حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-21-2024, 04:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-21-2010, 08:58 AM

Dr. Salah Albashier

تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 1781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات (Re: Dr. Salah Albashier)

    ( 6 )


    اشتدت نازلة الفضول بمرتضى، وقد بلغ به الإهتمام بالأمر مبلغ الجد، وعديلة تسرد له ما حدث بين الدكتورة زهراء والدكتور نبيل بالأمس، كأنها تقص عليه حكاية موجتين متنافرتين من موجات بحرٍ مائجٍ مصطخب، وهو يترجح بين رغبته في أن تكمل قصتها عنهما ولهفته إلى مزيدٍ من التفصيل ليشبع هذا الفضول الذي احتواه. فجأة سألته عديلة:
    • والآن .. ما رأيك في ما حكيته لك؟
    اعتدل مرتضى في جلسته ولف ساقاً بساق، وظل صامتاً ينظر من خلال زجاج بهو الفندق والنهار قد شاخ، وشمسه قد مالت في الآفاق، وعديلة تستجديه بنظراتها أن يمنَّ عليها بشئٍ يشفي غليلها حتى ضاقت به فانتهرته قائلة:
    • أين أنت يا رجل؟ .. ماذا دهاك؟
    رسم ابتسامة بلا معنًى على شفتيه، وأجابها:
    • لست أدري ماذا أقول .. لقد حيرتني بما حكيت لي .. ولكن ..
    اسندت مرفقيها على الطاولة بعد أن أبعدت فنجان القهوة قليلاً عن مرماهما، وقاطعته سائلة:
    • دعني أسألك سؤالاً مباشراً .. هل زهراء محقة في ما قامت به؟
    أجابها وهو يعبث بشعر رأسه:
    • الأمر ليس كذلك .. والسؤال الحقيقي لماذا تصر زهراء دائماً على مهاجمة الدكتور نبيل أو مضايقته؟ .. ماذا فعل الدكتور نبيل حتى يستحق منها كل هذا؟
    صمت برهة، ثم أردف:
    • منذ التحاقي بالكلية وأنا أسمع أنّ في الدفعة التي تسبقنا شابين ممتازين يتنافسان تنافساً علمياً طاغياً، فسعينا جميعاً للتعرف عليهما، والتقرب إليهما، وبسبب هذا التنافس الحامي إنقسمنا إلى محبي نبيل ومحبي زهراء، كانا نموذجين جادين للشباب، وكنا نفخر بهما، وكان ما بينهما لا يخرج عن التنافس العلمي الجاد، ولكن ..
    قاطعته مكملةً:
    • كل شئٍ منتهٍ إلى السأم إذا اتصل، حتى التنافس العلمي الشريف. ولست أنكر منها أن تملَّ كل هذا، لكن أن ينقلب كله إلى شئٍ أقرب إلى العداء فهذا ما لم أكن أتخيله ..
    صمتت هنيهةً وأردفت:
    • .. وأكثر ما يثير دهشتي، أنّ الدكتور نبيل لا يبادلها عداءً بعداء، كأنه يترفع عن ذلك، أليس هذا غريباً؟
    أجابها وهو يعدل من جلسته:
    • لا .. ليس غريباً على شخصٍ في قامة الدكتور نبيل، فمنذ كنا في الكلية طلاباً يزداد محبيه يوماً بعد يوم، في الوقت الذي ينحسر محبي زهراء كثيراً .. ولكن أرجوأن تعيدي عليّ مرةً أخرى ما دار بينهما في غرفة مكتب زهراء بالكلية؟
    بدا عليها بعض الاهتمام، سألته:
    • لم؟
    لم يجبها، بل أومأ برأسه ذاماً شفتيه، كأنه لا يدري أو كأنه يحثها على الكلام، فأكملت:
    • لقد دخل علينا الغرفة مبتسماً كعادته، كأنه لم يك يهتم بسخريتها منه أمام طلابه، كان هادئاً رزيناً ودوداً، لم ينظر إلي ولم يتضايق من وجودي، حيانا سوياً ثم سألها في أدبٍ جم .. هل من شئٍ ؟ .. حدقت فيه وهي لا تدري بم تجيبه، لقد كان هدوءه حاسماً، ووده لا يسمح لك بأن تسترسل في عنادك أوغضبك، حاولت أن تلملم إليها نفسها، نهضت واقفة وأشاحت بوجهها عن ناظريه، ثم تمتمت: دكتور نبيل أرجو ألا تجمع الطلاب مرةً أخرى في مكتبك .. وبصفتي .. قاطعها مكملاً .. وبصفتك رئيس القسم ترين أن ما أفعله خارجاً عن المألوف، أليس كذلك؟
    صمتت برهةً، تناولت فيها فنجان القهوة، ورشفت منه قليلاً ثم أردفت:
    • أدارت ظهرها عنه حتى لا يرى ارتباكها، وقالت لا أرغب في أن يرتبط الطلاب وأساتذتهم بهذه الطريقة التي تضعف من مكانتنا في نفوسهم، كما أنّ المحاضرات تؤدى في القاعات المخصصة لها لا في مكاتب الأساتذة. كان يسمعها وابتسامته الملائكية لا تفارق شفتيه، سألها وهو لا يزال واقفاً وأنا الوحيدة التي كنت جالسة هل ترغبين في نقاش هذا الأمر أم أن الذي تقولين هو قرار واجب التنفيذ؟ .. التفتت إليه وقد اكتست نظراتها بتحدٍ مقيت .. وقالت بل هو قرار واجب التنفيذ .. حينها ألجمتنا المفاجأة حين سحب كرسياً جلس عليه وهو يطالعها مشفقاً وقائلاً في شئٍ من الحسم .. إنني أعتذر عن تنفيذ هذا القرار ..
    تململ مرتضى على كرسيه، وارتجفت شفتيه بابتسامةٍ متقطعة، وبدا أنه يحاول التركيز أكثر، سألها دهشاً:
    • ماذا؟! .. إعتذر عن تنفيذ قرار اتخذته زهراء .. ماذا فعلت حينها؟
    جرت إلى رئتيها نفساً عميقاً، زفرته في بطءٍ، أجابته:
    • نعم .. تفاجأت بإجابته، وكسر هدوءه الرزين وأدبه الجم ورده الحاسم شيئاً ما في نفسها، لقد رأيت بأم عيني نظرات التحدي تنحسر وتنزوي بل وتنقلب إلى نظراتٍ تترجح بين الاستسلام والرجاء، وكأنه رأى ما رأيت، فقال كأنه يريد أن يطيب خاطرها: آمل أن تجلسي يا دكتورة، أود أن أسبب أعتذاري بأن لكل شيخ طريقته في التعامل مع حوارييه، وإني لا أتدخل في الطريقة التي تتعاملين بها مع طلابك، وألتزم بسياساتك التي وضعتها لتسيير أعمال القسم على اعتبار أن هذا من صميم عملك، أما الطريقة التي أعامل بها طلابي فهي من خويصات نفسي لا أرغب في أن يشاركني فيها أحداً، والطلاب هم الجهة الوحيدة التي يمكن أن تقبل أو ترفض هذه المعاملة .. مرةً أخرى أعتذر عن تنفيذ هذا الذي قررته .. هل من شئٍ آخر؟ .. ترددت قليلاً .. ثم أجابت بلا فنهض عن كرسية وشكرها وانسحب من الغرفة دون أن ينظر إلينا مرة أخرى.
    صمتت فاستقل صمتها وسألها عجلاً يحثها أن تكمل:
    • وماذا أيضاً؟
    قالت:
    • لا شئ .. فقد احتوتها الدهشة من كل جانب، أو كأن قد صُب عليها ماءً بارداً، إرتمت على كرسيها وهي تشعر بأنها هزمت، أو بأنها قد شاخت فجأة على غير ميعاد، وخيِّل إليّ أنني أرى دمعةً تترقرق في عينيها وهي تحاول أن تسجنها حتى لا أراها ..
