|
يا دكاترة السودان … اتحدوا / كمال كرار
|
Quote: يا دكاترة السودان … اتحدوا
كمال كرار
بالأمس القريب ذكر لي مواطن عادي ذو دخل محدود أن طبيباً يعالج جدته طلب منه إعادة نفس الفحوصات الطبية التي أجرتها المريضة قبل أقل من يومين والتي كانت طلبت بواسطة طبيب آخر وانه اضطر لدفع مبلغ 300 جنيه لنفس النتائج الطبية ، مشيراً إلي أن الطبيب الأخير وجهه نحو معمل تحاليل طبية محدد . وعلمت من أناس آخرين وربما فيهم أطباء أن المرضي الخاضعين للتأمين الصحي بكافة مسمياته لا يحصلون علي الأدوية الغالية الثمن مهما كان احتياجهم المرضي لها ، وأن روشتات الأدوية التي يكتبها لهم أطباء تحوي فقط الأصناف الرخيصة من الأدوية . وكم من مستوصف طبي خاص طلب من أهل المتوفي أو المتوفية في غرفة ( عملياته ) سداد متبقي تكاليف العملية التي ” مات ” بسببها المرحوم بحجة أن الجراح عاوز قروشه بالكامل ، ومن المؤسف أن مثل هذه المطالبة مرتبطة بخروج الجثمان من المشفي أو عدم خروجه . وتكتشف أحياناً وأنت المصاب بالملاريا فقط أن الدكتور الذي ساقتك أقدامك إليه قد طلب منك عشر فحوصات أخري لا علاقة لها بمرضك وأن أموالك راحت هباء . وينصحك دكاترة آخرون بإجراء العملية في المستوصف الفلاني ” الملياري ” وإن فضلت المستشفي العام فإن العملية مؤجلة إلي أجل غير مسمي رغم خطورة حالتك . وتدفع مثلاً 100 جنيه ، حصلت عليها بشق الأنفس ، لمقابلة طبيب اختصاصي فتكتشف بأنه لم يستمع إليك بالكامل وأن المقابلة لم تأخذ أكثر من دقيقة كيما يتواصل دخول المرضي للعيادة بالسرعة المطلوبة ومستوصفات خمسة نجوم تتعاقد مع دكاترة أجانب ” مغمورين “ يأخذون رسوماً عالية نظير كشف مبدئي تعقبه مقابلة ” بالشي الفلاني” ثم يغادر الدكتور الخبير الأجنبي وربما يختلف مع الذين أتوا به علي مسائل مالية ولا يعود مطلقاً ويأكل المرضي الذين قابلوه ” نيماً ” . هذه بعض الأمثلة علي ما يحدث لمهنة الطب في بلادنا بعد أن عاثت فيها الطفيلية فساداً وكادت أن تحولها إلي تجارة وسمسرة وعمولات وصفقات . ولا تشمل هذه النماذج بالطبع أطباء ممتازين وشاطرين يحفظون لمهنة الطب قدسيتها وإنسانيتها لكنهم نادرين للغاية كما الدولار الذي طار رغم أنف بنك السودان المحتار والتصريحات الخالية من الملح ” والشمار ” . |
|
|
|
|
|
|
|
|
|