ميادة فتاة سودانية في عمر الزهور تجاوزت الاربعة وعشرين عاما بشهور قليلة، عرفت ميادة بذكائها ونبوغها منذ صغرها بين قريناتها يكسوها أدب جم بفضل تربية أسرتها المحافظة المكونة من أب طبيب وام معلمة ظلت تغرس القيم الفاضلة وتخرج على يديها اجيال من الطالبات اللائي تبؤأن مراكز مرموقه غرست في بنتها كل قيم الحق والفضيلة والجمال وكانت ترى فيها نفسها ولذلك تعهدتها بالرعاية والاهتمام وجعلت الرقيب عليها هي قيم وأدب ميادة نفسها لم تمتد يديها اليها بالضرب في يوم من الايام ، لميادة اخ وحيد يدعى عاصم يكبرها بخمس سنين تخرج طبيا كوالده والان يواصل عمله بجد ونشاط ويعمل نائب اخصائي في أحد المستشفيات الحكومية. في ذلك اليوم حدث أمر جلل زلزل كيان الاسرة وقلب حياتها رأسا على عقب، امر لم يكن لميادة دور فيه ولكن الاقدار كانت لها بالمرصاد، في ذلك استيقظت ميادة باكرا كعادتها وبدأت تصبح على اســرتها الصغيرة ومرت عليهم فرداً فردأ طبعت قبلة الصباح على خد ابيها الذي لن تراه طيلة هذا اليوم بحكم عمله وهي ستكون في الجامعة فهي في السنة النهائية وتتحضر لتحقيق حلم اسرتها بالتخرج من الجامعة لكي ترد لهم الجميل بتربيتها أحسن تربية ورعايتهم لها احسن رعاية. الكل مشغول بتحضير نفسه لبداية يوم جديد ولم يدر بخلد احدهم ان هذا اليوم المشؤوم يحمل بين طياته الحزن والشقاء لهم، تحلق الجميع حول مائدة مستديرة موضوعة في وسط هول خاص بالاسرة تعود الجميع ان يجتمعوا فيه كل صباح لتناول وجبة الافطار وتجاذب اطراف الحديث، في ذلك اليوم طلبت ميادة من ابيها بعض المال الذي كانت تحتاجه لتكملة بحث تخرجها الذي يشترك معها فيه زميل لها في الجامعة فنالت طلبها. انتهى الافطار وفكر الجميع بالخروج لاعمالهم في العادة تستقل والدة ووالدها سيارة والدها ليقوم الاب بتوصيل الام الى المدرسة ثم يذهب هو الى عمله في الوزارة وتخرج مياده برفقة اخيها الذي يقوم بتوصيلها الى الجامعة ويمر عليها في نهاية اليوم ليعودا الى البيت حياة روتينية مثل حياة معظم الاسر السودانية البسيطة. خرجت ميادة برفقه اخيها في سيارته لكي يوصلها للجامعة تجاذبوا اطراف الحديث اثناء الرحلة بينما كان العميري يشنف آذانهم برائعته لو اعيش زول قيمة التي كانت الاذاعة السودانية تبثها عبرها اثيرها. وصلت السيارة بوابة الجامعة وترجلت من السيارة وواصل اخيها طريقه الى عمله ،دخلت ميادة الى الجامعة وقامت بحضور المحاضرة الاولى والثانية وكان عليها أن تقوم برفقة زميلها بزيارة لأحد المؤسسات الحكومية التي يقومون بدراسة النظام اليدوي فيه وامكانية تحويله الى نظام كمبيوتر وهذا ما يسمى بتحليل النظم (system analysis) قطعت ميادة وزميلها شوطاً كبير في تحديد احتياجات تلك المؤسسة ودراسة نظامها الالكتروني المقترح (system) ، تكررت زيارات ميادة لهذه المؤسسة برفقة زميلها (طارق) الذي اوقعته الظروف معها لكي ينجزا مشروع التخرج الخاص بها، توطدت العلاقه بين ميادة وزميلها خلال هذه الفترة فبدأ قلبها يخفق ايذانا ببداية بشارات الحب بينهما واصبح كل منهما يهفو قلبه نحو الآخر.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الامين موسى البشاري
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست