|
نرفع سرداق العزاء جنوبا ... استعدادا لنصبه شمالا !!
|
بعد إنزال سرداق العزاء و المواساة .. نحن أبناء السودان بهذا نعلن انتهاء مراسم " الحزن النبيل " فى فقدنا الجلل العزيز / جنوب السودان . كان الفقيد جزء غاليا من جسمنا المولود فى 1956 .. ظل يعانى من الإهمال و التهميش طوال العقود الماضية مما أصابه بالكثير من الأمراض العضوية بسبب عدم التنمية الجسدية و دفع الدم النقي في عروقه ، مما أدى إلى إصابته بالشلل التام و الكثير من الأمراض النفسية التي أدت إلى الإصابة بالدونية والشعور بالتفرقة فى المواطنة و الحقوق . كل هذه الأمراض مجتمعة أدت إلى الإجماع بنقله إلى العلاج بالخارج لعدم توفر التشخيص اللازم و الطبيب المداوي لحالته التي استعصت و بالتالي توفر الترياق المطلوب للعلاج بالداخل . بتاريخ 24 سبتمبر 2010 ومن خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة – نيويورك ، جاءت توصية الاستشاريين من الأطباء بالخارج ، انه و نسبة لعدم الالتزام بالتوصيات الطبية التي أوصت بها مستشفى نيفاشا – كينيا بتاريخ 9 يناير 2005 ، فأنهم قرروا بعد دراسة الحالة المرضية والتي استعصت ، بضرورة العلاج " بالبتر " من باقي الجسم ، خاصة و إن الجسم ظل يعانى من حالة " الموت السريرى " منذ الثلاثين من يونيو 1989 . و بإنزال سرداق العزاء و المواساة تنتهي مراسم فراش " الحزن النيل " التى أقمناها حزنا على فقد جزء عزيز من جسمنا و الذي سيتم بتره في التاسع من يناير القادم . و لا يسعنا هنا إلا أن نتقدم بالشكر العميق لكل إخوتنا من شعوب دول الجوار و العالم العربي و الاسلامى لوقفتهم معنا و جهدهم المقدر فى محاولة بقاء جسمنا المريض موحدا . و نشكر كل الأبناء الشرفاء الذين خرجوا من رحم جسمنا .. و الذين كتبوا و تحدثوا و عقدوا المؤتمرات فى كل وسائل الإعلام المقروءة و المسموعة و الحية ، و قدموا فيها كل ما عندهم من و صفات و إرشادات طبية صادقة و أمينة و حريصة ليظل الجسم مكتملا و معافى و لم تأخذ بها الأجهزة الإنقاذية بالداخل . و فى نفس الوقت نحمل كل " أجهزة الإنقاذ " الداخلية و التى تسببت فى حالة " الموت السريرى " التى أصابت كل جسمنا .. المسئولية الكاملة و المباشرة .. لفشلها التام و لعلاجها الانقاذى الخاطئ الذى قدمته لنا بادعاء المعالجة التامة لكل مشاكل جسمنا المزمنة . و ننبه بان سرادق العزاء ستنقل شمالا لنصبها بعد 9 يناير القادم حيث من المتوقع ان تصدر الأجهزة الإنقاذية قراراها " بالموت الرحيم " بنزع الأجهزة الطبية المبقية على حياة جسمنا حياة " الموت السريرى " . إذ من المتوقع أن تنزع الأجهزة الطبية عن الجزء الغربي و يتلوه الجزء الشرقي و تبقى الأجهزة على " المثلث الحمدى " .. المهدد " بثورة البلح " . إننا نهيب بكل الأبناء و الأشقاء و الأصدقاء أن يرفعوا الاكفة مع الدعاء إلى المولى العلى القدير بان يعيد الحياة إلى جسمنا كاملا و معافى كما أعاد الحياة إلى قتيل بني إسرائيل بجزء من بقرة صفراء فاقع لونها و كما أعادها إلى صبية الكهف بعد نومهم ثلاثمائة سنة و ازدادوا تسعا ، انه نعم المولى و نعم النصير .
|
|
|
|
|
|
|
|
|