هالني يا سلوم ما قرأت من نعيك علي صفحات (الجرانين) ـ كان صباحاً بارداً (يازولة) من صباحات هادي البلاد تقدمت كأي يوم نحو بائع الصجف قلت له وقال لي ما قال من حق الله بق الله الي آخر المراثي التي تدخلك بلا استئذان في بلاد المواجع هذه الجمعة الماضية بالتحديد كان ما كان من أمر نعيك ياسلمي حتي انني (أنا خضر ده) إرتجفت مني الاوصال وانا أقرأ ما كتبتٍ يا سلمي ! فده كلام شنو يازولة وماشة وين انتي بالضبط ؟
يا نفس فجر القصائد ما ضهب في بعدي عنك أصلي متغرب عشانك ما بكيت شح الليالي ولا شكيت نح شلتو حالي رغم انو الحال بيفضخ الا كنت في الحارة بصرخ يا (وطن) عز الشدائد
صور كثيرة مرت أمامي ياصديقة حواراتنا التي لم تكتمل (انتصاراتنا) الأبت تجي كلو كلو ـ السودان الوطن الواحد الذي نحب ـ سربعاتنا بهجتك وفرحك الذي سبكتيه علي شوارع المدن (أياً كانت المدن يازولة) مدن الانسانية المسفوحة ، مدن الهم والخوف ، مدن الجبن والصمت مدن الهلع (التريانة) ومندية بالجشع مدن الجاه والسلطة والشعارات الفارغة اللا (بتطمن للبشر) اللا بتجلب للفرح . مسكين شعب السودان يا سلوم ياصاحبي الذي (عرف الحاصل ) بدري بدري فرأت أن تنعي نفسها قبيل فوات الأون . أكتب اليوم بقلب وجل وأتمني أن تكوني بخير حتي أكمل لك ما تبقي من سويعات أسبوعنا الذي مضي .
ــــــــــ ـ تلي الجمعة الفات ماحدث بالسبت والأحد والإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس وكان الله يحب المحسنين
11-30-2010, 00:03 AM
معاوية عبيد الصائم
معاوية عبيد الصائم
تاريخ التسجيل: 06-09-2010
مجموع المشاركات: 22458
اللهم أمتنى كما الاشجار واقفة الى ابنتى عزة اكتب اليك وفى البال ان ما انصرم من الايام لن يعود ، والعمر يمضى بنيتى ، فالبوم الذى يمر يستحيل ان يعود بطبيعة الحال ، وكذا اللحظة التى عشناها ..عشت حياتى لا كما أردت ، ذلك انى تمنيت ان اكون بين اهلى واحبتى وبين احضان وطنى ، لكنها ابتنى ، وابت ان تصالحنى قط ، وحين عدت اليها تمنيت ان ابقى طويلا ، وقلت لمن كان يمسك بخيوط العمل ، اننى لا اود وظيفة لكنى اشتهى ان اكون بين اهلى فقط امنحونى فرصة ان اكون "معدةللبرامج وبالقطعة " فرفض معتصم فضل مدير الاذاعة وكذا ابراهيم البزعى بدعوى ان لديه "فوق لما يحتاج من مخرجين " وطردنى زميل الدراسة طارق البحر من الاستديو لسبب اجهله حتى هذه اللحظة ... هذا ما كان من امرى يا ابنتى فى وطن يرفضنا نحن الذين احببناه وسنظل الى يوم المنية فهو ابانا وامنا واهلنا ومدارسنا الاولية والوسطى والثانوية والجامعة والشارع والمسرح والراديو والتلفزيون هو المزارع والموانى والشواطى والنيل الذى احببناه ، والبوادى التى جبناها ، الغابات التى مشينا بين اشجارها والقطارات التى حملتنا من مكان لاخر والصديقات والزميلات ..هو جمع كل هذا واكثر حزينة اذ امضيت اكثر من نصف عمرى بعيدة عن ذاك الحبيب ولا ازعم ان فى العمر متسع لاعود اليه ، أكسبتنى المدن التى حللت بين دفتيها الكثير، فشكرا لها ، فللسفر فوائده ، حيث الهمتنى كتابة ما يزيد على عشرة كتب من القصص القصيرة الى السيرة الى الكتابة عن الذين احببتهم من اهلى ، واصدقائى ، وصديقاتى ، كما اوصانا الراحل دكتور احمد الطيب احمد حين حدثنا ان نكتب عن حياتنا ، وكذا ما واصانى به صديقى الراحل زهاء الطاهر عليه كل الرحمة ، حدثنى ان اكتب كل يوم عن اى حدث مهما كان صغيرا ، هذه الكتب يا صغيرتى هى ميراثى لك ، فلقد عجزت عن نشرها ، لضيق ذات اليد ، لكنى متاكدة انى يوم اموت سيجئ من "اصدقاء المرحومة " من يفعل ، عليه اترك لك الامر برمته ولاصدقاء المرحومة من بعد ، على ان يكون عائدها لك وابنتك ، فان رايتى ان بها ما يفيد الناس فاطبعيها وان لا فطالعيها وابنتك وزوجك ، واحفظيها ، ثم انى لدىّ ملفات بحالها لدى الصديق والاخ حاتم السر اطلبيها منه فلقد اعيتنى الحيلة فى استردادها وهو موزع بين القاهرة ولندن والخرطوم ، فان شئت سالتيه ان يصور لك الملفات وتحفظيها ، وهو ما كان منشورا فى صحيفة الاتحادى من العام 1993 وحتى العام 1999 حيث سافرت الى الولايات المتحدة رفقتك ، وأعدك ان عشت لعام آخر ان اطبعها واحفظها لك ، ليكون سهلا عليك امر نشرها ، فهى الثروة الوحيدة التى املك لتقديمها لك ، ولاحفادى من بعد هذا اولا أما ثانيا فاتمنى ان تهبى هذا الجسد الفانى لمستشفى المدينة التى ساموت فيها ، ايا كانت ، واعلن انى اتبرع باعضائى "النافعة " لمن يحتاجها ، فما لى بها من حاجة ، وامنحى الجسد للطلاب فى كلية الطب يدرسون فيه ما شاءوا ، حتى لا يتعبك امر ترحيله الى أى مكان ، فهو ملك للبشر يفيدون منه انى شاءوا ثم اوصيك خيرا باطفالك فان عشتى هنا ، فعلميهم تاريخ وجغرافيا وطنهم الام ، علميهم اللغة الام ، كتابة وقراءة واخيرا هذا الجزء خاص بصديقى هاشم ود راوى اتمنى ان ترسل لعزة نسخة واحدة من كتابى "حديث القلب " الذى هو بحوزتكم ، واتمنى ان تعينها على طباعة ما تبقى من الكتب التى ارسلتها لك لاجراء الغلاف والتصميم شكرا لك اخى وصديقى ختاما اتمنى من الله ان يميتنى ميتة هينة لا تعب فيها لا لى ولا لك ابنتى ، اعرف ان الاعمار بيد الله لكن لا يضير ان اكتب وصيتى فالموت "مامعروف " متى حل اهلا به ، ولا راد لقضاء الله حينها ، اتمنى لك حياة سعيدة ولا طفالك حياة رغدة ونجاح بلا حدود اول نوفمبر 2010
11-30-2010, 01:05 AM
خضر حسين خليل
خضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087
عذرا ان اتيت اليكم متلصلصا وبدون ان اقرع باب اداب احزانكم وماجرانئ على ذلك ان بيوت افراح العزاء تتدخل بدون ميعاد. والقواسم المشتركه هي انني بالامس كنت استرجع ما سطرته السلمى عن الرجل الذي احبت وعن احاديث القمر عن الراحل المقيم العميري الذي جمعتني الايام بابن شقيقه جلال شريف العميري واحسست وكانها تكتب عن صديقي فله من على البعد الف تحيه وفتشيه ياسلمى فانه عميري هذا الزمان. وماكتبتيه وتسطرتيه عن العازه، فظل سؤال يطاردني ثلاث ياسلمى اين الام ومايكتب عنها لعلك سطرتي الكثير ولعلى غير متابع كعادتي دائما. ربنا يمد ليك الصحه ويديك العمر
11-30-2010, 09:42 AM
ismeil abbas
ismeil abbas
تاريخ التسجيل: 02-17-2007
مجموع المشاركات: 10789
شكرآ اخى خضر لفتح هذا النفاج لنسكب بوحنا عن أم عزة وبنت عزة وأخت عزة وروح عزة(سلمى الشيخ سلامة).
Quote: ختاما اتمنى من الله ان يميتنى ميتة هينة لا تعب فيها لا لى ولا لك ابنتى ، اعرف ان الاعمار بيد الله لكن لا يضير ان اكتب وصيتى فالموت "مامعروف " متى حل اهلا به ، ولا راد لقضاء الله حينها ، اتمنى لك حياة سعيدة ولا طفالك حياة رغدة ونجاح بلا حدود
يخاف ألأنسان بالفطرة الكلام فى هذا المقام..ولكن قوة شخصية هذه المرأة وحبها لوطنها وبنتها دافع قوى لذلك.
نسأل الله ان يمد فى عمرك يا سلمى ويمتعك بالصحة والعافية.....تقديرى وأحترامى.
11-30-2010, 09:46 AM
محمد عبدالرحمن محمد
محمد عبدالرحمن محمد
تاريخ التسجيل: 10-13-2010
مجموع المشاركات: 1556
دعواتنا الخالصة للأستاذة (سلمى) بموفور الصحة والعافية
وعمر مديد ..
Quote: ..عشت حياتى لا كما أردت ، ذلك انى تمنيت ان اكون بين اهلى واحبتى وبين احضان وطنى ، لكنها ابتنى ، وابت ان تصالحنى قط ، وحين عدت اليها تمنيت ان ابقى طويلا ، وقلت لمن كان يمسك بخيوط العمل ، اننى لا اود وظيفة لكنى اشتهى ان اكون بين اهلى فقط
أصابتني تلك الجملة بحزن ماحق .. وليعن الله هذا الوطن في أيامه القادمات .. يقول صلاح أحمد إبراهيم: (في غد يعرف عنا القادمون أي حب قد حملناه لهم في غد يحسب فيهم حاسبون كم أياد أسلفت منا لهم في غد يحكون عن اناتنا وعن الآلام في ابياتنا وعن الجرح الذي غنى لهم كل جرح في حنايانا يهون حين يغدو ملهما يوحي لهم جرحنا دام ونحن الصامتون حزننا جم ونحن الصابرون فابطشي ماشئت فينا يا منون كم فتى في مكة يشبه حمزة؟)
11-30-2010, 10:18 AM
عثمان الحسن أبوروف
عثمان الحسن أبوروف
تاريخ التسجيل: 11-14-2010
مجموع المشاركات: 440
لقد قرأت وصيتكم بتمعن وطافت بي إلى حيث لا أدري وتذكرت والدنا الشيخ بابكر سلامة رحمه الله وتذكرت كيف كان ينتظر الصلاة في مسجد جدي الشيخ إسحاق الشيخ حمد النيل ووكيف كان ينتظر صلاة المغرب ويجلس لغاية صلاة العشاء وتذكرت ثوبه الأبيض كنت أصلي معهم وأذهب كثيرا إلى البازار والمجلس الثقافي البريطاني ودار حزب الأمة وتذكرت كيف كانت تقابلني فاطمة أحمد إبراهيم في مكتبة مهيرة بابتسامة عريضة وأشتري ايسكريم وأقطع شارع الأربعين وأجلس في بقالة وسيلة
ذلك الزمن الجميل في العباسية وأم در
11-30-2010, 10:34 AM
بله محمد الفاضل
بله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617
شجاعةٌ نادرة تلك التي مهرت هذه الوصية كيف يمكننا التحدث إلى الموت هكذا؟ - تعال إن أردت..!! أيمكننا مقابلته بكل هذه الأريحية وهو الواقع لا محالة في أوانه دون إبطاء أو تقديم..!!
سلمي سلمك الله من الموت وأبقاك سنداً بما تبذلين من درر نافعة للجميع بلا استثناء
وبالله عليك لا تعودي لمثل هذا الحديث فهو يوقف القلب..
لك ولخضر ولمن تحبين المحبات والإعزاز
11-30-2010, 02:04 PM
خضر حسين خليل
خضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة