|
هل يمكن تأجيل الإستفتاء باتفاق الشريكين ومباركة المعارضة ؟؟
|
المعارضة والحركة الشعبية يؤكدون تمسكهم بإجراء الإستفتاء في موعده تأجيل الاستفتاء وارد لعدم استكمال الدعم اللوجستي الميدان : تقرير عفاف أبوكشوة بدأت العثرات تطل برأسها من جديد، فيما يختص بالاستفتاء من جانب وتلكؤ الشريكين في إجراء تسوية للقضايا العالقة من جانب، وعدم الإيفاء بالجوانب اللوجستية لمفوضية الاستفتاء من جانب آخر، كل ذلك يحد من فرص إجراء الاستفتاء في موعده في التاسع من يناير ٢٠١١ م. حسب ما ورد في اتفاقية السلام الشامل والدستور. كما أن هنالك مخاوف يصوغها اﻟﻤﺠتمع الدولي في حالة إجراء الاستفتاء في ظل الخلافات القائمة بين الشريكين، ولذلك تقدمت السلطات المصرية بالاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بمقترح لتأجيل الاستفتاء لعدة شهور لا تتجاوز يونيو ٢٠١١ م، مع تقديم ضمانات إقليمية ودولية للحركة. فيما ظلت الحركة الشعبية والقوى السياسية المعارضة متمسكة بموقفها المبدئي والمعلن مسبقاً بإجراء الاستفتاء في موعده المحدد، استناداً على نيفاشا والدستور، ومشترطة الالتزام بالمواصفات المنصوص عليها لتهيئة الأجواء من الحرية والديمقراطية والشفافية، لكي يُعبر الاستفتاء عن الإدارة الحرة للمواطنين الجنوبيين، مع التأكيد أن هنالك قضايا تقع خارج إطار هذا التحديد القاطع للعملية ومرتبط بالدعم المالي واللوجستي للمفوضية القومية للاستفتاء. في هذه الحالة يحق للمفوضية بعد التشاور مع الشريكين، أن تطالب بالتأجيل لأسباب موضوعية ومقنعة للجميع، أعرب المؤتمر الوطني عن ترحيبه بتأجيل الاستفتاء حتى استكمال الترتيبات. من جانبه قال الناطق الرسمي للحزب الشيوعي المهندس/ يوسف حسين: إن الاستفتاء حق ديمقراطي أصيل، حددت مواعيده اتفاقية نيفاشا والدستور، مؤكداً تمسك حزبه بهذا التحديد. وأضاف إذا كان هنالك دعم لوجستي يتطلب توفيره خلال فترة محددة لمفوضية الاستفتاء يمكن النظر فيه بالتشاور مع الأطراف ذات الصلة. وفي هذا الإطار يتم النظر في المقترح المصري الأمريكي حتى استكمال الجوانب الفنية للمفوضية القومية للاستفتاء. مشيراً إلى أن التجمع الوطني الديمقراطي « مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية » طرح في حق تقرير المصير، داعياً إلى رفع الجاذبية لخيار الوحدة في بلد متعدد القوميات والثقافات محملاً حزب المؤتمر الوطني مسؤولية تعميق الخلافات. وشدد المهندس حسين على أن المشاكل والأزمات تكمن في الثنائية بين الشريكين، مبيناً أن للوسطاء والشركاء كلمة في تنفيذ مسار الاتفاقية. وأكد على أن اجتماعات أديس أبابا المقبلة بمشاركة الرئيس البشير ونائبه سلفاكير ميارديت واجتماعات الرئاسة ستفضي إلى اتفاق حول القضايا العالقة وإزالة كل العقبات. وفي سياق متصل أوضح القيادي بحزب البعث السوداني الأستاذ/ يحي الحسين أن تأجيل الاستفتاء عن موعده المحدد وارد، لأن الجوانب الفنية والمعينات المالية الخاصة بمفوضية الاستفتاء غير مكتملة. وأضاف أن المقر واللجان الفنية والمراقبين الدوليين لم يتم توفير احتياجاتهم بعد. قال يحي الحسين ل (الميدان) نحن نؤيد التأجيل إلى أن تكتمل المطلوبات اللازمة. وأشار إلى أن الانتخابات جاءت معيبة ومزورة وغير شفافة، مشدداً على أهمية استكمال مطلوبات الاستفتاء حتى لا يصبح مشوهاً، مؤكداً أن القوى السياسية لا تتحمل وزر أي استفتاء (مشوه). وأضاف ذاكراً وحسب قانون الاستفتاء غير مسموح للقوى باب المشاركة في مراقبة الاستفتاء. تشير المادة ( ٧) إلى خلق البيئة الملائمة لإجراء الاستفتاء. ومن جهته قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم الدكتور عدلان الحردلو ل (الميدان) يمكن تأجيل الاستفتاء لأسباب موضوعية تتعلق بتوفير الاحتياجات اللوجستية لمفوضية الاستفتاء، والاتفاق على القضايا الخلافية بين الشريكين لفترة لا تتجاوز ( ٦) أشهر. مشيراً إلى دور الوسطاء والشركاء في عملية السلام في دفع الشريكين لاستكمال الاحتياجات الأساسية لإجراء استفتاء حر ونزيه وشفاف، ملمحاً إلى أن نتائج اجتماعات أديس أبابا المقبلة ستقود إلى حلول ناجعة، ومعبراً عن أمله في أن يستجيب الشريكين للمقترحات الداعمة لاستكمال عملية السلام. المشهد السياسي لم تكتمل ملامحه بعد حيث أن الحركة الشعبية لم تعلن رأياً واضحاً حول المقترح المصري – الأمريكي حتى الآن، بل ظلت متمسكة بموقفها السابق بأن يجرى الاستفتاء في موعده المحدد، تخوفاً من تداعيات هذا المقترح على قادة وقواعد الحركة الشعبية والمواطنين بجنوب السودان، واستناداً على ما رشح من تصريحات متشددة بالصحف لبعض قيادات الحركة الشعبية حول تأجيل الاستفتاء يثير كثير من القلق بجانب عدم نجاح المساعي لعقد اجتماع مجلس التحرير والمكتب السياسي للحركة الشعبية، وتتجه الأنظار إلى اجتماعات أديس أبابا المزمع عقدها يوم الأربعاء القادم، بمشاركة الرئيس البشير ونائبه سلفاكير لحسم القضايا، واستكمال عملية السلام الشامل برعاية اﻟﻤﺠتمع الدولي ودول الإيقاد والاتحاد الإفريقي، ويرى المراقبون أن تأجيل الاستفتاء لفترة لا تتعدى الستة أشهر مع توفير ضمانات إقليمية ودولية للحركة الشعبية. يساعد كثيراً على تهيئة الأجواء العامة، وإيجاد حلول ناجعة للقضايا العالقة، من ترسيم حدود- وقضية أبيي- وتوفير الدعم المالي واللوجستي لمفوضية الاستفتاء وتحسين العلاقات مع اﻟﻤﺠتمع الدولي.
|
|
|
|
|
|
|
|
|