|
و ماذا بعد يونيو؟؟ .. ننتظر بفارق الصبر يوم 9/1/2011 لنطوى الصفحة..
|
بالطبع يذكر الجميع عبارة ( و ماذا بعد مايو؟ ) و التى تعبر عن الحيرة، الاحباط، و المستقبل القاتم. لم يكن بعد مايو سوى ابريل سئ الحظ لم ينعم بحياة طويلة و لا سعيدة و غادر مأسوف عليه و فتح الباب أمام الأحزان و خيبات الأمل على مصراعيه. لم نعرف كبلد الطريق الى التفاؤل منذ أمد بعيد. لذا يقول البعض ربما تولد تنمية بغير حبل أو مخاض و تسمى حينها معجزة و لكن هل هذا زمان المعجزات؟؟ دعونا ننظر لكل هذه الأمم التى لا تدخر جهد فى تطوير نفسها ( بنيات تحتية ، مؤسسات و حياة نوعية للبشر) و رغم عن ذلك تبدو الحياة غير متعاونة بكل هذا الكم من الكوارث الطبيعية و الصناعية و التى يعتبر الإنسان ضالع فيها لحماً و عظم. فما بالنا بأمة تحمل المعاول و تهدم فى مكتسباتها.
ماذا بعد يونيو؟؟ سيظل الإنفصال هو علامة جودة يونيو. إنفصال جاء من رحم الغيب، لم يكن بحسبان أعظم المتشائمين . جاء ليمزق الوطن و يجهض تفاؤل لم يولد. ولو إفترضنا ان الإنفصال كان هو سيئة يونيو الوحيدة، فيستحق يونيو كل كلمة سيئة ستقال فى حقه و كل وصمة عار تلصق به و كل مزبلة تاريخ تفتح أحضانها له. الإنفصال شرك أعظم و كفر بالوحدة. وحدة تظل الجميع فى دولة المواطنة التى رأس مالها المواطن، و استثمارها فيه، و ربحها أجيال تخرج من أصلاب أبناء الوطن الأحرار، المتعاضدين.
سيظل يونيو يمثل أعظم جرح فى تاريخ هذه الأمة، قتل الماضى و وأد المستقبل، سرق من الفرد السودانى ماضيه المشرق و سيرته العطرة فى كل الدنيا و أخرج للعالم فلول من اللاجئين كسيرى الأجنحة و أوجد وجه آخر للفرد السودانى سئ السمعة لم يعرفه العالم العربى خصوصاً و بقية العالم من قبل؛ يونيو فعل بناء مالم يفعله الإستعمار. لذلك فقد آن الأوان فقد طال بنا ليل الهوان و فى الإنتظار مسلسل من التمزقات اذا لم ندرك الوطن.
الآن ننتظر بفارق الصبر أن نطوى هذه الصفحة، فلم يعد من المفيد الحديث عن من هو المسؤول عن الإنفصال، لأننا جميعاً نعرف الإجابة. مضى زمن طويل و نحن ننتظر الحركة الشعبية لتحمل لنا اللواء و تجاهد جهادنا، و ها نحن ذا نخسر رهانها و نتيقن بأنه ( ما حك ظهرك غير ظفرك ). لنطوى هذه الصفحة، نتمنى للأخوة فى الجنوب كل الخير فى دولتهم و نشمر السواعد لنبنى وطننا الذى عدت عليه السنين وهو ينتظر. سيكون يوم 9/1/2011 يوم تحرير لأرادتنا، يوماً نعلن فيه اننا نعى ما حدث و ما يجب أن يحدث فى الغد.
|
|
|
|
|
|