|
وزير الماليه يرسم صوره قاتمــــه للاقتصاد
|
في مؤتمر صحفي عقد نهار اليوم، رسم وزير الماليه السوداني الذي ظهر في حالة اضطراب واضحه، رسم صوره قاتمه
لمآلات الوضع الاقتصادي في شمال السودان في المرحله القادمه. في اعتراف صريح بتآكل موارد الدوله بعد الانفصال قال الوزير ان الاتجاه العام سيكون هو تقليل المصروفات وتحجيمها والحد منها، وفي اعتراف ضمني اخر قال الوزير ( إن الايرادات غير البتروليه تبلغ 52%) الامر الذي يعني ان الميزانيه قد تفقد ما يصل الي 48% ( ايرادات البترول) ولم يوضح الوزير كم من ال 48% سيفقده الشمال وبالرغم من ان الحكومه تصر علي عدم اعلان تفاصيل ما ستفقده من ايرادات البترول إلا ان الرقم المتداول هو 70% وهذا يعني ان ميزانية شمال السودان ستفقد حوالي 33% من ايراداتها. حاول الوزير الاستنجاد بمحافظ البنك المركزي في المؤتمر غير ان المحافظ نفسه لم يكن مقنعا، حيث قال انهم سيركزون علي انتاج الذهب الذي يتوقعون ان تصل انتاجه الي 50 طن ( مره واحده) ولم يوضح المحافظ كيف سيتم الوصول لهذا الحجم من الانتاج في اقل من عام. من المعروف ان انتاج الذهب من شرق السودان لا يتعدي ال5 طن في احسن الاحوال اعترف الوزير ايضا ان الحكومه فشلت في جذب الاستثمار الي القطاعات المنتجه، وقال ان اغلب الاستثمار كان في القطاعات الخدميه وشدد علي ان الاستثمار في هذه القطاعات غير مفيد فيما يختص بميزانية الدوله الخارجيه ( اي انه لا يدر عملات اجنبيه علي الخزينه) وقال ان هؤلاء المستثمرون يحتاجون الي تحويل ارباحهم السنويه الامر الذي يساهم في ارتفاع اسعار الصرف. قال الوزير ان معدل التضخم بلغ 14% في الميزانيه الحاليه وانهم يعملون علي خفضه ولم يوضح كيف سيتم ذلك. اعترف الوزير ان الدوله تستورد 84% من احتياجاتها من القمح وانها تستورد الذره ايضا بارغم من ذلك قال الوزير انهم سيعتمدون علي الزراعه. لا احد يدري كيف سيتم اصلاح حال القطاع الزراعي في اقل من عام حتي تتمكن الدوله من احلال الوارد. ومن الواضح ان استيراد القمح سيستمر. اعترف الوزير ايضا ان محاولاتهم لالغاء ديون السودان قد فشلت حتي الان لاسباب سياسيه، وكل ما تحصلوا عليه كان وعد من البنك الدولي بالنظر في الامر بناء علي اقتراح تقدمت به الاداره الامريكيه والحكومه البريطانيه. ذكر الوزير ايضا ان الحكومه- نتيجة لمقاطعة العالم لها - تستدين حاليا بشهادات شهامه التي تدفع عليها فوائد تجاريه تصل الي 17% وهذا ما يكلف الخزينه اعباء ماليه ضخمه. لم يقدم المحافظ اي بدائل للحد من تصاعد الدولار، ومع اعتراف الوزير بقلة مداخيل الدوله من النقد الاجنبي خاصة بعد الانفصال، واضح ان المحافظ لا يملك اي اليات للحد من تصاعد اسعار الدولار كما شار لذلك الصحفيون المؤتمر الصحفي بصوره عامه كان ( فزوره) إذ لا احد يعلم لماذا قرر الوزير عقد مؤتمر صحفي قبل تقديم الميزانيه للبرلمان! وهو الاجراء الطبيعي. اي كان علي الوزير ان يقدم الميزانيه للبرلمان ثم يعقد المؤتمر الصحفي. منحت الفرصه الاولي للصحفي عادل الباز للتعليق او طرح سؤال ( الباز معروف بانه صديق مقرب للوزير) كان من اغرب ما قاله الباز في حديثه ( ان الميزانيه جيده)، بالرغم من ان الميزانيه لم تطرح علي الصحفيين بعد. افتقد الصحفيين الذين غطوا المؤتمر اي مرجعيه تاريخيه ( اي لم يرجعوا لماقاله وزير الماليه السابق عند تقديم الميزانيه العام الماضي) ولو رجعوا لوجدوا ان نفس التعابير والمبررات استخدمها نفس الوزير العام الماضي جملة ما قاله الوزير هو انه لا توجد موارد وان البدائل المتاحه له محدوده للغايه لا يملك إلا ان يقوم بتقليل الصرف لدرجه تصل الي 20 % كما ذكر. حضرت المؤتمر كله، لقد عزز الوزير من مخاوفي واصبح واضحا ان تبعات انفصال الجنوب علي الميزانيه العامه للدوله ستكون وخيمه ستقود حتما الي افلاس الدوله المركزيه، لذلك ليس مستغربا انسداد الموقف التفاوضي في ابيي حيث ايرادات البترول التي تعتمد عليها الميزانيه.
|
|
|
|
|
|
|
|
|