|
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... (Re: الوليد محمد الامين)
|
.
الشاهد من ذلك أن عصراً كاملاً وحقبة بحالها قد اندثرت باندثار طابع البريد والخطابات بشكلها القديم . وكنت ظننت وبعض الظن اثم في
حال بلادنا السعيدة أن من فوائد ذلك أن تخلص الناس من تلصص المتلصصين علي جوابات الناس في نسختها الورقية ، مر علينا زمان في عهد
ثورة مايو الظافرة التي تراجع ولا تتراجع أن كنت تجد خطابك مفتوحا بدواعي الأمن والحفاظ علي مقدرات البلاد وحفظا لها من مخططات العدو
الاسرائيلي واخرون لا تعلمهم الثورة تعلمهم ! عشنا ذلك أيضا في بدايات ثورة الانقاذ الوطني التي قال واحدهم يومها انه لولا مجيئهم لوصل
الدولار الي عشرين جنيها فتأمل !
قلت ظننت ان عهد انتهاك حرمة كلماتنا قد تولي حتي استقبلت ذات يوم خطابا الكترونيا من صبية مليحة من بلاد العجوز فيديل كاسترو كنت
التقيتها ذات سفرة فاذا بأحدهم يخبرني ان ذلك ليس مسموحا لي ! أخي الكريم ، أختي الكريمة : هذا الموقع تم حجبه بواسطة الهيئة
القومية للاتصالات ...الخ . عن لي ان اراسل تلك الهيئة ببريد الكتروني كما طلبوا حال الاعتراض علي ذلك ، ولكني عدلت عن ذلك لعبثية الامر
فيما بدا لي ، اذ ان ذات مدير هذه الهيئة في وقت سابق كان قد ابتكر في زمن مضي ايام ادارته لتلفزيون البلاد شبكة يحجب بها عن أعيننا
ما بدا له ضاراً بأخلاقنا ومفسداً لديننا من عورات النساء في شاشة تلفزيون السودان ، ثم انتهي به الامر ساعيا لفصل شمال البلاد عن جنوبها
ولله في خلقه شئون .
قلت مضي ذلك الزمان حتي أطل علينا صباح تعرفنا فيه علي كتاب الوشوش أو الفيسبوك في اسمه الأعجمي ، وكان ظني أول اشتراكي به أنه لا
يصلح لبلاد السودان ولأهل السودان ، ذلك أن السودانيون فيما بدا لي يميلون للكلام أكثر منه للكتابة ، من ذلك أن شركة الاتصالات الكويتية
زين باعت كامل حصتها الافريقية لشركة هندية واستثنت من ذلك فقط أهل السودان ودولة أخري ! أي ربح هذا وأي تكسب بل وكم من المال نهدره
في فضول الكلام !
المهم ، بدا لي كتاب الوشوش رصاصة أخري أن لم تكن أخيرة في جسد الخطابات كما كنا نعرفها بشكلها القديم ، والحقيقة أنه ربما لم يفعل
كتاب الوشوش غير تأكيد أن عهد الخطابات الورقية ولي وللأبد وولت معه أشياء أخري ليس أقلها حرص الناس وقتها علي الخصوصية وتقديس
الكتابة وتاليا حرمة الخطابات البريدية . لا يكلف المشتركون في كتاب الوشوش انفسهم عناء الكلام الكثير ، يكفي فقط أن يكتب
أحدهم : "مشتاق للبلد يا ناس " علي سبيل المثال فتنهال عليه عبارات التعاطف والمؤازرة ناهيك عن الناصحين بخطل الفكرة وكذا ، يصبح
بعدها من باب الكياسة والتواصل أن يخص صاحب الرسالة كل واحد من المتعاطفين برد مخصوص . انتفت اذن تلك الخصوصية وصار حق التعليق
مكفولا لمجموعة من الناس يقلون أو يزيدون في العدد اعتمادا علي نشاطك في المكان . وكنت حين أرسل الخطابات لوالدي بالعربية السعودية
أراجع الخطاب غير مرة متأكدا من حسن صياغته وصحة أملائه ، اليوم غدا من العادي أن تقرأ في كتاب الوشوش واحدة من الناس أو واحدا منهم
كتبت أو كتب علي الوول أو الحائط الخاص بها أو به ما يلي : " ليس من را كمن سمع " ، غني عن القول ان القصد رأي ولكن ذلك العهد
ولي مع طابع البريد . غير ذلك أثار تعجبي واحد من الناس كتب يبث شوقه وافتقاده لزوجته أو حبيبته الغائبة بانجليزية ركيكة فيقرأ كل
الناس مثل ذلك الكلام ! والغريب في الأمر أكثر بالنسبة لي أن ولا واحد من هؤلاء الناس استنكر مثل هذا الأمر فأرجعت الأمر لعلة بي وربما
لتكويني الأثني أذ انني انتمي لأناس في هذا السودان يسمون الحب بالريدة ولا ترد كلمة الحب هكذا الا عند أجيالهم المتأخرة وان لم ينج
هؤلاء من نعوت أقلها الخيبنة !
بدا لي وأنا اراجع هذه الكتابة أعلاه أنني كمن يعاني النوستالجيا الكاذبة ويتحسر علي عهد طابع البريد منكرا فوائد الاس ام اس واخواتها
الجمة ، والحق أنني لست كذلك بأي حال من الأحوال وان كنت لا أنكر حنيني لزمن غني له عبد الكريم الكابلي : زمان الناس هداوة بال ...
وانت زمانك الترحال (6). وربما كان من المفيد الأشارة هنا الي أن مارك زوكربيرج (7) نفسه ربما لم يتوقع لموقعه هذا الانتشار والذيوع ،
فالفتي المولود في مايو من العام 1984 بنيويورك لو قيل له وقتها ان عدد مشتركي موقعه سوف يصل لما يقارب نصف المليار من البشر لما
صدق ذلك وقتها . أشارة اخري هنا ربما وجب التنبه اليها ، فكون السيد مارك من مواليد العام 1984 فغالب الظن أنه لم يكتب رسالة
تقليدية في حياته .
.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
في الحنين الي زمن طابع البريد ... | الوليد محمد الامين | 08-05-10, 11:21 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | الوليد محمد الامين | 08-05-10, 11:29 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | الوليد محمد الامين | 08-05-10, 11:34 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | الوليد محمد الامين | 08-05-10, 11:39 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | الوليد محمد الامين | 08-05-10, 11:48 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | الوليد محمد الامين | 08-05-10, 11:53 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | الوليد محمد الامين | 08-06-10, 11:52 AM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | سلمى الشيخ سلامة | 08-06-10, 01:56 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | Abdalla Gaafar | 08-06-10, 02:06 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | khatab | 08-06-10, 11:48 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | الوليد محمد الامين | 08-09-10, 11:06 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | الوليد محمد الامين | 08-12-10, 09:52 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | الوليد محمد الامين | 08-12-10, 10:07 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | خدر | 08-12-10, 10:48 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | الوليد محمد الامين | 08-12-10, 10:58 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | الوليد محمد الامين | 08-12-10, 11:56 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | سلمى الشيخ سلامة | 08-13-10, 00:34 AM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | الوليد محمد الامين | 08-13-10, 10:01 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | الوليد محمد الامين | 09-26-10, 10:08 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | خضر حسين خليل | 09-27-10, 08:26 AM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | الوليد محمد الامين | 09-29-10, 10:04 PM |
Re: في الحنين الي زمن طابع البريد ... | حاتم علي | 09-29-10, 10:28 PM |
|
|
|