    إرتخى مرتضى متكئاً بظهره على كرسيه، وهو يحاول أن يجمع ما سمع في معينٍ واحد، لف كلتا راحتيه خلف رأسه، وتنهد تنهيدة لم تدر عديلة لها معنًى، سألها قائلاً:
    • من هي تلك الطالبة التي حدجتها زهراء بنظراتها؟
    إنتبهت عديلة لسؤاله، ومرت بأصبعها على فنجان القهوة مداعبةً، وأجابته:
    • إنها إحدى الطالبات النابهات المتفوقات، بل هي الأولى على دفعتها، تدعى وفاءً، وهي في السنة النهائية بالكلية. .. ولكن لم تسأل؟
    لم يجبها، ولكنه سألها:
    • لم خصتها زهراء بهذه النظرة دون الآخرين؟
    عدلت عديلة من جلستها، وأبدت مزيداً من الإهتمام الحائر، أجابته وهي تتمتم:
    • لست أدري .. لم خصتها بهذه النظرة، ولكنني لم أر أستاذة تحدج بنظراتها طالبة .. لقد رأيت أمرأةً تحدج أمرأةً أخرى بنظراتها .. ورأيت تحدٍ عجيب بين المرأتين ، لم أفهمه ولم أستسيغه .. و ..
    قاطعها قائلاً:
    • سؤالٌ أخير وسأجيبك، هل هي فتاة جميلة؟
    أجابته بسرعة:
    • هي الجمال نفسه، تذكرني بزهراء حين كنا أيام الدراسة، نفس الطول، نفس تسريحة الشعر المائل إلى جانب وجهها الأيمن، نفس..
    التفت مرتضى يمنة ويسرة حوله وجليسته قد صرخت فجأة بصوتٍ عالٍ وهي تردد متعجبة:
    • يا إلهي! .. يا إلهي! .. لا يمكن .. كيف ذلك؟ .. لا يمكن .. كل هذه السنين .. كيف لم أنتبه لذلك؟
    أمسك مرتضى فنجان القهوة وقد كاد أن يسقط على الأرض، وقال:
    • إهدأي يا عديلة .. يبدو أنك قد توصلت إلى ما توصلت إليه .. التاريخ يعيد نفسه والقصة تعود مرةً أخرى بكاملها مع بعض التعديل في بعض تفاصيلها .. و ..
    قاطعته قائلة:
    • إنها تحبه يا مرتضى .. تحبه منذ زمنٍ بعيد .. وهي تحترق بهذا الحب .. يا إلهي .. كيف لم أنتبه لهذا الحب الدفين؟ .. وكيف إستطاعت أن تخفيه طيلة هذه المدة؟ .. ولم تخفيه؟ وكلاهما يستحق الآخر ..
    قال وهو يرسم على شفتيه ابتسامةً محتارة:
    • إذا كان الأمر كذلك .. لم تناصبه العداء؟ .. لم تتحداه دائماَ؟ .. لم؟
    أجابته وهي تحاول ضبط نفسها:
    • إنها حواء يا دكتور .. لقد كانت تبدي ما لا تبطن .. كانت تدافع عن نفسها باستعدائه وتحديه، وربما بإيلامه وإدمائه، وإنني متأكدة بأنها كانت تكره نفسها حين تفعل ذلك، هي طريقة تنتهجها حواء للتعبير عن الحب العنيف .. و..
    قاطعها سائلاً مستغرباً:
    • أيعقل أن يحب الإنسان منا أحداً ثم يسعى بكل السبل إلى إيذائه؟!
    أجابته بعد أن زفرة نفساً حاراً:
    • لقد آذته دون قصدٍ منها، هي لم ترغب في ذلك، لقد أحبته بعنف لذا آلمته بعنف، وهي لسبب ما تستعديه وتعذب نفسها باستهدافه، تُغِير عليه فتدميه وتؤلمه.
    نظر إليها كأنه لا يفهم ما تقوله، وسألها والدهشة تحتويه:
    • لم تحاولين تبرير هذا التصرف السادي؟
    أجابته في غضب:
    • زهراء ليست كذلك، لا بد أن يكون لتصرفها هذا سبباً، ..
    صمتت برهة ثم أردفت:
    • حين أحس بنظرة زوجي لامرأةٍ ما، تتملكني غيرة عمياء، قد تكون النظرة غاية في البراءة، ولكني حينها لا أفهم ذلك، فأسعى بكل ما أوتيت من قوة وقدرةٍ على الحيلة إلى إغضابه، وإيلامه، ومضايقته، بل أبحث كل طريقة تمكنني من أن أقول أو أفعل أي شئٍ لا يحبه، ورغم ذلك لا تكون هذه رغبتي الحقيقية، بل اود أن أرتمي على صدره ليغفر لي ذلة الأنثي التي لا تحسن احتمال المحنة ولا الثبات في الخطب.
    تمتم وهو يحاول أن يكتم ضحكةً أوشكت أن تجد لنفسها مكاناً بعيداً عن شفتيه:
    • إنّ كيدكن عظيم..
    نظرت إليه في ضيق، ثم نظرت إلى ساعتها، تناولت حقيبتها، وهي تقول:
    • إنها السابعة مساءً، يكفي الآن .. آمل أن يظل ما توصلنا إليه سراً بيننا، ودعنا نفكر في الكيفية التي تمكننا من الوصول إلى حلٍ لهذا الأمر.
    نهض وهو يدخل يده في جيب سترته ليخرج مفاتيح سيارته، وقال:
    • لا بأس، لست أدري .. كيف سيكون الحل؟ خاصةً وأنت تعرفين صديقتك حق المعرفة، على أي للمجتهد أجران إذا أصاب وأجر إذا أخطأ.
                  

العنوان الكاتب Date
حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات Dr. Salah Albashier02-15-10, 01:33 AM
  Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات Dr. Salah Albashier02-15-10, 02:00 AM
    Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات Dr. Salah Albashier02-15-10, 02:09 AM
      Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات د.يوسف محمد طاهر02-15-10, 04:46 AM
        Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات Dr. Salah Albashier02-15-10, 09:20 AM
          Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات Dr. Salah Albashier02-17-10, 03:25 AM
            Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات Dr. Salah Albashier02-18-10, 02:22 AM
              Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات ابو جهينة02-18-10, 02:33 PM
                Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات Dr. Salah Albashier02-19-10, 08:13 AM
                  Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات Dr. Salah Albashier02-21-10, 08:58 AM
                    Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات Dr. Salah Albashier02-21-10, 06:42 PM
                      Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات Dr. Salah Albashier02-22-10, 01:51 AM
                        Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات Dr. Salah Albashier02-23-10, 02:27 AM
                          Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات Dr. Salah Albashier03-02-10, 04:52 AM
                            Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات Dr. Salah Albashier03-17-10, 10:32 PM
                              Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات Dr. Salah Albashier03-18-10, 06:08 AM
                                Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات Dr. Salah Albashier03-30-10, 02:25 AM
                                  Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات د.يوسف محمد طاهر03-30-10, 02:48 AM
                                    Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات Dr. Salah Albashier03-30-10, 10:08 PM
                                      Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات Dr. Salah Albashier06-22-10, 04:23 AM
  Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات حسن حماد محمد07-03-10, 02:18 AM
    Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات اشرف السر07-03-10, 02:57 AM
      Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات Dr. Salah Albashier09-09-10, 05:18 AM
    Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات Dr. Salah Albashier09-06-10, 11:20 PM
      Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات د.يوسف محمد طاهر09-09-10, 06:00 AM
        Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات Imad Khalifa09-09-10, 06:25 PM
          Re: حديقة بلا سياج .. رواية في حلقات Dr. Salah Albashier09-15-10, 00:50 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de