إستقالة الناطق الرسمي بإسم مفوضية الإستفتاء من منصبه شاكياً من خلافات داخلية

Quote: تراســـيم.. مرة أخرى.. أقيلوا هذا الرجل !! عبد الباقي الظافر ذهب صحفي سوداني يتتبع سيرة بروفيسور مختار الأصم في مفوضية الانتخابات.. ذهل الصحفي عندما سأله موظف الاستقبال عن أي أصم يبحث؟.. فقد كان هنالك أكثر من موظف يحمل الماركة المبروكة والمميزة والتي تيسر لصاحبها الاستئثار بالمناصب الرفيعة في تلك الهيئة المهمة . بروفيسور آخر في هيئة أخرى قام بمسلك غريب.. البروفيسور محمد إبراهيم خليل لم يوظف أقاربه من الدرجة الثانية بل أتى بكريمته في منصب المدير التنفيذي لمفوضية استفتاء الجنوب.. ليته فعل ذلك وصمت.. إنّه يشنّ هجوماً على آخرين يتّهمهم بتسريب هذه الأنباء المثيرة للقلق . السيّد خليل هذا يهوى صناعة الأزمات منذ أن كان رئيساً لبرلمان التعددية الثالثة.. الذين زاملوه يصفونه بالانفراد بالرأي.. وإذا لم يقنع الذين حوله استعصم بداره.. هكذا ترك قيادة الجهاز التشريعي.. وبذات المنطق انزوى بعيداً عن حزب الأمة في أيام العسر. بعد اختياره رئيساً لمفوضية استفتاء الجنوب أصرّ الشيخ خليل على تعيين أمين عام بعينه.. ولم يتزحزح قيد أنملة رغم أنّ اختياره لم يجد الإجماع داخل المفوضية.. بل إنّ الرئيس خليل وجد الجرأة وهو يقول إنه يبحث عن كفاءة لا تتوفر إلا في عدد محدود من أبناء الشمال.. كان هذا ردّه على المطالبين بأيلولة المنصب لأهل جنوب السودان . والرجل المولع بإدارة معاركه من واجهات الإعلام يتحدث للزميلة الوطن، ويقول إنّ مفوضيته تتبّع أثر سبعة ملايين دولار جاءت من الخارج لدعم الاستفتاء، وضلت طريقها جنوباً.. بالطبع ليست هذه الطريقة المثلى في رمي النّاس بالشبهات.. كان عليه أن يفتح تحقيقاً.. ثم ينشر نتائجه على الملأ. ما أن فرغ البروفيسور خليل من معاركه الداخلية حتى اتجه صوب الخارج.. رمى المانحين بالكذب.. وقال إنّهم لم يوفوا بالتزاماتهم.. واضطر هؤلاء أن يردوا بالأرقام على سيادة رئيس مفوضية الاستفتاء . اختارت المفوضية رجلاً مؤهلاً لقيادة الإعلام والتحدث باسمها.. السفير جمال محمد إبراهيم.. دبلوماسي محترف مثل بلاده في أكثر من محفل.. السفير لم يحتمل إدارة خليل القابضة، وفرّ بجلده.. ولكن الشيخ خليل يلاحقه ويقول إنّه (رفده) لضعف الأداء. الأديب المهذب يلوذ بصمت الدبلوماسيين، ويؤكد أنّه استقال من المنصب الرفيع بإرادته ولم يجبره أحد . ليس هنالك منطقاً واحداً يجعل كريمة البروفيسور خليل في منصب تنفيذي رفيع ووالدها على رأس العمل.. لن يستطيع الأب العطوف أن يقاوم الطبيعة الإنسانية ويفصل كريمته كما فعل ذلك مع سعادة السفير جمال محمد إبراهيم . الإنقاذ التي نرميها بالمحسوبية لم تفعل مثل هذا.. فقد سحب الأستاذ علي عثمان أوراق شقيقه ومنعه من المنافسة في وظائف وزارة خارجية السودان . طريقة اليد القابضة التي يدير بها البروفيسور خليل مفوضية الاستفتاء ستنتهي بكارثة.. الوقت ينفد.. اتخاذ قرار حكيم بإقالة هذا الرجل يقلل المخاطر ويجعل عملية الاستفتاء أكثر سلاسة التيار