|
أشياء صغيرة ... امل هباني .. صحيفة الجريدة السودانية
|
اشياء صغيرة امل هباني المرأة والثقافة مادايرلك الميتة أم رمادا شح دايرك يوم لقى بي دميك تتوشح الميت مسولوب والعجاج يكتح أحي علي سيفه البسوي التح .................. وهذا نموذج للمرأة الشاعرة في الثقافة القبلية وهذه القصيدة هي مرثية لبنونة بت المك ويقال أنها حفيدة المك نمر وليست ابنته ،وأزاح الغطاء عن هذه المرثية الرائعة الاستاذ عبد الكريم الكابلي بغنائه له كواحدة من أروع القصائد ...ومن المتوقع ان تكون قالتها في منتصف القرن التاسع عشر ....ويمكن تصنيف بنونة بأنها شاعرة مبدعة ،وحسب بيئتها آنذاك صبت ابداعها في الأعجاب بصفات الفروسية والشجاعة والمقدرة الفائقة على القتال لدرجة أنها تتحسر على ميتته ويقال انه مات مصابا بالجدري أو مرض مشابه (يكشح عليه الرماد لتهدئته ).....وعندما تصل لعلاقته بالمرأة نجدها تقول يامقتع بنات جعل العزاز من جم الخيل عركسن ماقال عدادن كم فرتاك حافلن ملاي سروجن دم وهي بذلك أجادة (شكره) ورثائه حسب قيم ديار الجعليين آنذاك ....والملاحظ أن المراة شعرها وابداعها كان مبعثا لحماس الرجل وشجاعته في الحرب ..وانه غطاء وستر لبنات قبيلته وأذا اخذنا نموذجا آخر لأمرأة مبدعة ومثقفة في وقتها اذا اعتبرنا ان الشعر ضرب من ضروب الثقافة هي مهيرة بت عبود شاعرة ديار الشايقية في فترة متقدمة قليلا عن بنونة وهي فترة الغزو التركي في بداية القرن التاسع عشر اذ تقول في قصيدتها المشهورة التي تثير بها حماسة رجال قبيلتها وفرسانها وعلى رأسهم عقيد الشايقية على محاربة جيش أسماعيل باشا الغازي .. الليلة العقيد في الحلة متمسكن في قلب التراب شوفنو متجكسن ماتتعججن ..ضيم الرجال بمكن الى أن تخاطب رجال الشايقية أن فريتو يارفاقاتنا .. ادونا الدرق هاكم رحاطاتنا وكانت هذه قمة الاستفزاز للفروسية عند الرجل أن تهدده بأنها ستقاتل بدلا منه (أن فر) ...وهي نفس الصورة التي صورتها هند بنت عتبة في غزوة بدر وهي تستثير جنود قبيلتها قريش نحن بنات طارق ...نمشي على النمارق كالدر في المعانق ....أن تقبلوا نعانق أو تدبروا نفارق ..فراقا غير وابق وهذه النامذج نستصحبها لنكشف عن ثقافة المراة السودانية على مر الأجيال على اختلاف قيم تلك الثقافة من زمان لآخر ومن مكان لغيره ...والقيم التي تستصحبها المراة تجاه نفسها ومجتمعها ويبادلها المجتمع ذات الرؤية ....
ونواصل بأذن الله الخميس المقبل
|
|
|
|
|
|