|
|
 رحاب عبدالله تكتب عن ارتفاع الاسعار و من ضمنها ارتفاع سعر الدقيق
|
رحاب عبد الله: الاحداث
بعد أن نفذت مطاحن سيقا للغلال أمس زيادة (10) جنيهات على جوال الدقيق علمت (الأحداث) من مصادرها أن كل مطاحن الدقيق الأخرى تعتزم أيضاً الإعلان عن زيادة تتراوح مابين (3-16) جنيها للجوال، غير أن متابعات (الأحداث) كشفت عن مساعي الحكومة لاحتواء أمر زيادة الاسعار وإجبار المطاحن بالتراجع عن الزيادة، وأشارت المصادر الى أن بعض الأجهزة التنفيذية بالحكومة دخلت في مشاورات ماكوكية أمس مع المطاحن لاحتواء الأمر، وتوقعت المصادر أن تدخل الحكومة عبر التزام بنك السودان بتوفير النقد الأجنبي اللازم لاستيراد القمح وفق سعر الصرف لدى بنك السودان في وقت أرجأ فيه اتحاد المخابز إعلان زيادة أسعار الخبز وإخضاع الأمر لمزيد من النقاش.
وعقد اتحاد المخابز أمس اجتماعا طاريئا دعا إليه كافة العضوية لدراسة أمر الزيادة. ورأى نائب الامين العام لاتحاد المخابز عادل ميرغني إعلان المخابز لزيادة أسعار الخبز أمر حتمي بسبب زيادة أسعار الدقيق، بالإضافة الى زيادة طرأت مؤخراً على أسعار الخميرة والتي تبلغ نسبتها 40% إذ ارتفع سعر الكرتونة 20 باكو من (80) جنيها الــ (137) جنيها، مشيراً الى أن إعلانهم لزيادة أسعار الخبز تتم وفقاً لدراسة التكلفة وأثر الزيادات الأخيرة عليها. وأوضح ميرغني في حديث لـ (الأحداث) أمس أن جوال الدقيق الفاخر وصل سعره أمس إلى (95) جنيها مقارنة بـ (85) جنيهاً والعادي الى ( 89) جنيها بدلا عن 72 جنيها، مبينا ان نسبة الزيادة وفقاً لذلك تبلغ (11,5%). وأكد ميرغني إرجاء المخابز زيادة أسعار الخبز لمزيد من الدراسة للتكلفة، خاصة وأن هنالك مطحن لم يعلن حجم الزيادة على الدقيق حتى الآن، غير أنه أكد اتفاقهم على معالجتين لأمر زيادة تكلفة صناعة الخبز إما عن زيادة سعر الخبز أو عن طريق تخفيض الوزن، واستدرك بالقول إنهم أيضاً في مسألة الوزن اتفقوا بألا يقل عن المواصفة التي أعلنتها الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس والتي لم يتم تطبيقها فعلياً حتى الآن وهي ألا يقل الوزن عن (70) جراما لقطعة الخبز و (100) جرام، وكلما زاد عن ذلك يكون سعر جرام الخبز (3,500) قرش وذلك لحماية حق المستهلك، لافتاً لتكوينهم لغرفة عمليات للخروج بالقرار الذي يحفظ حق المستهلك ويضمن حق أصحاب المخابز من التكلفة وعدم تعرضهم لخسارة.
وبرّرت مطاحن الدقيق زيادة أسعار الدقيق لعدد من الاسباب حيث أفاد مصدر مسؤول بأحد مطاحن الغلال العاملة بالسودان (الأحداث) بأن إعلانهم لزيادة أسعار الدقيق يرجع لارتفاع أسعار القمح عالمياً، مبيناً أن سعر الطن ارتفع أخيراً الى (400) دولار وذلك نتيجة لعدد من الاسباب على رأسها الكوارث الطبيعية التي بموجبها خرجت روسيا من سوق القمح بالاضافة الى استخدام كثير من البلدان الحبوب لانتاج الوقود الامر الذي أدى لخلق طلب عالي للقمح مقابل شح في الامداد، كما أوضحت أن هنالك أسبابا داخلية خاصة بالسودان تتثمثل في تذبذب سعر الصرف بجانب شح موارد النقد الاجنبي، لافتاً الى أنه إزاء كل هذه التفاصيل وجدت المطاحن نفسها مضطرة أمام زيادة السعر ونفت علاقة أمر الرسوم الجمركية بالامر، مشيرة لعدم وجود أي زيادة في الرسوم الجمركية ولعلّ الغريب في الامر إعلان سيقا عن تخفيضات في أسعار الدقيق خاصة العبوة (زنة كيلو) إذ خفضتها من جنيهين ونصف الى جنيه، الامر الذي يشير لأهمية إيجاد توضيح حول السبب في ذلك وعدم إعلانهم الزيادة في حينها، خاصة وأن الزياده على أسعار القمح عالمياً ليست بجديدة إذ انها لم تحدث أمس أو قبل أسبوع، إنما تمت قبل أكثر من 45 يوما أو أزيد، حيث أرجعت بعض المصادر الامر الى وجود مخزون استراتيجي من القمح المستورد بأسعار منخفضة البعض منها تم شراؤه أو التعاقد على استيراده عندما كان سعر الطن (280) دولار فقط .
والشاهد أن زيادة أسعار الخبز عملية لا يقبلها المواطن على الاطلاق، ولعلّ قبل اليوم عندما ارتفعت أسعار الخبز في العام 2008م وبدأت الزيادات تتوالى لعدد ثلاث مرات اندلعت مظاهرات في الخرطوم احتجاجا عليها، الامر الذي يجعل أمر التدخل الحكومة واجباً خاصة وأن بعض من تقلّد مناصب كان قد وعد في حملته الانتخابية التي أتت نتيجتها لتلقده المنصب بخفض تكلفة المعيشة، ولكن مصدر قريب من وزارة المالية طلب عدم ذكر اسمه رفض مبدأ تدخل الحكومة لوقف الزيادة في أسعار الدقيق، وأرجع ذلك لسياسة السوق الحر، ورأى أن الاسعار تحددها عملية العرض والطلب، في وقت أكد فيه اتحاد عمال السودان اهتمامه بأمر زيادة أي أسعار تؤثر على المعيشة خاصة للعامل، ورغم ان أمين علاقات العمل باتحاد العمال هاشم فتح الله ألمح لعدم تدخلهم في أمر زيادة أسعار الدقيق أو الخبز الامر الذي أرجعه الى ان السبب الحقيقي وراءها هو زيادة أسعار مدخل الدقيق (القمح) عالمياً، غير انه أكد على مسؤوليتهم في حماية العامل، كاشفاً عن ان تدخلهم سيكون عبر الضغط لزيادة المرتبات في موازنة العام المقبل 2011 وذلك لإرتفاع أسعار السلع الهامة للمعيشة مقابل تباطؤ في زيادة المرتبات، وأكد أن هنالك لجنة اقتصادية بالاتحاد تعمل على دراسة الامر.
من جهته أكد رئيس غرفة الصناعات الغذائية عبد الرحمن عباس أمس في اتصال هاتفي لـ (الأحداث) على التأثير السلبي لزيادة أسعار الدقيق والذي سينعكس على كافة الصناعات الغذائية ذات العلاقة بالدقيق، وقال ان الزيادات ستكون تلقائيا كما في الدقيق، متوقعاً زيادة كل أسعار المنتجات الغذائية التي يدخل فيها الدقيق كمدخل، موكداً عدم وجود أي صلة للحكومة في ارتفاع أسعار الدقيق، مبيناً أن أسباب الزيادة هي ارتفاع أسعار القمحعالميا بسبب الظروف ونقص الغذاء عالميا، ما جعل الطلب أكثر من المعروض، وليست للحكومة يد في زيادة أسعار الدقيق. وتوقع عباس ان يشهد العام القدم 2011 انخفاضا في الاسعار حسب ما أعلن.
|
|
 
|
|
|
|
صديق مهدى على
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست