الانجليز قدموا خدمه لأعراب السودان ولكن العرب العاربه لا تفهم!

Quote: العزيز جلال اشكرك على طرحك الواضح لسرد حقائق واقعنا المأساوي بكل صدق بعبارات واضحة وبسيطة وما ذكرته هو الواقع بلا زيادة او نقصان؟ وانقل لك هذا المقال الذي يبدو ان كاتبه عربي اصيل وفيه يتضح المغالطة في الاصول العرقية بحيث ان هذا الكاتب العربي لا يستطيع استنكار العروبة لاي دكتاتور عربي كما نراهم الان. فكلهم دكتاتوريون قتلة وسفاحين ولو وجد شعوبهم طريقة للنضال او المطالبة بالانفصال لفعلوا مثلما فعل شعب جنوب السودان. وهناك امثلة في الواقع فالاكراد مع الدكتاتور صدام وكذلك في سوريا. شعب الصحراء الغربية, الاقباط في مصر, والامازيغ والطوارق والبربر في كل ما يسمى بالمغرب العربي, وحتى البدون في شبه الجزيرة العربية. فكل هؤلاء الان يصطرعون مع قادة دكتاتوريون عرب بالطبع والعبارة التي صدح بها الزعيم عادل إمام في مسرحه الزعيم كحل اخير حيث قال; اللهم موّت الشعوب كلها يارب العالمين عشان الزعماء يصبحوا الصباح لا يجدوا من يحكموه فيمشوا السعودية ولا حتى كوالمبور؟ هذا اصدق تعبيرعن حالة الاحباط الكامل الناجم من واقع الاستبداد والتسلط وتفشي وسيادة الدكتاتورية إلا ان احدا لم يجرؤ على نزع الاصل العرقي عن كل هذه الزعامات الدكتاتورية المستبدة إلا البشير لماذا؟ لان ببساطة هو ليس عربيا عرقا ولا اسلافه من الذين حكموا السودان ولهذا فالكتاب هنا يوضح كيف انه يتالم لاساءة هذا المتعورب الى العروبة كعرق اولا ويستنكر اضافته الى الهم العربي المثقل بالدكتاتورية والاستبداد والفشل على الرغم من ان هذه المنطقة ما بين الخليج العربي وبلاد النهرين مرورا بالبحر الاحمر وشواطئ المتوسط حتى الدار البيضاء على ضفاف المحيط يعتبر من اغنى مناطق العالم بدءا بثرواته البشرية المتعددة والمتنوعة الثرة. والغريب حتى القران اوضح عظمة هذا التنوع حيث قال تعالى : (انا خلقناكم شعوبا وقبائل لتتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم) هذه الاية يتجلى عظمة التنوع والاختلاف العرقي الثقافي والديني والتقوى امر مربوط باشياء كثيرة بما في ذلك حق الابتكار و الاختراع للاشياء المعرفية المعنوية والمادية التي تساعد الانسان في حياته وازدهاره ولو صدر حتى من الكافر لان مسئولية التقوى اساسا عند الله كما قال جل شانه. بينما البديل النقيض لهذا النص الصريح الواضح هو استعراب خلق الله بالقوة وفتاوي الدجالين كالذي يزعم بحديث منتحل باسم الرسول الاعظم بانه قال: (كل من تحدث العربية فهو عربي) وهذا يتناقض صراحة مع الاية التي اقرت الاختلاف كما هو واقع اساسا, فالله هو الذي خلق كل الاعراق عربا وغير عرب في العالم كله كما هو موضح في الاية ثم هو من لا مبدل لخلقه ولا مبدل لكلماته ولا مبدل لحكمه وهو خير الحاكمين. اذن السؤال متى انقلب المولى عزوجل على احكامه تعالى حتى يصبح الناس عربا بجرة قلم فقهاء السلطان العاطلين؟ بل اصبح الشأن الاهم لهؤلاء العاطلين ونخبهم وحكامهم الدكتاتوريون المستبدون ليعتاشون على حساب الشعوب وفق اوهام قد حسمها الخالق عزوجل منذ اليوم الاول للخلق, وما عاد هناك مجال لاية نقة من اي كائن من كان في هذا الصدد. بل الغريب تركوا ما يهم حياة الناس وتطورهم ورقيهم وضمان وسلامة حياتهم كبشر اولا واخيرا قد خلقهم الله جميعا وهو اولى بهم واعلم بشانهم حتى من الفرد بنفسه وقادر ان ينسفهم دون طرفة عين إلا انه تعالى اراد بقدرته تركهم الى حين. إلا ان هؤلاء العواطلية السادويون يتصارعون في القتل والفتك بخلق الله بحجة ان هؤلاء غير عرب واولئك عرب وما ادراك حتى فاتنا قطار التقدم والتطور البشري واصبحنا كالاغنام يقودهم دكتاتور جاهل بادني شئون حياته الشخصية ناهيك عن شئون رعاياه او مؤسسة الدولة التي ما هي إلا نتاج لفكر بشري خالص لا دين البته فيها ولا صلة لها بشأن عرقي قبلي وانما غايتها الانسان ككائن موجود في الحياة الدنيا ومصالحه الدنيوية الفردية والجماعية بغض النظر عن اي اعتبارات اخرى. ولا ادل على هذا الجهل حالة الدكتاتور العراقي السابق صدام حامي العروبة من الخليج الى المحيط الذي وجد في حفرة قد هجرها الفئران. بل الاغرب ما يحدث في السودان هم فقط مجندون لوهم اسمه العروبة وكان من البديهي ان نشاهد تلك المشاهد المروعة في جنوب السودان ودارفور وجبال النوبة والشرق والعيلفون وكجبار وفي قلب الخرطوم ختاما بالمشهد الفظيع لرجل شرطة يجلد امراة بوحشية غريبة لا يليق حتى بحيوان مفترس من انسان عاقل ناهيك عن شخص يرتدي زي الشرطة وقاضي في القرن الواحد والعشرون وعدد كبير من الحضور لرسميين في دولة المشروع الحضاري العروباسلاموية. وهكذا يظل حالنا اكثر وحشية وسادية وقتامة من اهل ملكة سبأ في القرون القديمة حيث كانت المرأة العظيمة التي قالت عبارتها التي تعبر وعيها المتقدم حيث إستشهد القران الكريم بقولها إن الملوك اذا دخلوا ارضا افسدونها الى اخر الاية الكريمة. وكانت هناك عبارة قريبة لها: ان الجنود اذا دخلوا ارضا قطعا لا يفلحوها وانما سيحرقوها بالطبع وهكذا جنود العروباسلاموية المزورين المهمومين لدرجة اعلان الجهاد ضد ذويهم في سبيل انتحال هوية الغير فما علاقتهم بالسودان وشعبه العريق وماذا تراهم فاعلون به يا ترى؟ فائق شكري