|
|
 صحيفة السوداني تتسائل: المبادرات الوطنية.. من يهتم؟
|
المبادرات الوطنية.. من يهتم؟
بقلم:عبدالمنعم عبدالقادر عبدالماجد
السياسي المخضرم وهو يجدد تجاربه السياسية النيرة والمستنيرة لدرجة أن تجاربه يجب أن تكتب في ذاكرة الناس وعقولهم ويختزنوها في أذهانهم وفي ضمائرهم ووجدانهم بل يجب أن يعيش السياسي البارع في نخاع الشعب السوداني وبين ضلوعه فنحن في زمن يمر علينا والحزن مزروع في القلوب والفصول السياسية تتغير وتتبدل ونحن نهرم جسدياً وسياسياً فمن قلب دائرة السياسة إنطلق صوت السياسي المخضرم الأستاذ علي محمود حسنين نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي وهو يطرح مبادرة وطنية سياسية لإخراج البلاد من الاختناقات الحالية هذه المبادرة الديمقراطية تدعو إلى عودة الديمقراطية إلى البلاد وبسط الحريات وأنه لا يمكن حل أزمات البلاد في هجير الأنظمة الشمولية فمشاكل البلاد يتم حلها في ظل الأنظمة الديمقراطية ومثل هذه المبادرة الوطنية حين تصدر من قبل سياسي برلماني مثالي ومخضرم مثل الأستاذ حسنين حتماً هذه المبادرة تجد عناية فائقة عند كل القوى السياسية ماعدا المؤتمر الوطني الذي ظل قادته يرفضون أية مبادرة وطنية تطرحها المعارضة أو حتى قادة المعارضة حتى ولو كانت هذه المبادرة لمصلحة البلاد والعباد هكذا عودنا أهل الانقاذ منذ "21"عاماً لا يعيرون أية مبادرة وطنية إهتمامهم يتم طرحها من قبل المعارضة وهذه هي من أجندتهم وثوابتهم الشمولية لأن نظام حكم الفرد لا يقبل القسمة على إثنين هو إتجاه واحد لا شورى ولا إستشارة سياسية فكل الإتفاقيات نيفاشا وأبوجا وغيرها من الإتفاقيات وقعوها دون الرجوع إلى أخذ رأى الشعب جعلوها إتفاقيات ثنائية والإتفاقيات الثنائية تقود البلاد إلى المزيد من التمزق السياسي ففي ظل الأنظمة الديمقراطية لا يمكن لأية حكومة أن تنفرد لوحدها بإتخاذ القرار من دون الرجوع لأخذ رأى الشعب وخاصة في المسائل الدستورية والعودة إلى البرلمان الديمقراطي لسان حال الشعوب المتحررة من قيود الشمولية والطائفية السياسية والجهوية العمياء فأية إتفاقية لا يتم التوقيع عليها بمداد روح الإجماع الوطني أي تشارك فيها كل القوى السياسية في البلاد لذلك جاءت الإتفاقيات الثنائية مهزوزة وتتعرض باستمرار لهزات سياسية وكما ذكرت درج أهل الانقاذ على رفض كل المبادرات الوطنية التى يطرحها قادة المعارضة من أجل اخراج البلاد من دائرة الأزمات السياسية بل أنهم يسخرون ويتهكمون على السياسي الذي صدرت منه هذه المبادرة وهذا هو إسلوب حكم الفرد في تعامله مع المعارضة والغريب في الأمر في العام الماضي قال أحد قادة الانقاذ "نحن لا نؤمن بأنظمة تضطهد الإنسان أو لا تحترم حريته وكرامته وكل نظام لا ينظر إلى تلك القيم فاسد قطعاً ويجب إزالته".. هذا كلام جميل لكن أين الفعل به يقولون ما لا يفعلون فإن كان أهل الانقاذ رفضوا ويرفضون أية مبادرة وطنية يطرحها قادة المعارضة ثم بعد كل ذلك يدعون أنهم لا يؤمنون بأنظمة تضطهد الإنسان أو لا تحترم حريته أو ليس رفض أي مبادرة تصدر من قبل المعارضة يعتبر إضطهادا للمعارضة وعدم احترامها؟ أو ليس رفضهم لكل مبادرة يطرحها قادة المعارضة يعتبر إهانة لقادة المعارضة وخنق حريته والطعن في كرامته؟ أقوالهم كلها تناقضات وتضاربات ومشاحنات سياسية يمارسونها مع الخصم السياسي لا يحترمون أية مبادرة تصدر من قبل قادة المعارضة ثم أوليس السخرية والتهكم هو نوع من الإضطهاد السياسي؟ إنها الحقيقة تفُال لكن الحقيقة لها مناوئون وما اكثرهم في عهد الانقاذ.. إن مبادرة الأستاذ حسنين وجدت صدى سياسي كبير عند القوى السياسية التى تؤمن بالديمقراطية كمنهج سياسي تسير عليه ووجدت تجاوباً كبيراً وسط الأحزاب المعارضة وعند أصحاب القلوب الحية والضمائر اليقظة لأن المبادرة جاءت كشلالات الشعور الوطني المتدفق على النفوس المتعطشة للديمقراطية والحرية.. جاءت المبادرة الوطنية كصوت حر ونداء عال للمطالبة بالديمقراطية والإصلاح السياسي في كل ميدان وموقع ذلك البرلماني المثالي الذي طالما جلجل صوته تحت قبة البرلمان معلناً أو قائلاً كلمة الحق غير هياب ولا وجل وغير طامع في منصب أو تقرب من سلطان ظل الأستاذ حسنين ديدنه مصلحة الوطن فوق كل شئ وبفضل وطنيته الصادقة أخذ مكانه بل ظل مكانه في قمة صفوف الوطنيين الذين إعتصموا بحصن الديمقراطية والحرية واحترام حقوق الإنسان وناضلوا في سبيل إسترداد الديمقراطية فضرب بذلك مثل السلوك الوطني الصادق فأمثال الأستاذ حسنين يمثلون أعلاماً رفيعة خالدة في الحياة السياسية ظل ملازماً للزعيم الخالد إسماعيل الأزهري لم يرض بديلاً عنه ابداً. وقفت كالطود في عزم وفي شمم وعشت عفاً نظيفاً فارسا بطلا آثرت صباحك إسماعيل تمنحه ولاء صدق ولم تطلب به بدلاً وكنت في كفه رمحاً يهز به وكنت في جنبه السيف الذي إحتملا إن مبادرة الأستاذ حسنين وجدت القبول السياسي لدي القوى السياسية كما ذكرت لكنها حتماً لن تجد القبول عند المؤتمر الوطني الذي يعتبر قادته ان أية مبادرة لا تخرج من دهاليز المؤتمر الوطني هي مبادرة "باطلة" لا ينظر في أمرها هكذا الأنظمة الشمولية وليس هذا بغريب عنها فهي لن تجد أذناً صاغية لتعي فحواها فطلاب السلطة الشمولية لا يعترفون ولا يؤمنون بفتح قنوات ديمقراطية للحوار مع المعارضة من منطلق الإقتناع هذا هو حالهم وديدنهم فهم لا يؤمنون بالاساسيات والثوابت الوطنية إنما يؤمنون بأجندتهم الخاصة بهم وهي أجندة شمولية 100% غير قابلة للمناقشة أو التعديل فالذين لا يحترمون الرأي الآخر لا يمكن لهم ان يحترموا مبادرة وطنية تخرج من صلب المعارضة ولكن على القوي السياسية التى رحبت بهذه المبادرة عليها أن تتمسك بها فهي حتماً تعتبر هذه المبادرة هي طوق نجاة للشعب السوداني وخروجه من خنادق الظلام الشمولية إن الشمولية وقادتها قد يعتبرون مبادرة الأستاذ حسنين "سلاحا" أشهر في وجوههم لذلك يرفضوها لانهم لا يؤمنون بالمبادرات الوطنية التى تصدر من قادة المعارضة لذلك من خلال هذه السطور أخاطب الزعيم الوطني حسنين قائدا له. من ذا يبيع إمارة بالشعر من يهديك اسيافاً لتشهرها عليه؟ حياك الله يا ود حسنين عشت بالطول والعرض للسياسة ولم تزحزحك السياسة قيد أنملة عن مواقفك الوطنية التى وقفتها وتقفها الآن شامخاً كشموخ الأزهري والفضلي ونورالدين شيخ السياسة كم عالجت غامضها وكم تجنبت فيها الموضع الزللا قد كنت انظف من ضمته ساحتها لم تعرف الدس والإيقاع والحيلا فلم تزحزحك السياسة عن وضع رضيت به ولم تنل منك شكاً يبعث المللا.
المصدر صحيفة السوداني
|
|
  
|
|
|
|
Mohamed Yassin Khalifa
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست