وقعنا جميعاً في فخ الحركة الشعبية!

Quote: منذ توقيع الاتفاق التاريخي بين حكومة الانقاذ والحركة الشعبية في 2005، لم نسمع يوماً حديثاً عن انفصال... ولم يكن خياراً مطروحاً، ربما لأن وقتها كان العملاق قرنق يقود المسيرة... ظل الامر على ما هو عليه، حتى قبل بِضع أيام من مواعد الانتخابات، بعد ان تمت تعبئة الشعب السوداني ليصوّت لمرشّح الحركة، والذي كان يمثّل أفضل ما يمكن أن يكون كرئيس للسودان، لأصوله الشمالية عرقياً والجنوبية نسباً.. ولأن الشعب السوداني توسّل فيه الكثير.. قبل أيام قليلة من الانتخابات الحاسمه، أعلن عرمان انسحابه المفاجيء من سباق الرئاسة، فيما بدا وقتها صفقة بين الحكومة وبين الحركة الشعبية، يضمن فوز البشير.. مع انهيار الحلم الوردي الذي راود الشعب السوداني لأسبوعين... واستلام البشير عرشه مرّه أخرى، لخمسة سنوات اخرى مضافة إلى سنواته العشرين... اختفى صوت الحركة لبرهة قليلة... وعاد يجعجع بالانفصال ويروّج له علانيةً، وكنا ننظر إلي الشباب الجنوبي حاملاً اليافطات بدهشة، وهي تدعو للإنفصال.. أخواننا الجنوبيون قرروا واختاروا واعلنوا رغبتهم في الانفصال عن البلد بدعوة ودعم وتوجيه من الحركة الشعبية، التي فاجأت الشعب السوداني بأكمله بأن تخلّت عنه بعد أن كانت قاب قوسين من (انقاذه) من الانقاذ.... وفي ظل تلك الدهشة مضت الاشهر سريعة متتابعة... ليأتي وقت الانفصال الحتمي الوشيك...