قصة نجاح باهرة لكفيف قهر الإعاقة البروف إبراهيم عوض يحرز ماجستير الإعلام إنْ يأخُـذِ اللهُ مِن عَيْنَيَّ نورَهمـــا ففي لسـاني وسَمْعي منهما نورُ قَلْبي ذكيٌّ وعَقْلي غيرُ ذي عِوَج وفي فمي صارمٌ كالسيفِ مأثورُ -عبدالله بن عباس- ذلت حوار لي مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز لمجلة (اليمامة) السعودية ، سألت الشيخ بن باز في نهاية الحوار: فيما لو عاد اليك بصرك ،ماذا تود أن ترى؟ أجابني :لقد رأيت كل شئ! وهكذا كان ابراهيم عوض ، فهو من القلائل الذين منحوا الحياة معنى الحياة .. معنى الصمود والتحدي وقهر الاعاقة بل المستحيل وعدم القعود والانكسار .. معنى قوة الارادة والعزيمة في سبيل بلوغ الحلم والغايات الطموحة رغم الاعاقة البصرية . وانه اذا كان الشيخ ابن باز ، قد أبصر الاشياء بعينيه قبل ان يصيبه العمى ، فان ابراهيم عوض ،رأى الاشياء بنور (البصيرة) ،ما يثبت مقولة إن : “الإعاقة في الفكر وليست في الجسد”!! وهو طفل لم يتجاوز الخامسة بكثير ، كان الاهل يرسلون ابراهيم عوض الى الدكان لجلب السكر والشاي والحلاوة والبسكويت ولوازم البيت والطبخ الاخرى. كان ابراهيم عوض يمشي الى المدرسة وحده ، ويلعب مع الاطفال في مثل عمره ويعود الى المنزل وحده.حتى اذا ما كبر ودخل المدرسة الثانوية لم يعد أحدُُ من الاسرة يخشى أو يشفق عليه من وعثاء الطريق! واثناء سني مراهقته الاولى ،كان ابراهيم عوض الصبي يشنّف آذاننا بصوته الاذاعي الرخيم قارئاً للقرآن الكريم او مادحاً للرسول صلى الله عيه وسلم او مؤذنا او مغنيا بمصاحبة الاورغن وهو يعزف على (الكي بورد) من اعماق اعماق روحه المسكونة بالمحبة والجمال الحانه الشجية العذبة ويطلقها للمدى الرحب ،حتى ليقارب في عزفه على الاورج ، الموسيقار عوض احمودي في عزفه على العود! كان خاله محمد حاج الصادق يطلق على ابراهيم عوض وقتها لقب "البروف " وذلك لما رأى من نبوغه المبكر ، حتى التحق ابراهيم عوض بجامعة الجزيرة كلية علوم الاتصال وتخرج فيها. كان ابراهيم عوض يمشي وحده الى مدينة مدني وسط الضجيج وزحام المارة والسيارات وكان ما شاء الله لايضل أبدا طريقه الى مبنى اذاعة الجزيرة الخضراء ليذيع من احد استديوهاتها برنامجه الشهير :(الكفيف والتقنية). كانت التقنية هاجسه ، والهندسة الصوتية المجال الاثير لديه الذي ابهر حتى المبصرين! ما انفك ابراهيم عوض يحاضر ويقيم الدورات التدريبية في (السوفت وير) وبرمجة الحاسب الالي و تنزيل الملفات الصوتية والمرئية ،وتعليم المكفوفين اسرار برامج الحاسوب المهمة، بل غاص عميقا في بحورها بهدف مساعدة المكفوفين على بلوغ الاستقلالية في المجالات التقنية التي تعتمد على تقنيات الحواسيب المتطورة ،حتى برع في هذا المجال ،مواكبا لاحدث البرامج والتقنيات المعاصرة وثورة المعلومات والجوالات والانترنت . وتوّج كل ذلك برسالة علمية عن :(دور الحاسب الآلي في إنتاج وإخراج البرامج الاذاعيه ) نال عليها درجة الماجستير من كلية الإعلام بجامعة الجزيرة. ليس ابراهيم عوض ،بهذا الروح الوثاب ،والهمة العالية،والحلم والطموح ،بدعا بين المكفوفين او ذوي الاحتياجات الخاصة: عبدالله بن عباس “ترجمان القرآن الكريم”؛ عانى من فقدان البصر،والإمام الترمذي وهو من أصحاب السنن وعلم الحديث ، كان كفيفًا، وعبد الله بن أم مكتوم وهو أحد أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) كان فاقدًا للبصر ،وعطاء ابن أبي رباح وهو تلميذ الصحابي الجليل عبدالله بن عباس ، عمي في آخر عمره، وكذا كان الصحابي البراء بن عازب وسعد بن أبي وقاص والشاعر بشار بن برد ودريد بن الصمة وأبو العلاء المعري الذي فقد بصره وهو في الرابعة من العمر نتيجة إصابته بمرض الجدري، والدكتور طه حسين عميد الادب العربي الذي فقد بصره في سن الثالثة؛ نتيجة لتلقيه علاجًا خاطئًا ، والأديب مصطفى صادق الرافعي الذي أُصيب بالعمى في سن الثلاثين، والعشرات غيرهم من العلماء والمفكرين والشعراء والأدباء وقادة الرأي والفكر في العالم: هوميروس” الملقب بـ “أبو الشعر” كان ضريرًا ،والشاعرجون ملتون والأديبة الأمريكية هيلين كيلر كانا كفيفين . وري تشارلز الموسيقي ومغني السول، والبوب، والكنتري الأمريكي ،اصيب بالعمى عندما كان يلعب مع اخيه الصغير وسقط في خزان ماء ساخن ،والمغني ستيفن وندر الكفيف الأشهر فى الولايات المتحدة الأمريكية ولد كفيفًا . هذا غير ذوي الاعاقات والاحتيجات الخاصة الاخرى : البرت اينشتاين الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء، بالرغم من انه كان يعاني من صعوبات التعلم منذ ولادته ، وستيفن هوكينج البريطاني المصاب بمرض نادر سبب له شللا وتحول الى عالم فيزياء أسطوري. وتوماس أديسون , العالم الأميركي مخترع المصباح الكهربائي، كان لديه صعوبة في التعلم ولم يستطع القراءة حتى سن الثانية عشرة ،وبيتهوفن الذي لم يَمنعهُ صَممه من ان يصبح أعظَم عباقرة الموسيقى. مبارك الماجستير يا (ابراهومة) فلقد رفعت رأسنا عاليا ، وفخورة بك فداسي. عقبال الدكتوراة ،فالاستاذية يا بروف ابراهيم عوض والتهاني موصولة لوالده عوض ابراهيم صالح واعمامه آدم ومحمد وصلاح وفضل الله واحمد زقد والى أمه اشراقة حاج الصادق وخالتيه سمية وحنان حاج الصادق وخاليه محمد واحمد حاج الصادق واخته سلمى والى جميع الاهل والاحباب بفداسي وودرعية وابوطليح والشداداب والخوالدة عامة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
إسحاق بله الأمين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست