|
Re: بوست توثيقى لفعاليات المركز حول الاستفتاء والمشورة الشعبية . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
أ/ خضر عابدين :-
اشكر الأستاذ بلايل على الورقة والمجهود الذى بذل فيها ولتقديم رؤية سياسية للوضع الراهن من اجل تعزيز فرص الوحدة . وباختصار شديد فان الوحدة عندها ثمن , والثمن نعرفه كلنا , الوحدة تحتاج لشعور وطنى قومى واحد وأسباب منطقية تجعل من الممكن للانسان ان يدعم خط الوحدة وفرص تعزيزها . عند الحديث عن الوحدة نقول الوحدة بمخيلة من ؟ , فالمواطن الجنوبى لديه فهم للوحدة , والمواطن فى الشمال لديه فهم للوحدة , والشمال نفسه ليس وحدة عضوية واحدة والمواطن فى دارفور لديه فهم للوحدة وهكذا فى الشرق والخرطوم . والوحدة تأتى عندما يكون هناك حوار , حوار عقلانى يجمع , وليس الحوار الذى يفرق , الحوار الذى يستمر حتى لو حدث الانفصال , المهم هو الحوار المستمر والتعايش المستمر بين دولتين او شعبين او بين شعب واحد , لان فى الأساس هناك قواسم مشتركة فى العقل الجمعى لكل هذه الشعوب . الاحزاب نفسها لديها رؤيتها ومفاهيمها للوحدة , وسوف اتكلم عن الحركة الشعبية وهى حركة ذات برنامج وحدوى للنخاع , لكن الحركة فى النهاية لديها جماهير وعندها التزامها الاخلاقى تجاه جماهيرها , ولديه فى داخلها ديمقراطية تُتيح لشعبها ان يتخذ قراره , ولا يظن احد ان الحركة الشعبية طالما ان لديها الاغلبية فى الجنوب فانها من الممكن ان تتدخل لتحديد مصير شعب الجنوب , والخيار هو خيار شعب وليس خيار حزب , وما يقرره الشعب فان الحزب يعمل ألياته لتحقيق هذا القرار . القوى السياسية فى الشمال بما فيها المؤتمر الوطنى تعرف ثمن الوحدة , لكن البلطجة الفكرية والسياسية هى التى عقدت الامور . هناك مشتركات يتفق عليها كل الاحزاب , خاصةً فى الشمال , حول أسباب اختيار الجنوب للانفصال وصعوبة اختياره للوحدة فى الوقت الحالى , ونحن فى لحظات فاصلة فى التاريخ وعلينا الصدق مع انفسنا حتى لو كنا نلعب سياسة , وسيظل السؤال لو انفصل الجنوب عن دور النشطاء والفاعلين فى الساحة لوقف هذا الانفصال وستكون تلك سبة تاريخية فى وجههم . أستاذ بلايل تحدث فى نقاط كثيرة عن العاصمة القومية وعن نظام الحكم وغيره , كل هذه مستحقات ولكن ايضاً فيها جدل كثيف , وهل هناك ألية لتنفيذ هذه المقترحات ؟ وهل هناك ارادة سياسية لتنفيذها ؟ . اتفاقية السلام كانت اداة لفض النزاع وخارطة طريق للوحدة , وكلنا نعرف انه لم يحدث التزام تجاه هذه الاتفاقية ولهذا فان الوضع الذى نحن فيه الان هو نتاج لتراكمات وافعال تمت على مستوى الدولة ومؤسساتها , بل حتى على مستوى مؤسسات المجتمع المدنى المختلفة , حيث ان هناك البعض يتحدث فى الشمال عن لماذا اختار الجنوبيين الانفصال , وهو حق قانونى لكن هؤلاء ينظرون على ان هذا المواطن ليست لديه الاهلية فى الاختيار والقرار . وحتى فى المشورة الشعبية هناك محاولات لتضليل الرأى العام تجاه مفهوم المشورة الشعبية , فى الوقت الذى نجد فيه ان المشكلة فى هذا البلد هى فى المفاهيم , والمفاهيم هى من ادوات التضليل وادوات البيع والشراء فى سوق السياسة . القضية ليست هى الثروة , وليست هى البترول فى السودان , الثروة الحقيقية هى انسان الشعبين , ولو اعتقد الناس انه بعد انفصال الجنوب ستكون هناك وحدة فى الشمال فان هذا المفهوم يحتاج للمراجعة , حيث ان هذه الوحدة فى الشمال ستكون بمفهوم من ؟ , وهل نحن على استعداد فى حالة انفصال الجنوب او عدم انفصاله ان نضع حد لموضوع أشكال الهوية ؟ وهل لدينا الجراءة على ان يكون نظام الحكم لدينا هو النظام العلمانى ؟ .
|
|
|
|
|
|