|
Re: بوست توثيقى لفعاليات المركز حول الاستفتاء والمشورة الشعبية . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
مكي علي بلايل :- أشكر الجميع على المداخلات واحب توضيح نقطة فيها الاجابة عن بعض الاسئلة , وهى ان هدف هذه الورقة هو اذا كان أمكانية لتعزيز فرص الوحدة الوطنية , فان هذا مساهمة فى هذا الطريق , والورقة لا تتعامل مع القضايا الكثيرة المعقدة والخاصة بمسألة الاستقرار والوحدة فى السودان مثل قضايا الهوية وهل الشمال وحدة واحدة متجانسة الخ , لدينا زمن محدود وهناك حراك نحو الوحدة , ونعتقد اننا لو اردنا احداث اختراق فلابد من أفكار فى هذا الحيز المحدود لمعالجة هذه القضية , وحتى لا نتحدث عن امور هى خارج نطاق هذه الورقة . قبل سنتين قلت فى مقال ان الهدف الواقعى هو ان نصل الى علاقة حسن جوار بين الدولتين , وقناعتى من البداية ان الحركة الشعبية عندما تتحدث عن السودان الجديد والوحدة على أسس جديدة كانت تتعاطى السياسة , لكن وجهتها كانت واضحة لى منذ البداية , وجهتها كانت الانفصال , ومتأكد اليوم لو تم اعلان السودان دولة علمانية فذلك لن يكن كافياً للجنوبيين للوحدة . قضية الجنوب قبل الحركة الشعبية , وبعد قيام الحركة الشعبية , لم تكن مرتطبة ارتباط مباشر بقضية الشريعة الاسلامية , فعندما انطلقت الحركة الشعبية فى مارس 1983 واعلنت المانفيستو وباشرت القتال لم تكن هناك قوانين شريعة اسلامية فى البلد . المعقب تحدث حول ان الوحدة بفهم من ؟ , الوحدة بالفهم المشترك , وهذا هو سبب الحوار , وسبب طرح الأسس . واعتقد انه مهما كانت الفرص ضيئلة فان علينا العمل من اجل الوحدة بطريقة عملية ولا نقول رُفعت الاقلام وجفت الصحف . حول المؤاثرات الخارجية ان لست من انصار نظرية المؤامرة , ولكن لا اعتقد ايضاً انه ليس هناك تخطيط الدول الكبرى , وهى دول تتحدث عن أمنها القومى الذى يتخطى الحدود , وهى تقوم بترتيب الامور فى الدول الآخرى , وهناك ملاحظة ان دانفورث عندما قدم وثيقته الاولى لم يذكر فيها حق تقرير المصير وكان هذا من النقد الذى تم توجيه من بعض القوى الجنوبية , وفى تقديرى ومتابعتى ان هناك بعض الدوائر فى امريكا ليست مع الانفصال ولكن فى النهاية انتصر صوت الانفصال فى هذه الدوائر , والقوى الخارجية اصبحت تدعم الانفصال . العلمانية اعتقد انها مفهوم هلامى وغير منضبط , والعلمانية ليست مدرسة واحدة , وأعتقد انه ليس هناك دولة فى الدنيا فيها فصل بين الدين والدولة , وهذا يمكن ان يكون موضوع حوار فى ندوة آخرى , واقول انه ليس هناك ارتباط شرطى بين مشكلة الجنوب والدين , وكذلك اعتقد ان النظام الاسلامى موجود وهى فى النهاية مسألة مفاهيم , وهو نظام اسلامى له مدارس مختلفة , مثلما فى الاشتراكية مدارس مختلفة . ليس هناك اشتباك فى الورقة بين الكلام عن المواطنة , والحديث عن الشريعة الاسلامية فى العاصمة , ورؤية الورقة ليست فى عالم التجريد , هى فى واقع محدد فيه قوى محددة , ولو اردنا كلام قابل للتطبيق فلابد من أخذ الواقع فى الاعتبار والتوفيق بين الاتجاهات المتعارضة . قضية الهوية , هى قضية هامة جداً , ولنتفق فى الدستور ان هناك تعدد ونتفق على الديمقراطية بين هذه المكونات وان لا يكون هناك استعلاء او تهميش , وبعد ذلك فان الصيرورة الطبيعية تتجه لخلق هوية مشتركة . هل تقرير المصير هو حق طبيعى انسانى ام انه حق يأتى نتيجة لوجود مشاكل ؟ , فى القانون الدولى نجد ان تقرير المصير جاء اصلاً للشعوب المستعمرة , وهنا هو حق طبيعى , وجاء هذا الحق فى القوانين الوطنية , وهناك نموذج كيبك فى كندا حيث نجد تقرير مصير دائم لهذا الاقليم , وفى المرتين اختار هذا الاقليم الوحدة رغم وجود الاختلاف الثقافى مع الدولة الام , وهذا النموذج يدل على ان الاوضاع والترتيبات السياسية بين القوميات المختلفة لو كانت على أسس سليمة سنجد الاختيار الطوعى للوحدة الوطنية . هل الدولة الوطنية عندها مشاكل ؟ , نعم لديها مشاكل , وفى تقديرى ليس هناك دولة فى الدنيا بدون مشاكل , لكن القضية هى كيفية التعامل مع هذه القضايا , لو حدث استفتاء لالمانيا الشرقية فسوف تختار الوحدة , لكن لو حدث هذا الاستفتاء فى اليمن الجنوبى فسوف يختار الانفصال , وهى مشكلة العالم الثالث . انا ضد اعطاء حق تقرير المصير لكل اقاليم السودان , لان النتيجة الطبيعية هى التصويت بعاطفة للانفصال وها سيقود للتشتت . وهل الاولوية لكرامة وحقوق الانسان فى وجود اكثر من دولة , لو نظرياً اتفقنا ان وجود اكثر من دولة يضمن هذه الحقوق فان الموضوع منتهى , لكن السؤال هل هذا هو ما سوف يحدث ؟ , وعند التشرذم سوف يحدث العكس , فى الصومال وفى ظل ديكتاتورية سياد برى كان الناس يشكوا الامرين لكن كانت هناك دولة , والحديث ان الانفصال هو علاج للمشاكل فى الدول الوطنية اعتقد انه حديث غير صحيح , وسوف يبرهن التاريخ والواقع هذا الكلام . * خضر عابدين :- الوضع السياسى الراهن , هو وضع قوى وتوازنات , واتفاقية السلام عبارة عن فض نزاع بين قوتين لترتيب اوضاع جديدة تنتقل بالبلد لمرحلة مختلفة . قبل الاتفاقية , الاحزاب كانت اما تحت الارض او فى الخارج , والقوى الآخرى الديمقراطية الحية والناشطة كانت تعمل فى أطار ضيق بالداخل , والحراك الحقيقى الموجود كان داخل الجامعات , وهذا هو الوضع الذى افرز الحركة الشعبية بثقلها السياسى والنضالى والتاريخى على الساحة , والعشم الكبير فى الحركة جعل الاحزاب السياسية تصل لمرحلة المطالبة بان تفكر هى , وتقوم الحركة الشعبية بتنفيذ هذه الافكار , ويتجاهل الناس ان الحركة لديها ادوات التحليل الخاصة بها وانها تعمل من وجهة نظرها هى وليس الآخرين , مع بقية القوى هناك نضال وكفاح مشترك وهناك رغبة فى مواصلة هذا الالتقاء للمصلحة العامة للسودان , والحركة لم تتنصل عن اهدافها , لكن حكومة الوحدة الوطنية تعنى ان هناك برنامج مشترك بين الطرفين فى حكومة انتقالية لترتيب اوضاع البلد لمرحلة جديدة وايجاد تشريعات جديدة . ولذلك فان الحديث بان الحركة الشعبية قد فشلت هو حديث غير صحيح , والمهمشين يعرفون ذلك والدليل هو التفافهم حول الحركة . وحتى لا نطعن فى ظل الفيل , فان الحركة الشعبية جاءت للحكم بنسب محددة , وقاتلت الحركة داخل البرلمان وناضلت ضد القوانين المقيدة للحريات , وفتحت باب الحوار مع النقابات ومع الجميع فى دارفور وغيرها , على كل المستويات كانت الحركة موجودة , والسودان الجديد ليس شعاراً , لكن كل الاشياء لديها الوقت لطرحها . ومن الادبيات الجديدة التى دخلت السودان , هو مبدأ انك لو لم تملك القوة فلن يهتم بك احد , وليس هناك تغيير بدون ثمن . الوحدة او الانفصال هو حق , وشعب الجنوب هم من لديهم الحق الوحيد فى الاختيار , وهو حق اصيل وليس هبة او منحة من احد . (انتهى تلخيص الندوة)
|
|
|
|
|
|