طائر الشؤم يحط شمالاً ... مآلات الإنفصال و شواهد الفرصة الأخيرة...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 07:08 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-01-2011, 10:35 PM

ابوعبيدة النعمان
<aابوعبيدة النعمان
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 755

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
طائر الشؤم يحط شمالاً ... مآلات الإنفصال و شواهد الفرصة الأخيرة...

    31 ديسمبر 2010

    (أنّكم أحدثتم في الإسلام الحَدَثَ الذي لم تُسبَقوا إليه: مِن تَركِكم الضعيفَ يُقهر ويؤخذُ مالُه، ألم تكن منكُم نُهاةٌ تَمنع الغُواةَ عن دَلَج الليل وغارة النهار؟ قرّبتُم القَرابة، وباعدتم الدِّين، تعتذرون بغير العُذر، وتُغْضُون على المختلس، أليْسَ كلُّ امرئٍ منكم يذُبُّ عن سفِيهه، صُنْعَ مَن لا يخافُ عاقبةً ولا يرجو مَعاداً، ما أنتم بالحلماء، ولقد اتبعتم السُّفهاء، فلم يَزَلْ بكم ما ترون مَن قيامكم دُونَهم حتّى انتهكوا حُرَم الإسلام)
    من خطبة زياد بن أبيه البتراء.

    مسار الاحداث في السودان يصيب المرء بالذهول إن لم يكن الجنون، فالذهول حالة مؤقتة تصيب الذهن لعدم القدرة لاستيعاب واقع ما ، ادق ما قيل في وصف هذا الواقع ابدعه الراحل الطيب صالح عندما قاده ذهوله إلى التسائل من أين جاء هولاء؟ و ماذا يريدون؟. ذلك السؤال الذي لخص الكثير من الإجابات، و مبعثه غرابة و جنون تلك الحالة، فكما قد اتفق الجميع بأن نظام الاتقاذ اسوأ نظام يشهده السودان في تاريخه الحديث من حيث إعتماده على عنصرالكذب و الخداع بل أن إمعانه و اندفاعه في الخبل السياسي قد جعل الجميع يعتقدون أن هذا النظام سينهار من تلقاء نفسه لا محالة بل جعلهم إعتقادهم هذا إلى الاكتفاء بالجلوس و المشاهدة فلم يكن الأمر يتطلب أي جهد منهم بالايجاب في دائرة الفعل.

    ما يؤكد هذا ما قد جاءنا به السيد الصادق المهدي مؤخراً بأن علي البشير إقامة حكومة قومية او أنه سيعتزل العمل السياسي!! هذه الخيارات العاجزة خطها الصادق و الذي لم يصدقنا ولا مرة واحدة بل لم يهدنا و ماكان هو مهتد، موقف الصادق هذا يذكر المرء بطرفة الطفل الذي قد سلبه من هو اقوى منه اشيائه في المدرسة فأتي إليه مهدداً (إن لم تعد لي اشيائي سأتركها لك)، هذا مشهد خلفي لمسرح الاحداث السياسية في السودان، المليئ بخيبات الأمل و الإحباط.

    خرج البشير على أهل القضارف بما هو قديم متجدد ، فقد أعلن على رؤوس الأشهاد إنتهاء عهد "الجغمسة" و حان الميعاد .. لتعلن دولة الخلافة الجديدة.. و "الجغمسة" تعني في العامية السودانية تخليط الأشياء بغير حساب ... حديث البشير أشار ضمناً إلى أن اتفاق السلام مع الحركة الشعبية لم يكن يوماً يعبر عن رغبات صادقة للمؤتمر الوطني في إيجاد حلول جذرية لمشاكل السودان التاريخية المتمثلة في عدم توفر العدالة الاجتماعية و غياب المؤسسية في وضع الحلول الناجعة و التركيز على قضايا التنمية الحقيقية و تعزيز كرامة الانسان بحماية حقوقه الدستورية و الاقتصادية و الاجتماعية. رغم قرار البشير بتكوين هيئة دعم الوحدة و انتدابه لأفضل جلابذة المؤتمر الوطني للعمل فيها و دعمها من "حر" ماله، و لعله لا يعلم أن الوحدة ليست محلاً للمزايدات السياسية و ليس مطلباً ثانوياً يستخدمه في إطار الدعاية السياسية الفارغة المعني و المحتوى، و إنما هي إستحقاق هام يجب على كل من يتحمل هكذا مسؤولية أن يتعامل معه بتجرد و موضوعية و ان يكون جاداً في إزالة أسباب التمزق و الاستقطاب المضاد، و الامر يتطلب شجاعة لم يدركها الرجل في إعطاء كل ذي حق حقه.

    إتفاقية السلام تمت سرقتها لقطع الطريق على المعارضة الشمالية من الاستقواء بالحركة الشعبية التي كانت تمتلك قوة عسكرية مؤثرة و لم يكن هناك أساس موضوعي لانجاح عملية الشراكة تلك لانها جمعت نقيضين، الحركة الشعبية و كنتيجة للضغوط الدولية التي مورست ضدها من قبل المجتمع الدولي كان لابد لها ان تقبل بالاتفاقية كما قد رسمت بنودها بالاضافة لحصولها على أعلى سقف من المطالب السياسية، و التي لم تجد صعوبة تذكر لقبول المؤتمر الوطني بها فقد تعرض هو بدوره لنفس القدر من الضغوط بعد أن ضاق المجتمع الدولي ذرعاً بطول ليل المفاوضات بين الطرفين، و كان النظام و لا زال يهتبل اي فرصة للإجهاز على المعارضة الشمالية كونها و حسب إعتقادهم المهدد الوحيد للنظام – لذلك قبلوا بشروط الاتفاق على علاته بحسب وجهة نظر بعض منتسبيه، و كان النظام قدر رفض مبادرة الايقاد التي تمثلت في خمس مبادئ أساسية :-
    1. الفصل بين الدين و الدولة.
    2. الالتزام الكامل بمواثيق حقوق الانسان الدولية.
    3. الاعتراف بالتعددية الديمقراطية.
    4. لا مركزية الحكم
    5. التوزيع العادل للثروة.
    مثلت هذه النقاط المبادئ الاساسية التي على جميع الاطراف الاعتراف بها تأسيساً لحوار بناء يفضي إلى سلام عادل و مستدام. قبل نظام الانقاذ بالنقطتين الاخيرتين و رفض الثلاث الأول، فمبدء فصل الدين عن الدولة يتناقض مع ايدولجية النظام، فما بال النقطة الثانية؟ او ليس الاسلام دين السماحة و العدل ؟ و ما بال مواثيق حقوق الانسان التي اتفقت حولها الانسانية كافة و لا يجرؤ علي رفضها إلا من كان فاقداً للأهلية الاخلاقية، و حتى اسوأ الانظمة الديكتاتورية و اكثرها وحشية لا تتجرء على رفضها علانيةً و انما تحاول الالتفاف حولها. النقطة الثالثة كانت تحتم على الحكومة تكوين حكومة قومية و إشراك جميع القوى السياسية في الحكومة و في صناعة القرار السياسي حالة قبولها بها و بالطبع هذا لا يروق لهم فقد رفض النظام الوحدة التي تقوم علي الديمقراطية و إحترام التعدد الديني و السياسي، و رفض مقترح الفترة الانتقالية التي يتشارك فيها الجميع صناعة القرار السياسي وفق دستور يرتضونه، لم تطالب الحركة بحق تقرير المصير و انما في قمة سقف مطالبها كانت الكونفدرالية و التي أرتأت للكثير من مثقفي الشمال انها من المحرمات السياسية و قد ابدت بعض القوى المنضوية تحت التجمع الوطني الديمقراطي آنذاك بعض التحفظات حولها و إن وافقت عليها على مضض في نهاية المطاف، كان هذا نفس السيناريو الذي مرت به فكرة الفدرالية أبان طرحها في البرلمان عند استقلال السودان حيث كانت جميع القوى السياسية تنظر إليها على أساس أنها من الشرور التي يجب تجنبها لانها لا تمثل في نظرهم سوى فرية من الاستعمار لتمزيق البلاد، هذا قبل أن يتحول الجميع إلى المطالبة بها و تقديمها كأحد الحلول القطعية لمشاكل السودان فلا تجد حزباً او جماعة سياسية في السودان " أصلاً او فرعاً" لا تتبنى خيار االفدرالية و إن أختلفت في تعريفاته و طرق تطبيقه. نظام الأنقاذ و في محاولة لكسر حاجز العزلة الدولية التي ضربت عليه و على دبلماسييه قدم حق تقرير المصير قرباناً فلعل ذلك يقربه زلفى من المجتمع الدولي و يكسر طوق العزلة و يظهر جديتهم و زهدهم في الحرب، فعمد النظام إلى تقديم هذا الطرح دون يسند ذلك رؤية استراتيجية للتعاطي مع الأمر عندما تحين الساعة، فقد كان هدفه الأسمى إبعاد الحركة من التجمع و ذلك لإضعافه ففي نظرهم هو الخطر الوحيد الذي يتهدد النظام كونه منافساً ايدويولجياً بما يمثله اكبر حزبين بحسب آخر انتخابات شهدتها البلاد "الأمة القومي" و " الاتحادي الديمقراطي" – و ذلك لمنادتهم بتطبيق الشريعة الاسلامية و نظام الحكم الاسلامي و ما إلى ذلك ، فهي كل ما يملكون ان يقدمونه و هي السلعة الأكثر رواجاً في سوق السياسة السوداني البائسة، و اداة مؤثرة في جذب تعاطف الجماهير فمجرد تبنى هذا الخط يلغي عن كاهل الحزب أي مسئولية أخرى كقضية التنمية و العدالة الاجتماعية و إعادة صياغة مؤسسات الدولة وفق رؤية قومية تنفذ إلى عمق الأزمة التي لم يكتب الله لبلادنا منها شفاء.
    ما يؤكد ما ذهبنا إليه هنا تلك الهرجة المضطربة و الغير مسؤولة للبشير لدى مخاطبته اهل القضارف في نهار احتفالهم بعيد حصادهم بأن لن تكون هناك تعددية دينية و سنطبق شرع الله جلداً و قطعاً و صلباً حال انفصال الجنوب، و كأن الرجل يملك أن يلغي تعدد السودان الثقافي ناهيك عن العرقي، و لعل الرجل لا يعلم أن حتى في الشمال القصي نفسه تتباين الأعراق و الثقافات بل و اللغات و ليس الشمال واحداً حسبما يدعي، و لكأن الرجل لا يعلم أن تلك النظرة الضيقة و الغير مستبصرة لطبيعة و اصل الاشياء و إنكار حقوق الأخرين هي ما أفضى لحالة اللا استقرار و التمزق التي بدأت خطواتها الفعلية الآن، و من المضحك المبكي في آن، تزامن إحتفال مزارعي القضارف بحصادهم مع حصاد النظام لزرعه، و بئس ما زرع، يحسب البشير ان ذلك سيخفف اللوم الذي بدأ الناس بكيله و سيلغي عنه و من معه المسؤولية التاريخية في تفريطه في وحدة البلاد و مجافاته جانب الحكمة في التعامل مع القضايا الوطنية الحساسة التي تحتاج إلى الحكمة و الرؤية العلمية المتجردة و الصادقة معاً على أقل تقدير فالغوغائية الفكرية و الهمجية السياسية لا تفضى لأمر فيه رشدا- سنتحدث في مقال لاحق بإسهاب عن موضوع الشريعة الأسلامية و تديين السياسة و حضورهما الدائم في أجندة السياسة السودانية.

    لم يكن في حسبان النظام أن مدة الخمس سنوات ستنقضي و ستأتي ساعة المصير، بل ظنوا أن فترة الخمس سنوات تلك ستكون مدة كافية لإعمال النظام لأدواته و أساليبه التي أعتمد عليها منذ اليوم الأول في تأمين مواقعه و تشتيت شمل اعدائه، و لم يكونوا واهمين في ذلك فققد احرزت نجاحاً و أثبتت فاعلية فقد إعتمد النظام على الكذب و الخداع و شراءالذمم و تفريق شمل المعارضين بإرهابهم تارة و بشراء صمتهم إن لم يكن ولائهم للنظام في أخر، الشئ الذي أهدر المال العام في لا شئ و أضاع قرابة الربع قرن من زمان أهل السودان المغلوبين على أمرهم في الفراغ . لم يكن في تصورهم انهم لم يتركوا لانفسهم شئ يناورن به او يساومون عليه فقد حصل الجنوبين على كل شئ فما كانوا يطمعون في المزيد، و كانت الحركة الشعبية تعلم أن النظام غير مؤهل نظرياً و عملياً في الدخول معه في شراكة حقيقية ، هذا القناعة توافرت حتى للتيار الوحدوي داخل الحركة فقد كانت نظرة الدكتور جون قرنق بأن هامش الحريات الذي اتاحته الاتفاقية سيؤدي الى خلق حراك سياسي لا باس به مما سيمكن الحركة الشعبية من حرية المناورة و التأثير في دائرة الفعل السياسي و تكوين التحالفات و الكتل السياسية وفقاً لمقتضيات كل حالة. اغفل المؤتمر الوطني قدرة الحركة الشعبية على إحداث إختراقات في جدر السياسة الداخلية و المتمثلة في استقطاب الاحزاب و استخدمهم كادوات للمناورة عندما تحتاج لذلك بل اعتمد المؤتمر الوطني على علاقاته غير السوية مع بعض الحركات و الاحزاب الجنوبية عدم استواء تلك العلاقة لانها لم تهدف لمصلحة البلاد و لا لرفاهية العباد ناهيك عن علاج مشاكل مصيرية تحمل بذرة تفاقمها و على قدر من الحساسية. لا نعفي الحركة الشعبية من المسؤولية السياسية و النهج الميكافيللي الذي انتهجته في التعامل مع القضايا الوطنية موضوع اتفاقية نيفاشا، بدأً نقدر دورها في الضغط على إقامة حكومة قومية تمثل جميع الاحزاب و الطوائف في السودان، بيد أنها في نهاية المطاف أخذت تتصرف بأنانية و وفوقية سياسية و لايبرر هذا النهج ايغال المؤتمر الوطني في غلوائه و إستمراره في سياساته العازلة و المتطرفة و التي لا تؤدى إلى كلمة سواء، فقد اتاح للحركة الشعبية ضعف الاحزاب السياسية اتاح لها المساومة بها و إستخدامها كورقة ضغط متي ما تطلب الامر، و المدهش هرولة جميع الاحزاب السياسية و ارتمائهم في أحضان الحركة عند أول إشارة منها " اي الحركة" بذلك دون أن تملك لنفسها ما تناور به او توازن به فأصبحت كاليتيم يروم إحساناً من الناس أعطوه او منعوه، لفقدانها للتوازن و عزلتها عن جماهيرها و بل تهميش دورها دولياً و أقليمياً نسبة للإتجاه العام العالمي في التعامل مع النظام كأمر واقع و إن لم يكن مقنعاً.
    تعاملت الحركة مع المؤتمر الوطني بعد وفاة دكتور جون قرنق و كأنه الممثل الشرعي و الوحيد للشمال و لم تنكر عليه هذه الصفة التي أدعاها و مازال يطرح نفسه بها و ليس بالبعيد خطاب البشير الذي اشرنا إليه سلفاً و الذي يؤكد ما ذهبنا إليه.

