|
لفتة ذكية ..يا طاهر ساتي
|
Quote: إليكم
الطاهر ساتي [email protected]
إن كان ذا حضنا ، فأين حنانه ..؟؟
** مفوضية الإستفتاء نشرت إعلانا وضحت فيه لأبناء الجنوب مراكز التسجيل للإستفتاء بالولايات الشمالية .. على سبيل المثال، مراكز التسجيل بالخرطوم : الكلاكلة ، جبل أولياء ، دار السلام ، الدخينات ، سوبا ، أبي أيوب الأنصاري وأخواتها، أي ليست من بينها المنشية ، الرياض ، يثرب ، الطائف ، العمارات وشقيقاتها ..أما مراكز التسجيل بالخرطوم بحري،على سبيل المثال ايضا ، فهي : أم ضريوة ، السامراب، التكامل، دار السلام جنوب ، دار السلام شمال ، الإنقاذ ، البركة ، البركات وأخواتها ، أي ليست من بينها كافوري، المغتربين ، الصافية وشقيقاتها .. والحال كذلك بأمدرمان، حيث نماذج مراكز التسجيل هي : أمبدة كرور ، الفتح ، كرري ، الثورة شرق، الثورة غرب ، دار السلام وأخواتها ، وكما الحال ليست من بينها المهندسين، مدينة النيل،الواحة وشقيقاتها..!! ** هكذا مراكز التسجيل للإستفتاء كما جاء فى إعلان المفوضية الموثق بصحف الخرطوم..إعلان بمثابة نسخة جديدة من الكتاب الأسود، هذا الكتاب الذي تبرجت فيه المعلومات كما ولدتها الحقائق وواقع الحال ، ولم يجد من ينفها، نعم هي معلومات صادقة جدا ، ولذلك أثارت غبارا كثيفا وسببت حرجا لذوي الضمائر السوية والعقول غير العنصرية، ولكن السادة المشبعة عقولهم بالعنصرية والمحسوبية لا يحرجون ولا يستحون، فشرعوا فى الهجوم على الكتاب وكالوا عليه شتما وسبا بلا منطق ، أي عجزوا عن نفي ما فيها من الحقائق المؤلمة، وكذلك عجزوا عن تبريرها ..والكتاب الأسود - في تقديري - كان بمثابة ثورة وعي ضد ( النخب السياسية المتخلفة ) ،حيث قالت فيه بوادي البلاد المنفية وأقاليمها المبعدة - لمن يهمهم الأمر - بالأرقام والأسماء : ( نحن هنا ، ويجب أن نكون شركاء في وطننا ) ..!! ** المهم .. مواقع مراكز التسجيل ذكرتني بحقائق الكتاب الأسود ، علما بأن المعيار الذي تم به إختيار تلك المراكز معلوم للجميع، وهو معيار الكثافة السكانية لأهل الجنوب، وهي الكثافة التي إستمدت مصداقية أرقامها من التعداد السكانى الأخير، حيث أبناء الجنوب في تلك المناطق - وليست في يثرب وكافوري و الواحة - أكثر مساكنا، بالتمليك أو بالإيجار..نعم فى تلك المناطق المسماة بالطرفية والهامشية ، وكان أحدهم - يلقبونه بالدكتور والمفكر الإستراتيجي – قد أطلق قبل عقد ونيف على تلك المناطق لقب الحزام الأسود ..هكذا أطلق الدكتور المفكر ومدير الجامعة لقبه العنصري البغيض على تلك المناطق بلا حياء ، ولايزال الرجل يسمى عندهم بالمفكر الإستراتيجي ، فبئس الفكر إن كان مفكره يفكر هكذا .. على كل ، وضع مراكز التسجيل هو المسمى - سياسيا - بالإحتضان ، أي بين الحين والآخر يتباهى البعض بأن الشمال إحتضن أهل الجنوب حين نزحوا إليه من جحيم الحرب..وإن كان هذا الوضع المتجلي في إعلان مراكز التسجيل هو أحضان ساسة الشمال، فما هي أنيابهم يا ترى ؟ ..ومع ذلك ، يتباكون عندما تتحرك قوافل أهل الجنوب إلي جنوبهم ..!! ** نعم ، تلك النخب عجزت عن خلق مجتمع الوحدة ..إن كانت غايتهم وحدة الوطن، لسعوا إليها بخلق مجتمع الوحدة في مدائن الناس وقراهم وأزقتهم وشوارعهم ومدارسهم ، بدلا عن تقطيع أوصال المجتمع إلي أحزمة طرفية مهمشة وأخرى درجات عليا وراقية، أوكما يسمونها في سجلات الأراضي والتخطيط العمراني ..وبالمناسبة ، قبل شهرين تقريبا ، سألت الدكتور شرف الدين بانقا : ألم يكن مجديا للناس والبلد توزيع سكان الأحزمة الطرفية على كل أحياء الولاية في إطار موجة الخطة السكنية التي غمرت العاصمة حينا من الزمان ، بدلا عن عزلهم إجتماعيا وثقافيا في تلك الأحزمة الفقيرة ؟..فأهداني كتابا ثم ردا فحواه : خطتي في الوزارة الولائية بالخرطوم كانت ترتكز على هذه النظرية، ولكن ( لم تكتمل )..فشكرته على الكتاب والرد ، وهمست لنفسي ( هكذا دائما لاتكتمل الأشياء الجميلة فى بلادي )..وعلى كل ناظر لموسم الهجرة إلي الجنوب أن يحدق في الأمكنة التي هم منها راحلين، وما يحملونها من متاع وأثاث وأطفال وصبيان في سن التعليم وهم بلا تعليم ، لتدرك إن كنا قد إستقبلناهم بالأحضان أم بالأنياب ..؟..نعم هم يغادرون إلي جنوبهم بلسان حال يخاطب الشمال : إن كان ذا وطنا ويمنعني حقوق الإنتماء ، فلم الوطن ؟..هكذا لسان حالهم ..فأعد البصر كرتين - صديقي القارئ - إلي مراكز التسجيل وأمكنة الرحيل و بؤس المتاع ، لكي لا تعاتبهم على الرحيل ولسان حالهم..فالوحدة ليست محض خرائط وقصائد و ( دموع تماسيح ) ..!! ........... نقلا عن السوداني نشر بتاريخ 20-11-2010
|
|
|
|
|
|
|