    مليارات كانت لتربط السودان كله بطرقٍ بريةٍ على أرقى المستويات العالمية، وكانت لتنفض الغبار عن سكك حديده المهترئة !

    مليارات كانت لتغني مئات الآلاف من السودانيين الذين فروا من الجوع والمسغبة إلى رعي الأغنام والعمل كسائقين للأسر الخليجية !

    مليارات كانت لتحفظ كرامة مئات النساء السودانيات اللواتي لم تبقِ لهن الحكومة "الإسلامية" سبيلاً سوى بيع أجسادهن، ثم التخلص من أطفالهن الذين أتوا نتيجة العلاقات المحرمة لتستقبلهم دور الرعاية الاجتماعية مثل "دار المايقوما" !

    مليارات كانت لتحافظ على ماء وجوه آلاف من الشيوخ والنساء الذين يهيمون على وجوههم في شوارع الخرطوم يسألون الناس الحافاً أن يهبوهم من ما أعطّاهم الله، وهم يرمقون بحسرة مئات من مشايعي الحزب "الإسلامي" الحاكم يتطاولون في البناء، ويشترون أحدث أنواع السيارات، ويتوجهون إلى أفخر المطاعم، وهذا كله من المال المسروق !

    ألم يُلحق هؤلاء أذى بالغاً بصورة الدين الإسلامي ذاته؟

    لماذا لم يحاكموا طيلة 21 سنة واحداً فقط من الفاسدين في صفوفهم؟

    أم أن الفساد والإفساد صارا ديدناً لنظام الحكم ذاته لا يستطيع منهما فكاكاً؟

    فساد(هم) أزكم الأنوف، وما عاد هناك أي مجال للإنكار !

    ما تم رصده هنا، هو ما تكشف عنه الحكومة بنفسها.وهذا ما تكتب عنه صحافة الخرطوم المراقبة. وبالطبع فإن أرقام الاعتداءات على المال العام متواضعة جدا، بالنظر إلى ترتيب السودان المتقدم في الشرق الأوسط وإفريقيا كـدولة "فاسدة".

    مثل هذا النظام لن يبقى مهما برع في المناورات، ومهما تظاهر بقبول مطالب الشعب. مثلما كذب منذ صبيحة 30 يونية 1989 وإلى مساء 22 يناير 2011، فإنه سيستمر في الأكاذيب التي ما عاد يصدقها طفلٌ صغير ناهيك عن قيادة أكبر حزب سياسي في البلاد.

    والأكاذيب لن تعرقل أبداً ثورة الشعب السوداني. فإرهاصاتها بدأت، وقطارها إنطلق، ومحالٌ أن يتوقف إلا في محطة (الخلاص) !!
                  

01-22-2011, 11:35 PM

Mustafa Mahmoud
<aMustafa Mahmoud
تاريخ التسجيل: 05-16-2006
مجموع المشاركات: 38072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (أبوالعفّين) منبرشاً!! للحبيب خالد عويس (Re: اكرام الصادق الحسن)


    (أبوالعفّين) منبرشاً!!

    خالد عويس

    روائي وصحافي سوداني

    [email protected]

    حين علمتُ بعد ظهر اليوم (22 يناير 2011) أن رأس النظام طلب لقاءً عاجلاً مع قيادة حزب الأمة القومي، لم أُدارِ إبتسامةً ارتسمت على وجهي على الرغم من الظروف الأليمة التي يمرُّ بها الوطن !

    إبتسامتي تحوّلت إلى ضحك بعد معرفتي أن (أبوالعفّين) شارك - دون خجل - في اللقاء الذي حضره عدد من قيادات حزب الأمة القومي !

    في 22 ديسمبر الماضي، قال (أبوالعفّين) إن حزبه غير معني بالخيارات التي طرحها السيد الصادق المهدي، وهي تشكيل حكومة قومية (وشروط أخرى)، أو الإنضمام لتيار الإطاحة بالنظام، أو اعتزال العمل السياسي إذا لم يقر حزب الأمة خيار الإطاحة، ليفسح المجال لقيادة جديدة تتولى زمام الأمور.

    وفي 20 يناير 2011 قال (أبوالعفّين): (الداير يقلع الحكومة يقوّي ضراعو) !

    وأردف: (إذا رأيت نيوب الليث بارزة..فلا تظنن أن الليث يبتسمُ). ولم ينس أن يتفضّل على (عواجيز تجمع جوبا) كما قدحهم بالاستعداد للإنتخابات المقبلة !

    قبلها كان (أبوالعفّين) قد أطلق وابلاً من التصريحات الدالة على الذعر من ما جرى في تونس. فهو توعد المعارضة بأنها لن تقوى على تكرار ما حدث في تونس لأنها (لا تملك الجرأة ولا العدد لإشعال إنتفاضة ضد الحكومة) !!

    وحذّر من أن حكومته ستكون بالمرصاد لـ(الطغاة والمتآمرين) !

    واليوم (22 يناير 2011) لم يجد (أبوالعفّين) في نفسه أدنى حرج فسعى إلى لقاء السيد الصادق المهدي، بل وصرّح عقب اللقاء: (إن المقابلة مع الحبيب الإمام اتسمت بكذا وكذا) !

    الحبيب الإمام؟

    قياداتُ حزب الأمة تُدرك جيداً أن تصريحات قادة النظام وسلوكهم في الأسابيع الأخيرة بات يعكس (سيكولوجية الخوف). فهم مذعورون من الحصار الذي يحيط بأعناق نظامهم. فصل الجنوب والضائقة المعيشية وحبس الرئيس بين جدران السودان (الشمالي) وإرهاصات الإنتفاضة الشعبية و(أوكامبو) والقرارات المتسرعة بسحب الوفد المفاوض في الدوحة والأخرى المتشنجة عن عدم جدوى أيّ كلام عن التعددية الدينية والثقافية في البلاد، كلّ ذلك سيفتح أبواب جهنم على "الإنقاذ".

    وقيادةُ حزب الأمة تعلم أن النظام لم ولن يكون جادّا في تحقيق مطالب المعارضة، إنما هو يسعى لـ(شراء الوقت). لكن أعظم المتفائلين لم يكن ليظنّ أن "الإنقاذ" التي طالت قادة الأحزاب بلسانها البذيء قبل ثلاثة أيام سـ"تنبرش" إلى هذه الدرجة، حتى في مساعيها لكسب الوقت !

    وتدرك جيداً أنه لا مناص من المواجهة بعد أن تضافرت العوامل كلها لإقتلاع هذا النظام وتخليص الشعب السوداني كلّه من سنوات العذاب.

    لكن قيادة حزب الأمة تعي جيداً أيضاً أن امتناعها عن لقاء البشير، بطلبٍ منه، سيظهرها أمام العالم أجمع بمظهر الرافضة للوفاق الوطني وتجنّب حمامات الدم التي حذّر منها الدكتور الترابي، أو تجنّب المزيد من الدماء السودانية عبر ثورة شعبية.

    كان لزاماً على قيادة حزب الأمة أن تلتقي البشير وهي تعرف أن النظام لن يُقدم أيّ تنازلات، إلا إذا أُجبر على ذلك. فالتنازلات المطلوبة منه مؤلمة، وهو لا يمتلك الشجاعة الكافية لإجراء تحوّل ديمقراطي حقيقي.

    سيقول الساذجون إن حزب الأمة القومي جرّب التفاوض مع النظام، وهو لن يجني شيئاً من وراء هذه المناورات المكشوفة من قبل النظام. ونقول إن حزب الأمة جرّب في كلّ مرة الوسائل السلمية في إقناع النظام بالتحوّل والتغيير. ولم يغلق الحزب الباب يوماً أمام السبل السلمية الكفيلة بحمل النظام على القبول بالتغيير. ولا يستطيع الحزب قفل باب التفاوض حتى اللحظة الأخيرة. لكنه يعرف أيضاً أن أيّ لين مع النظام في المرحلة الحالية سيفقده رصيداً جماهيرياً ضخماً. سيخسر حزب الأمة الكثير، لذا لن يكون أمامه غير أن يستغل العملية التفاوضية ذاتها لدقّ آخر مسمار في نعش مصداقية الحكومة في تظاهرها بأنها مستعدة للتغيير. الشعب السوداني يحفظ المثل الشعبي: (الكضّاب وصلّو الباب).

    والنظامُ يدرك أن جماهير حزب الأمة في حال تعبئة عامة هائلة، وجماهير الشعب السوداني بشكل عام مهيأة للثورة الشعبية لأنه لم يبق خيار سوى ذلك. ولا حلّ أمام النظام سوى الرمي بورقة اللعب الأخيرة: التظاهر بقبول مطالب المعارضة ومن ثم إضاعة الوقت في المفاوضات. والمعارضة تدرك أنه لم يتبق وقت لتضيعه في مناورات النظام.

    إذن، نحن أمام مرحلة حسّاسة، الإحباط هو العدو الأوّل لجماهير المعارضة فيها. مرحلةٌ حسّاسة لأن ظروف السودان تزداد تعقيداً، ولأن العالم بأسره يضع السودان تحت مجهره الدقيق. والطرف الذي يرفض أية بادرة للوفاق سيكون مُدانا بنظر العالم بأجمعه. وفي الوقت ذاته، على أطراف المعارضة أن تعد عدتها للالتحام بجماهير الشعب السوداني من أجل الإطاحة بالنظام.

    المنطق يقول إن على الجماهير الصابرة الالتفاف حول المعارضة ودعمها في تنفيذ مطالبها العادلة بتشكيل حكومة قومية وحلّ الأزمة الاقتصادية وعقد مؤتمر دستوري وصوغ دستور جديد وحلّ مسألة دارفور على أسسٍ عادلة والنظر في علاقة ودية مع دولة الجنوب وإجراء محاسبة بشأن جرائم دارفور.

    على جماهير الشعب السوداني أن تدرك أن النظام أظهر - اليوم – خوفه البالغ من مصير (زين العابدين بن علي)، وبيّن جزعه من الاحتجاجات المتصاعدة في كلّ أنحاء البلاد، فمضى للقاء من كان يشتمهم حتى الأمس.

    وبقدرة قادر تحوّل الكلام عن أن السيد الصادق المهدي حرٌ في سلك الخيار الذي يناسبه إلى الحديث عن (الحبيب الإمام) !!

    وتحوّلت شتائم (أبوالعفّين) وتهديداته وعنترياته إلى وداعة الحملان.

    تبدّل (أبوالعفّين) من طور العجرفة إلى طور (المسكنة) في غمضة عين وانتباهتها، فهو جرّب التهديد والوعيد، وقلنا إن ذلك سيساعد على أكبر حشدٍ للشارع السوداني. واليوم ستساعد (مسكنته) وتراجعه المثير في حشد أكبر عدد من الناس مساء يوم 26 يناير 2011 في ساحة مسجد الخليفة عبدالله التعايشي احتفالاً بتحرير الخرطوم على يدّ الإمام المهدي. الناس يأملون أن يبدأ تحرير الخرطوم مرةً أخرى من (المستعمر الداخلي).

    مستعمرٌ داخليٌ لأنه أذاق الشعب السوداني ما لم يذقه على يد المستعمر التركي أو المستعمر البريطاني !

    مستعمرٌ داخلي لأنه (استعبد) كل السودانيين وصيّرهم متسولين في وطنهم، ورعاة في بلدان الإغتراب !

    مستعمرٌ داخليٌ أقسى وأكثر فظاعة من نظيره الخارجي لأنه اكتنز الذهب والفضة ولم تنفق حتى مؤسسة زكاته الزكاة على المستحقين فعلاً.

    مستعمرٌ داخليٌ لأنه سحق الناس تحت أقدام غول الغلاء المتوّحش، ولأنه سدّ منافذ الأمل أمامنا.

    ولأنه أفسد فساداً غير مسبوق في تاريخنا كله، وكل ذلك بإسم الإسلام.

    في 2009 بلغ حجم الاعتداء على المال العام - في الولايات الشمالية - بلغ 19.6 مليار جنيه مقارنة بـ 10.5 مليار جنيه في 2008. اللافت أن هذه الأرقام التي قدمها المراجع العام أمام البرلمان السوداني في 2010 لم تشمل 50 وحدة حكومية "امتنعت" عن تقديم حساباتها لديوان المراجع العام !!

    من يسرق "الدولة الإسلامية"؟

    ولماذا لا تحاسبه "الدولة الإسلامية"؟

    ولماذا تمتنع 50 وحدة حكومية "إسلامية" عن تقديم حساباتها لديوان المراجعة "الإسلامية" في الدولة "الإسلامية"؟

    "الإنقاذ" في توظيفها للكوادر العاملة في الخدمة المدنية رفعت شعار "القوي الأمين" مستلهمةً التراث الإسلامي، لكن الشعار استحال إلى "الضعيف السارق".

    كان شعاراً فحسب شأنه شأن أيّ شعار آخر مثل "الحاكمية لله" و"الشريعة الإسلامية"، وإلا لأتبعته بـ"والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها" !

    فاطمة بنت محمد، بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، زوج علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه، وأمّ سيدي شباب أهل الجنة، الحسن والحسين رضي الله عنهما وأرضاهما، فاطمة بنت محمد ناهيك عن من تقاصروا كثيراً جداً عن هذا المقام الكبير.

    أين هو جوهر الإسلام هنا حين تخطفه جماعة كاذبة تستغله فقط للوصول إلى السلطة ثم البقاء على سدتها بواسطة الاستبداد والقمع البالغين، و"تمكين" الأعضاء عبر السرقة !!

    مئات المليارات من الجنيهات السودانية، وعشرات المليارات من الدولارات الأمريكية سرقها العربوسلامويين تحت حماية حكومتهم "الإسلامية" كانت لتُطلق تنمية هائلة في أنحاء السودان كلّه عوض زحف مئات الآلاف من العاطلين إلى الخرطوم وامتهانهم أعمالاً هامشية كبيع اللب والفول السوداني !

    مليارات كانت لتبني عشرات المدارس الحديثة، وكانت لتوفر العلاج لكلّ أسرة سودانية !

    مليارات كانت لتربط السودان كله بطرقٍ بريةٍ على أرقى المستويات العالمية، وكانت لتنفض الغبار عن سكك حديده المهترئة !

    مليارات كانت لتغني مئات الآلاف من السودانيين الذين فروا من الجوع والمسغبة إلى رعي الأغنام والعمل كسائقين للأسر الخليجية !

    مليارات كانت لتحفظ كرامة مئات النساء السودانيات اللواتي لم تبقِ لهن الحكومة "الإسلامية" سبيلاً سوى بيع أجسادهن، ثم التخلص من أطفالهن الذين أتوا نتيجة العلاقات المحرمة لتستقبلهم دور الرعاية الاجتماعية مثل "دار المايقوما" !

    مليارات كانت لتحافظ على ماء وجوه آلاف من الشيوخ والنساء الذين يهيمون على وجوههم في شوارع الخرطوم يسألون الناس الحافاً أن يهبوهم من ما أعطّاهم الله، وهم يرمقون بحسرة مئات من مشايعي الحزب "الإسلامي" الحاكم يتطاولون في البناء، ويشترون أحدث أنواع السيارات، ويتوجهون إلى أفخر المطاعم، وهذا كله من المال المسروق !

    ألم يُلحق هؤلاء أذى بالغاً بصورة الدين الإسلامي ذاته؟

    لماذا لم يحاكموا طيلة 21 سنة واحداً فقط من الفاسدين في صفوفهم؟

    أم أن الفساد والإفساد صارا ديدناً لنظام الحكم ذاته لا يستطيع منهما فكاكاً؟

    فساد(هم) أزكم الأنوف، وما عاد هناك أي مجال للإنكار !

    ما تم رصده هنا، هو ما تكشف عنه الحكومة بنفسها.وهذا ما تكتب عنه صحافة الخرطوم المراقبة. وبالطبع فإن أرقام الاعتداءات على المال العام متواضعة جدا، بالنظر إلى ترتيب السودان المتقدم في الشرق الأوسط وإفريقيا كـدولة "فاسدة".

    مثل هذا النظام لن يبقى مهما برع في المناورات، ومهما تظاهر بقبول مطالب الشعب. مثلما كذب منذ صبيحة 30 يونية 1989 وإلى مساء 22 يناير 2011، فإنه سيستمر في الأكاذيب التي ما عاد يصدقها طفلٌ صغير ناهيك عن قيادة أكبر حزب سياسي في البلاد.

    والأكاذيب لن تعرقل أبداً ثورة الشعب السوداني. فإرهاصاتها بدأت، وقطارها إنطلق، ومحالٌ أن يتوقف إلا في محطة (الخلاص) !!
                  

01-23-2011, 03:33 AM

عبد الملك يوسف الملك

تاريخ التسجيل: 01-07-2010
مجموع المشاركات: 1044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (أبوالعفّين) منبرشاً!! للحبيب خالد عويس (Re: Mustafa Mahmoud)

    الثورات الشعبية ليس لها ساعات صفر
    وفي غالب احداث التاريخ ليس لها قيادات في فرنسا في اوربا الشرقية في افريقيا
    ناخذ نماذجنا الخاصة اكتوبر غضب طبيعي وحالة احتقان ثم ضوء اخضر من العسس والجندرمة
    ثم غليان الشارع دون ان تكون هنالك علامة رقمية اسمها 21 اكتوبر
    وكالعادة تلتصق القيادات التقليدية بالثورة وتركب في الدرجة الاولي لتحيي الجماهير من النافذة وتذهب الى القصر
    ابريل انتفاضة اسبابها الغلاء وتجمعات طلابية ومظاهرات وهمهمة في الجيش
    ولكن بنفس الخفة يركب السادة الدرجة الاولى ويبحرون او يهتدون
    !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!؟
    الذي يحدد تاريخ للاطاحة بنظام، شخص يبحث عن صفقة
    يقوم بالتلويح بالعنف ثم يذهب ليغازل المؤسسة الحاكمةويفاصل في الثمن هو شخص غريب ومريب
    لايمكن لعاقل ان يقبل تقلبات وازدواجية في الموقف الى هذا الحد ،الا شخص منوم تنويم مغناطيسي او (حوار) لاتثريب عليه
    الشارع تحركه معدته وضرورياته الماسة لاينتظر ان يرفع السيد بنانه ليهدر في الشوارع
    هذا لم يحدث في التاريخ،، السيد الصادق يعرف ان ذلك لن يحدث لذلك اضاف او (اعتزل السياسة )
    بدلا من ان يقول (او ترق كل الدماء)كمايقولون
    الشارع الذي لم تحركه الزيادات لن تحركه الولاءات
    جرب الصادق اربعة مسيرات كلها باءت بالفشل بل كان مظهرها حزينا ومبتورا وضعيفا ومخجلا احيانا
    فلماذا لايطور الجهاد المدني قبل ان يعتزل السياسة
    لماذا لايطور حزبه ويحشده بالكوادر ويعلمهم كيف يعبئون مظاهرة سلمية اودموية
    لاتنتهي فقط بكسر يد السيدة لتتلقى علاج مجان في الاردن من الاشراف في الضفة الاخرى
    ذلك يطرح السؤال لماذا يثور الناس ويموتون ليحكمهم نفس الاباء ونفس الابناء
    المحرك الحقيقي للثورات هو نقص الغذاء والشح وارتفاع ثمن العيش
    لقد مرت لحظته ولايمكن اعادتها يوم 26 بامر ملكي
    عودوا الى احزابكم حرروها طوروها دربوها لتنافس او تقاتل


    اضافة:
    يعني على رواية خالد عويس ان السيد الامام ذهب الى الحكومة المقبورة من باب انه استنفذ كل الفرص وبعد ذلك سيسقط الحكومة
    والله دي الامام الخميني ما عملها!!
    الحبيب خالد انت كتبت هذا المقال بعقلية راوي وليس صحفي وعلى قياس الاولى فلقد كنت رائعا
                  

01-23-2011, 07:22 AM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (أبوالعفّين) منبرشاً!! للحبيب خالد عويس (Re: عبد الملك يوسف الملك)

    الأستاذ خالد عويس
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    النشوف آخرتا ...ويوم الزينة ليس بعيدا وحينها سنعرف أبو العفين ...فمصداقية الأحواب السودانية على المحك في هذه المرحلة ..وإنكسارها يعني مسلاد أحزاب جديدة أكثر قوة وعنصرية كمان !!
                  

01-23-2011, 07:52 AM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (أبوالعفّين) منبرشاً!! للحبيب خالد عويس (Re: عبدالرحمن الحلاوي)

    ههههههههههههههه

    بل هو أبو العفين منتصرا


    والحساب ولد

    ماذا استفاد الشعب السوداني وحزب الأمة من هذا اللقاء ؟؟ أو مما يتمخض عنه ؟؟
    وماذا استفاد النظام وابو العفين ؟؟


    انتو بتغشوا علينا نحن ولا على روحكم ؟؟؟؟
                  

01-23-2011, 07:59 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (أبوالعفّين) منبرشاً!! للحبيب خالد عويس (Re: فتحي البحيري)

    يا بحيري لا يعميك الغرض ويضلك هوى الخصام فالكلام واضح رئيس حزب الامة القومي وضع شروط اذا لم تتم الاستجابة لها حتى يوم 26/1 سوف يتخذ احد خيارين حددهم.... وقبل الموعد المضروب اتصل المارشال الذين بيديه الشروط وطلب مقابلة رئيس الحزب ووعد بدراسة الشروط والرد عليها ونحن لسع في الامر يعني ما في تراجع فاذا تمت الاستجابة فلله الحمد استفاد الوطن والمواطن واذا لم تتم الاستجابة الموية تكضب الغطاس فاترك الفرح بعيدا واضحك على نفسك فماكهذا تورد الابل ....
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de