|
ما قبل نتيجة الإستفتاء إحذروا هؤلاء
|
لقد صادفت إحدى إجازاتي بالسودان ما يعرف بأيام الأثنين الأسود الذي إشتدت فيه العداوة بين الشماليين والجنوبيين إلى درجة خطيرة جداً تم فيها الحرق والنهب والقتل وكادت أن تعم الفوضى في البلاد ...... وقد رأيت بأم عيني شماليين يغلون من الحقد والكراهية وهم يحملون مدى وسكاكين كنت أتحدث معهم عن خطورة قتل النفس في الدين إذا كانت بدون وجه حق وهي مؤكد بدون وجه حق فكنت أرى الشرر يتطاير من عيونهم وكادوا "يلحقوني أمات طه" أي نعم والله العظيم كاد أحدهم أن يتعارك معي وهو يحمل سكينا في يده ولولا خوفي وتراجعي لإعتقادي أن هذا الشخص معتوه وما يجب أن أخسر فيه حماقة هدأت الأمور وانسحبت من النقاش وانزويت من تلك اللمة ولكن وأنا أتذكر هذه الحوادث ومن عاش في السودان في تلك الفترة يعرف مقدار الحقد والكراهية التي كانت سائدة آنذاك بين الطرفين بسبب موت الراحل جون قرنق ومقدار وشدة الإنتقام التي مارسها بعضاً من أهلنا في الشمال أو ما يعرف بـretaliation كان شئ فظيع لذلك أخشى ما أخشى أن تتجدد تلك الأحداث مرة أخرى خاصة إذا أعلن الإنفصال فأنا أشك في عدم تعرض الجنوبيين لمضايقات عقب إعلان الإنفصال..... أنا هنا لا أقدح في شهامة وطيبة الشماليين ولكن أقول مما رأيته أن هنالك من المعتوهين والحمقى ما يكفل خلق مشاكل في ظاهرها فردية ولكنها ستكون لها عواقب وخيمة على الشمال كله وسوف يتم تصوير الشماليين بأنهم قتلة ومجرمون وما إلى ذلك .... لذا الحذر الحذر ثم الحذر .... من الفعل ... ولنحذر ألف مرة من ردة الفعل...
|
|
|
|
|
|