دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد)..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 05:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-10-2011, 05:57 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد)..

    ...


    حجارة بطارية نص الليل!!...





    (الفصل الأول)



    طرقات ثلاث، على باب الزنكي، تبدو كالرعد في سكينة الليل، وقد نامت القرية، حتى الملائكة المؤكلة بها استرخت جذلى تراقب أحلامهم وغرابتها، صاح خالي دفع الله، وهو يرفع راسه عن المخدة فوق العنقريب:

    - بسم الله الرحمن الرحيم، علو مافي عوجة، ده منو
    - أنا جحا ياعمي
    - خير، ان شاء الله ماعندكم زول ميرود
    - لا.. أبوي حمد داير حجارة بطارية للرادي
    .

    سب خالي في سره الحياة، والتجارة، والدكان، وحجارة البطارية، أهذا وقت شراء حجارة بطارية للرادي؟، بعد أن نامت حتى الملائكة الموكلة بأهل القرية، ورفعت أقلامها، وجفت صحفها وطوت كتابها.

    صاح خالي وهو يوجه حديثه لعنقريبي، وأنا راقد تحت دفء الفردة الدمورية:
    ياجنى قوم شيل المفتاح، أنا تعبان وولع الفانوس وأدي الجنى ده حجارة.
    ثم واصل حديثه، وهو يسأل جابر.
    طلق ولا حاضر؟؟.
    رد جحا من وراء الباب، صائحا: طلق ياعمي.
    دحين أبوك ما اشترى معزة أمس من السارة؟ سئل خالي مستنكرا الدين.
    لم يرد جحا.


    مددت يدي تحت مخدة خالي، رفع لي طرفها، وجدت علبة نيفيا قديمة، باااردة، مليئه بالصعود، أزحتها وبحثت عن مفتاح الدكان، عثرت عليه، ومعه مفتاح الحوش والخزنة، ثلاثة مفاتيح كبيرة، كأنها فرش أسنان حديدية، لا تفارق بعضها، كما لا تفارق جيب خالي، وقلبه، يحملها خالي أنى توجه، وهي مربوطة مع بعض بخيط دبارة، لونه كالطين من من قبضة يد خالي، والتي لا تخلو من اثر زيت، أو جاز، أو دقيق، وغبار عالق على أكياس الشعريرة، والمكرونة، حين يتناولها، والتي ترقد في الرف، مثل الدجاج، شهور طويلة..

    لم أوقد الفانوس، كان داخل الغرفة الكبيرة، وأرتعشت من خاطرة مرت بذهني كالسهم، أن تلدغني عقربا في الظلمة.

    (يالنبي نوح)!!.
    قلتها في سري، كما أني أعرف الدكان ورفوفه من ضوء ذاكرتي، وشمي، فتحت باب الحوش، همس لي جحا "هنا أمدرمان" عرفنا اشترينا معزة السارة كيف؟)، كنا نسمي خالي (هنا أمدرمان)، لأنه يجلس في عرشه، ولكن الأخبار تأتيه، طواعية، وكرها، ضحكت في سري، ثم فتحت باب الدكان، وأعطيت جابر أربعة حجارة بطارية، فريدي، مغلفة بكيس سميك، كل أثنين ملفوفة مع بعضها، وأعطيته قبضة بلح في يده اليمني، كما خطف هو بسرعة قبضة نبق بيده اليسرى، لن يفوت في هذه الظلمة المباركة، فرصته، بل فرصتنا.

    أسمه جابر، ونلقبه بجحا، أعز اصدقائي، يمكن وصفه، بدون تردد، إنه عبارة عن زير ماء، كبير البطن، تحمله قنايتين، مقوستين،كأنه يضع بين رجليه طبل غير مرئي، مثل ضابط إيقاع الفرق الشعبية، دون أن ينقره، أنى سار، وأكاد أقسم، لوقف في تحت ظل السبيل، وكان يرتدي لون احمر داكن، لأخذت الكوب كي تغرف من رأسه الماء.

    حوشنا كبير، تتناثر العناقريب فيه، ننام وتلتحف السماء، وقبيل أن نصل باب الحوش، مررنا بعنقريب أختي الصغيرة، صحت من نقر الباب، وهي تهمس ساخرة "جحا العوير، بطنو زي الزير"، كيسوع أسمر، مسح رأسها، ووضع تحت مخدتها قبضة نبق، ومضينا نحو الباب، في ليل كالشعر، كقلب جحا.

    لم أكد أضع رأسي على المخدة الباردة، حتى تعالى مذياع عمي حمد، وهو ينفث صوت إبراهيم الكاشف كبخور في ليل القرية، انتهزت رقة صوته، نوم وابور الطاحونة، والبيارة، ولغط نساء القهوة، لتنشر شذاها من حوش لآخر، فتأنس لها عيون الأبقار، وقلوب الماعز، والعذارى، فتحتل مع ضوء النجوم، ورائحة النهر، سماء القرية الهادئة.

    عمي حمد، مولع بالكاشف، راديو، قديم، تعطل صندوق الحجارة،، حبل قماش يشد حجارة البطارية إلى ظهره مثل أطفال الفلاتيات السعداء، واللذين أغطبهم على المرحجة طوال الوقت، كلما تراقص جسد أمهم، حاجة عشة، حين تدق جوالات الفول السوداني، أو الويكة، بفندك خشبي كبير ، أمام فسحة دكان خالي، وهي متعبة من الدق، تنحني وتقوم، والطفل المحظوظ المربوط خلفها يحسبها تمرجحه، فتشق ضحكته الفسحة، متناغمة مع قلبها، وصوت الفندق، مليون حرفة، ولهو، في ذات الوقت، ما أثرى هذه الأم، مثل ثراء جلبابها الزاهي بألف لون ناصع.

    همست لنفسي، بلسان خواطري (عمي حمد ليهو حق يصحي خالي في هذا الوقت)، فعمي حمد شاعر بلا قصائد، يعمل حارس في البيارة، كأنه يغسل أذنيه من ضجيج الصبح، بأغاني الكاشف، وعثمان حسين، والفلاتية، يدخل شهيق عذب، لقلبه، ويزفر تلكم الضوضاء التي ملأت قلبه المرهف كل صباح..

    لم أسجل الدين في كراسة الدين، فقد كنت أحب الراديو، وأخباره، وتقليب موجاته، متنقلا بين الكاشف، والكابلي، ومونتي كارلو، وأخبار العاشرة، وموجات غريبة أخرى، اسمعها من مذياع عمي حمد، أخبار عن دول غريبة الأسماء، في امريكا اللاتنية، واسيا، وأفريقيا، وأوربا، نيكاراجو، وكوكستاريكا، والمجر، وكولامبور، جزء أعرفه، وجزء كبير يغيب عني، ولا أحيط بعالمه شئيا، أحاول نطق اسمائها بلساني فأعجز، وأحن لأهلها، ومشقة نطقها كل يوم، ولكني أحس بأنس ما، بأرض لا تغيب عنها الشمس، والحياة، وببلدان رأيت خريطتها، وجبالها في الأطلس، وأعجب من الإنسان، يعيش فوق الجبال، وفي قلب الصحراء وفي باطن الأرض، كعمال المناجم في جنوب افريقيا، وشيلي.

