|
|
|
 Re: بوست القبض على عثمان فضل الله (Re: فتحي البحيري)
|
هكذا يكتب
Quote: بعيداً عن الحشود المؤيدة العفوى منها والمصنوع.. وبعيداً من شلالات الفرح الحقيقي منها والزائف، ندلف لنغرد او نحلق خارج سرب المقالات المدبجة والاخرى المؤدلجة، نذهب بعيداً حتى لا تحرفنا حبال الاحتفالية والاحتفائية التي بدأت أمس بمطار الخرطوم ولن تنتهي قطعاً بالساهل ونفقد بعدها (الاثر) ونُضيع الطريق فلا نجد سبيلاً ولا مخرجاً فمن الآن نحاول ان نتلمس الطرق الوعرة التي تنتظر الجميع ولنبدأ بمعالجة هذا الهم الذي يُعمي عنه الكثيرون اما طمعاً في دخول العهد الجديد بضمان موقع يوفر كريم العيش ورغيده او غفلة وجهلاً بالذي بات قاب قوسين او ادني. إن مآلات مشاكوس ونيفاشا تشير وبوضوح الى ان هناك عهداً جديداً قادماً ووليداً جديداً بدأ في الصراخ لكن من هو؟ وكيف سنتعامل معه؟ والى أين سيقودنا أو نقوده؟ هذا مانحاول معالجته ــ قدر مانستطيع ــ خلال السطور ومقبلاتها.. ولابد من تقدمة نرجع فيها قليلاً لشرح طبيعة مكوني الرحى التي انتهت لسلام ولنبدأ بشكل عام لنقول إنهما مختلفتان تماما عرقاً ولونا وديناً وأيديولوجياً فأولهما هو الحكومة وهذه ولدت من ايدلوجيا اصولية متشددة تطورت قليلاً لتصل الى حد يمكنها فيه من التعايش ظاهراً في مكان واحد مع الحزب الشيوعي السوداني لكنها لا يمكن ان تقاسمه الطعام لانه «كافر» وتجب استتابته «العودة الى مقالات اسحق فضل الله في مساجلاته مع مؤمن الغالي بصحيفة الحياة خلال الاسابيع الاولى من هذا الشهر» اما الحركة فهى وليدة رحم اليسار العريض تشكلت افكارها ونمت في مناخ عسكري مناهض للقوانين الدينية «ناس ديل يقولوا الدين لا يمكن فصله عن الدولة عمركم شفتوا دولة مشا جامع يصلي» زعيم الحركة الشعبية في احد خطبه التي كان يكررها التلفزيون الرسمي في زمان غير هذا.. ومن تلكم الرؤيتين غير المتعمقتين في افكار وتفكير الجانبين نعد ان نبدأ سلسلة من الحلقات حول تأثير الدين في حرب الجنوب في وقت لاحق نخلص الى ان الاختلاف بين الاثنين عميقاً ويصعب على نصوص مشاكوس ورديفتها نيفاشا في تجسيره والقادم وفقاً للنصوص نظامان علماني في الجنوب واسلامي في الشمال.. جيشان يتركز احدهما في الجنوب والآخر في الشمال.. لغتان العربية في الشمال والانجليزية في الجنوب.. وان كانت بشكل غير رسمي او معترف به لكن لتسهيل العمل وتحريكه ثروة مقسمة بنسب محددة ومحدودة، نسب للشمال واخرى للجنوب.. وقائد جنوبي عائد بطلاً منتصراً خاض حرباً قاسية استمرت عشرين عاماً وآخر يحاول مساندوه وضعه في ذات الصورة بانه تمكن من تحقيق ماعجز عنه الآخرون ويسمى ذات الاتفاق مؤسسة رئاسة مناصفة وجيش قومي يتقاسم فيه الطرفان العدد والمسؤولية.. اذاً ان الامر في سمته العامة يشكل نظامين مستغلين يكون بينهما التنسيق والنصوص والبنود والقانون هو الفيصل ومن ما اوردناه سابقاً كيف سيكون الوئام بين كيانين، متنافرين في المنشأ، متنافرين في المصب؟ سنحاول ان نجيب غداً.
[email protected]
|
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بوست القبض على عثمان فضل الله (Re: فتحي البحيري)
|
هكذا كتب عثمان فضل الله عن زيادة أسعار السكر
على قاب قوسين أو ادنى من تحقق السلام وزوال الانقاذ
و
حسد المواطن لأخيه المواطن على الموت
عثمان فضل الله
الحرب تأكل مليون دولار يومياً..