    نجح المؤتمر الوطني في ظل غياب جميع القوى السياسية الأخرى في وضع نفسه كممثل شرعي و وحيد لشمال السودان "الجغرافي" وهي صفة يدعيها فجعلت تتعامل معه " اي المؤتمر الوطني" على هذا الاساس و فضلت الانفصال كما اعلن قادتها و لسان حالهم يقول لاهل الشمال أذهبوا ببلائكم عنا. لأول مرة في تاريخ السودان الحديث يبرز تياراً ينادي بإنفصال الشمال عن الجنوب و الذي يمثله منبر السلام العادل و الذي يمثل بدوره تياراً داخلياً للمؤتمر الوطني و صاحبه هو خال البشير الذي نجده يعتمد على هذه الصفة بشكل أساس في الترويج لافكاره الفارغة و الساذجة ، المتابع لمقالات هذا "الخال" ليدرك المأساة التي تعيشها البلاد و يستفطن للعقلية التي حكمنا بها هؤلاء لأكثر من عشرين عام و ليجد تبريراً لكل ما حدث و ما سيحدث.

    إن فكرة إنفصال الشمال عن الجنوب لم يبتكرها ذلك "الخال" و إنما قد أسس لها الدكتور محمد ابوالقاسم حاج حمد عندما نشر في أحد مقالاته " ان شمال السودان مهيأ لفصل الجنوب إن تم تهديد هويته التي اكتسبها عبر القرون" و قد ذهب إلى تبرير ذلك بأنه لم تكن هناك يوماً وحدة عضوية بين الشمال و الجنوب و انما كانت الوحدة إدارية محضة فرضتها مقتضيات الادارة الاستعمارية، و لعل ابو القاسم لم يرد أن يكون "قاسماً للسودان " ، بل كانو يدعوا لاقامة كونفدرالية حقيقية تاسيساً على تحليلاته الجيوبولتيكية للسودان، و رغم انكاره لاي دور لعبه الجنوب في تفاعلات السياسة السودانية إلا أن الرجل لم يذهب بعيداً و يطالب ببتر جزء أصيل من الوطن كحال خال البشير، و لأن الرجل إجتهد و حاول أيجاد تبريرات سياسية مبنية على وقائع حقيقية و بإستخدام المنهج العلمي في الاستقصاء و التحليل و أن كنا نختلف معه فيما افضت إليه في النهاية دراسته تلك. منبر السلام العادل يؤسس رأيه بناءاً على رفض الجنوبيين لأجندة المؤتمر الوطني و التي ليست بأي حال من الأحوال هي أجندة شمال السودان، و لكن هؤلاء المرضى النفسيين توهموا ذلك و صدقوه فأخذوا يأخذون الناس به أخذ عزيز مقتدر. المحزن وجود بعض الرواج لتلك الافكار البائرة لدي بعض مثقفي الشمال و الذين لا صلة لهم بالمؤتمر الوطني و لا هم من مؤيديه، هذا النهج الذي يستثير النعرات القبلية و العنصرية هو في النهاية طريق لاتجاه واحد و مغلق.
    إنفصال الجنوب سيوقظ فينا روح المبادرة الصادقة و النظرة الثاقبة و الجدية في التعاطي مع قضايا الوطن ذات الحساسية، و سيؤدي إلى مراجعة الاحزاب و الجماعات السياسية لأدبياتها و اساليبها في التعاطي مع مشكلات السودان و إبطال مفعول الأوهام التي نسجتها لنفسها، و ربما إلى وحدة السودان مرة أخرى على أسس الديمقراطية و العدالة الاجتماعية و تحقيق التنمية المتوازنة و لو بعد حين، و ذلك يتطلب إرادة واعية و رؤى مستبصرة لمعطيات الواقع الموضوعي، فنحن نعيش مرحلة تجاوزت فيها الانسانية النظرة الضيقة و التهويمات السياسية حيث ذهبت الارادات السياسية إلى تقليص الفوارق أياً كانت و بدأت تتحول إلى وحدة موضوعية تنازلت فيها الشعوب عن سيادتها القومية في مقابل تحقيق وحدة و تكامل بين شعوبها و الذي من شأنه أن يعزز فرص التنمية و التطور.

    (عدل بواسطة ابوعبيدة النعمان on 01-02-2011, 08:10 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
طائر الشؤم يحط شمالاً ... مآلات الإنفصال و شواهد الفرصة الأخيرة... ابوعبيدة النعمان01-01-11, 10:35 PM
  Re: طائر الشؤم يحط شمالاً ... مآلات الإنفصال و شواهد الفرصة الأخيرة... ابوعبيدة النعمان01-02-11, 04:48 AM
    Re: طائر الشؤم يحط شمالاً ... مآلات الإنفصال و شواهد الفرصة الأخيرة... Adam Mousa01-02-11, 07:52 AM
      Re: طائر الشؤم يحط شمالاً ... مآلات الإنفصال و شواهد الفرصة الأخيرة... ابوعبيدة النعمان01-02-11, 08:42 AM
        Re: طائر الشؤم يحط شمالاً ... مآلات الإنفصال و شواهد الفرصة الأخيرة... Adam Mousa01-02-11, 03:22 PM
          Re: طائر الشؤم يحط شمالاً ... مآلات الإنفصال و شواهد الفرصة الأخيرة... ابوعبيدة النعمان01-03-11, 06:08 AM
            Re: طائر الشؤم يحط شمالاً ... مآلات الإنفصال و شواهد الفرصة الأخيرة... ابوعبيدة النعمان01-03-11, 07:13 AM
              Re: طائر الشؤم يحط شمالاً ... مآلات الإنفصال و شواهد الفرصة الأخيرة... mekki01-03-11, 06:07 PM
                Re: طائر الشؤم يحط شمالاً ... مآلات الإنفصال و شواهد الفرصة الأخيرة... أحمد ابن عوف01-03-11, 06:40 PM
                  Re: طائر الشؤم يحط شمالاً ... مآلات الإنفصال و شواهد الفرصة الأخيرة... ابوعبيدة النعمان01-03-11, 07:45 PM
                Re: طائر الشؤم يحط شمالاً ... مآلات الإنفصال و شواهد الفرصة الأخيرة... ابوعبيدة النعمان01-03-11, 07:50 PM
                  Re: طائر الشؤم يحط شمالاً ... مآلات الإنفصال و شواهد الفرصة الأخيرة... الصادق اسماعيل01-03-11, 11:39 PM
                    Re: طائر الشؤم يحط شمالاً ... مآلات الإنفصال و شواهد الفرصة الأخيرة... ابوعبيدة النعمان01-04-11, 07:24 AM
                      Re: طائر الشؤم يحط شمالاً ... مآلات الإنفصال و شواهد الفرصة الأخيرة... ابوعبيدة النعمان01-09-11, 06:49 AM
                        Re: طائر الشؤم يحط شمالاً ... مآلات الإنفصال و شواهد الفرصة الأخيرة... ابوعبيدة النعمان03-26-11, 10:41 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de