|
Re: حوار مع مدير التلفزيون (Re: صلاح الدين مصطفى)
|
نبض الاشياء التلفزيون الذي نريد! الاستاذ محمد حاتم سليمان مدير التلفزيون لديه طموحات لاتحدها حدود،ويبدو ان سقف احلامه في تطوير التلفزيون غير مرتبط ببيروقراطية الخدمة المدنية واوليات الصرف في دولاب الدولة !ومن ينكر الجهود التي بذلت لتطوير شاشة التلفزيون من النواحي التقنية والفنية يكون كمن ينكر ضوء الشمس عن رمد. وقد سبق ان اجريت معه حوارا عندما كان مديرا للتلفزيون في حقبة سابقة .وهاهو طموحه يتجدد في المقابلة التي ننشرها اليوم. نجح محمد حاتم في العديد من الجوانب الادارية والتقنية ،وفي تقديري ان احتفال التلفزيون بيوبيله الذهبي يعتبر فرصة سانحة لاكمال الوجه الاخر من النجاح واقصد به مايقدم عبر الشاشة واذا كان التلفزيون قد قطع شوطا بعيدا في تطوير الشكل " رغم ان كثيرين لايوافقوننا في هذ الرأي" فينبغي استثمار مناسبة ذهبية التلفزيون لتطوير المضمون واخراج التلفزيون القومي من الصورة الذهنية الصارمة التي يرسمها الناس عادة لكل مايتعلق بالشأن الحكومي ،خاصة في مثل هذا النوع من العهود السياسية. متابعاتنا –بحكم المهنة- لدرجة انتشار مشاهدة التلفزيون القومي تؤكد ان النتيجة ليست في صالح تلفزيون السودان ،والواقع يشير الى ان الناس استفادوا من انتشار خيارات مشاهدة القنوات العربية والعالمية عبر ضغط "زر" الريموت كنترول واصبحت قناتنا في مؤخرة الخيارات، اللهم الا بعد احتكار نقل مباريات الدوري الممتاز او تقاسم النقل مع قناة قون،اضافة للحصول على حق البث الارضي للدوري الانجليزي.وللرياضة – بطبيعة الحال- جمهور كبير جدا. البشريات التي اطلقها مدير التلفزيون بشأن تطوير هذا الجهاز وجعله اكثر جاذبية ،مهمة جدا ويمكن ان تكون قاعدة انطلاق لاعادة الفارين من شاشة التلفزيون القومي ،لكنها تحتاج الى تغيير العقليات التي يدار بها التلفزيون ،بمعنى ان برامج التلفزيون يجب ان تتميّز بالجرأة في الطرح والحيوية في العرض وان تتخلى عن تبني وجهة النظر الواحدة وان تعطي الرأي الاخر المساحة الاكبر حتى يشعر الجميع بأن هذا التلفزيون يحمل صفة القومية وهو يعبّر عن الجميع بدرجة واحدة . نقول هذا ونحن ننظر للعديد من التجارب في الدول المجاورة والتي تشبهنا في كثير من الاوجه ويمكن ان نشير -على سبيل المثال- للقناة الاولى في التلفزيون المصري ،فقد استطاعت هذه القناة ان تحل المعادلة المعقدة في ان تعبر عن التوجهات العامة للدولة وان توجد لنفسها صوتا مميزا ومتفردا في الفضاء العريض. ومع هذا نعترف بالمرونة التي بدأ تلفزيون السودان يتيحها في برامجه -مقارنة بمراحل سياسية سابقة- لكننا نطمع في العديد من الخطوات الاخرى مثل اعادة تعاون هاشم صديق وحفل ابو عركي البخيت واعطاء الغناء والموسيقى مساحات واسعة ،اضافة لتطوير نشرات الاخبار والبرامج الحوارية ،لكن المنافسة الشرسة والخيارات المفتوحة تتطلب الكثير من التنازلات ،ويتطلب ذلك الاستعانة بالمبدعين من ذوي الخبرة والموهبة ،وقد استعان التلفزيون بالكثيرين منهم في التحضير للاحتفال باليوبيل الذهبي واجتماع اذاعات الدول العربية وقد حصد التلفزيون افكارا ذهبية بالمجان.
|
|
|
|
|
|