إشارة حمراء في وجه كل من يحاول ان يتحدث عن ارتفاع في تكاليف المعيشة مرفقة بأن حدوث السلام متلازم مع توفير هذا المبلغ الذي يصل في العام الواحد الى 365 مليون دولار وبتحويلها الى الدينار السوداني تساوي 000ر000ر725ر96 مليار - اي ما يقارب ثلثي العجز في الموازنة الجديدة معطوفاً على التصريحات التي ظل الممسكون بالملف الاقتصادي يطلقونها ( وزير المالية يكشف عن تدفقات كبيرة للاستثمارات الاجنبية - الاتحاد الاوروبي يفرج عن 400 مليون دولار.. صندوق النقد يشيد بالاداء الاقتصادي في السودان.. ترفيع التصنيف التنموي لبنك السودان) .. وغيرها وغيرها من التصريحات التي تعد المواطن المغلوب على امره بأن السلام يعني ان لم يكن زيادة مباشرة في دخله فهو ثبات في سعر السلع ورفع العبء الضريبي عنه و..(لكن) وهذا الحرف الذي يتمنى الكثيرون لو انه لم يوجد في اللغة كل ذلك بدده مشروع الموازنة الجديدة والذي أتى مليئاً بالزيادات المباشرة على أهم ثلاث سلع، وبالتالي زيادة في السوق إبتداءً من سعر الابرة إنتهاء بكل الذي تتخيله دون مبرر مقنع ولا منطقي، ان الحكومة مطالبة وفقاً لما أعلنته من زيادات أن تكشف عن الحجم الحقيقي لميزانية إنفاقها على المؤتمرات وتسفار الوزراء وترحالهم وحجم الانفاق على تسيير الجهاز التنفيذي للدولة لأن المواطن لا يمكنه ان يقتطع من قوت عياله ليدفع دون ان يعلم اين هى اوجه الصرف، فالتعليم لم يعد مجاناً كما تتحدث اجهزة الدولة والعلاج بات باهظ التكاليف ولا يوجد عشم في ان تخففه الدولة، والحرب انتهت وياسر عرمان يجوب شوارع الخرطوم جيئة وذهاباً ويمكنه الآن ان يتجول راجلاً من فندق هيلتون على ضفة النيل الشرقية وحتى الخدير في اقصى الغرب الامدرماني، وحسب منطوقكم أن البلاد موعودة بالخير الامريكاني والاوربي وأن كافة المفاتيح باتت في ايديكم اذاً لماذا الزيادة في أسعار سلع مفصلية مثل الجازولين الذي تنعكس الزيادة فيه على السوق بشكل عام.
ان نواب البرلمان الذين يتصفحون اليوم هذا المشروع عليهم استصحاب هذه الاسئلة .. لماذا اصرت الحكومة طيلة الفترة الماضية علي تصوير السلام بأنه مفتاح الجنة ومع بداياته فتحت الجحيم على مواطنيها؟؟ كم تدفع الحكومة في رحلات الوزراء التي لم تنقطع حتى تصل احياناً الى وجود ثلاث وزراء خارج البلاد في وقت واحد كل واحد منهم مشارك في نشاط مختلف وماهو العائد من تلك المشاركات التي تحس في بعض الاحيان أنها تصنع صناعة كي ما يشاركون فيها ؟؟.. كم تبلغ تكلفة استضافة المؤتمرات الخارجية وماهو العائد من اقامتها .. كم تبلغ تكلفة تسيير مبنى مجلس الوزاء من عربات وضيافة (واللازم منو) لكل هذا الجيش الجرار من الوزراء ومساعديهم ومدراء مكاتبهم ؟؟
انها اسئلة محمد احمد المسكين الذي انهكه الصبر واتعبه الامل في غدٍ يكون افضل وما ان يأتي هذا الغد حتى يكتشف انه اسوأ حتى بات الموت فكاكاً يتمناه ارباب الاسر وإليكم هذه القصة التي كان مسرحها شارع الثورة بالنص:
( بختو ما حيحضر الزيادات التي اعلنتها الحكومة على السكر والجازولين والبنزين).
كان جاداً وصارماً وهو يطلق هذه الجملة تعليقاً على مشهد تراجيدي حدث امام اعينه باحدي شوارع الخرطوم صبيحة المؤتمر الصحفي لوزير المالية الذي اعلن فيه الزيادات غير المبررة والتي لا يسندها منطق ولا تضعها اكثر العقليات تشاؤماً في مؤخرة ذهنها.
ونعود للمشهد الذي صدر عليه هذا التعليق ـ واضع عهدته على الرواي ـ لاني لم اكن من شهوده بشكل يفضح مسالب ما يسمى بالبكور (نهض رجل تعدى العقد الرابع من عمره فجراً من سريره الذي آوى اليه بعد انتصاف الليل وهو يقاوم ارهاق نهار طويل وامسك بيد طفلته التي كان النعاس بادياً عليها وفي شارع (النص) وقف منتظراً الترحيل، ولكن اقدار الله كانت تقول بغير ذلك فسقط الرجل مسلماً روحه لبارئها.. هذا المشهد التراجيدي لم يدفع الى مقدمة ذهن جاري في الحافلة وهو يستمع معي للرواية سوى ذلكم التعليق (بختو ما حيحضر الزيادات التي اعلنتها الحكومة).
ان طائرة وفد مقدمة السلام الآن رابضة في مطار الخرطوم والبرلمان يناقش مشروع موازنة كنا نظن انها ستكون البداية للاستقرار فكشرت لنا عن انيابها بزيادات فقفز الى الاذهان أن مشروع السلام لن يكون إلا حبراً على ورق إن أُديرت البلاد بذات العقلية التي تسيطر عليها سياسة الترضيات وإسكات الاصوات بإدخالها في (الفارهات) واسكانها القصور.. ان المرحلة المقبلة تحتاج لا ريب لمواطن متفاعل مع قضايا وطنه منتمياً اليه وهذا لا يتأتي لرجل بات يحسد اخيه على الموت من فرط ما أُرهق.. ان كان للمزارعين جسماً سياسياً تحرك ضد الضريبة الزراعية فالتفت الحكومة واستعاضت عنها بزيادة السكر والبنزين والجازولين فالآن مطلوب من ممثلي المزارعين والعمال والموطفين ومن لديه نقابة ومن ذاك الذي لا يملك حتى بطاقة تثبت انه مواطن سوداني ان يناهضوا هذه الزيادة ويرفضونها أن كانوا هم حقاً يمثلون الشعب، وأن يختموا عمر مجلسهم برفض هذه الزيادات والانتصار لمرة واحدة الى اولئك الذين يغالبون يومهم ليسلمهم الى غداً.
[email protected]
| |
|
|
|
|
|
|
| |
فتحي البحيري
bushra suleiman
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست