في مقال له بصحيفة (ألوان)، كتب الزميل عوض صديق عن منح الجنسية السودانية لحارس المرمى المصري عصام الحضري من أجل تسجيله لفريق المريخ . انتقد المقال فكرة منح الجنسية السودانية للاعب فقط من اجل عيون فريق كرة القدم ، متسائلاً عن الإنتماء للسودان او الوطنية التي يمكن ان يحملها هؤلاء اللاعبون المجنسون الذين يحصلون على الجنسية السودانية هكذا بسهولة دون أن يضطروا للوقوف طوابير طويلة او يعانوا من الإجراءات الروتينية المعهودة. ما لم يذكره المقال هو ( الأسلوب السوداني) في تسيير الأشياء، فالجنسية السودانية في هذا البلد هي مجرد (شيء) يمكنك الحصول عليه ببساطة إذا كنت في الجانب المناسب، فإن كان لك (واسطة) قوية، أو (شخصية نافذة) من تلك الفئة لتي تنجز ما تريده ببضع إتصالات تلفونية، فإنك ستحصل غالباً على أي شيء تريده، حتى لو كان ذلك (الشيء) هو الجنسية السودانية لمنحها للاعب أفريقي يعتقد أن السودان هو إحدى دول الكمنولث البريطاني التى تسرح الأفيال والنمور في شوارع عاصمتها البديعة ! ( انا هنا لا أتحدث عن الحضري طبعاً). تم منح جنسية السودان (الذي لا يزال مليون ميل مربع حتى الآن) لكثير من لاعبي كرة القدم الذين إنضموا للأندية السودانية، ولكن كرة القدم في بلادنا لا زالت على حالها لم تتقدم، مما يعني ان مشروع التجنيس الرياضي (بالله تجنيس دي أقروها صاح) مشروع فاشل وعلينا البحث عن مجالات أخرى لهذا التجنيس، فبلادنا – ماشاء الله – واسعة ، ويمكننا ان نمنح جنسيتنا لطير الرهو الذي يزور بلادنا في موسم (الدرت) دون أن يصيبنا أي ضيق، فنحن قوم كرماء منحنا جنسيتنا حتى للموبايل، فأصبح (سوداني)!. لا أرى أي فائدة ستعود علينا كأمة سودانية إذا تطورت كرة القدم عندنا، أنظروا الى البرازيل مثلاً : إنها ملكة كرة القدم ورغم ذلك فإقتصادها يعاني ، ووضع الناس هناك ليس جيداً عموماً، وكرة القدم مهما تطورت فهي في نظري مجرد (لعب) ، وإذا عرفنا أن الحضري يبلغ من العمر أكثر من ثلاثين عاماً ، فإن المسألة كما هو واضح هي لعب ، ولكنه ليس (لعب عيال) !. المرات القليلة التي إكتشفت أن كرة القدم أكثر قليلاً من مجرد لعب، كانت عندما غنت الفنانة الكولمبية الشهيرة (شاكيرا) في إحتفالات إفتتاح كأس العالم في فرنسا وجنوب أفريقيا، فحينها عرفت ان الحكاية لعب ، وفن أيضاً!، غير اني ما زلت مندهشاً من السبب الذي يجعلنا نمنح الجنسية السودانية للحضري مثلاً ، ولا نمنحها لشاكيرا!. كما ترون فإن مغريات تجنيس (شاكيرا) بالجنسية السودانية تبدو كبيرة، فهذه الفاتنة الكولمبية الشقراء لها ملايين المعجبين في العالم، وستكون حملة علاقات عامة موفقة جداً إذا ظهرت (شاكيرا) بثوبها السوداني على مسارح هوليوود لتغني (عديلة يا بيضا) !، عندها ستتغير نظرة الملايين للسودان من دولة تعاني من الحروب والمشاكل الى دولة مزدهرة قادرة على على تقديمم فن راقي عبر (مواطنتها) شاكيرا ، التي سيتعاطف معها الجمهور عندما (تتكعبل) في اطراف ثوبها السوداني الطويل وهي تحاول أن تقفز قفزاتها الراقصة الشهيرة تلك، فتسقط على خشبة المسرح صاحئة بالدارجية السودانية : ( سجمي ...!). ليست (شاكيرا) وحدها من يجب علينا منحها الجنسية السودانية، ولكن هناك شخصيات كثيرة أعتقد ان الجنسية السودانية (خايله عليها) : فالعالم الشهير (نيوتن) الذي إكتشف قانون الجاذبية الأرضية يستحق أن نمنحه الجنسية السودانية حتى نثبت له أنه (ما ناقش حاجه) ، لأن السودانيين قد إستطاعوا تكسير جميع قوانينه الوهمية، فأسعار السلع مثلاً ترتفع للغاية هذه الأيام دون ان يرتفع معها دخل الناس ، مما يعني أن مسألة (لكل فعل رد فعل مساو له) هي مجرد (كلام ساي) وأن قانون نيوتن الثالث لا أساس له من الصحة، وعلى (نيوتن) العزيز أن يقبل الجنسية السودانية ثم يلتحق بأحد فصول محو الأمية في محلية أمدرمانشير ..! الجنسية السودانية يا سادتي تستحقها الفنانة السورية (زينة) التي طرب معها آلاف السودانيين وهي تؤدي أغنية الكاشف ( أسمر جميل) فأنتشى المواطنون السودانيون وهم يعيدون إكتشاف جمال اللون الأسمر لأول مرة ، وكان لأغنية لم تكن موجودة من قبل، وكأن المرحوم الكاشف طوال تلك الفترة كان يصدح متغنياً لـسمراء من جميلات القطب الشمالي ..!. وما دام الحصول على الجنسية السودانية سهلاً هكذا، فلماذا لا نعطيها لذلك الوزير الياباني الذي إستقال من عمله بسبب( ########) ، حيث أنه تعرض للإنتقاد لأنه إستعمل سيارة الحكومة لتوصيل زوجته للكوافير، فمثل هذا الوزير (الداقس) يستحق ان نمنحه الجنسية السودانية بالتجنس لعله ينجح في تعليم المسئوولين عندنا أدب الإستقالة في حالات الإخفاق، وحالات الإخفاق هذه لا تشمل توصيل الزوجات للكوافير بسيارات الحكومة، فللزوجات عندنا سيارات حكومة ثانية للتوصيل للكوافير ، وسعد قشرة كمان!. الجنسية السودانية بالتجنس يجب ان نمنحها يا سادتي بأثر رجعي لمذيعات التلفاز والاف أم اللائي يجتهدن في تغيير لهجتهن السودانية و (يعطشن الجيم) حتى تخرج من حناجرهن جيماً تعاني من العطش الشديد، فيستهلكن الكثير من مياه النيل لري ذلك العطش ، فنفقد إحدى ثرواتنا القومية ، وتصير بلادنا عطشى !. أخيراً فإن من حق الحكومة طبعاً ان تمنح الجنسية السودانية لمن تشاء، ولكن يبقى لنا أن نتذكر ان منح ورقة الجنسية السودانية لشخص ما لا يعني بالضرورة أنه أصبح سودانياً، حتى وإن أكل البوش والمرارة. اما بنتنا (شكيرا) فمع غناها ورقيصها وأزيائها العجيبة دي ، فالشافها في بوكس النظام العام مااا كضب!.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست