السودان وطريقه الثالث !!!حمدي عبد الرحمن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 05:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-01-2010, 06:30 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30716

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودان وطريقه الثالث !!!حمدي عبد الرحمن

    Quote:
    السودان وطريقه الثالث
    حمدي عبد الرحمن


    حقيقة تقرير المصير
    الاستقطاب والخيار الثالث
    إلى أين يتجه السودان؟

    يمر السودان بفترة حاسمة في تاريخه الحديث حيث يواجه اختبارا ًصعباً لم يشهد مثله من قبل. ففي غضون أشهر قلائل سوف يجرى استفتاء عام في الإقليم الجنوبي حول خياري الوحدة أو الانفصال وذلك طبقاً لمقررات اتفاق السلام الشامل الموقع عام 2005.

    ويبدو، مع ذلك، وكأن المشهد السياسي العام في السودان غير ملائم لإجراء استفتاء حر ونزيه. فالترتيبات والإجراءات المشتركة المتفق عليها في نيفاشا لجعل الوحدة خياراً جاذباً للجنوبيين لم تتحقق. بل وأكثر من ذلك فإن ثمة حالة من الاستقطاب الشديد في لغة الحوار السياسي المتعلق بمستقبل السودان وذلك بين تياري الوحدة والانفصال.

    لقد بات واضحاً أن انفصال الجنوب أصبح في حكم المولود الجديد الذي ينتظر شهادة ميلاد. فالحركة الشعبية تمارس الحكم منفردة منذ أكثر من خمسة أعوام، وهي تمتلك مؤسسات للحكم ورموزاً للدولة مثل العلم والبعثات الخارجية وحتى النشيد الوطني. غير أن أنصار الوحدة داخل السودان وخارجه ما فتئوا يتحدثون عن الهوية السودانية الموحدة وإن تعدت مكوناتها الثقافية والحضارية.

    ويحاول هذا المقال البحث عن إمكانية الخروج من هذه الثنائية الجدلية: الوحدة مقابل الانفصال وذلك من خلال ما يمكن أن نسميه الطريق الثالث "الكونفدرالي" الذي يمكن أن يمثل الحد الأدنى لبقاء السودان موحداً.

    حقيقة تقرير المصير
    لقد كان قبول الشريكين: المؤتمر الوطني في الشمال، والحركة الشعبية في الجنوب، لاتفاق سلام نيفاشا يعني في حقيقة أمره تخلي كل منهما عن مشروعه وخطابه الأيديولوجي الخاص بمستقبل الدولة والحكم في السودان.

    فالمشروع الحضاري الذي تبناه الرئيس عمر البشير ورفاقه وكان يرمي إلى "أسلمة" المجتمع السوداني بأسره، بل وأن تقود الحركة الإسلامية السودانية عملية التجديد والإصلاح على الصعيد الأممي لم يعد ملزماً، وإن انحصرت دائرة تأثيره جغرافياً على الإقليم الشمالي.

    "
    كان قبول الشريكين: المؤتمر الوطني في الشمال، والحركة الشعبية في الجنوب، لاتفاق سلام نيفاشا يعني في حقيقة أمره تخلي كل منهما عن مشروعه وخطابه الأيديولوجي الخاص بمستقبل الدولة والحكم في السودان
    "
    أما مشروع "السودان الجديد" الذي يقوم على سودان واحد علماني ديمقراطي وارتكز عليه خطاب الحركة الشعبية لتحرير السودان منذ نشأتها عام 1983 فقد لفظ أنفاسه الأخيرة مع قبول مرجعيته الفكرية والحركية، المتمثلة في الراحل الدكتور جون قرنق، لمبادئ عملية سلام نيفاشا بين الشمال والجنوب.

    وفي هذا السياق يمكن فهم مبدأ "حق تقرير المصير" الذي نص عليه اتفاق السلام الشامل على أنه محاولة للخروج بالسودان من حالة الدائرة المفرغة والنفق المظلم الناجمة عن التناقض الشديد بين هذين المشروعين السابقين: المشروع الحضاري الإسلامي ومشروع السودان الجديد العلماني. وطبقاً للسياسي الجنوبي المخضرم لام أكول فإن حق تقرير المصير للجنوبيين يعني في جوهره ومبناه أموراً ثلاثة هي:

    أولاً: الخروج من الطريق المسدود الذي وصل إليه الجدل الخاص بفصل الدين عن الدولة أو بعبارة أخرى علاقة الدين بالدولة في الواقع السوداني. وهذا يعني أن حزب المؤتمر الوطني قبل بأن يكون نطاق تطبيق الشريعة ومشروعه الحضاري هو الإقليم الشمالي وأن يطبق الجنوب ما يتوافق عليه أبناؤه من قوانين تقوم على التقاليد والمواريث الحضارية بما فيها المعتقد الديني.

    وعليه فإن القول بعلمانية الدولة السودانية باعتبارها الخيار الوحيد لوحدة السودان هو قول مردود عليه لأن ذلك يعني إعادة التفاوض مرة أخرى بين الشريكين. إذ إن اتفاق السلام الشامل لم يرد فيه نص عن العلمانية أبداً.

    ثانياً: إعطاء الحركة الشعبية الفرصة كاملة لتطبيق رؤيتها على أرض الواقع من خلال حكم الإقليم الجنوبي بشكل منفرد. إذ يصبح بإمكانها تهيئة المناخ إما لوحدة عادلة مع الشمال أو لطلاق بائن معه.

    يقول جون قرنق: "لقد تمكنت أنا ورفاقي الذين قاتلوا معي في الأحراش لمدة تربو على العشرين عاماً أن نحضر لكم اتفاق السلام الشامل على طبق من ذهب. لقد أنجزنا المهمة وحان اليوم دوركم. إنها فرصتكم الذهبية لتحديد مصيركم عند التصويت في الاستفتاء. هل ترغبون أن تكونوا مواطنين من الدرجة الثانية في بلدكم؟ إنه اختياركم المطلق".

    ثالثاً: العمل المشترك بين الطرفين في الشمال والجنوب من أجل جعل الوحدة جاذبة لشعب الجنوب. وقد أقر اتفاق نيفاشا إجراءات محددة من أجل وضع الجنوبيين على طريق الوحدة والتصويت من أجلها.

    وعليه فإن القول بأن حق تقرير المصير يعني بشكل أوتوماتيكي الوقود اللازم لقطار انفصال الجنوب يعد أمراً يجافي الحقيقة. ففي بروتوكول تقاسم السلطة -وهو جزء لا يتجزأ من اتفاق نيفاشا - تأكيد على ضرورة العمل الجدي من أجل المصالحة الوطنية ومعالجة آثار الحرب الأهلية.

    كما أن المادة الثالثة من نفس البروتوكول تحتم على الشريكين أن يضمنا التزام الأفراد والمؤسسات التابعة لهما بنصوص اتفاق السلام الشامل والعمل الحثيث من أجل تطبيقها.

    الاستقطاب والخيار الثالث
    يمكن للمتابع المحايد والموضوعي للشأن السوداني أن يلاحظ بوضوح أن البيئة الراهنة غير مواتية لإجراء استفتاء حر ونزيه. بل إن مقدمات ذلك الاستفتاء وفقاً لنصوص نيفاشا لم يتم إنجازها بعد. فبدلاً من أن يعمل الشريكان على أن تكون الوحدة جاذبة حدث العكس تماماً.

    فالحركة الشعبية تبذل أقصى ما في وسعها لتعبئة الجنوبيين ضد حكومة المؤتمر الوطني في الشمال. بل إن لغة الخطاب السياسي للحركة صورت المؤتمر الوطني بأنه "العدو" الذي ينبغي التصدي له. وهذا ما يؤكد توجه النخبة السياسية والعسكرية الحاكمة في الجنوب صوب شرق أفريقيا عوضاً عن التوجه شمالاً صوب الخرطوم.

    "
    لم يدخل شريكا الحكم في السودان طوال سنوات الفترة الانتقالية في أي عمل مشترك بهدف جعل الوحدة جاذبة, بل إن ما حدث هو العكس من ذلك تماماً: الشحناء والبغضاء وتعظيم الخاص على العام والنفعي على الوطني
    "
    وعليه فإن شريكي الحكم طوال سنوات الفترة الانتقالية لم يدخلا في أي عمل مشترك بهدف جعل الوحدة جاذبة. ما حدث هو العكس من ذلك تماماً: الشحناء والبغضاء التي تصل حد الابتزاز السياسي وتعظيم الخاص على العام والنفعي على الوطني في ميدان السياسة والحكم.

    في ظل حالة الانسداد السياسي تلك الناجمة عن الاستقطاب الحاد بين جدلية الوحدة والانفصال تبدو ملامح طريق آخر قد يمثل خيارا ثالثاً للسودانيين يحقق لهم مزايا كل من الوحدة والانفصال ولكنه -وهذا هو الأهم- يحافظ لهم على هويتهم السودانية الجامعة. إنه خيار الكونفدرالية وهي ما يعني أن يتمتع جنوب السودان باستقلال أوسع نطاقاً من حالة الكيان الكردي في شمال العراق.

    إن على السودانيين النظر في إمكانية تطبيق النظام الكونفدرالي إذ إن الكونفدرالية تعني في حقيقتها رابطة هشة بين دولتين (أو أكثر) يتمتعان بدرجة عالية من الاستقلال وتحتفظ كل منهما بسيادتها على إقليمها مع وجود سلطة كونفدرالية تتولى التنسيق في أمور مثل الدفاع والتجارة والسياسة الخارجية.

    ولا شك أن هذا الخيار قد يلبي معظم مطالب التيار الانفصالي في الحركة الشعبية حيث سيحافظ الجنوب على أبنيته السياسية والعسكرية بشكل مستقل. بيد أن ثمة تساؤلات صعبة ينبغي التفاوض بشأنها حول شكل الحكومة الكونفدرالية والسلطات الممنوحة لها، وكذلك موضوع النفط ومسألة تقاسمه بين الكيانين الشمالي والجنوبي.

    و ثمة نماذج تاريخية عديدة للرابطة الكونفدرالية بين الدول مثل الولايات الأميركية خلال الفترة من (1781-1788) و اتحاد الدول الأفريقية بين مالي وغانا وغينيا (1961-1963) واتحاد سنجامبيا بين السنغال وغامبيا (1982-1989). ولعل بعض الباحثين يشيرون إلى نماذج معاصرة مثل سوسيرا وبلجيكا التي تطبق كل منهما بعض ملامح النموذج الكونفدرالي.

    إلى أين يتجه السودان؟
    أحسب أن جوهر مبدأ تقرير المصير في الجنوب الذي نص عليه اتفاق السلام الشامل يصعب تطبيقه في ظل الأوضاع والسياقات الراهنة في السودان.

    فالحركة الشعبية التي تحكم الجنوب بقبضة حديدية لم تستطع أن تحقق التنمية المرجوة. وعوضاً عن ذلك عانت هياكلها الإدارية والمؤسسية من الفساد وسوء الإدارة. وعلى سبيل المثال فإن نصيب الجنوب من النفط والذي بلغ نحو عشرة مليارات دولار بالإضافة إلى المساعدات الخارجية قد أسيئ استخدامه وتوزيعه. إذ استأثرت جوبا وحدها بنحو (90%) من الميزانية الجنوبية في حين حصلت باقي الولايات العشر التي تشكل الإقليم الجنوبي على نحو (10%) فقط من الميزانية الخاصة بحكومة جنوب السودان.

    ولا يزال جنوب السودان يعاني من تردي الأوضاع الأمنية حيث تحارب القبائل المتعددة بعضها البعض. وبعد الانتخابات الأخيرة في الجنوب تمرد بعض قادة الحركة الشعبية عليها وأصبحوا اليوم يحاربون حكومة الجنوب.

    وعليه يصبح الخروج من هذا المأزق وحالة الاستقطاب تلك وتداعياتها الخطيرة على مستقبل السودان متمثلاً في البحث عن الطريق الكونفدرالي. وقد ناقش بعض المثقفين السودانيين من الجنوب والشمال على السواء هذا الخيار وإن كان على استحياء في كثير من الأحيان.

    "
    خيار الكونفدرالية يمثل مخرجاً مناسباً لأزمة السودان المعقدة والمتشعبة, وهذا الخيار سوف يجعل كلا من الجنوب والشمال في رابطة اقتصادية واحدة تتكامل وتتعاون مع جوارها العربي والأفريقي
    "
    إن أفريقيا ليست بحاجة إلى نموذج دولة فاشلة أخرى ولا أظن أن المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة وأوروبا، على الرغم من محاربتهم لتوجهات شمال السودان العقيدية والأيديولوجية, يرغب هو الآخر في أن يكون جنوب السودان "المستقل" أداة لعدم استقرار جواره الجغرافي الأفريقي.

    ولا شك أن خيار الكونفدرالية الذي يحفظ لجنوب السودان جيشه وحكومته العلمانية وأبنيته المؤسسة بشكل مستقل يمثل مخرجاً مناسباً لأزمة السودان المعقدة والمتشعبة. وهذا الخيار سوف يجعل كلا من الجنوب والشمال في رابطة اقتصادية واحدة تتكامل وتتعاون مع جوارها العربي والأفريقي.

    ما العمل؟ سؤال ينبغي الإجابة عليه حتى يمكن مواجهة هذا الخطر القادم المحدق بأبناء السودان شماله وجنوبه. فالرؤية الإستراتيجية لمرحلة ما بعد الاستفتاء تقتضي وضع خيارات الحركة تحسباً لأسوأ السيناريوهات؟ فهل يمثل النموذج الكونفدرالي خياراً أو طريقاً ثالثاً يمكن أن يسلكه السودانيون للمحافظة على أدنى مقومات وحدتهم وهويتهم الجامعة؟
    المصدر: الجزيرة
    Quote: تعليقك على الموضوع طباعة الصفحة إرسال المقال
    السودان وطريقه الثالث
    حمدي عبد الرحمن


    حقيقة تقرير المصير
    الاستقطاب والخيار الثالث
    إلى أين يتجه السودان؟

    يمر السودان بفترة حاسمة في تاريخه الحديث حيث يواجه اختبارا ًصعباً لم يشهد مثله من قبل. ففي غضون أشهر قلائل سوف يجرى استفتاء عام في الإقليم الجنوبي حول خياري الوحدة أو الانفصال وذلك طبقاً لمقررات اتفاق السلام الشامل الموقع عام 2005.

    ويبدو، مع ذلك، وكأن المشهد السياسي العام في السودان غير ملائم لإجراء استفتاء حر ونزيه. فالترتيبات والإجراءات المشتركة المتفق عليها في نيفاشا لجعل الوحدة خياراً جاذباً للجنوبيين لم تتحقق. بل وأكثر من ذلك فإن ثمة حالة من الاستقطاب الشديد في لغة الحوار السياسي المتعلق بمستقبل السودان وذلك بين تياري الوحدة والانفصال.

    لقد بات واضحاً أن انفصال الجنوب أصبح في حكم المولود الجديد الذي ينتظر شهادة ميلاد. فالحركة الشعبية تمارس الحكم منفردة منذ أكثر من خمسة أعوام، وهي تمتلك مؤسسات للحكم ورموزاً للدولة مثل العلم والبعثات الخارجية وحتى النشيد الوطني. غير أن أنصار الوحدة داخل السودان وخارجه ما فتئوا يتحدثون عن الهوية السودانية الموحدة وإن تعدت مكوناتها الثقافية والحضارية.

    ويحاول هذا المقال البحث عن إمكانية الخروج من هذه الثنائية الجدلية: الوحدة مقابل الانفصال وذلك من خلال ما يمكن أن نسميه الطريق الثالث "الكونفدرالي" الذي يمكن أن يمثل الحد الأدنى لبقاء السودان موحداً.

    حقيقة تقرير المصير
    لقد كان قبول الشريكين: المؤتمر الوطني في الشمال، والحركة الشعبية في الجنوب، لاتفاق سلام نيفاشا يعني في حقيقة أمره تخلي كل منهما عن مشروعه وخطابه الأيديولوجي الخاص بمستقبل الدولة والحكم في السودان.

    فالمشروع الحضاري الذي تبناه الرئيس عمر البشير ورفاقه وكان يرمي إلى "أسلمة" المجتمع السوداني بأسره، بل وأن تقود الحركة الإسلامية السودانية عملية التجديد والإصلاح على الصعيد الأممي لم يعد ملزماً، وإن انحصرت دائرة تأثيره جغرافياً على الإقليم الشمالي.

    "
    كان قبول الشريكين: المؤتمر الوطني في الشمال، والحركة الشعبية في الجنوب، لاتفاق سلام نيفاشا يعني في حقيقة أمره تخلي كل منهما عن مشروعه وخطابه الأيديولوجي الخاص بمستقبل الدولة والحكم في السودان
    "
    أما مشروع "السودان الجديد" الذي يقوم على سودان واحد علماني ديمقراطي وارتكز عليه خطاب الحركة الشعبية لتحرير السودان منذ نشأتها عام 1983 فقد لفظ أنفاسه الأخيرة مع قبول مرجعيته الفكرية والحركية، المتمثلة في الراحل الدكتور جون قرنق، لمبادئ عملية سلام نيفاشا بين الشمال والجنوب.

    وفي هذا السياق يمكن فهم مبدأ "حق تقرير المصير" الذي نص عليه اتفاق السلام الشامل على أنه محاولة للخروج بالسودان من حالة الدائرة المفرغة والنفق المظلم الناجمة عن التناقض الشديد بين هذين المشروعين السابقين: المشروع الحضاري الإسلامي ومشروع السودان الجديد العلماني. وطبقاً للسياسي الجنوبي المخضرم لام أكول فإن حق تقرير المصير للجنوبيين يعني في جوهره ومبناه أموراً ثلاثة هي:

    أولاً: الخروج من الطريق المسدود الذي وصل إليه الجدل الخاص بفصل الدين عن الدولة أو بعبارة أخرى علاقة الدين بالدولة في الواقع السوداني. وهذا يعني أن حزب المؤتمر الوطني قبل بأن يكون نطاق تطبيق الشريعة ومشروعه الحضاري هو الإقليم الشمالي وأن يطبق الجنوب ما يتوافق عليه أبناؤه من قوانين تقوم على التقاليد والمواريث الحضارية بما فيها المعتقد الديني.

    وعليه فإن القول بعلمانية الدولة السودانية باعتبارها الخيار الوحيد لوحدة السودان هو قول مردود عليه لأن ذلك يعني إعادة التفاوض مرة أخرى بين الشريكين. إذ إن اتفاق السلام الشامل لم يرد فيه نص عن العلمانية أبداً.

    ثانياً: إعطاء الحركة الشعبية الفرصة كاملة لتطبيق رؤيتها على أرض الواقع من خلال حكم الإقليم الجنوبي بشكل منفرد. إذ يصبح بإمكانها تهيئة المناخ إما لوحدة عادلة مع الشمال أو لطلاق بائن معه.

    يقول جون قرنق: "لقد تمكنت أنا ورفاقي الذين قاتلوا معي في الأحراش لمدة تربو على العشرين عاماً أن نحضر لكم اتفاق السلام الشامل على طبق من ذهب. لقد أنجزنا المهمة وحان اليوم دوركم. إنها فرصتكم الذهبية لتحديد مصيركم عند التصويت في الاستفتاء. هل ترغبون أن تكونوا مواطنين من الدرجة الثانية في بلدكم؟ إنه اختياركم المطلق".

    ثالثاً: العمل المشترك بين الطرفين في الشمال والجنوب من أجل جعل الوحدة جاذبة لشعب الجنوب. وقد أقر اتفاق نيفاشا إجراءات محددة من أجل وضع الجنوبيين على طريق الوحدة والتصويت من أجلها.

    وعليه فإن القول بأن حق تقرير المصير يعني بشكل أوتوماتيكي الوقود اللازم لقطار انفصال الجنوب يعد أمراً يجافي الحقيقة. ففي بروتوكول تقاسم السلطة -وهو جزء لا يتجزأ من اتفاق نيفاشا - تأكيد على ضرورة العمل الجدي من أجل المصالحة الوطنية ومعالجة آثار الحرب الأهلية.

    كما أن المادة الثالثة من نفس البروتوكول تحتم على الشريكين أن يضمنا التزام الأفراد والمؤسسات التابعة لهما بنصوص اتفاق السلام الشامل والعمل الحثيث من أجل تطبيقها.

    الاستقطاب والخيار الثالث
    يمكن للمتابع المحايد والموضوعي للشأن السوداني أن يلاحظ بوضوح أن البيئة الراهنة غير مواتية لإجراء استفتاء حر ونزيه. بل إن مقدمات ذلك الاستفتاء وفقاً لنصوص نيفاشا لم يتم إنجازها بعد. فبدلاً من أن يعمل الشريكان على أن تكون الوحدة جاذبة حدث العكس تماماً.

    فالحركة الشعبية تبذل أقصى ما في وسعها لتعبئة الجنوبيين ضد حكومة المؤتمر الوطني في الشمال. بل إن لغة الخطاب السياسي للحركة صورت المؤتمر الوطني بأنه "العدو" الذي ينبغي التصدي له. وهذا ما يؤكد توجه النخبة السياسية والعسكرية الحاكمة في الجنوب صوب شرق أفريقيا عوضاً عن التوجه شمالاً صوب الخرطوم.

    "
    لم يدخل شريكا الحكم في السودان طوال سنوات الفترة الانتقالية في أي عمل مشترك بهدف جعل الوحدة جاذبة, بل إن ما حدث هو العكس من ذلك تماماً: الشحناء والبغضاء وتعظيم الخاص على العام والنفعي على الوطني
    "
    وعليه فإن شريكي الحكم طوال سنوات الفترة الانتقالية لم يدخلا في أي عمل مشترك بهدف جعل الوحدة جاذبة. ما حدث هو العكس من ذلك تماماً: الشحناء والبغضاء التي تصل حد الابتزاز السياسي وتعظيم الخاص على العام والنفعي على الوطني في ميدان السياسة والحكم.

    في ظل حالة الانسداد السياسي تلك الناجمة عن الاستقطاب الحاد بين جدلية الوحدة والانفصال تبدو ملامح طريق آخر قد يمثل خيارا ثالثاً للسودانيين يحقق لهم مزايا كل من الوحدة والانفصال ولكنه -وهذا هو الأهم- يحافظ لهم على هويتهم السودانية الجامعة. إنه خيار الكونفدرالية وهي ما يعني أن يتمتع جنوب السودان باستقلال أوسع نطاقاً من حالة الكيان الكردي في شمال العراق.

    إن على السودانيين النظر في إمكانية تطبيق النظام الكونفدرالي إذ إن الكونفدرالية تعني في حقيقتها رابطة هشة بين دولتين (أو أكثر) يتمتعان بدرجة عالية من الاستقلال وتحتفظ كل منهما بسيادتها على إقليمها مع وجود سلطة كونفدرالية تتولى التنسيق في أمور مثل الدفاع والتجارة والسياسة الخارجية.

    ولا شك أن هذا الخيار قد يلبي معظم مطالب التيار الانفصالي في الحركة الشعبية حيث سيحافظ الجنوب على أبنيته السياسية والعسكرية بشكل مستقل. بيد أن ثمة تساؤلات صعبة ينبغي التفاوض بشأنها حول شكل الحكومة الكونفدرالية والسلطات الممنوحة لها، وكذلك موضوع النفط ومسألة تقاسمه بين الكيانين الشمالي والجنوبي.

    و ثمة نماذج تاريخية عديدة للرابطة الكونفدرالية بين الدول مثل الولايات الأميركية خلال الفترة من (1781-1788) و اتحاد الدول الأفريقية بين مالي وغانا وغينيا (1961-1963) واتحاد سنجامبيا بين السنغال وغامبيا (1982-1989). ولعل بعض الباحثين يشيرون إلى نماذج معاصرة مثل سوسيرا وبلجيكا التي تطبق كل منهما بعض ملامح النموذج الكونفدرالي.

    إلى أين يتجه السودان؟
    أحسب أن جوهر مبدأ تقرير المصير في الجنوب الذي نص عليه اتفاق السلام الشامل يصعب تطبيقه في ظل الأوضاع والسياقات الراهنة في السودان.

    فالحركة الشعبية التي تحكم الجنوب بقبضة حديدية لم تستطع أن تحقق التنمية المرجوة. وعوضاً عن ذلك عانت هياكلها الإدارية والمؤسسية من الفساد وسوء الإدارة. وعلى سبيل المثال فإن نصيب الجنوب من النفط والذي بلغ نحو عشرة مليارات دولار بالإضافة إلى المساعدات الخارجية قد أسيئ استخدامه وتوزيعه. إذ استأثرت جوبا وحدها بنحو (90%) من الميزانية الجنوبية في حين حصلت باقي الولايات العشر التي تشكل الإقليم الجنوبي على نحو (10%) فقط من الميزانية الخاصة بحكومة جنوب السودان.

    ولا يزال جنوب السودان يعاني من تردي الأوضاع الأمنية حيث تحارب القبائل المتعددة بعضها البعض. وبعد الانتخابات الأخيرة في الجنوب تمرد بعض قادة الحركة الشعبية عليها وأصبحوا اليوم يحاربون حكومة الجنوب.

    وعليه يصبح الخروج من هذا المأزق وحالة الاستقطاب تلك وتداعياتها الخطيرة على مستقبل السودان متمثلاً في البحث عن الطريق الكونفدرالي. وقد ناقش بعض المثقفين السودانيين من الجنوب والشمال على السواء هذا الخيار وإن كان على استحياء في كثير من الأحيان.

    "
    خيار الكونفدرالية يمثل مخرجاً مناسباً لأزمة السودان المعقدة والمتشعبة, وهذا الخيار سوف يجعل كلا من الجنوب والشمال في رابطة اقتصادية واحدة تتكامل وتتعاون مع جوارها العربي والأفريقي
    "
    إن أفريقيا ليست بحاجة إلى نموذج دولة فاشلة أخرى ولا أظن أن المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة وأوروبا، على الرغم من محاربتهم لتوجهات شمال السودان العقيدية والأيديولوجية, يرغب هو الآخر في أن يكون جنوب السودان "المستقل" أداة لعدم استقرار جواره الجغرافي الأفريقي.

    ولا شك أن خيار الكونفدرالية الذي يحفظ لجنوب السودان جيشه وحكومته العلمانية وأبنيته المؤسسة بشكل مستقل يمثل مخرجاً مناسباً لأزمة السودان المعقدة والمتشعبة. وهذا الخيار سوف يجعل كلا من الجنوب والشمال في رابطة اقتصادية واحدة تتكامل وتتعاون مع جوارها العربي والأفريقي.

    ما العمل؟ سؤال ينبغي الإجابة عليه حتى يمكن مواجهة هذا الخطر القادم المحدق بأبناء السودان شماله وجنوبه. فالرؤية الإستراتيجية لمرحلة ما بعد الاستفتاء تقتضي وضع خيارات الحركة تحسباً لأسوأ السيناريوهات؟ فهل يمثل النموذج الكونفدرالي خياراً أو طريقاً ثالثاً يمكن أن يسلكه السودانيون للمحافظة على أدنى مقومات وحدتهم وهويتهم الجامعة؟
    المصدر: الجزيرة
                  

10-01-2010, 06:41 PM

Zakaria Joseph
<aZakaria Joseph
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 9005

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان وطريقه الثالث !!!حمدي عبد الرحمن (Re: jini)
                  

10-01-2010, 07:07 PM

cantona_1
<acantona_1
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 6837

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان وطريقه الثالث !!!حمدي عبد الرحمن (Re: Zakaria Joseph)


    يا زكريا ما تترجم كلام دكتور أكيج دا عشان الناس كلها تعرفه وتستفيد.. أكيد حيفهم كثيرون وجهة نظر الجنوبيين وممكن يحصل خير برضو لا رأيك شنو؟

    كبـَّـاشي الصــَّافي

    (العوج راي والعديل راي)
                  

10-01-2010, 07:08 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30716

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان وطريقه الثالث !!!حمدي عبد الرحمن (Re: Zakaria Joseph)

    Quote:
    By John A. Akec


    Success in anything, in my view, is determined by getting our goals right from the outset and then adopting the best strategy we can muster in order to attain the goals. Get any of the two elements wrong, and we are doomed to failure.

    Strategy is loosely defined as a means to a goal. It is not an end in itself. To get to a goal, one needs to devise a winning strategy and then employ best feasible tactics that operationalize the planned strategy. Oftentimes, the uncanny fails to the see the distinction between strategy, tactics, and goal. Tragically still, mistaking a strategy for a goal or deploying the wrong strategy to pursue a goal is still very commonplace.

    This partly explains the recent negative reaction in quite significant quarters in South Sudan to the proposal by a number of political commentators and later AU mediators that SPLM and NCP should consider tabling confederation as one of post referendum options in the bipartisan negotiations on post-referendum arrangements. According to such misconceived views, confederation equals unity and therefore equals bondage. And in the like manner, they try to make us believe that secession equals freedom. And this, in essence is confusing a strategy with the goal.

    Those who know the history of the struggle of the people of South Sudan will recall how hundreds of combatants needlessly lost their lives when fight broke out in 1983 in Bilpham in Ethiopia between the forces of "separation" and forces of "unity" in the SPLM and Anya Nya II, as we were told later. Looking back in retrospect, it should be abundantly clear that the bloody confrontation was really a power struggle dressed up in form of differences over goals and strategies.

    So what is the goal of the struggle of people of South Sudan? The goal was and still is for South Sudanese to live in their own country as free citizens with equal rights and dignity as the rest of Sudanese. One of the quotations attributed to Fr. Saturnino Lohure, one of founders of Anya Movement in Southern Sudan, goes as follows:

    " The South has no intention of separating from the North, for had that been the case nothing on earth would have prevented the demand for separation. The South will at any moment separate from the North if and when the North so decides, directly or indirectly, through political, social and economic subjection of the South" – 1958 speech in the occasion of opening of Sudan second Parliament.

    Reading Fr. Saturnino correctly, I would like to argue that the goal of the struggle waged by the South is to achieve a reasonable level of political, social, and economic equality with North Sudan, and not secession as such. Secession is one of strategies adopted by the protracted struggle to achieve freedom.

    Put in another way, the goal is to have a country where no one is discriminated against on the basis of religion, tribe, ethnicity, or social standing. The goal, in the words of Dr. John Garang, is to have Sudan "where no body is above me, and I am above nobody." And if I must borrow the Afro-American expression, it is basically a Sudan "where nobody is gona carry nobody!"

    Give me such a Sudan, and I will see no reason to wage war on anyone nor do I see need for seeking to break away. This is not to say we have attained such a Sudan of equality.

    While we may disagree and fight over the best strategies and tactics that will enable us to achieve our goal of being free citizens with full dignity; it remains that unity, separation, independence, confederation, and similar terminologies that fill our daily political vocabulary are nothing but means to an end: freedom. They are not goals in themselves. Some strategies are better than others. Some strategies are winning, others are self-defeating.

    Believing that all political activists worth their salt and who currently fill our political scene are genuinely fighting to advance the noble cause of liberating ourselves from yoke of oppression, each according to how they perceive it, would it not be more constructive if we were to see our differences of opinion in the right perspective, as opposed to resorting to derogatory categorisations that are patronising as they wrongly portray the arguments as those of 'heroes' versus 'traitors'; 'mentally liberated versus mentally enslaved'; or light heartedly if you prefer: as 'monks versus demons'?

    Such dichotomies are divisive and block all the avenues to creative thinking and constructive dialogue as we examine the post-referendum options which South Sudan can pursue if the outcome of scheduled referendum in 2011 is secession. This is because it is the most likely outcome, gauging the current mood of the South.


    And because no two countries are exactly the same, every people must chart their way to a free future by crafting winning strategies that are drawn from their very unique geopolitical environment and the political landscape on which the battle for freedom is waged. Namely, the terrain determines the type of weaponry and ammunition deployed at the front.

    And while we may agree that voting for secession is one of the smartest choices South Sudan can make in January 2011, we may differ over what course of action that follows the secession vote. And here is the departure from the conventional thinking.

    For South to really protect its interests (economic, political, and social), it can enter into strategic partnership with the North in form of renewable confederation between two sovereign states. What falls under confederal government and what goes under sovereign will be the subject of further debate and deliberations, provided we all agree in principle that confederation following a successful secession vote is a smart strategy for the South. Some of my previous suggestions included a rotating presidency, fighting crime, monetary union, open border trade. The rights of citizens of the South and North include freedom of movement, settlement, ownership, and employment in the two sovereign states. Institutions of high education such as universities can also come under confederation for example in the next 10 years and be reviewed after 5 years.

    One of great advantages of confederation is that it will allow for a smoother transition for the South to build its institutions on solid ground without the distractions of social and economic upheavals it may find itself in should it opt for immediate severing of all political and economic links with the North. It will also appease the unionists in the North and South as it leaves the door ajar for future reunification of Sudan on voluntary and new basis if and when the peoples of the two confedral states feel ready for it. While ceasing full control of its oil resources, South should render a good share of its oil revenues to the North (this is cheaper and smarter way than spending billions of dollars on expensive arm race in order to fight or scare the North!).

    This article cannot close without pointing out that South Sudan, if it really aims to be free in the right sense of the word, should desist from temptation of paying the North, its perceived oppressor, with same coin. Such approach will blind the South from identifying its interests (or mutual interests with the North to be specific).

    Besides, politics of hate and vendetta has never been and will never be the tools of a successful liberation struggle to which we all aspire. All successful liberation struggles do acknowledge and condemn the evils of the repression (past or current) without the slightest reservation, and fight to transform this oppressive reality into free and more humane future for all concerned without any exceptions.

    This should be the guiding ideology for South Sudan in all its quests to redeem itself from current and past oppressive reality.

    posted by John Akec at 8:06 AM | 0 Comments

    شكريا يازكريا لم يترك مساحة للاختلاف معه
    جنى
                  

10-01-2010, 07:56 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان وطريقه الثالث !!!حمدي عبد الرحمن (Re: Zakaria Joseph)

    تحياتي جني وجوزيف

    في ادارة المشاريع صناعية وانشائية وتجارية و عموما وخلال العقديين الماضيين ظهر نوع من العلاقة لا هو شراكة ولا اتحاد وقد اثبت نجاحا عظيما في مشاريع ضخمة .. علاقة تاخذ من الشراكة والاتحاد معا بحيث تخلق قنوات لعمل تؤدي الي ثقافة مشتركة تحقق اهداف الطرفيين او الاطراف المعنية في انجاز مشروع او مشاريع معا دون القفز فوق اسوار الخصوصيات .. هذه سميت بال Partnering وهي ليست Partnership ... ولمثل هذه العلاقة تكون جماعة عمل Task Force او الية مشتركة تقوم بالبحث عن خلق ثقافة مبنية علي الاهداف المشتركة وخلق قنوات اتصال لفتح فرص نجاحات للاطراف بما يكفل تحقيق انجاز المشروع المشترك بنجاح .. وفي حالة قيام دولتيين في السودان واستنادا علي تاريخ طوييل من التعايش معا والعلاقات الاثنية والعرقية (رغم المرارات والحروب ) يمكن خلق الية يكون مشروعها المشترك هو وحدة من نوع ما ازدواحية او كونفدرالية او تحالف او شراكة منافع كالاتحاد الاوربي وتحدد لها فترة معقولة وتساعدها الاطراف المعنية لتحقيق اهدافها ويكون هذا المشروع هو بديل عن حروب وصراعات تشغل الطرفيين وتستنزف طاقتها وامكاناتها وتضعفها ... خلال فترة العلاقة وعمل الالية المشتركة تطور امكانات الطرف الاضعف لتتمكن من اسهام مقدر في عمل الالية ولتكون الثقافة التي تنتج عنها متوازية عادلة ......
    اري الان ان تتضافر جهود الحادبيين علي امر دولتي الشمال والجنوب مستقبلا وباعتبار ان امر الانفصال قادم ولا مبرر لجعله خميرة عكننة ومحرضا لكراهية واستنادالما هو في ارثنا المشترك من ان "الجار اولي من الدار" وانا الجار الجنوبي يجري بينه وبين الجار الشمالي دم وليس ماء يتبخر وبمبادرة شعبية وليست حكومية اي من خلال تنظيمات مدنية العمل علي ان تحقيق هذه الالية المشتركة كجماعة عمل لتحقيق مشروع كما اشرت اليه اعلاه ....

    (عدل بواسطة abubakr on 10-01-2010, 08:28 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de