|
سليم القلب لا أحمل للناس سوى الحُب
|
لطالما انشدها الإسلاميون في حلقات الذكر والإنشاد وبين فواصل الجلسات والافطارات، ولطالما رسمها الحداة والمنشدون في أيام الحماسة، ومواقيت التحفيز، كلمات الدكتور يوسف القرضاوي، المعبرة وأنشودته المؤثرة (أنا المسلم) التي لحنها منشد الإسلاميين المظلوم، في دولتهم وتحت سقف ثقافتهم الشيخ زين العابدين طه. سليم القلب لا أحمل للناس سوى الحُب غزير الدمع في المحراب ليث الغاب في الحرب أنا درع لأوطاني أنا حامي حمى الشعب أنا المسلم أنا أنا المسلم أنا بالعدل والإحسان مأمور وأمار أنا نبع لكل الناس بالخيرات ثوار. إنها مرشدات في التعامل والتعايش، والامتداد بين الناس والمجتمع وتفاصيل المشهد العام ما اشد حاجتنا ليها الآن واللحظة بتنزيل عملي وواقعي، ينقلها من مرحلة الشعر والنداء لتكون شعاراً ملزماً ولازماً الآن والساعة. كم تمنيت لو أن بعض إخوتنا من الإسلاميين ساسة ومفكرين وكتاب اقتدوا بهذه الأنشودة في شأن تعاملهم مع الجنوب إذ الحظ أن ثمة خلط مريع بين الجنوبي المواطن، الذي قد يكون وحدويا أو انفصاليا لكنه آخر الأمر مواطن عادي منزوع الأحقاد والضغائن السياسية تجاه الشمال والإسلام ثمة خلط بين هذا والجنوبي الآخر صاحب الغرض والشريك في المخطط الهادف لتمزيق البلاد الآن. نحتاج للتمسك بمرجعية انتماء الفكري الإسلامي، في إدارة شأننا السياسي، وغيره، ولهذا أقول إنه من العار أن يحس المرء أن ثمة نفس عنصري ومقت متجاوز للحدود في خطاب البعض، فالجنوب الذي يجعله البعض الآن طلبه كتاباته ومواقفه وآرائه فيه مسلمون وهذه وحدها كافية لأن نراعي فيهم روابط العقيدة، فإن لم يسعنا مع الجنوبيين الوطن الواحد فليسعنا معهم هذا الدين، إن ارتداد بعض الإسلاميين عن كريم ما بشروا به طوال عقود ردة وعوار مخز، فما استقوت الحركة الإسلامية في السودان إلا بكونها تنظيم وسع الجميع وعبرت عن كل السودانيين خلافا للقوى الأخرى بما في ذلك القوى الزاعمة إنها مستنيرة ومنفكة من أسر الدين وتوجيهاته. نحتاج إلى رؤية إستراتيجية شاملة لكل الأبعاد بشأن تعاملنا مع الدولة الجديدة، وحصر الأمر في الترتيبات الإدارية والإجرائية من شاكلة منطوق نصوص الجنسية والتوافقات الأمنية بشأن القوات المشتركة وحماية آبار النفط لا تكفي، نحتاج إلى رؤية تأصيلية يستهدي بها الخطاب السياسي والإعلامي ومن ثم تكون خطا عاما يقاد إليه الناس أن تعاموا عنه أو غم عليهم. إن نحارب ونناهض التوجهات الصهيونية ومخططات تدمير السودان شيء وان نحارب ثوابت قناعتنا وكريم التزاماتنا تجاه الاخرين وفق ملزمات الاحترام والتقدير والتفهم على قاعدة انهم بشر خلقهم الله لنكون فعلا انت وانت (سليم القلب لا أحمل للناس سوى الحُب) شيء آخر وأتمنى ألا نفشل في الأولى وننجح في الثانية. حينما لا نحمل للناس سوى الحقد !.
|
|
|
|
|
|
|
|
|