    المذياع يسوح بي في حيوات غربية، لغات، وأغاني، والحان، تبدو لسمعي غريبة، فأشعر بطول الرحلة، منذ أن فتح آدم عينيه على غاب عذراء، وتشعبت الطرق ببنيه، إيما تشعب، أكاد أقسم، أن فروع شجره بنيه الآن، لم يغذيها جذر جد واحد، آدم، منذ ملايين السنين، سحنات، ولكنات، ومع هذا، أطرب، لأغاني كردية، ويونانية، وكينية، فأحس بصلة رحم غائرة في قلبي، بين الجميع، كما أصغي لأحداث، يبثها المذياع في سماء القرية، وأبكي لزلال ضرب قرى إيران، وأحشد ذهني، كي أتصور وجوههم، وفزعها، وخرائب البركان، فأحس بهم، وأحس بأن الكلمات والجمل، تخلق صورة في ذهني، مثل صور السينما، فتدمع عيني، لأمرأة تبكي طفلها، المدفون كله، سوى رجليه، وطرف يده يمسك بدمية قطينة بسيطة، أسمع نحيبها من خلال شاشة خواطري، كأني أحج ببراق الأخبار، لأخوتي في الأرض، أبناء جدي آدم، حيث كانوا.

    قرصني خالي من أذني اليسرى، وأنا سارح أمد له يدي، كي أسلمه مفتاح الدكان، "بطنك ياجنى بطق من النبق".

    يا لغفلتي، نسيت أن الظلمة تحجب عين خالي، ولكن انفه الصغير، الحاد، يشم رائحة النبق، في سابع الظلمات، ليت الظلمة تخفي الرائحة أيضاً.

    ***

    خالي دفع الله لا يسكر، إلا أن يده تكون مخمورة، وحدها، دون سائر جسده، فهي ترتجف حين يقيد ديون زبائن دكانه، في كراسة عربي قديمة، ورغم الخطوط الزرقاء الأفقية المستقيمة، على سطح الورقة، إلا أن يد خالي وهو يقيد ديون طيفور، وحاج آدم، وست النفور بائعة الرغيف، والناظر، والحكيم، كانت تنحني وتقوس السطور، أنى شاءت، كأنه في واد، والخطوط في واد آخر، فتبدو السطور التي خطها كأنها طيور ترفرف بأجنحتها الطويلة، وهي تحلق في سماء الورقة البيضاء، سرب محلق، كل واحدة فوق الأخرى.


    كانت صفحة ديون سعد ود الشيخ، مليئة ببقع زيت السمسم، كأن خالي يوقع بصمة يده في ركن كل صفحة، كي يوثقها، حين كتب "ربع رطل زيت سمسم.. 7 قروش"، للأمانة هو لم يضع ثلاث نقاط فوق حرف الشين، تركها مثل حرف السين "قروس"، وذات الصفحة زخرفت بمحلبية، ودقيق، وزيت فهد، وتلوثت بجاز، كما تذوقت حلاوة طحنية، حيث التصقت بها حبيبات طحنية صغيرة، هنا وهناك، ويلفها حلق من زيت، حتى صارت الصفحة، وأخواتها، كأنها كراسة أثرية، شابت وعاشت قرون غابرة، وتكرمشت أطرافها، حيث تضغط يد خالي طرف الصفحة، حين يتصفح ويبحث عن اسم الدائن أعلى الصفحة، وهو يوبخ، ويهدد (خلاص دينكم كتر)، (تاني مافي جرورة)، "يابت سمعت ابوك صرف حق اللقيط"، يكلم نفسه، وهو يخاطب شخوصاً و أسماء مدونة في كراسة الدين، كأنهم أمامه، لصق بنك الدكان.

    أسعد الأوقات، حين تخط يد خالي المعروقة، خط طويل من أعلى الصفحة، إلى أدناها، ويخط كلمة (سدد)، ويجمع المشتريات نهاية الصفحة، وتحتها خطين، كأنه يخاف أن تسقط من أسفل صفحة الكراسة، ويفتح الكراس صدره لديون أخرى، ومطالب أخرى، روح أخرى، صابون، زيت، جاز، شريط لمبة، عدس، بخور، شمعة، قلم رصاص، حبة أسبرو، هي هي، ملأت عشرات الكراسات القديمة، ولا تزال تبحث عن صفحات بيضاء..



    ....
    هامش:

    كلمة (طلق)، يعني دين، أو جرورة، بلغة شرق النيل، والجزيرة..


    .....

    يتبع...



    ...
                  

02-10-2011, 06:39 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. (Re: عبدالغني كرم الله)

    ....


    (الفصل الثاني.)







    كنت أحتل مكان خالي، خلف بنك الدكان الخشبي، رغم عشقي للحرية، ولكن أن أكون قريبا من صفيحة الطحنية، وجولات البلح والنبق، هذا إغراء لا تقدر نفسي على صده، وأن سجنني بين الأرفف والطاولة سويعات، حتى يأتي خالي من سوق امضبان.

    اسمع صوت الكارو، تصر عجلاتها، وتئن وصل باب خالي من السوق، كارو محملة بكراتين الصلصة والشعيرية، والصابون، فأفرغها معه، حين أصعد فوق طربيزة الأرفف، كي أرتب علب الصلحة، والتانك، والمربة، وهو يمدحني "الجنى فنان" لأني رصصت الصلصة مثل أهرمات دنقلا العجوز، كأني كاهن نوبي، صمم تلك المعابد القديمة بالسليقة، كما رصصت المربة، وكأنها شبك، ثم رصصت أكياس العدس مثل انحدار ضفة النهر، ورصصت علب النيدو مثل لاعبي السيرك، كل فوق الأخر، ويضع رجل على رأس تحته، والأخرى على رأس لاعب آخر، أعجب من رشاقتهم، وأقلدهم في علب النيدو المسالمة.

    في فراغي، بين زبون وآخر، أفتش كراسة الديون، تحوم عيوني الفضولية في ديون الناس، وأجمعها في رأسي، وكأنها ستدخل جيبي، وليس جزلان خالي، كنت أرثى لناس، وأشمت على أخرين، وأغبط غيرهم، وكان يسرح طرفي في صفحة الناظر، ففيها كل ما تشتهي نفسي، كم هائل من الشعيرية، والمربة، والسكر، والأناناس، حتى يسيل لعابي، وأتمنى أن أكون أبنه، كي أتمتع مع أبنته الوحيدة بهذه الوجبات الدسمة، ولكني أوبخ خيالي، كيف أتزوج أختي؟ فأتناسى لذة الوجبات، لوصال جميل، وأغرق في خيالي مع بنت الناظر.

    ****

    26 – 29 – 29، سمعني خالي وأنا أنطقها بصوت عالي.
    (ده حساب منو؟)، صاح خالي.

    كذبت عليه، قلت له: بحسب في حساب ناس جاد الله، أصلو جاء امس من الصعيد، وكنت أحسب في عدد القنى، والمروق في السقف، كم مرة حسبتها،وكم؟ لا أ دري لم، لكي أقتل وقت الفراغ؟، بل كم حسبت دقات الوابور، وشبابيك المسجد، وأزيار المسيد، وأعمدة السلك الشائك للبيارة، ألفه كله كي أحسب الأعمدة، لا لكي اقتل وقت بالفراغ، بل هناك وقت فراغ لكل شئ، ما أوسعه، وما أطيبه، أصلا لا يضايقك، لأي هواية تحبها، ولو وددت حساب النجوم.

    كنت أحب سقف الدكان، وأراقبه كل مرة، ففي الركن عش زرزور وزوجته، أصفر المنقار، والعناكب والعنبكوت، والذباب، تسكن حيث ما تريد على سطح السقف، بل على بطن السقف، وهي لاتقع، وكأن الجاذبية الأرضية لم تخلق بعد، تحوم على القنى، والمروق، وظهرها نحو الأرض، نحو، ولم تقع على رأسي أو في صفيحة الزيت أو الجبنة، ولو مرة واحدة، ماهرة حد الكمال..

    أرجع للدفتر، أجد أناس تخلو ديونهم من أي شئ أحبه، سوى جاز، وزيت وأسبرو، أغرق في صمت عميق، كأني أريد اصطياد فريسة، كي لاتفر مني، في غاب خواطري، فريسة حل، أو فهم، لما يجري حولي، من أرزاق، وسحنات، وأحزان، وأتراح، وأفراح.

    أمامي برطمانية كبيرة، يضع فيه خالي الحلوى، واللبان، أحاول حسابها داخل البرطمانية، فأخفق، كما أخفق مع أختي في عد نجوم الليل، ونشعر بكثرة النجوم اللانهائية العجيبة، نحس بالعجز، والضلال عن الفهم، فتشرق فينا خمر هوان لذيذة، وضآلة أجنة في رحم كون لا متناه، قعشريرة عجز ديني، فطرية، تعتري الجسم.

    خالي يفاضل بين الناس، ويعرف القرية وأحوالها، بل أمرني، أن اكتب على صفحة كرتونة مربة فاضية (ممنوع الدين ولو بعدين)، وتعليقها بدبارة برف مواجه للباب، وكان هذا الإعلان مقتصرا على كل رجل يأكل من عرق جبينه، أصحاب رزق اليوم باليوم، ولا يصرف راتبا شهريا، مضمونا، أما أصحاب الرواتب، والمعلمين، والناظر، فالإعلان المخطوط بيدي لا يعنيهم، ولو تأخروا شهر، بل شهور، وليس "بعدين"..



    الشمة بت السالم
    جـ
    كيلة عيش فوتريته1/7/1979م 70
    ملوة عدس 12
    كراس حساب 5
    3 قلم رصاص واستيكة 4
    علبة هندسة 8
    2 كيس شعيرية 9
    رطل زيت سمسم، ونص رطل فهد 12
    شريط اسبرو 6
    3 قزايز ببسي 6
    5 جنيه جرورة (حق سفرها للاسبتالية، علاج حاج ادم) 5 جرورة
    3 موس حلاقة 3
    مشط، محلبية 8
    فحم 2
    حرورة
    علبة كبيرت
    اسبرو
    علبة صلصلة/ جاز/
    ــــ ـــــ
    المجموع 127 ج
    سددت يوم، 12/5/1979، خاااالص.

    من كراسة الدين، كنت أحن على ناس رحمة الله، تجاوزت ديونها ثلاث صفحات، مليئة بالزيت والطحنية والشعيرية في البدء، وأنتهت بالجاز والزيت، فأبنهم في العراق لم يرسل منذ ثلاث أشهر، وخالي يوبخ أبنتهم الصغرى، كأنها هي التي خلقت الجوع، والحاجة، وكأن الجوع يعرف أحوال الأبن الغائب، فيغيب مثله، وكان يصيح فيها "طلق طلق"، وفي الأخير يوزن لها حويجاتها، بعد أن قلصها للربع، (أخوك السجمان تلقاهو سكران هسي)، وتكضم البت غضبها بين جوانحها الصغيرة، لأخيها الحبيب الغائب، وتمضي حزينة، وخالي لا يزال يهمهم "ما يبيعوا البقرة وكت ماقدرين يسددوا طلق تلاتة شهور تقول أنا قارون، التجارة بيع وشراء، نموت يعني"، فأحن على خالي أيضا، بعد أن زجرته خواطري منذ قليل، ويسرح طرفي في كبد الحياة.

    خلف الطبلون كنت أشعر بذاتي، برشاقتي وأنا أنزل برطمانية تانج أعلى الرف، حيث الاحتياج لها نادرا، من بيوت لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة، وهي في المنتهى، أي البرطمانية، حين تحك حواء، قعرها بالمعلقة، كي تخرج أخر برتقال عالق، وتصير البرطمانية كباية شاي لعم فضل الله، يمسك بها فجرا، وهو يرشف شاي معتق من قطيع أبقاره، لا سقط متاع في قريتي، تبدل الاشياء وظائفها، مثل تلك البرطمانية.

    ***

    ويسرح طرفي بالكراسة التي بيد الملائكة، وهي تدون حياتنا، أيديها مثل خالي؟، أم خطها جميل، مثل خط صديقي جابر، خطه جميل، تكاد الحروف العربية أن تكون في جمال الزهر، وكيف ترانا بلا فانوس في الظلمة، أغمض عيني، فلا أرى سوى أخيلتي، كم صفحة ملأت من حياتي، ياترى هل سجلت حباب البلح التي سرقتها من خالي؟ شعرت بفضحية حين أتلو بنفسي، كتابي يوم القيامة، أمام القرية كلها، وجدودي الذين دفنوا بالمقابر، وأحفادي الذين لم يأتوا بعد، يالها من فضحية، ولكن خالي حينها سيغفر لي، ، أم أقفز ذلك السطر؟ يقال لا كذب يوم الحساب، وأحفادي، الذين لما يأتوا بعد، يضحكون على جدهم، سارق البلح، مثلهم، تعجبت من ذلك اليوم، أن يحضر فيه ناس المقابر، اللذين لم أراهم، وأحفاد أحفادي، اللذين لن أراهم، يبدو الحشد جميلا، ومثيرا، نفسي أن أرى حبوبتي حواء، ونوح وعنقه، وطوله، وسيكون بين احفاده يوم الحشر، كسارية المولد، وعنتره، وليونادو دافنشي، وكسرى، ، كل الناس، (ماكان، وما سيكون)، كلهم حاضرين، عجبني لذلك، ولو كان حسابا عسيرا، تمنيت أن أرى ماذا سجلت الملائكة في كراسة حبوبتي الراحلة، يكاد يكون ديوان شعر، وليس صحيفة حساب، حبوبتي ملاك طاهر، تحلق بينهما، أي ديون سجلتها عليً الملائكة، كي أسددها، عمي حمد يقول أن الله باع لنا العيون، والقلوب، والجوارح كلها، اشتريناها منه، وعلينا أن نسدد الدين، بالشكر، وأسأله كيف نشكر الله، هو يقول لي (استعمل النعمة فيما خلقت لها)، وأنا لا افهم مراده، ولكن سلاسة الكلمة تأسرني، فأرددت في سري، "فيما خلقت له"..


    أبيع رطل شاي، لحاجة آمنة، اراقب الكفة حتى تنزل، كفة الشاي، أخاف كلمة "ويل للمطففين"، من حكم سيدي العبيد ودريا، (التاجر يتم ميزانو، ويحلي لسانو، شوف كان ما يتملي دكانو)، اسحب درج القروش من الطبلون، وأقذف الشلن فيه، ثم أحدق فيه، ملئ بالقروش والريالات والشلن، وحبات عدس في الركن، وأقلام حبر جاف ناشفة، وموس حلاقة قديم، يقطع بها خالي بلاستيك صندوق الشاي، ودبارة ألياف سلك الغسيل، وحبال ودبارة شوالات البصل، والسكر، أضع حنكي على درج القروش وأشم رائحة القروش القديمة، كم يد أمسكتها، وكم بضاعة اشترتها، وهي هي!! ..

    أحس بأن القروش حاو، كأنها الأكسير، تتحول لنبق، أو دكوة، أو علبة برنجي، أو قزازة عرقي، حاو من ورق، من وضع لها هذه القدرات السحرية، ألهذا يعشقها الناس، ويتركوا دفء الوطن، والأسرة في سبيل ورق مرسوم عليه مبنى كبير، وتوقيع، وحيوانات، صغير الحجم، غريب القيمة.

