|
Re: أضعف الإيمان - رحلة البشير التاريخية!!(شرشحة العدو)!!!!!!!!! (Re: jini)
|
Quote: الهجوم الاستباقي من الجنوب الاربعاء, 05 يناير 2011 عبدالله اسكندر
التظاهرة الأخيرة التي أرادها الرئيس عمر حسن البشير، في جوبا أمس، «وحدوية» كانت بمثابة المسمار الأخير في نعش وحدة السودان. لقد شاء أن يقول إنه ما زال يتمسك بخيار وحدة البلاد حتى أيام قليلة قبل استفتاء استقلال الجنوب. لكن ما قاله فعلاً يصب في تعداد محاسن هذا الاستقلال الذي، كما أعلن، سيعمم السلام وسيحقق ما لم تحققه الوحدة.
لقد جاء البشير الى جوبا ليعلن أمام قيادات الجنوب: «إذا اختار الجنوب الانفصال سأكون سعيداً لأننا حققنا السلام للسودان بطرفيه... إن اخترتم الانفصال سأحتفل معكم... الفوائد التي يمكن أن نحققها عبر الوحدة يمكن أن نحققها من خلال دولتين».
لا أحد يجهل الأسباب التي أوصلت الوضع بين الشمال والجنوب الى ما هو عليه حالياً، على رغم اتفاق سلام استمر تطبيقه في ظل رئاسة البشير ستة أعوام، ولم يقنع أحداً في الجنوب بفوائد الوحدة. ولا أحد يجهل أن حكم البشير لم يكن جاذباً لا للجنوبيين ولا للشماليين. وكما فقد الجنوبيون الثقة بهذا الحكم ويتوجهون الى الانفصال، ثمة في الشمال من فقد الثقة بهذا الحكم أيضاً ويتجه الى مواجهته. وهنا ربما تكمن دوافع زيارة البشير الى جوبا عشية الاستفتاء.
لقد استغلت قيادة «الجبهة الشعبية» الحاكمة في الجنوب الزيارة لتقيم احتفالاً رسمياً لرئيس «الدولة الشقيقة في الشمال»، لأنها تدرك أن هذه الزيارة هي التي ستشرع استقلال الجنوب الذي وضعت كل إمكاناتها من أجله في الاستفتاء المقرر في التاسع من هذا الشهر. ولم تكن قيادات الجنوب من الغباء لتقتنع أن مجرد زيارة البشير لجوبا سترجح خيار الوحدة. لا بل أعدت الاستقبال الشعبي والرسمي للبشير، بالضبط، لأنها تعلم أنها ستكون عملياً تذكرة العبور الى الانفصال، وتهنئة مسبقة بنتيجة الاستفتاء.
لكن لماذا حرص البشير على القيام بهذه الزيارة التي تصب في مصلحة الانفصال وتعد تشريعاً له؟
الأرجح أن الرسائل التي حملتها الزيارة هي شمالية، وليست جنوبية فحسب. بمعنى أنها تسعى الى تحقيق أهداف شمالية في مواجهة حركة الاعتراض المتوقعة على نتائج سياسة البشير. وكذلك تبرير أي خطوات مقبلة يقدم عليها الحكم الشمالي لمحاصرة هذه الحركة. إنها نوع من الهجوم الاستباقي، من الجنوب، على الشمال.
عماد هذا الهجوم ادعاء التمسك بالوحدة حتى اللحظة الأخيرة، والتمسك بالتعايش مع الدولة الوليدة، ما يتيح تأكيد أن الرئيس البشير بات ضرورة لضمان هذه الخيارات بما هي خيارات سلام مع الجنوب، سواء عبر الاعتراف بنتائج الاستفتاء أو عبر عدم معاداة الدولة الوليدة. وليكون أي تشكيك في هذه الخيارات، على رغم المسؤولية المباشرة للحكم في الخرطوم عن الوصول إليها، تشكيكاً في السلام بذاته. وليتحول منتقدو حكم البشير، في الشمال، الى دعاة حرب مع الجنوب.
ومن عماد الهجوم أيضاً استعادة شعارات إسلامية، في مواجهة أطراف شمالية تستمد شرعيتها السياسية برمتها من كونها زعامات إسلامية لها تاريخ عريق في السودان. وليس صدفة أن يتفق «الأخوان العدوان»، أمام الأنصار صادق المهدي وزعيم حزب المؤتمر الشعبي ومهندس انقلاب البشير الدكتور حسن الترابي، على كون وعد البشير تطبيق حدود الشريعة مزايدة تشوه وجه الإسلام في السودان. ولتكون استعادة الشعارات الإسلامية بمثابة السلاح السياسي في مواجهة الخصوم، ليس فقط من أجل الحفاظ على الحكم وإنما أيضاً كأداة في التعامل مع المشكلات الكثيرة التي تنتظره بعد الانفصال. بدءاً من إدارة العلاقة مع الجنوب والخلافات معه، مروراً بقضايا المناطق السودانية، شرقاً وغرباً، وصولاً الى الخريطة السياسية الجديدة في الخرطوم.
|
| |
|
|
|
|