|
اليك تفر الكتابة وقصص أخرى
|
اليك تفر الكتابة خرجت وألطرقات يغسلها الخريف بالمطر.القطط خبأت كيانها تحت براميل القمامات ألعتيقة مكتوب عليها بخط قديم (أرجو عدم التبول).شجرة النيم تصارع عصف المطر .تحتها كوم من الفحم المبتل لبائعة الشاى لقد باغتها المطر.ما أجمل أن نكون سويا فى يومٍ مطير.ألزهر يلين مسافدة للفراشات ...تفر . والاعمدة شاهدة على ذنبى الحلال... فما أجمل أن تفتحين غرفة برجك لزائر المطر الثلجى. أهتف ويهتف الصيف فى صدرى العشبى حتى صرت أصيفْ رجل مطير فى المدينة. أليوم سألتقيك ........ ..أليوم سأمطرك وألقحك كما يلقح ألفينيق ألفضاء . سأفرًحك بمطرى كفرح المزابل فى ازمنة المطر الكاذب... تحت نافذتك وقفت خيولى الشبقية كعصافير حزينٍة مبتلْة. ليس لى من واقٍ غير حبك ، وصون دربك.اليوم أعلن عليك قيامة الحب ....أتيت بجزع شجرة ..وكان الله يصب الماء صبا حتى ابتل منى المخيط فتجردت منه فصرت كما ولدتنى أمى. جئت بعربة (كارو) كانت قابعة أمام منزل قديم متهالك ...صنعتُ منها لى مسرحاوسويته ، ثم خلقتً ألف دمية ، وأتيت بالطبول ...هكذا أعلنت احتفالى ...تحت نافذتك تماما أنا اليوم مركز الكون القديم..أرمينى بحذاء أو هزى على بمنديل دانتيل أيتها الاميرة ..يا مليكتى والعشب الكونى الربانى الشعشعانى ...يا أيتها المرأة الكونية المنشرة فىًَ أبدا حتى النخاع ، اخرجى لى منديلا من ( الدانتيل) أو أرمينى بحذاء ... خرج القوم واتهمونى بالجنون.....مجنونك ...شعشعانى ...صرختُ ...صرختٌ وصرختُ ..حتى خرج المنديل ...نعم أيها القوم هذا هو المنديل يتدلى ، صفق القوم ..لقد صفق لى النظارة وانا أصنع مسرح نافذتك ...منديلكِ عصفورةُ الانتباهة ، كان رمزا ، كان عشما قديما... يتدلى والقوم يهتفون المنديل ..المنديل ..المنديل ...مرألمنديل بنافذتك الأولى فغسل فسيفساء الزجاج عن تبر المطر الممزوج بأريجك القرنفلى ، وطبولى تدق زاحما فضاءات الملائكة..أنا ابن القرابين والاساطير، كل النوافذ مغلقة الا قلبى ..بخور. اتسعت باحة مسرح نافذتك ... علم خادم الخِتمْ ألسلطانى عن تكأكأ القوم ...علم بمسرح نافذتك الملحمى، فأمرنا أن نفرنقع ..لكن واصلنا الاحتفال والمنديل يتدلى ...انها احتفالية المنديل ، أنقسم النظاره الى قسمين ، قسم اسمه مجموعة المنديل المتدلى ، والقسم الثانى باسم المنديل غير المتدلى ....انه الحبل وكنت كما ولدتنى أمى أدير شخصياتى...سألنى خادم الخِتم السلطانى -لم أنت هكذا ؟ قلت : لقد خلقنا الله أحرارا فلماذا لا نعود أحرارا...أنا شعشعانى توقف المنديل ، توقف القلب ، توقف النبض ..ازادات الحركة على خشبة مسرح نافذتك ...تحرك الكورس الذى صنعته من دمى خرقتى مرددا: يا أيها المنديل .... تنزل علينا بردا وسلاما .. كنت أول من أمسك بالمبنديل ، أمسكته بكلتى يداى ،كان ناعما ، حريريا ، زلقا مثل مفارقة سياسية ، سهل مثل شيطان رجيم ، وعفر كالسأم المباح مسحت به صدرى والقوم من حولى يتخطفونننى تخطفا ويتخامشوننى تخامشا ليس منهم من يستنكف غائلة ...كلهم هكذا فقعيت...ثم فررت ومن خلفى النظارة يطارودنى وأنا أكاد أن أتحول الى اعصار ، تحركت دمى المسرح البالية ، ثم جاء حمار ذكى ليجر المسرح الكارو .هكذا بدأت المطاردة الميتافيزيقية المتسربلة حتى اذا ما دخلت فى برميل القمامة وقف القوم وتبولوا مثل كلاب ضالة وانصرفوا انصرفت كل الكلاب .. فتحت المنديل فوجدت به كتابة أشبه بالخط العثمانى : نلتقى اليوم تحت شجرة اللبخ عند منتصف الليل. هكذا توقف أول الليل وناء عنى بكلكل . ظل الليل يزحف عكس الزمن وأنا أجوب المدينة مع الزمن المعفر بالوحل لأقتله . على جانب البحر كان بعض من سماكه أشعلوا نارا بروث البقر . دخان ومطر وطين ورائحة روث محروق .تسلقتُ البحرَ صاعدا .من خلفى أرخى السماكة شراع مركبهم ثم تركوه ليذهب مع ألريح أينما حطوا ...كان الليل خميلا ، وكنت جميلا ...أنا ...كل كائنات البحر تتحدث بلغة الحشرات والطير...سراب.. وأنا ممسكا قلبى بلجام حتى لا يلجُ. سلكت ألطريق ألطويلة على امتداد شاطيئ البحر ،كان الموجُ يهدهد المراكب على ألشاطيئ ليصدم بعضها بعضا (كُُلُكْ.... كُُلُكْ)...كنت منسلا من روح المدينة ، أطوى المسافة طيا,أطس آكاما دون مباليا...أليوم سألتقيك ، سأكمل فيك عبادتى ، سأتشظى فيك .ثم أعلن توبتى .. بانت شجرة اللبخ ، كانت داكنة فى الظلام ، هنا تحت هذه الشجرة سيتم اللقاء ..عشرون عام وخادم الختم السلطانى يحبسك أيتها الأميره ، يا حورية البحر .....هذا هو الشاطيئ والباخرة والملاًح أصعدى الى الهروب المباح . أنا الآن تحت شجرة اللبخ وسط الليل البهيم. صمت عجيب ....كأنما الكون قد توقف والصمت سيد المكان والزمان،نطق الصخر صمتا حتى( غالنى الدمع وما أبصرتُ شيئا) توقف كلُ شيئٍ ، توقف الزمان والمكان ، أبحث بين العتمة عن شيئ مايتحرك لأصنع منه تكوينا لمدينة خرافية رافعة ألنهد... عنيد ...مضى الليل ، وكل شيئ فى ثبات. ثم فجأة بدأ دوى طلق نارى ، أعقبه صفارات اسعاف ، وثم هدير وضوضاء ..تحركت المدينة كلها ما من انس ولا جن الا وهو فى حركة وجلبة ربما قامت القيامة فى ذلك الجزء من العالم...يا خالق السموات والأرضين ماذا يحدث...ثم أذا بشيئ ينطلق نحوى من الغرب الى الشرق ..شيئ مروع ، مفزع يشق الأرض شقا.. ....انه خط العرض عشره وعشر دقائق ...هكذا ضربوا الأرض فعرف كل قوم مشربهم ...سأحفر ظلى شمال هذا الخط ألفظيع ، وأميرتى جنوبه ...وداعا يا مليكتى ، أليوم أرد اليك كل رايات الحمام ، وأمسح كل أدمع كلاب البحر البيضاء.هذه هى سواحل المحيطات تعلن انتمائها لخطوط العرض والطول ...فهل أنا محيط ..وكنت أنت مدينتى والى الى رغبتك الأولى سلام..سلام لأجراس الكنائس ولمآذن المساجد...يا عين البحر ، يا أختبار الكون الابدى...غناء
انتهت الخرطوم 2008
|
|
|
|
|
|
|
|
|