    ثم اتفرج على الرفوق، رف رف، والرف الأخير لم أكن أحبه، ففيه قماش دبلان أبيض، لم أحبه، ولم أتمنى أن يشتريه أحد، كي يذهب لفوزية الترزية، وتخيط كفنا، وأتمنى أن لا يشتري أحد، ولو ربع متر منه، أخاف حتى رحيل الأطفال، والكبار، بل حتى والماعز، والبقر، أن كانت الحياة تقوم على موت أناس، وميلاد آخرين، لم لا تبقى علينا أبد الدهر، فرحت لخاطري هذا، ليته الملاك يسجله، ويجري به لقلب السماء.

    كنت اتعجب من حاجة حواء، فهي لا تشتري سوى البلح، والسكر، بلح، بلح، بلح، من أول ورقة الدين، وإلى آخرها، حتى غبطة أبنها سعيد، ولكنه أقسم لي بأنه لم يأكل ولو بلحة مما تشتريه أمي، حين طلبت منه بلحة في فسحة الفطور، بالمدرسة.

    بعت لنعمات كرتونة شعيرية فاضية بقرشين، ولم أدخلها درج القروش، بل جيبي.

    شعرت بذاتي، حين يقف الزبون أمامي باحترام، وتودد، كي أدون اسمائهم في الكراسة، أو أزيد وزن السكر والبلح، أو الطحنية، لهذا يبدو خالي مرغوبا، ومرهوب الجانب في القرية، فكراسته هذه، تدون سيرة القرية، وسريرتها، بطلا يبغضه أناس، ويغبطه أناس، وتغريه النساء ويلهجن بشكره مبتسمات بطيبة، أو مكر، وتوجه له عشرات العزومات قهوة بالظهيرة، أو شاي العشاء.

    ألعب بالميزان، في فراغي، أضع عليه رطل حديد في كفة، وكتابي، كتاب جغرافية السودان، في كفة أخرى، وأضغط الكفة بيدي كي تتساوى الكفتان، الكتاب خفيف، لا يساوي رطل، تبدو الأوزان غريبة، فما أثقل الكيلو حين اوزن السكر، وما أخفه حين أوزن الكيلو نفسه، ولكن عدسا..

    دفاتر، وكراسات، تمتلئ، وأخرى تفتح صفحاتها، شراء وبيع، جوع وشبع، أهكذا الحياة في قريتي، لو الكراسة، لم كن لهذا معلومات مدونة أمامي في الكراسة، أفواه تبلع، وأصلاب تدفع، حلوى ينتشي بمصها اللسان، وبعد حين يتوق لها، كوب شربات يبل الجوف، وبعد سويعات تجف الشفتين، أهذه فكرة جميلة؟ وإبتكار حكيم، ما أقسى العطش والجوع والبرد، ولكن ما ألذ الشربات بعد العطش، ، وما أروع الري، والشبع والدفء، أهذه من تلك، وتلك من هذه؟، بضدها تتميز الإشياء

    تلفني الروائح، شطة، وحلبة، وسكر وقرفة، وبن وطحنية، وجبنة، كيف يحفظ أنفي نكهة هذه الروائح، ولساني كل الطعوم وعيني كل الألوان، وكفي كل ملمس، ولو لم اراه وأذني كل صوت حين يكيل خالي أو يوزن، أو يستخرج شئ من رأس شوال، أو قعره أو من صفيحة، حتى سيلان الزيت، أميزه عن سيلان اللبن، والمحلبية، والعصير، لكل التوابل والبضاعة رائحة، وطعم، وصوت أعرفه، وأميزه، عن غيره.

    يبدو خالي كالمتوحد، يعشق الدكان، يكاد لا يفارقه، حتى في اوقات فراغة، وخلود الناس للنوم، أو القيلولة، ليل نهار، تراه يحسب، ويرتب وينظف، ويتأمل، ويسرح، ويعطس، حين أعود مرهقا، من مذاكرة المساء، في التاسعة ليلا، حقيبتي الدمورية على ظهري، وأضع في فمي شريط القماس، يدها، تكاد كل ا لقرية نائمة، سوى فانوسه، داخل الدكان، يظهر لي نوره من بعيد، يشق الفسحة أمام الدكان، مثل صندوق مستطيل، طويل، يتكئ على حائط الشمة، وباقية محشو بالدكان، صندوق من ضوء، تعبره كل عنزة، أو ######، أو قطة، أو أعرابي من البطانة، يحمل رغيفا ساخنا لمضاربه، يعتريني ومض، كأنها الحياة، لا نرى قبيل الميلاد، ولن نرى بعد الموت، مثل العنزة التي عبرت صندوق الضوء المتسلل من الفانوس، لم تكن، ثم كانت أثناء شريط الضوء، ثم غابت في الظلمة عن حواسي، وكأنها لم تكن هي الآن تتبختر في مشيتها، دون أن أراها.

    أراقب خالي من بعيد، تلمع صلعته، الناعمة، فلا يوجد سوى شباك صغير عند السقف، ونفاج صغير داخل البيت، جسمه ووجهه ناعم، ونظيف كالنساء، فعمله داخل الدكان، طوال يومه، لا حرارة، ولاشمس، ولا غبار، وهو منهمك في تقليب صفحات دفتره، عالمه، عوالم خطها قلمه، أيقرأ دين سعد الآن؟ وسعد نائم قرب زوجته حينها، وخالي يلعنه لتأخير السداد، أم يحسب ديون الناظر، ويحلم بإمتلاء جزلانه نهاية الشهر، أم يستفسر بفضول لم أشترت الشمة ثلاثة زجاجات ببسي عصر اليوم، أم يدعو لفوزية، فقد أشترت حرجل لألم في بطنها مساء الليلة.

    بين دفتي الدفتر يسرح خالي، عوالم خطها بيده المعروقة، بواسطة قلم جاف، نزل حبره الأزرق حتى الثلث الاخير من أنبوب القلم، حتى صار مثل مقياس درجة الحرارة في الشفخانة، مقياس بلا غطاء، كما تشقق فم القلم، فلفة بخيط، مثل رأس جدي، حين مصاب بوجع الرأس، ويأمرني أن ألفة بطرحة أختي البيضاء، وأقرأ له الفاتحة سبع مرات، أكذب عليه في العدد، لأني أقرئها في سري!.

    كأنه ليس دفتر ديون، بل قصة حزينة، أو قصيدة شعر، أو حكاية غامضة، دونت بلغة الأرقام، ليس إلا، ملح وشعيرية لأناس، وقرض وكزبرة لأسرة أخرى، وحبة كافينول، وأسبرو، لرجل عجوز، ثم محلبية، وحنة وصابون فنيك لعروس جديدة، حوائج، وغرائز، وأمراض وأدوية، حتى أعجب، ماذا برفوف خالي؟، سلع وبضاعة؟، أ م غرائز، وحوائج؟ تسكن الغرائز، والحاجة رفوف خالي أكثر من البضائع، بل هي عدة أوجه، لعملة واحدة.



    ....
                  

02-11-2011, 05:36 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. (Re: عبدالغني كرم الله)

    متابعه ودهشه وحاجات تانيه يا شيخنا ..
    و"حاضرين" .. كاش داون
                  

02-11-2011, 07:43 AM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. (Re: محمد حيدر المشرف)

    ما أبيض هذا الصباح


    قراية بي رواااااقة

    وعودة أكيدة

    الله يخدر يراعك
                  

02-11-2011, 07:56 AM

هواري نمر
<aهواري نمر
تاريخ التسجيل: 04-29-2009
مجموع المشاركات: 1833

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. (Re: محمد حيدر المشرف)

    Quote: (التاجر يتم ميزانو، ويحلي لسانو، شوف كان ما يتملي دكانو)،

    شكراً يا صاحب الدُكّان.....


    في كل مدينة , قرية, حِلّة, فريق.. مثل هذا (الكِنْتيِنْ)
    فالدكان محل تلاق وإجتماع للناس أجمعين
    يعرفون الآخبار منه وكذلك تُنقل عنه, ... الغائب و المريض و المسافر والتي وضعت ومن عنده ضيوف
    كان الدكان بمثابة وزارة التموين , ومصلحة الإعلام
    تتلاقي فيه النسوة صباحاً و يأتي إليه الموظفون أخر اليوم
    فيشتري من يريد شئياً ويرخي أخرون آذانهم للأخبار ومعرفة أحوال الحيّ في غيابهم
    هو حافظ لكل أسرار الناس, المالية منها وحتي الإجتماعية
    رحم الله ذلك (الدكان) العتيق
    فقد حلت الآن محله محلات (السيوبر ماركت) و البقالات التي تشبه (المعلبات المستورد).

    شكراً جزيلاً لك يا استاذ
    عاطر تقديري و إحترامي
    وفي إنتظار جديدك دوماً
                  

02-11-2011, 07:27 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. (Re: هواري نمر)

    تعظيم سلام لملح الأرض والله يقلع منهم من جثمو على صدروهم ويفيض مالهم حتى لا يقبله أحد
                  

02-11-2011, 07:34 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. (Re: عبدالله عثمان)

    SV104607.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    ملح الأرض نضّر الله وجوههم ونصرهم على الذين أذلوهم وساموهم العسف ونرجو لهم قريبا عهد (ما لا عين رأت وأذن سمعت ولا خطر على قلب بشر)
    SV104608.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

02-12-2011, 03:29 PM

فيصل محمد خليل
<aفيصل محمد خليل
تاريخ التسجيل: 12-15-2005
مجموع المشاركات: 26041

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. (Re: عبدالله عثمان)





    بطارية افريدي باللوان الاحمر
                  

02-13-2011, 05:34 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. (Re: فيصل محمد خليل)

    .....

    في البدء: تهنئة بقبس الحرية شمال البلاد، وجنوبها..
    وصبح أسمر، سوداني المحيا..
    لشعب أكتوبر، ومارس، العظيم..

    هاهي هي الحياة الفطرية، تطالب، بعد عنت، وحقب من الكذب، بحقها في الحرية المباركة، الحرية الكلمة الأم، في مطلب كل قلب وذهن، وبلد، ولاشك هي ختام كرنفال الحياة، لهم ما يشاءون، بلا قيد، أو حجر رأي، فكم سعد القلب والذهن، لإرادة الشباب والشعب المصري الأعزل، وقدرة القوى الشعبية على شل العنف، وتحجيمه، وأنتصار إرادة الشعوب العظيمة، الأبية...

    ولاشك، الشرارة، ستنطلق في أعظم بلد، السودان، السودان الذي ضفرت أخلاقه الكريمة، عبر قرون طوال على الكرم، والبساطة، والأصالة، هذا الشعب الذي يسطر بوقائع حياته اليومية أعظم بطولة، في ظل فقر، وكذب ديني، وثراء فاحش، وجعل الشريعة الإسلامية، حصان طروادة، لقتل كل معارض أبي، حر، يطالب بحق الشعب في الكرامة والحرية، والعيش الشريف، وللحق صار هاتفهم بالشريعة، بعد عشرين عاما من الفساد والثراء أضحوكة ######رية، ويتراءى ذلك حتى في وجوههم الجافة، الكاذبة، بلى سترحلون، وقد دنى الفجر، والحساب..

    الفجر آت، بلاشك، فتلك هي سنة الطبيعة، وما انزعاجهم، وتصريحاتهم الخائفة الوجلة، إلا مثل رفسة البغل المتحضر....

    محبتي، وتقديري..

    وشكري لضيوف الدكان، وسأرد سعيدا على مداخلة أثر مسودة النص،وأي صورة عمقت من أحوال لدكاكين في بلدي البسيط..

    ....
                  

02-13-2011, 12:46 PM

حاتم محمود الجاك

تاريخ التسجيل: 02-27-2009
مجموع المشاركات: 336

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. (Re: عبدالغني كرم الله)

    الدكان روعة جد يا اخ عبدالغني
    تحياتي
                  

02-14-2011, 05:20 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. (Re: حاتم محمود الجاك)

    المشرف الحبيب...

    وينكم؟ طولنا من اللقاء، سوى مصادفة في دار مركز البيئة..
    في أيام ثور الشعوب، يسعد العقل والقلب بفجر آت، وكم سعيد بما انجز في مصر، وتونس، ولوائح البشارة في الوطن، فخوف النظام الظاهر
    للعيان دليل على شعوره بأن الشعب لا يريده، وماهذه البيعات الكواذب، سوى ستر بغض الناس لهم، وشعورهم بذلك، وكذا التهديدات، التي يطلقها النظام، دليل خوف، بلاشك، من ثورة آتية، تعيد للانسان السوداني البسيط كرامته، وحقوقه، وماله، بل وروحه..

    سعيد بزيارة الدكان، وكعادة الدكاكين، فأنها ركن نقاش، للحياة والفكر والسياسة، والقوت..

    محبتي..
                  

02-14-2011, 06:29 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. (Re: عبدالغني كرم الله)
                  

02-14-2011, 12:12 PM

توما
<aتوما
تاريخ التسجيل: 08-07-2003
مجموع المشاركات: 1466

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. (Re: عبدالغني كرم الله)

    يا سلاام يا سلاام

    كتابه عبقريه يا عبد الغني

    ومُفرحه


    عجبتني دي

    (بضدها تتميز الإشياء) و شلتها .. أعفي لي ..
                  

02-15-2011, 07:05 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. (Re: توما)

    حبيب نورة..


    سلامي وتقديري الكبير...

    قبل شهر، حين كنت بالدوحة، ألتقيت بالاستاذ كاكوم، وجرى حديث طيب عنكم، في قلب المحروسة،
    فسلامي وتقديري، وقلنا نسطر جزء من عوالم الدكان، فقد كان في قلب القرية مع المسيد..


    وياريت نقدر نصور عوالم المسيدة، وخمره، وعوالم الشطح الشاعري، وأفاق الكرامة..
    تسلم، فهذه حياة السودانين، قمة البساطة والشاعرية، قبل ان تغتال بالعسكر اللاديني، المهوس..


    محبتي الأكيدة..
                  

02-16-2011, 07:49 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. (Re: حاتم محمود الجاك)

    العزيز حاتم محمود الجاك

    سلام الله عليك، في زمن الفرح الكوني بحق الحرية،...


    سعيد بزيارتكم للدكان، وان شاء الله لقيت شئ في الرف البسيط يسعد القلب...


    أجمل التحايا والتقدير،..
                  

02-20-2011, 06:22 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. (Re: حاتم محمود الجاك)

    العزيزة توما..

    صباح الخير، والنور

    في الدكان، تكمن أسرار قرية، وحياة، وغرائز، وألم، وجوع، ومرض، يكاد يكون رمز، لعوالم من الوقائع التي تلف حياة بني آدم، في القرية، وغيرها..

    كما أن الدكان هو ملتقى القرية، ومركز الاخبار، وونسة كبار السن، وبرضو الفسحة قدامو كانت ملعب لنا، في كل الالعاب

    وياريت يجري التذكر لأفاق أخرى في عالم الدكان..


    محبتي..

    (عدل بواسطة عبدالغني كرم الله on 02-20-2011, 07:52 AM)

                  

02-15-2011, 09:05 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. (Re: فيصل محمد خليل)

    الاخ العزيز، فيصل

    والله مشتاقين، أنها أخوة النت، والفيس بوك، والتي صارت أقوى من (علاقات الانتاج، وقوى الانتاج)، التي فاخر بها ماركس لشل القوى الرجيعة في العالم..


    والله شاكر ليك إدراج البطارية افريدي، والتي طالما أرسلنا لها في طفولتنا، والتي كنا نستعملها بعض ضعفها، ونختها تحت الزير

    ثم كنا نلعب بها كرة قدم، ماعارف ياربي اللعبة دي شهيرة، كنا نعمل ملعب صغير، متر، في متر ونص، ونضع الحجارة كلاعبين، ونعمل مرمى من طوب احمر، ثم نلعب بكرة البنجبونغ، ككرة، ونلعبها بالاصابع...

    ثم الحجارة لمن تنتهي، هي علاج ناجع لدبر الحمير على ظهورها...

    فكم من فؤائدها، زي شجرة النخيل، كل شي فيها، نخيل وتمر، وقنى، وشعب..


    محبتي، وتقديري..
                  

02-15-2011, 07:28 AM

معاوية عبيد الصائم
<aمعاوية عبيد الصائم
تاريخ التسجيل: 06-09-2010
مجموع المشاركات: 22458

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. (Re: عبدالغني كرم الله)

    Quote: 3 قزايز ببسي 6
    5 جنيه جرورة (حق سفرها للاسبتالية، علاج حاج ادم) 5 جرورة



    شكرا كتير استاذ عبد الغنى
    لى عودة
    شكرا مبدعى بلادى


    معاوية عبيد
                  

02-15-2011, 07:40 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. (Re: معاوية عبيد الصائم)

    العزيز هواري نمر
    صبح مبارك، وطيب..

    لا زيادة على حرفوك هذه

    Quote: في كل مدينة , قرية, حِلّة, فريق.. مثل هذا (الكِنْتيِنْ)
    فالدكان محل تلاق وإجتماع للناس أجمعين
    يعرفون الآخبار منه وكذلك تُنقل عنه, ... الغائب و المريض و المسافر والتي وضعت ومن عنده ضيوف
    كان الدكان بمثابة وزارة التموين , ومصلحة الإعلام
    تتلاقي فيه النسوة صباحاً و يأتي إليه الموظفون أخر اليوم
    فيشتري من يريد شئياً ويرخي أخرون آذانهم للأخبار ومعرفة أحوال الحيّ في غيابهم
    هو حافظ لكل أسرار الناس, المالية منها وحتي الإجتماعية
    رحم الله ذلك (الدكان) العتيق



    كتبت مسودة هذا النص، احتفاء بتلك الذكريات، وبروح البساطة التي كان يعيش فيه الناس..
    فالكنتين بسيط، بساطة متناهية، لا ثلاجة، ولا مرواح، بل رفوف خشبية، تكاد تحوي الحاجة، بل تعتبر الشعرية
    لبعض الاسر قمة الاسراف، ومع هذا كانت الحياة أليفة، وراقية، ومروحنة، وكأنه البطنة تنيم الفطنة..


    وفي فسحة الدكان كان الحياة، الكورة، البلي، السيجة، وعوالم آخرى، يتطرق لها بقية النص، فقد كتبت خمس فصول
    في نص الدكان..

    عميق محبتي..
                  

02-15-2011, 08:06 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. (Re: عبدالغني كرم الله)

    الحبيب، استاذ عبدالله عثمان..

    صبح أسمر جميل..


    وربي لليوم لا أدري كيف كانت تعيش تلكم القرية، بلا مركز صحي، بلا ملاعب، بلا فضول لاي شئ يتجاوز الحاجة، ومع هذا
    كنا في قرية عين، وبسطاء حد العبقرية في الزهد الفطري، قرية بأكلها تعيش دون مركز صحي، وتصحو وتنام على يد الديان العظيم
    والطبيب الأعظم، لا أمراض، سوى لمم، يذكي النفوس، ومصحة، حيث الدفء السوداني يغشى الجميع..
    والدكان المذكور، كان أبسط ما يكون، اقسم بأنه اليوم، وفي تربية الخوف من القوت والرزق، لا يكفي اسرة واحدة لمدة اسبوع، ناهيك عن قرية كاملة... كأن التربية، في بلادي، والعالم، لم تسير بذكاء، يدرك جوهر الأنسان، (ليس بالخبز وحده)، ولكن جعل الخبز غاية، وغابت الغاية الحقيقية من الحياة، وهي حياة الفكر والشعور..

    حتى جاء العسكر الديني، وجثم على القلوب، بدين كاذب، منفر، لا تشعر به، ولا ببركته السحرية، حيث كانت الأديان كلها
    لدى الصادقين، فجر يقين، وضوء سكينة، وملاذ يقين...


    شاكر جدا للصورة المعبرة.. وبيني وبينك ذكرتني حلاوة حربة.. تلك (الحربة) التي لا تطعن سوى اللسان، وبأجمل المذاق..


    محبتي..
                  

02-15-2011, 09:13 AM

مجدي عبدالرحيم فضل
<aمجدي عبدالرحيم فضل
تاريخ التسجيل: 03-11-2007
مجموع المشاركات: 8882

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. (Re: عبدالغني كرم الله)

    حبيبنا الغني كرم القصة

    تحياتي ياصاحب مرور علي كراسة الديون ولسان حالي يحكي كم من الحجارة أستهلكنا وكم من خبر بلا خبر حملنا إلي تلكم القرية وجحا فينا رواية شكرا لك الجميل عبد الغني وتحياتي لكل صاحب كنتين في قرية أو حضر هذا هو السودان في دواخلنا ولك كمين ملوة قمح تحية ولبلة وعبدالرحيم أبوي العبيد .

    ،،،،أبوقصي،،،،
                  

03-14-2011, 06:04 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. (Re: معاوية عبيد الصائم)

    الحبيب الصايم


    سلام وشوق

    اصلو قزاز الببسي للضيوف
    في تلكم القرى البسيطة..




    وتسلم..
                  

02-16-2011, 06:05 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. (Re: عبدالغني كرم الله)

    اعمل حسابك واحد من مناضلي آخر الزمان إسمو"بشاشا" .. يعني زول مهجس وقصتو بايظة خالص خالص لو دخل البوست بتاعك ده حيقول ليك إنت في شنو والحسانية"النوبيين" في شنو .. طبعا ده مشروع قصة في تولاتو دي .. عموما نرجع لموضوعنا ..
    نصك جميل ومتميز وآمل أن يتواصل بيننا حوار فعلي ..
                  

02-16-2011, 06:05 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. (Re: عبدالغني كرم الله)

    اعمل حسابك واحد من مناضلي آخر الزمان إسمو"بشاشا" .. يعني زول مهجس وقصتو بايظة خالص خالص لو دخل البوست بتاعك ده حيقول ليك إنت في شنو والحسانية"النوبيين" في شنو .. طبعا ده مشروع قصة في تولاتو دي .. عموما نرجع لموضوعنا ..
    نصك جميل ومتميز وآمل أن يتواصل بيننا حوار فعلي ..
                  

02-16-2011, 08:23 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. (Re: احمد ضحية)

    ...

    استاذ أحمد ضحية...
    المبدع الخلاق..

    صبح أسمر، وجميل...


    تسلم، وبشاشة من أعز الأصدقاء، يعني ممكن يجاملني حبة، (كم وش باسم)....

    بس قلنا برضو ننحاز للأدب، مش هو ثورة، سورة (برضو كم وش باسم)، من باب قابل اخاك بوجه طلق

    كما برضو فرصة ننظر للأدب في زمن الثورة، لأنه هو ثورة مستمرة، لا تكف، ولو لحظة عن الخفق بالجديد، المثير الخطر، هل تصدق،
    تعمدت إنزاله، فمتى كان الأدب (بالنسبة لي)، صاحب اوقات، بل هو الحياة، بكل شكولها، وهو ثورة، دائمة، وسرمدية، على الماثل والواقع، مش ثورة موقتة، هو (الأدب، كما تعلم يقينا)، هو ثورة أبدية، للانتعاق الامثل، والكامل للحياة، من الحياة، ونحو كمالها المدخر، ولذا أي كتاب قصصي، أو مسرحي، أو سردي، هو ثورة، بصورة من الصور، مثل أدب كافكا، مثلا، يكاد يكون قرن استشعار، وجرس انزار، مبكر جدا، لمأساة الثورة الصناعية المجنونة، وصوت وقعها الموزون، وبيرروقراطيتها، التي قتلت روح الانسان، وجعلته سجين مكتب، طوال اليوم، وبراتب، ضئيل، وعمل مكتب أقرب للحكم الشاق المؤبد، آلة كاتبة، سجلات، أرقام، أرشيف، مما تراه كناقد في أدب كافكا العظيم، لأن صوت الآلة، حجب ضربات القلب، وليتها كان ثورة يسبقها فكر مسدد، وروح عميقة، وهو زي موسم الهجرة للشمال، يكاد سبق أطروحات ادوار سعيد، عن معاناة المثقف الافريقي، في الغرب، بصورة من الصور، وكأن مصطفى سعيد، سبق الناس، وضرب جرس انتبهوا ايها السادة، فالسوداني المثقف، لن يستيطع العيش في الغرب كما يحلو له، ولو عاد (لود حامد/السودان)، برضو ليس يعش، خلاسي الفكر، واللون..

    يعني ثورة الأدب، وأن بدت مسالمة، وفي شكل حنين، لقرية، ودكان تعينني في رسم ثورة فكرية، وبيني وبينك لا احب الثورات الصاخبة، التي لا يسبقها فكر، واستنارة، وتوعية، كي لا تؤاد، وللحق العاطفة القوية، يجب ان يسبقها فكر مسدد، والأدب لا اظنه، يعيش إلا في دينا الثورة، الحقيقية، على كل ماثل، ولا يعجبه العجب، ولا الصيام في رجب، فالأدب، كما تعلم يقينا، وأعمق، هو ثورة الخيال، ضد الذاكرة، بمكر، طبعا، والخيال، يرى عيوب جمال جناح البعوضة، والذاكرة، اقشعرت لذة للجناح، وهنا يكمن سر التطور، ومهماز الرقي..

    وأخي وعزيزي ضحية، سعيد وربي بزيارتكم، للدكان، وشاكر ليك تشجيعكم لهذه المحاولات، وللحق قرأت لك الكثير، الكثير، وسعيد بنشاطك الدافق في مجال الابداع في بلادي، ودمت خيرا، وبركة..


    ودمت، محبتي، وصداقتي، وودي..

    اخوك كرم الله
    صباح الاربعا..


    ...
                  

02-19-2011, 10:40 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. (Re: عبدالغني كرم الله)

    خليني أجر لي بنبر ولا كُرسي ولا أصنقر فوق الكنبة المدفوسة دي
    وأتحكر معاكم قدام باب الدكان


    يا اخي
    رغم فتيل الأحزان الذي لا يود أن يخفت أواره وإن قليلا
    أغرقتني بمحبتك هذه
    وأنرت نهاري


    محبتي لروحك المانحة
    وبجيك صاد بإذن الله
    وهل يعقل أن لا أتي..!!

    ــــ
    شكراً لمن نبهني إلى هذا المكان
                  

02-20-2011, 10:31 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. (Re: بله محمد الفاضل)

    .
    .
    .


    هيه يا أيها الرجل الذي أحبه
    أحب لكماته التي يُجابه بها خواء الأخيلة ووعكات المزاج وحرن المداد...
    فينسج لنا مدارات
    نسيج وحدها
    نلجأ إليها لنعرفنا
    لنكوننا


    أحب روحه المتمردة التي تقطعُ بك يقيناً إلى حيث
    يمكنك أن تلتقيك
    لا كما عرفتك
    وإنما في ماءٍ شرب من ماءٍ
    فطار أفقا

    أحبك يا رجل
    ذلك لأني اوصيني كثيراً بك
    من مقام النظر إليك بعيني قلبٍ أجرب
    لأني لم أعد احتمل مزيداً من كون أنه
    تبقى بهذا الكون
    ما يُعرف (بوقتٍ لم أكن فيه) بأنه
    إنسان...
    هذا الكائن المختلط الملتبس الهاتك والمهتوك...
    أيقونة التضاد
    والذي أضحى بتقادم الأيام رهنا للقبح
    فاعله ومحتمله


    هيه يا أيها الرجل الذي أمقته (وأضغط جيداً على الكلمة الأخيرة)
    وأصابع حُزنٍ وحشية تمشط روحي المجعدة/المتشاكلة/المتشابكة
    على رحيل (خالد الحاج) كما أقول دائماً (أكثر إلينا)
    يجيء هذا الدكان باحتمالاته المشرعة على يقظة الجمال كله
    وتقاطره ليصب عند متنه..
    يجيء كأنما ليعبر بي إلى (حاجيات منقرضة) كان يرصها صديقي الذي أعرفه لماماً
    (والذي في الغالب هو شخصي ذاته)


    يا أيها النبي والذي كنيتك بكتابة وجهتها إليك ضمن (يوميات تائه) ولم أنشرها بعد بـ (سيد التفاصيل) وها إني أضعها هنا ولم أراجعها بعد كتابتها لتكون بمقامك لكني دائماً أعول على ما في الروح أن يبلغ إلى من أحب لا تناسب الحروف بعضها ببعض:



    الأربعاء 13/1/2010م

    سيد التفاصيل ... عبد الغني كرم الله

    دعني أولاً قبل التوجه إليك أن أكيل كيلاً من المحبات والاغتباط إلى صاحبنا البخيل "الطيب برير يوسف" الذي لفت انتباهي إلى كتاباتك باكِرا، ومنذه، فكل ما وجدت لك شيئاً أخذته لخلوتي فأخذني في دروبه الكثيرة، ومن ثم أرخي العنان لمِداد روحي كي يتجاذب أطراف ما يعن له معك...

    ودعني أيضاً أطلب لك المغفرة بقلبٍ ملؤه الأشجان وفي الخاطِرِ نعيّك الذي أبطله تمسك شيءٌ ما من الحياةِ بأهدابِ بقائك، لعله لمزيدٍ من العِناقِ الذي يتبرجُ لمرأى انعكاساتك المبثوثة في العبارات المنطوقة أو للتربيت من لدن أصابِعِكَ الحانيةِ على سماءٍ ماطِرةٍ بالكشفِ، بل لعل المنحى كما سردت في رسالتك إلى المدعو "مصطفى سعيد"... وأقاطع مِدادي كي اقترح عليك أن تكتب عن شخصيةٍ ما تدعى "عبد الغني كرم الله" وهي ليست أنت على الإطلاق أو قل بأنها أنت الذي أردت أن تكونه ولم تقدر ولن.. أو كيفما تشاء.. ولن أوصيك بالطبع على تفاصيل تحيطه يتداعى معها وتتداعى عليه فأنت سيد التفاصيل الحميمة.. كما ولن أوصيك بخاتِمةٍ مهولةٍ تربكك قبلي فأنت حسن الخاتمة بإذن الخيال... ولعلي أردت التخلص –بعد عمر مديد غانم- من موت الخالق فيك، وهكذا...

    هل أعود إلى رسالتك للمارق مسيو "مصطفى سعيد" .. لا لن أعود لأنه لا فائدة ترجى من ذلك فظني أن مثله لن يهتم بالرد عليك ربما لانشغاله بغزوات جديدة أو لأنه يحاول التملص من اقتران اسمه الفخيم بالأحداث الجِسام والشخوص التي وضعها بجانبه خالقه وأظنه يحاول اجتياح عالمٍ مختلفٍ عن الذي عرف في محيطه، كُن أنت خالق هذا العالم صاحبي.. ودام أنك ستنقله لخضم رؤى جديدة فالتة فلك أن تدعه بما تشاء من أسماء ونعوت ووووو كما ولك أن تمزجه مزجاً في كمٍ من الشخوص التي خبرت ولا تزال تتقافز قبالتك من مهابيلٍ ومطاميسٍ كالزين ومن مناضلين باستماتة لا تنقطع كدون كيشوت وهكذا وهكذا...

    في الحقيقة قد سبق لي القول بأن قراءة الكتابات القصصية لا تستهويني كثيراً، وقد هومتُ حينها في حديثي عن هذا الأمر بما يبث في النفوس ضمناً بأني لا أقربها البتة، وأظن أن الفهم حينها سيكون لنجاسةٍ بقراءتي أو لغير ذلك من الأسباب...
    والمهم أن ما عنيته حينها والآن وغدا
    أن تلك الكتابة المسكينة الدائخة غير الجاذبة حرفا أو المتناسبة فحوى، كثيرة المغالطات والنقض لما تورده بأولها في وسطها ولما تورده في وسطها بآخرها وهكذا، لا تجرني في حبائلها وتقودني للإكمال مهما يكن من أمر مدونها وما يتبع اسمه من هالة...
    أحب الغوص في كتابة تخلق من الفسيخ شربات وتحول البحر إلى طحين
    نعم
    الأحداث جميعها استهلكت –وذا لا أجزم به-
    لكنما اللغة تبقى نابضة لا يطالها السمج أو يدخل بين يديها الفتور أن عرف الكاتب كيف يديرها يمسك رسنها ويقعرها أو يطلقها للريح وووووو
    وعرف كيف يخلق منها ما تقدم

    والملاحظ بشكل عام، كتاباتك في السر والعلن (أي ما تنشره بعد درسه وما تنشره في حينه) أنك تكتب دونما جهد يذكر وذا أحسبه للمواءمة فيما بينكم (أنت وما تحمل، القلم/الكي بورد، القصاصة/الشاشة)، فقلتُ أنما تكتب بذاكِرتِك وتحفظ فتدون، وأن لديك خيال طفل، وأن وأن...

    وبشكل عام،
    أن ثقافة الكاتب وإطلاعه الموفور تلوح في كتاباته وتبرز ذاتها إبرازا،
    لكنما ذلك دون مقدرة منه على تطويع اللغة لا ينفع في اقتياد ذهن القارئ وشغفه أو قل بلطف في جعله قادرا على المتابعة بنفس واحد يتخلله ما يتخلله حتى المنتهى...
    وتملك سيدي ذلك وغيره وغيره،

    حفظك الله ورعاك وأبقى قلمك قيد الكتابة لا الغمد فمثلك حفيّا بأن يقرأ له ويقرأ...

    هل انتهيتُ..!!
    لا..
    بل لعلها البداية فقط،
    لكنما التفاصيل تترى طي التفاصيل..




    ــــ
    وسأعود في مداخلتي القادمة بالنص السابق (على كعب دائر)

    محبتي وامتناني

    (عدل بواسطة بله محمد الفاضل on 03-14-2011, 08:11 AM)

                  

02-20-2011, 10:33 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. (Re: بله محمد الفاضل)

    على كعبٍ دائرٍ

    "الرِّيحُ بشهوةِ دفعٍ ألقتْ للزيغِ خُطىً..."









    الصرَّافُ لا تُفارقُني سحنتُهُ البنكنوتيةُ،
    إلا البحرَ.

    في الإصغاءِ:
    نفضتْ مدينتي المِضيافةُ غرقَها في البُؤسِ
    عند طُبُولِ أحاسِيسِنا المُرهفةْ،
    ثم أغفتْ على ساحلِها تضاجعُ الضَّجرَ والحقائِبَ،
    تنفَّخُ أوداجَ الزهوِ في هيئتِها المحكُومةِ بالشجرِ.

    في الودِّ:
    دغدغني الشدو الغرِدُ،
    يهتفُ حتى شحطَ عُرُوقَ الثملِ،
    عند ناصِيتِهِ همهمَ الحمامُ:
    سأفترشُ الليلةَ الأشجانَ،
    أريَّحُ حُنجرتي من دسِّ حُبيباتِ الصحوِ على جبِينِ الذين نهبوا الحِيادَ.
    ////
    تفشِّي سرَّها للطحالِبِ،
    فِتنةٌ بجيبِ الطُقُوسِ تنمو،
    الوجِيبُ يتمزَّقُ بأطرافِها،
    اللَّيلُ يخفي مُؤخَّرتَهُ البارِزةَ حتى لا يهابَهُ الصوتُ،
    الأوتارُ تداومُ على قرعِ الشجوِ،
    النشيدُ تارةً ينفلتُ من يدِ قُبلةٍ في صخبٍ هادِرٍ،
    أو يغفو على الرصيفِ.
    ////
    ترى كيف استعدتُ صفحةَ وجهي مملوءةً بالنزقِ!!!
    ////
    المدينةُ يحفِّزُ صدرَها محارٌ،
    المدينةُ صَدفةٌ وصُدفةٌ،
    المدينةُ شُعاعُ الكائناتُ الراجِلةْ،
    المدينةُ تحشرُنا في بِناياتِها لنتهيَّأ،
    تنشَّرُ البردَ لنتهجَّى الدفءَ،
    تُغطّي الذين أدّوا فُروضَهم!!!

    المدينةُ تمتصُّ يرقاتُها
    بُرتُقالةَ الجسدِ...
    ////

    " وبينما صديقي يملكُ الحيَّ بأحلامِهِ ذات الدفاتِرِ المرصُوفةِ بالحاجِيَّاتِ المُنقرِضةْ،
    وبعض الذِكرياتِ .....
    ...... قد يتقاطرُ المطرُ "
    ////
    المدينةُ تعفي البحرَ من جمارِكِ اِرتيادِها،
    حيثُ البهجةُ تستقرُّ بعبطٍ في الحقائِبِ.

    المدينةُ دسَّتْ بوجهي أصابِعَها،
    ومضتْ لتختليَّ بالآخرين...
                  

03-07-2011, 09:12 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكان الحلة.. (إهداء للأعزاء، بلة الفاضل، عبدالرحيم العبيد).. (Re: بله محمد الفاضل)

    .
    .
    .
    .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de