|
اما أتاتورك أو جودو ... دكتور سيد القمني
|
العلمانية هي الترجمة العربية للمفردة الإنجليزية (سيكيولاريزم) ، و مقابلها الفرنسي (لاييك). و هي بفتح العين تعني الدنيا أو العالم المحسوس الدنيوي الأرضي الذي نعيش فيه، أي أن اهتمامها يركز على هذا العالم المرئي لتطويره و اكتشاف قوانينه و السيطرة عليه من أجل صالح الفرد و المجتمع و الإنسانية جمعاء لانه محل معاشها و لا سبيل للتعامل معه إلا بأدواته ،و هذه الأدوات يلخصها لفظ العلمانية بكسر العين، أي العلم كمُنتًج و فعل عقل بشري في الواقع الحسي. حيث ثبت أن مجال الدين و عالمه لم يستطع أن يفعل هذا في الواقع لاختلاف منطقه عن منطق العالم الدنيوي ، ففي العالم الإلهي يجوز كسر كل القواعد التي لايمكن كسرها في عالمنا الدنيوى ،لأن منطقه كن فيكون دون ترتيب منطقي حسبما نفهم عن المنطق في عالمنا الدنيوي لذلك كانت نتائج محاولة تطبيقه على الواقع الدنيوي سلبية دوما، و لم يستطع أن يقدم لهذا الواقع حلولا لمشاكله بل زاد هذه المشاكل و عقدًها، و دخلت الإنسانية حروبا دينية كانت هي الأعنف و الأكثر دموية في تاريخ البشرية. و بنظرة بسيطة إلى ما حققه العلم منذ وضع فرنسيس بيكون أصول منهج التفكير العلمي، نجده قد حقق في قرنين مالم تستطع كل النبوات تحقيقه، و أصبح الإنسان اليوم يعيش خير القرون أما أعظم القرون فهو الاّتي و ليس الماضي، بعد أن قضى المنهج العلمي في التفكير على الأمراض الوبائية الفتاكة التي كانت تُبيد نصف البشرية في كل مرة، و على المستوى الاجتماعي انتهى إلى تصالح طوائف و عناصرالمجتمع في عقد إجتماعي يرعى الصالح العام للجميع على التساوي أمام القانون، و على المستوى القانوني تم إرساء مبادئ حقوقية هي الأرقى بالمطلق من كل ما جاءت به النبوات من تفريق و تحزيب بين أطياف المجتمع. ناهيك عن المُخترَعات و الكشوف التي وسًعت نظرة الإنسان للكون و يسًرَت حياة البشر ليعيشوا رفاهية لم ينعم بها أحد من الأنبياء ذاتهم.
و من ثم فإن العلمانية بفتح العين أو بكسرها مصطلح واحد لمعينين لا ينفك أحدهما عن الاّخر ولا يقوم أحدهما بدون الأّخر.
|
|
|
|
|
|
|
|
|