فهاأنذا أشكو إليكم بثي وحزني ، وما يجري على بني وطني في الشمال !
قال أحدهم قديماً : ( بلادي وإن جارت علي عزيزةُ وأهلي وإن ضنوا علي كرام ُ ) ،،،، إلا هؤلاء القوم الدخلاء المنكرون الجدد ! .. هؤلاء النشاذ ، الشواذ ، الجلادون ، القتلة !! ... فما هم بأهلنا ! ولا هم بعشيرتنا ! ولا هم بإخواننا في الله ! ولا في الدين ! ولا في الهم ! ولا في المصير ! ولا في الوطن ! .... ماهم إلا نبت شيطاني منحرف ! نبت من بين حشائش هذه الأرض الطيبة ، كالطحالب السامة المضرة المؤذية المميتة ! ... بل هم مسخاً مشوهاً ! وجسم غريب عن هذه الأمة ! وعن هذا البلد الطيب ، المسامح المتسامح الكريم ،، وعن أهله الطيبين ! .... إنهم ( عمل ُ غير صالح ! ) . فمن أين أتى هؤلاء ؟! ... من أين أتوا ؟! ... أو كما قال ( الطيب) ، سليل ( الطيب الصالح ! ) . لم أشعر طيلة أيام حياتي بمثل هذه الزلة ، ولا بمثل هذه المهانة ، ولا بهذا الهوان الذي حاق بنا وبأهلنا الكرام ! ... ولا بمثل هذا الأسى ، والألم القاسي الذي ألحقه بنا هذا السوط ! الذي هوى بالأمس على ضمير هذه الأمة العظيمة الصامدة الصابرة ! ملحقاً جرحاً عميقاً غائراً ، لا أظنه يندمل في القريب ( بأخوي وأخوك ! ) ... هذا السوط ، الذي فتك بالملايين ! وأدمى القلوب والأفئدة ، وأبكى الصغير والكبير ! ولم أحس طيلة أيام عمري المديد ، بمثلها ، مرارة ، وغبن ، وبغض ، وإحتقار ، وأنا أشاهد تلك المشاهد المؤسفة المؤلمة البشعة ! لبنت من بنات بلدي ، من دمي ولحمي ، وهى تُجلد بهذه الطريقة الفاشية المريعة البشعة ! ..... وعلى الملأ ! وعلى قارعة الطريق العام ! وهى تتمرمط بالأرض ، أما ناظري كل العالم ! وهى تتلوى من الألم ! وتصرخ مستغيثة ، بلا نصير ولا مغيث ! ... ثم تقوم وتقع على الأرض في منظر مؤذي ! وهى تجثو على ركبتيها ! وتركع وتسجد منكسرةً أمام جلاديها المتوحشين ، القساة ، البشعين ، الأغبياء ! مستجدية ، ومتوسلة أن يكفوا عن إيذائها وضربها بتلك الطريقة الوحشية الفاشية القبيحة القذرة ! ولكن ، ( لاحياة ! ولا حياء ! لمن تُنادى ! ) ، لتلك الكائنات البشعة الغريبة على الشعب السوداني ! وعلى الحس الإنساني السوى ! ولاؤلئك ( الأصنام ) وأشباه الرجال ، من المقررين والمنفذين والحاضرين ، لتلك الجريمة النكراء ! وتلك المأساة الإنسانية التي لم يحدث مثلها في البلاد ! على مدى التاريخ والقرون السحيقة ! ولا حتى في أحلك العهود وأسوأها ! وما أقسى أن ترى أختك الرقيقة الضعيفة ، وهى تُجلد أمام ناظريك ! وعلى مرأى ومسمع من العالم ! ،، في ظاهرة مزرية تجعلك في حالة ، أقرب للجنون من النصح ! وتسلبك القدرة على العفو ! وتجعلك غير قادر على الصفح ! ولا على السماح ! ولا على الغفران !
الآن فقط .. تمنيت من كل قلبي أن يذهب ( الجنوب الحبيب ) إلى حال سبيله ! ... الآن فقط تمنيت أن يتحرر الجنوب ، وكل ذرة من تراب هذا الوطن ، من قبضة هذه الدولة الفاشية المُزِلة الفاشلة ! ومن أيدي البطش والتسلط والذل والحرمان ! لتقوم دولة الحق والعدل والمساواة .. والقانون ، والحقوق المدنية ، على أرض الجنوب الحبيب ..... فتكون ملاذاً آمناً لكل الشرفاء من بني هذا الوطن الأفاضل ! فليذهب الجنوب الحبيب إلى حال سبيله حراً مستقلاً .. ( ولكنه لن ينفصل عن ضمير هذا الشعب ) ، ولا عن ضمير الأمة ! إذ تستحيل أن تنفصل الروح عن هذا الجسد الحي المعافى ! فما الجنوب والشمال ، إلا بمثابة العين من بؤبئها ! والقلب من الفؤاد ! والروح من الجسد ! وفي الختام ، أحبتي الكرام ،، أرجو صادقاً من كل قلبي ، أن تتقبلني أرض أجدادي الحبيبة في جنوب البلاد ، مواطناً صالحاً على موطن أسلافي الأوائل ! .. فلتحتضننا تلك البلاد الرفيقة الرحيبة الأصيلة ،،،،،،،،،،،،،،،،، وتدثرنا بهاتيك الجذور الطيب العميقة ، الضاربة في البعيد ! ولتقم دولة الحريات والمواطنة والحقوق المدنية ،، والقوانين المدنية العادلة ! .. وتنشأ الدولة السودانية الجديدة الحديثة الشامخة على أرض جنوبنا الحبيب ! لتشاد المدارس ، وينشأ الأطفال والأولاد والبنات على الإخاء والمودة والصفاء والنقاء والمحبة الصادقة ! وتُشيد المراكز الصحية ، ودور الرعاية ، والمستشفيات والمصانع .. وتزدهر البساتين والحقول والمزارع والحدائق .. وتقام المسارح وقاعات الموسيقى ودور الفنون .. وتبنى المشآت الرياضية والأندية ، على مستوى العالم !
فلتكن الدولة السودانية الحديثة الشامخة ...... وليكن المسجد المنير المستنير مشرقاً ، بجانب الكنيسة المضيئة !
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
مامون أحمد إبراهيم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست