حبوبة سعدية تروي عن حملات الدفتردار الإنتقامية

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 12:56 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-13-2010, 06:15 PM

عبد العظيم احمد
<aعبد العظيم احمد
تاريخ التسجيل: 05-14-2006
مجموع المشاركات: 3558

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حبوبة سعدية تروي عن حملات الدفتردار الإنتقامية

    حبوبة سعدية تروي عن حملات الدفتردار الإنتقامية
    أنا الآن في أواخر عقدي الخامس ... أي أن إطلالتي على العالم قد تمت قبل نصف قرن تقريباً ... وعلمت أن أول الكلمات التي تفوهت بها ونطقها لساني من بعد ماما وبابا وكاكا هي كلمة حبوبة وكنت ولازلت أنادي بها ( حبوبة سعدية ) ... كنت أظن أن سعدية جدتي بحق وحقيقة الى أن وصلت المرحلة الثانوية عندها فقط إكتشفت أن حبوبة سعدية هي زوجة جد لنا كان ( طافشاً ) في أرض السودان الواسعة وعندما عاد فجأةً كمااختفى عادت في صحبته حبوبة سعدية ... بعد مدة قصيرة ترك جدنا زوجته تحت رعاية العائلة الممتدة وحمل عصا الترحال وإختفي الى يوم الناس هذا ( وطار طيرة أب ريش ... من الدريش ) ... ويقال ان جدنا فاز بسعدية نتيجة صفقة عيش كاسدة ... باع جدنا عدداً من جوالات الذرة لوالد سعدية الذي باعها بدوره لخلق الله الذين ( درشوها ) وطحنوها لتتحول الى( بني كربو ) وليتحول( البني كربو ) بعدها الى سماد طبيعي استقله أهل الجروف كـ(ماروق ) لتسميد خضرواتهم ... تم كل ذلك دون أن يسدد والد سعدية ما عليه من ديون لجدنا ... وكحل للمشكلة تمت المقايضة التالية التي فصلها والد سعدية بقوله :( خلاس يا أخوي ... زي ما سيدنا شعيب عرس بناتو لسيدنا موسي قصاد شغله معاهو .. أنا بعرس ليك سعدية قصاد قريشات عيشك ... أها رايك شنو ؟ ) ... تمت الصفقة لأن جدنا كان يؤمن بالمثل القائل ( المال تلتو ولا كتلتو ) وهكذا ظهرت حبوبة سعدية في قريتنا بالنيل الأبيض ولم تغادرها إلا قبل سنوات الى مثواها الأخير بمقابر القرية .



    أتذكر كيف سارت الأيام ودارت دورتها الطبيعية ... إنضممت الى تلاميذ المدرسة الأولية بقريتنا ثم أصبحت تلميذاً بالمدرسة الوسطى فالثانوي ثم الجامعة لأتخرج مهندساً وأتزوج لأحط عصا الترحال في مدينة الأبيض بعد كثير تجوال أنجبت خلاله الصبيان والبنات ... وبدأت أفكر وأرتب وأعد العدة للمعاش ... ذات يوم حوالي منتصف النهار رن التلفون في مكتبي ... الخرطوم والمتحدث ابن عمي عباس الموظف بوزارة الزراعة وبدون مقدمات :( يا أخوي البركة فيكم ) زادت دقات قلبي وتقاطر العرق بارداً من كل مسامات جسمي ... انقبض صدري وانحبست الكلمات في حلقي ... وبعد مراجعة سريعة لأفراد العائلة قلت في نفسي لا بد أن المتوفي أحد إخوتي فالوالدة والوالد والعمات والخالات والأعمام قد توفاهم الله قبل سنين ... وبعد جهد جهيد سألت في صوت متحشرج :( المات منو يا عباس ؟ ) ... وجاء الرد :(البركة فيكم في حاج محمود أبو حبوبة سعدية )... كان رد فعلي ميكانيكياً وبدون تفكير :(هو حبوبة سعدية عندها أبو وكمان عايش ؟) ... أرجو ألا يوصف ردي هذا بعدم الكياسة فبنة المرحوم (حبوبة سعدية ) تجاوز عمرها التسعين بكثير (يعني كابست المية )... إنطرحت أساريري وفجاءة ( إنفقعت ) بالضحك .... وقلت (والله يا عباس لمن قلت لي البركة فيكم .. لا أدري لماذا لم أفكر إطلاقاً في حبوبة سعدية ... يظهر إنو نكير نسى في واحدة اسمها سعدية .. تذكر كم مرة كتلناها كلما أردنا زيارة قريتنا أثناء الفترة الدراسية ؟ كنا نذهب الى الأستاذ المسؤول ... الروؤس منكسة كأعلام جيش مندحر والحزن المصطنع بادٍ على الوجوه وبصوت خفيض يكاد لا يسمع نردد سوياً :(يا أستاذ أنحنا عاوزين إذن تغيب لإسبوع أصلو حبوبة سعدية ماتت !!) ... نخرج من مكتب الأستاذ مأذوناً لنا بالتغيب لنسافر الى قريتنا ونقضى جل الوقت مع حبوبة سعدية (المتوفاة ) نستمع الى أقاصيصها الممتعة ...



    تذكرت حبوبة سعدية وتذكرت روايتها لحوادث حملة الدفتردار الإنتقامية .. وهي رواية فيها القليل جداً من الحقائق التأريخية ـ إذا أخذنا ما يقال لنا بالمدارس بوصفه الحقيقة ـ والكثير مما أنتجه ودسه الخيال الشعبي وسط الحقائق ... فمثلاً تقول حبوبة سعدية ان الذي أغضب المك نمر من الباشا الغشيم أن الأخير قرص إحدى حسنوات بنات جعل وأمام ناظري المك مما جعل الدم يفور في عروقه وكانت النتيجة تلك المحرقة .. وتصف حبوبة سعدية جمال تلك الفتاة ـ وأسمها ( الفريع ) وهي التي قصدها الشاعر بقوله (فريع البان المال وإتكي ) ـ وترسم صورة صدرها الطامح وخصرها النحيل وإنها من (تقل المرجرج ) كالخايض الوحل .. وهي نفسها المعنية بالكلمات :



    الضمير قال الحقوني



    الصدير والكفل بروني



    وبعد هذا الفاصل الرومانسي تصف لنا حبوبة سعدية ـ وبالتفاصيل الدقيقة ـ ما ارتكبه جنود الإحتلال الأتراك من جرائم أثناء حملات الدفتردار الإنتقامية ... مثلاً كيف أجبر جنود الإحتلال أحد الجعليين على سب المك نمر ووصفه بالقائد الهارب أمام الملأ ... أو كيف أُجبرت الحرائر على الرقص أمام الأتراك الملاعين ورؤسهن حاسرات ... وتضيف حبوبة سعدية :( بس قالوا ـ وإستغفر الله من قولة قالوا ـ إنو جماعة الحلة ديك ما كانوا جعليين صافيين ... يعني الواحد منهم أمو ما بت عم أبوهو والله ورسوله أعلم ) .



    على كلٍ ـ وغض النظر إن كان ما روته حبوبة سعدية حقيقة أم لا ـ ألا تتفق معي إن التاريخ يعيد نفسه مع قليل من التعديلات ... مثلاً بدلا ً من شندي فلنقل الفالوجة وبدلاً من الأتراك العثمانيين فلنتحدث عن فعائل الأمريكان وأبناء عمومتهم البريطانيين ... ويقال ان تلك الفظائع التي ارتكبت في حق السجناء والمدنيين جاءت إنتقاماً لزملائهم الأربعة الذين مثلت الغوغاء بجثثهم ... إنها حملات الدفتردار الإنتقامية ... وتلك الصورة البشعة لزمرة من المهوسين وهم يذبحون المقاول الأمريكي ( بيرق ) ذبح الشاة وأمام عدسات الكاميرا أليست إستنساخاً لفعلة ذلك الوزير المأفون الذي ذبح مفكراً في قامة ابن الجعد أمام المصلين في يوم عيد الأضحي ؟ ... إنها طبائع الإستبداد تعيد إنتاج سلالتها ... فالإنسان الذي يستطيع في بعض حالات تألق إنسانيته وتساميه أن يصبح أفضل من الملائكة يستطيع في حالات أخرى أن يكشر عن أنياب الشر ويصبح أقبح من الشيطان الرجيم .... لا أريد هنا أن أتحدث عن بشاعة ما دار في سجن (أبو غريب ) أو ما يدور في مدينة النجف وقصف مرقد الأمام علي كرم الله وجهه بل أود أن أطرح السؤال التالي : كيف يتم هذا التحول في التصرف الإنساني من الموجب الي السالب وبهذه السرعة وما هي (الكيماويات ) التي تخلق ذلك التفاعل وما هو(الكتالست ) الذي يؤجج من نيران الكراهية والبغضاء في نفس الإنسان تجاه أخيه الإنسان وبذلك ينفي إنسانيته أولاً ثم ينفي الإنسانية عن عدوه ثانياً ... والأهم هل هنالك شروط لو توفرت تمنع صاحبها من الوقوع فريسة لهذا المرض الخبيث ؟ هل نجد ذلك في التمسك بالدين ؟ ولكن أي دين نعني بل وأي فهم للدين الواحد نقصد ويمكن أن يصلح درعاً واقياً ؟ خاصة وأن الرئيس بوش يدعي أن ما يقوم به ليس من أجل البترول والمال بل هو مأمور وينفذ فقط أوامر الرب والدين ... ونسمع في نفس الوقت صرخات مشابهة من الجانب الآخر (لا لدنيا قد عملنا ... وكل شىء لله ) بينما الواقع يقول : أن الشره وحب إكتناز المال والبقاء في السلطة هو القاسم المشترك بين الطرفين ... أم ياترى أن بذر بذرة التحضر حتماً سوف تؤرق وتثمر وتنير لنا الطريق الى السلوك القويم ؟ ولك أن تسأل أيضاً : أين نجد هذه البذرة وما هي شروط إنباتها بل ما هي خصائص التحضر ذاته وماذا نقصد به ؟ يقولون ان التعليم وسماع الموسيقى وقرأة الشعر والأدب بل والعمل يصفي النفس الإنسانية من الشوائب ويزيدها نقاءاً إنسانياً ... ولكن نسبة التعليم في بريطانيا والولايات المتحدة عالية وتتوفر للمواطن هنالك كل أنواع الموسيقي من أبخسها الى أعلاها مرتبة ودخل الفرد يسمح له أن يقتني ما يحب في دنيا الإبداع ... والمفارقة تأتي من أن هؤلاء هم من قام بهذه الأفعال الشنيعة ! أم يا تري أن بذرة التوحش والبغضاء وما تجره من رغبة في التنكيل وإذلال الآخرين كامنة في النفس البشرية يكفي أن يتوفر لها مناخ بعينه لتتحول من حالة الكمون الى قوة فتاكة مدمرة كريح صرصر عاتية لا تبقي ولا تذر تجتاح كل ما يعترضها ؟



    قد أفهم أن يأتي شخص ما في فورة غضب عملاً فيه قسوة ولكن ما لا أفهمه أن ينكل أحدهم بأخيه الإنسان وهو هادىء الأعصاب بل ويبتسم مثل ليندي إنغلاند وهي تجر السجين العراقي العاري بحبل يستعمل للكلاب .. وكيف يمكن أن يكرر هذه الفعلة القبيحة أو شبيهتها لأيام وبكل برود حتى تصبح ممارستها عنده شيئاً روتينياً طبيعياً مثلها مثل تناول طعام الأفطار ... وهنا أذكر ما حدثنا به الرجل الأسطورة مانديلا في كتابه ( الطريق الطويل الى الحرية ) وكيف أنهم كانوا يجبرون كل صباح أن يجلبوا قطعاً كبيرة من الصخور ليعملوا طوال اليوم في تفتيتها الى ذرات دقيقة ثم يقومون بجمع تلك الذرات ورميها في الأماكن التي أنتزعت منها الصخور ... يستمر هذا العمل يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر وسنة بعد سنة .... يقول مانديلا ان الإرهاق العضلي الذي يسببه هذا العمل لا يعني شيئاً إذا ما قورن مع الإعياء النفسي الذي يعانيه السجين من ذلك التكرار الممل لعمل يعلم الجميع ألا طائل يرجي منه ... وذكر الزعيم ان بعض المساجين قد إنهارت أعصابهم بالفعل بل حاول بعضهم الإنتحار ... هنا قال مانديلا قولته الشجاعة الحكيمة ناصحاً زملائه : لقد كسرنا الصخر لعشر سنوات .. دعونا نكسره لعشر سنوات قادمات وأوعدكم بأننا عندها سوف نجبر شمس الحرية على البزوغ ) .



    لا أدري كيف أختم مقالي هذا ... فمن ناحية ـ وأنا أشاهد ما يجري في دارفور وفلسطين والعراق وبؤر عراك أخرى ـ أجد نفسي وقد فقدت إيماني بأن الأرض ما تزال صالحة لإنبات الزهور ولا أصدق ما يقال من معسول حديث عن العدالة والحرية والسلام ... فقد صار عندي يستخدم للإستهلاك الإعلامي يذوب ويتلاشى متى ما لامس أرض الواقع كالزبدة متى ما لامست النار ... ومن ناحية أخرى نرى صوراً اسطورية للصمود و والمثابرة من أجل أهداف خلابة رائعة الجمال لأبطال يريدون تحقيق المستحيل من أجل الشعوب البسيطة المغلوبة على أمرها ومن أجل ذلك يضحي هؤلاء الأفذاذ بكل غالٍ ومرتخص ... ألا يخجل الطغاة أمام هذه اللوحات نادرة البهاء وكيف يستطيع من يحلق مع هؤلاء الأماجد أن يسقط ـ وبكل بساطة ـ الى درك الإستبداد السحيق ؟ وهل يستمر هذا الليل الحالك الى يوم الدين أم أنه قدر جيلنا وحده ؟ على كلٍ فلنصلي جميعاً كل بطريقته وتراتيله الخاصة من أجل أن تعود لإنسان اليوم إنسانيته !


    http://www.alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147489387&bk=1
    ................................................................

    د. كامل ابراهيم حسن



    جاءني هذا التعقيب على المقال المذكور من الأستاذ حسن محمد الحاج عوض من المحمية ... سأورده بنصه بعد تصحيح بعض الأخطاء الإملائية والنحوية.
    الأخ كامل إبراهيم صاحب عمود «البصلة وقشرتها»
    تحيةً واحتراماً
    بالأمس قرأت عمودك «البصلة وقشرتها» وذكرت ما ذكرت من أمر المك نمر على لسان حبوبتك سعدية لها الرحمة والمغفرة ... وذكرت تلك الصفقة التي بموجبها اشتري جدك حبوبتك - إن شئت قل من باب الطرفة أو المداعبة - ولكن فات عليك الكثير الذي ذكرته في شأن حبوبة سعدية بيع وشراء كما تباع الجواري. ونعت جدك ووصفته بأنه طافش وغير متحمل للمسؤولية ... وأنا في هذا الصدد غير مدافع عن حبوبة سعدية أو جدك. ولكن أصابنا ما أصابنا من احتقار في سرد قصة حبوبة سعدية عن حملة الدفتردار وما حصل فيها من أمور وتشبيه شندي بالفلوجة مع الفارق الزمني والتكوين العرقي.



    أولاً: أنا لست بصحافي ولكن قارىء مداوم على قرأة صحيفة «الصحافة» ... ورحم الله الدكتور طه حسين حينما قال: «من أراد أن يكتب شعراً أو نثراً أو سرداً يجب أن يتلمس الترف في الأدب وأن يتأنق في ثقافته» وقديماً قيل: من وعي التاريخ في صدره أضاف أعماراً الي عمره ... وأنت تعلم أن الكاتب مدين بالرفق بقرائه والمتحدث مدين بالرفق بسامعيه. وأنت في هذا المقال لم تلتمس شيئاً مما ذكرته. ولكن تعرضت الى هذه القبيلة بأمور لم تحسب لها حساباً. وأنت ذكرت بأن الرواية فيها القليل من الحقيقة. لماذا لم تذكر الحقيقة أيها المهندس؟ ... أخي ان الكثير من الناس في هذه البلد درجوا على تزوير تاريخ هذه القبيلة. وأنت اليوم زدت الطين بلة. وهذا الحديث الذي ذكرته لن ينتقص من مقدار دار جعل أو من قدر «المك نمر» ذاك المك الغني عن التعريف ... وحقيقة كل ذي نعمة محسود.. ولا كرامة لنبي وسط أهله ونعم الله على قبيلة الجعليين المتفردة كثيرة ولا تعد ... وأنت تعلم والجميع يعي بأن جيوش اسماعيل باشا - عندما فتحت السودان - رضخت لها كل الممالك بما فيها سلطنة الفونج. وكانت هنالك مجاهدات لن أنكرها. ولكن الذي فعله المك نمر لم يفعله أحد غيره من جميع قبائل السودان. وكانت هجرته وليس هروبه لأنه أكبر من الهروب. وإذا لم ينل المك شرف الهجرة كثيراً في هذه البلد هرب ونال شرف الهجرة ... وذكر التاريخ معركة النصوب بين المك والدفتردار ومعركة «أبو فروع» حتي دخل الأراضي الحبشية وقاد معارضة مسلحة ضارية في وجه الترك استمرت خمسين عاماً.



    أخي الدكتور كامل .. ألم تجد قبيلة في السودان خلاف قبيلة الجعليين لتذكر محاسنها أو سيئاتها ؟ لماذا الجعليون على لسان كل فرد ؟ لماذا لتفردهم أم لشىء في نفوس الناس؟ أخي قبيلة الجعليين أكبر وأعظم من هذا التصغير. والتاريخ ذكر بطولاتها من زمن السلطان حسن كروم المؤسس لهذه القبيلة.



    ذكرت ما ذكرت من أمر النساء وذكرت «الفريع» وهذا الحديث باطل من أصله ... ألم تسمع بنساء شندي والمتمة في حادثة محمود ود أحمد ؟ أم تسمع ببنات دار جعل عندما سقطن في النيل؟ ألم تسمع بعبد الله ود سعد ؟ الم تسمع بكل ما حصل في المتمة وشندي من شرف وبطولة وكبرياء وعزة وشموخ؟ ... ومفخرة نساء دار جعل أشرف أكبر وأعز من كل الذي ذكرته حبوبة سعدية.. وأهل «الحلة ديك» الرمز أكبر وأعز من كل منقصة، لأنهم نالوا شرف دار جعل ... ومجالس المك لا تدنو منها النساء ليفعل بهن الباشا ما ذكرته من ساقط القول وأرذله .. ألم تعلم أن الرجال يهابون مجالس المك فكيف تجالسه النساء؟ ... وأخيراً ستظل شندي وما جاورها من قري كوكباً وقاداً في سماء السودان كله. وتظل دار جعل مفخرة وعزة وشموخاً مهما قيل ومهما زُيف التاريخ. وسيظل إنسان هذه المنطقة رمزاً للبطولة والشجاعة والكرم والعز التليد والمجد الشامخ.. الله أكبر والعزة لدار جعل..
    والخير أبقى وإن جاد الزمان به .... والشر أخبث ما أوليت من زادٍ
    حسن محمد الحاج عوض - المحمية سقادي غرب
    أخي حسن..
    تحية طيبة وبعد:
    يؤسفني - يا ابن الخال - أنك فهمت ما كتبت فهماً يختلف تماماً عما أردت ... أولاً لم أقصد قط الإساءة لقبيلة الجعليين ... وكما ذكرت أنت بلسانك فقد ذكرت في مقالي إن قصص حبوبة سعدية بعيدة كل البعد عن الحقائق التي درسناها في المدارس ... ثانياً علك لاحظت أن حبوبة سعدية نفسها نفت عن أهل «الحلة ديك» صفة الأصالة بل شككت في انتمائهم الى قبيلة الجعليين ... ثالثاً - وهو الأهم - الموضوع لا ينكر دفاع الجعليين بل يثبته. ولا أفهم لماذا غضبت من مقارنة شندي بالفلوجة - رغم الفرق الزمني والتكوين القبلي - تلك المدينة المناضلة الباسلة التي يموت فيها العشرات يومياً دفاعاً عن استقلال بلادهم ورفضهم ومنافحتهم للاحتلال. وقد سماها البعض - أقصد الفلوجة - ب «كعبة الصمود». وأظنك تتفق معي أنه ليس في هذا التشبيه انتقاص لأهل شندي أو مدينة شندي ... ولا أظنني استطيع أن أقدح في البارود المك نمر ( الما هو نمر شدر ) بل أعده من أبطالنا الأماجد الذين حاربوا الاستعمار والاحتلال.



    عزيزي حسن ... المقال كله تداخل بين الحقيقة والخيال. وقصد أساساً لاستنكار قباحات الإنسان المعتدي. وقد أردت إبراز شناعة الاحتلال وتبيان فظاعة ظلم الإنسان لأخيه الإنسان ... وأرجوك أن تقرأ مقالي مرة أخرى علي ضوء هذا التوضيح، لا على أساس أنه مقال في التاريخ.



    قد تستغرب لماذا ناديتك بابن الخال ؟ السبب بسيط ذلك لأن أمي جعلية مائة في المائة.. وعليه لا يمكن أن أحاول - مجرد محاولة - الإساءة للجعليين ولو من أجل خاطر المرأة التي حملتني تسعة أشهر وأرضعتني لبن الحياة - رحمها الله رحمة واسعة وجميع موتانا ... والغريب في الأمر - يا أبو علي - هنالك أصدقاء كثر من الجعليين قرأوا المقال وأشادوا به. ولم يفهم أحد منهم إنه قصد به الإساءة للجعليين كما فهمت أنت !!



    أخيراً عزيزي حسن ...أنا لست من الذين ينادون بإضرام نار القبلية. ولكن - وبنفس القدر - لا أحب بل أبغض التعرض لأية قبيلة أو ألصق بها ما يشين .. ورغم أن قصدي كان مختلفاً تماماً أقول: لك العتبي حتى ترضي إن لامست بمقالي ما أغضبك، إن كان ذلك نتيجة عدم فهمك لما أردت أو عجزي في توصيل أفكاري . ... مع تحياتي


    http://www.alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147489546&bk=1
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de