|
|
 لماذا علينا التوقف عن المبالغة بالإحتفاء بإسلام الغربيين وبعض المسيحيين العرب ؟؟
|
سأكتب بصراحة ووضوح حول هذا الموضوع وفي ذهني مقال قرأته قبل أكثر من عشرين
عاما في صحيفة الشرق الأوسط وظل فحواه راسخا في ذاكرتي
ذكر الصحفي العربي كاتب المقال أن زميله النيجيري في لندن تلقى
منه خبر إعتناق أحد الإنجليز المعروفين للإسلام بهدوء شديد ،
ولم يزد على أن قال : لقد نجا بنفسه بعد إذ لم يكد ‼
ويساروني الشعورأن إحتفائنا بإسلام هؤلاء الرجال والنساء
من الغرب مضر بهم أكثر مما هو نافع.
إن المسلم الجديد المستجد يحتاج بعد دخوله للإسلام إلى
قيادة حكيمة رشيدة تقوده بالتدرج في فهم واستيعاب
الدين وأولوياته وأولها فهمه لحقيقة التوحيد ثم
أوامره ونواهيه وسلوكياته وضوابطه الأخلاقية ،
وبالمسارعة بالإحتفاء به والمبالغة في ذلك فإنه سيعبر فورا من مرحلة المستجد إلى مرحلة الداعية الذ
ي يبدأ في محاضرة الناس عن كيفية وقصة إسلامه والدوافع التي حدت به إلى ذلك .
وما من شك أن البعض منهم له دوافعه الشخصية جدا ونتيجة تأثره
بتجارب غير عميقة فكريا أو غير ناتجة عن استيعاب عميق لمطلوبات الإسلام ،
وما أكثر هؤلاء في الغرب اليوم ، وهم يمارسون عملية البحث عن
دين بديل لما هم فيه من حالة خواء روحي واجتماعي ، فيجدون
البديل تارة في الإسلام وتارة في البوذية وتارة في الهندوسية ،
ويكون القبول لهذا البديل لاسباب ربما لا تكون عقيدة التوحيد الخالصة من أولوياتها.
وأشير هنا إلى سبيل المثال إلى حالة إسلام شقيقة زوجة توني بلير
التي تقول الوكالات أنها أسلمت بعد مرورها بتجربة روحية في إيران بعد
أن قامت بزيارة ضريح السيدة فاطمة المعصومة ، حين انتابتها حالة
من الخدر الروحي وشعور بالسعادة والبركة المطلقة وعليه قررت
الدخول في الإسلام فور عودتها لبريطانيا (It was a Tuesday evening and I sat down and felt this shot of spiritual morphine, just absolute bliss and joy,’ she told The Mail on Sunday.
When she returned to Britain, she decided to convert immediately
Read more: http://www.dailymail.co.uk/news/article-1323278/Tony-Bl...n.html#ixzz13Y09ZmnT)
ورفضت الإجابة عن سؤال ما إذا كانت سترتدي البرقع قائلة أنها
لا تدري إلى أين ستقودها رحلتها الروحية ، علما أنها وفي نفس
الصحيفة ذكرت أنها بدأت قراءا القرآن الكريم وأنها وصلت
للصفحة 60 منه وتوقفت عن شرب الكحول .
ومن من شك أن سبب إسلامها يبدو غامضا كما يبدو غامضا أيضا
مدى استيعابها وفهمها لحقيقة ومعنى التوحيد في الدين الإسلامي ،
ولهذا أنظر لمثل هذه الحالات بالكثير من التوقف والمراقبة
الحذرة غير مستبعد لتحولها لوبال في خضم الإحتفاء ، وأسال الله أن لا يحدث ذلك.
حالة أخرى مشابهة لمسيحية عربية أسلمت قبل سنوات
واحتفت بها الفضائيات الإسلامية أشد الإحتفاء
وتحولت إلى نجمة مسارح ومقابلات وحوارات وقفزت فورا
من مرحلة طالب التمهيدي في علوم الإسلام إلى مرحلة الداعية ،
وهي حالة المدعوة ربى قعوار من الأردن.
أعلنت ربى قعوار أسلامها منذ حوالي 5 أعوام ،
وفي لقاء لها مع قناة إسلامية حكت قصة إسلامها كالتالي :
كانت في منتدى للحوار الإسلامي المسيحية في إحدى غرف الدردشة بالإنترنت ،
وفجأة سألها أحدهم : أين في الكتاب المقدس إدعى السيد المسيح أنه هو الله ؟
تقول أنها تلقت السؤال بالدهشة والحيرة ولبثت ليلتها تفكر
ثم اتصلت بهم صباحا وقالت لهم أنها تريد أن تبلغهم
أنها تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وأنهم
إندهشوا ولم يصدقوا وقالوا لها : على طول كدة ؟
وعلى طول تحولت ربى قعوار إلى نجمة فضائيات.
واحتفت الفضائيات بإبنة القسيس التي لم يكن يدور في خلدها
أن الكتاب المقدس كان يخلو من مثل هذه العبارة ،
وبعد إسلامها بعام واحد فقط في أمريكا إنضمت لجماعة القرآنيين
التي تنكر حجية السنة النبوية لأنها أصدرت حكما بأن السنة
النبوية غير منضبطة مثل القرآن الكريم ‼ ، وكيف لا تصدر
مثل هذا الحكم وبكل هذه السهولة وقد تم ترفيعها فورا بعد
إعلانها اعتناقها الإسلام من مرحلة تلميذ الروضة في علوم الإسلام إلى مرحلة الداعية المحاضر ؟
وبعد 3 سنوات قضتها مع جماعة القرآنيين عادت ربى
واعلنت عودتها للمسيحية من جديد من خلال إحدى القنوات المسيحية
وشنت هجوما شديدا ضد الإسلام أظهر أنها لم تكن
ابدا مستوعبة لقيم الأسلام حين أعلنت إعتناقها له.
وقام زوجها الذي ارتبط بها بعد اعتناقها للإسلام
بتطليقها قبل 6 أشهر فقط من عودتها النادمة إلى ( أحضان الرب يسوع)
طبيعى أننا كمسلمين نشعر بالفرح والسعادة لكل من يدخل هذا الدين ،
ولكن علينا أن نمارس شيئا من الحذر في التعبير عن هذه المشاعر ،
خاصة وأن المداخل التي تعرض بضاعتها اليوم بصفتها إسلاما قد كثرت
وتعددت ونشطت في الترويج لنفسها والله وحده يعلم من هم الذين ينوون
أن يسلموا وجه النهار ويكفروا آخره.
|
|
 
|
|
|
|
كمال حامد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست