من الضرورى للغاية أن تتخذ الحكومة المركزية فى الخرطوم الإحتياطات المبنية على حسابات واقعية محضة بشأن تصرفاتها حيال الاقليم الجنوبى . فعلى سبيل المثال فإن القول ان وزارة التعليم قد أعدت العدة لاقامة الامتحانات العامة (الشهادة السودانية لسنة 2011) بما فى ذلك مدارس الجنوب ، أمر ليس فيه احتياط معقول ، إذ أننا ومهما وضعنا فى الإعتبار أن هناك احتمال للوحدة ، فإن كافة الشواهد الماثلة حالياً تشير الى عكس ذلك ، فالإنفصال أصبح مرجحاً بقدر كبير بحيث يصعب على أى عاقل أن يعتقد خلاف ذلك . ومن المؤكد أن إجراء امتحانات الشهادة السودانية فى الجنوب فى ظل مناخ كهذا سوف يعرضها الى مخاطر ما أغنانا عنها ، فلو أن الجنوب رفضها ، فسوف يؤثر ذلك على مجمل أداء الطلاب لأن احتمال الكشف يكون قائماً خاصة وأننا نعلم أن حكومة الجنوب من الممكن أن تدعى أنها تقبل بها حتى اذا ما تم تسليمها اياها فى أول أيام الامتحان قامت بكشفها ونحن لدينا تجربة ثرة فى هذا المنحى فقد جرت استعدادات الدورة المدرسية حتى آخر رمق وبعد أن تم اهدار المال والجهد ووصل الطلاب الى هناك من كافة أنحاء السودان إذا بحكومة الجنوب تفاجئ الجميع بالغائها . لهذا ليس من المستبعد أن يتكرر الأمر مرة أخرى بشأن الامتحانات مع ملاحظة أن الأثر سيكون مدمراً بشأن الامتحانات لأنها تتصل بمستقبل وما تجربة كشف الامتحانات فى دارفور قبل سنوات ببعيدة عن الأذهان . من جانب ثانٍ فإن نشؤ دولة جديدة فى الجنوب يطمح قادتها لتغيير كل شئ فى كافة النواحى يعنى بداهة أن المناهج الدراسية والمقررات ونظام التعليم نفسه سيكون مغايراً ومن ثم فإن من الصعب أن نتصور بول حكومة الجنوب بمناهج سودانية وامتحانات سودانية وهى قمة بهجتها بدولتها الجديدة . وهكذا فإن من المهم كما أسلفنا أن تنتبه وزارة التعليم فى الخرطوم لهذه الناحية التربوية والأكاديمية المهمة فقد دلت التجربة على ان كل شئ يمكن توقعه فى تصرفات قادة الجنوب . صحيح أن هذا الأمر قد يؤثر على الطلاب فى الجنوب وهم لا ذنب لهم وصحيح أيضاً أن حكومة الجنوب ربما تتضايق جراء خطوة كهذه حتى ولو كانت تنوى رفض قيام هذه الامتحانات ولكن التصرف بواقعية حتى ولو كان تصرفاً فيه شدة أفضل من تعريض مصير طلاب السودان كله لمأزق لن يهتم له قادة الجنوب ولن يؤثر فيهم كما جرى فى فعاليات الدورة المدرسية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة