|
Re: في رثاء الأديب الراحل علي المك (Re: عبد القادر الرفاعي)
|
علي المك وداعاً .. وداعاً إلى اللقاء
عن علي
بقلم أم سلمة المك الآن وقد أنقضى على رحيل علي المفاجئ عقد من الزمان وبدأ ثان، هنالك شيئان يحزان في نفسي ، شيء يحزنني وآخر يؤرقني ويزج بي في متاهات أستغفر الله فأنها ليست من إيمان المسلم في شيء. 1) كم كنت أتمنى أن يصدر النعي في الصحف وإعلان الشكر على الوجه التالي وبكلمات قليلة العدد، عميقة وخالدة (أهالي أمدرمان ينعون إلى الأمة أبن أمدرمان البار).. لا حاجة لنا بذكر الأسماء من عائلته وأصهاره فلا نريد إثبات نسب ولا نطمع في إرث من متاع دنيانا الفانية.
2 ) أرسلت له خطاباً يوم الجمعة مع زوجته وهى في طريقها إلى نيويورك للحاق بزوجها في نيومكسيكو .. لم تبلغ و لم يبلغ !! رحل علي من دنيانا الفانية . لم يقرأ خطابي ولم يقرأ رسائل أبنائه ! علي مازلت أنتظر الرد غفر الله لي .. 3) اعتزازه بوطنه لا يقف عند حد ، استضاف يوماً زائرة أمريكية في منزلنا بحوش سليمان قلت له يا على كيف لابنة العالم الجديد أن تدخل الزقاق في وحل الخريف ؟ قال : هم لاقين ! أنهم يبحثون عن تجارب رش الحوش بالموية . تربيزة فقط وكراسي متحركة .. أريد جك ليمون وقهوة بالجبنة فلا بيبسى كولا ولا نسكافيه.
4) عطفه على الضعفاء والفقراء لا تحده حدود يبكى لآلامهم، كم امتدت لهم يده رغم قصرها بالمال.. وكم أرسلهم إلى كبار الأخصائيين من أصحابه الأطباء فوجدوا كل العناية بدون عبء مادي.
الإنسان عنده الضمير .. حقاً يا أبن أمي .. ما خنت وما تنكرت للبلد الذي أعطاك كل شيء . ولم تمتد يدك لمال خاص أو عام لم يفارقك ضميرك إلى أن فارقت الحياة لك المغفرة يا أبن أمي.
5) لم يعرف الحقد يوماً طريقاً إلى قلبه .. لم ينم يوماً وفى قلبه غل على أحد. 6) كان مرهف الحس رقيقاً.. ما عاتبه أحد من أهله إلا أعتذر له باكياً. 7) أصدقاء على أمة بأكملها.. لا يصنفهم لون سياسي، أو معتقد ديني، أو عرق أو جنس .... من كل صوب وعمر .. هم السودان بأكمله.
****** أم سلمة المك الرياض – السعودية 7 نوفمبر 1992م
***********
(عدل بواسطة عبد القادر الرفاعي on 01-16-2011, 05:38 AM)
|
|
|
|
|
|
|
|
|