بينما أنا في الخرطوم ، أخذتني حمى القرم ، فخرجت ابحث عن اللحوم انتهز محالها ، حتى أحلتني زنكي الخضار ، فنظرت يمين ويسار ، فإذا بحرامي يسير خلفي كظلي ، فتحسست الجيوب ، فوجدتها سليمة ، فموقفت أمام جزار ، مفتول العضلات ، كث الشوارب ، فقلت له زن من الخروف فخذ ...فطعمها ألذ ، فانحنى بساطو ره ..ثم غافلني كالشيطان نحو الميزان ، فلفه في كيس ، ثم رماه إلي، ثم أدخلت يدي في الجيب ، فلم أجد قرشاً !! فأعدت الكر ولم أحصل على شيء والجيوب سليمة لم يصبها مشرط الحرامي ، فقلت للجزار سرق اللص القروش ، فهلا أخذت لحمك أو أمهلتني ، فنظر في ملياً ثم وثق ، فأقسم علي بأخذ اللحوم فاشترطت عليه أن آتي بثمنها غداً وحين غفلت للبيت ومعي اللحم والزيت ..ففتحت اللحم فوجدته غير الذي أشرت للجزار ببيعي إياه فشربت مقلبين ، وتذكرت المثل السائر لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى ورجعت بخفي حنين .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة