الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري (الجزء الثاني)

Quote: بسم الله والصلاة والسلام علي رسول مسجد الختمية بالشعبية شمال هذا المسجد العتيق تم وضع حجر أساسه عام 1970 علي يد مولانا السيد محمد عثمان الميرغني ، علي قطعة الأرض التي هي أساسا ملك حر للشريفة السيدة فاطمة الميرغني زوجة السيد علي الميرغني طيب الله ثراه. ومنذ وضع حجر الأساس وتوفير بعض مواد البناء بواسطة الميرغني وبعض رجالات الختمية ، منذ ذلك الحين قام أهالي الشعبية بعمل النفير وبدأوا في أعمال التشييد ، كل بما يستطيع تقديمه من مواد أو جهد شخصي وغير ذلك. إلي أن تم البناء الأساسي لصحن المسجد والسور والحمامات وغرفة الغفير ، وتبقت بعض الإنشاءات حتي الآن لم يتم إكمالها مثل البرندات والمئذنة. وهذا المسجد يتبع ماليا وإداريا لهيئة الختمية للدعوة والإرشاد ، وقد تم منذ إفتتاحه تعيين المرحوم الخليفة محمد الحسن ابراهيم أحمد كانكيج رحمة الله عليه إماما له ، وتعيين المرحوم محمد حنفي رحمة الله عليه مؤذنا للمسجد. وقد كان الخليفة كانكيج رحمه الله عالما فقيها بمعني الكلمة ، يفتي في المذاهب الأربعة ، اشتهر بالذكاء والفطنة منذ الصغر ، حفظ القرآن الكريم وكتب الأحاديث يافعا طفلا ، ودرس العلم والفقه بخلوة جده بمنطقة حجر العسل ريفي شندي ، وتفقه في العلوم الدينية لدرجة أن مولانا السيد علي الميرغني طيب الله ثراه عينه مدرسا ومعلما لأولاده مولانا السيد محمد عثمان الميرغني ومولانا السيد أحمد الميرغني رحمه الله ، فكان بمثابة الأستاذ والمعلم والمربي لهم ، وقد كان يحفظ أوارد الطريقة الختمية والمدائح عن ظهر قلب ، علاوة علي حلاوة الصوت التي آشتهر بها والتي تجذب كل سامع لقراءته للقرآن الكريم أو ترديده للمدائح النبوية أو قراءته للمولد النبوي الشريف التي طالما أبكت السامعين . ورغم علمه الغزير فقد كان هذا الرجل عليه رحمة الله متواضعا جم التواضع ، يستمع اليك بكل أدب واحترام ، فأحبه كل أهل الشعبية ، وتبركوا وتيامنوا به ، فكان لا يعقد قران ولا يدفن ميت إلا بعد حضوره ، وكان المسجد يمتليء تماما في كل وقت من أوقات الصلاة وأثناء الدروس الفقهية التي كان يعقدها بالمسجد ، وقد كان رحمه الله مالكي المذهب ، أي يؤدي عباداته علي مذهب إمام أهل المدينة الإمام مالك رضي الله عنه ، كما هو الحال عند أغلب أهل السودان ، بل كان من المتعصبين لمذهبه شدة التعصب ، فدرس أهل الشعبية وأرشدهم علي ذلك ، فكان يؤمن بتخفيف الصلاة ، بل يشدد علي كل إمام أن يخفف صلاته ، اعتمادا علي قول الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم (من أم بالناس فيخفف) ، ومما علم الناس عليه أيضا السدل في الصلاة ، اعتمادا علي فعل الإمام مالك ومذهبه . وعلي كل ، فقد كان عليه رحمة الله ورضوانه موسوعة في العلم ، أرشد أهل الشعبية قاطبة شمالا وجنوبا وعلمهم أمور دينهم. وقد كان للخليفة كانكيج رحمه الله مساعدين بالمسجد ، ينوبون عنه عند غيابه لأي سبب من الأسباب ، وأذكر منهم المرحوم حسن الزاكي ، وهو أساسا من حلفاية الملوك ولكن يسكن الشعبية شمال طبعا ، وكان يعمل بإدارة المياه ، وهو والد كل من الزاكي حسن الزاكي وابراهيم حسن الزاكي وآخرين. ومن مساعدي الخليفة كانكيج أيضا عمنا المرحوم محمد الزاكي الشايقي ، وعمنا شيخ عز الدين أمد الله في أيامه. وقد عقب كانكيج رحمه الله في إمامة المصلين بالمسجد ، المرحوم حسن الزاكي ، والمرحوم محمد الزاكي وغيرهم ، والآن يؤم المصلين بالمسجد رجل فقيه عالم أيضا هو الشيخ الشاب صلاح سر الختم ، ويقوم بالإنابة عنه الخليفة ابراهيم الزاكي ابن المرحوم حسن الزاكي. كما يقوم بالآذان للأوقات عمنا أحمد وداعة الله (أحمد الصول). من ضمن نشاطات المسجد أيام الخليفة كانكيج رحمه الله ، أداء شعائر الطريقة الختمية ، والتي من أهمها قراءة قصة المولد النبوي الشريف المعروف بالمولد العثماني بانتظام ، ثلاث مرات في الأسبوع ، والمولد العثماني نسبة إلي مؤلفه السيد محمد عثمان الميرغني الختم شيخ الطريقة الميرغنية الختمية ، وأيام قراءة المولد أو ليالي قراءته تعرف بأيام الليلية ، لأنها تقرأ طبعا بالليل أي بعد صلاة العشاء من كل يوم أحد ويوم خميس ، وكذلك بعد الفراغ من صلاة الجمعة . وايام الليلية هذه كانت عندنا نحن شباب المسجد لها طعم خاص ، مخلوطة بنكهة الزلابية والشاي أبو لبن ، هذه النكهة وهذا الطعم الذي لم أذقه بعد تلك الأيام الخوالي قط ، بحثت عن تلك النكهة وذلك الطعم كثيرا فلم أجده ، فقد كنا في ذلك الوقت نفهم من قراءة المولد النصف فقط ، حدنا إلي أن تأتي جرادل الزلابية وكفتيرات الشاي ، وبقية التركيز كله كان في تلك الزلابية ، وكل منا في تلك اللحظة قد امتلأ تفكيره هل ياتري زلابية اليوم بالسكر أم بالعسل ؟ هل ياتري مدورة أم مفلطحة من الحجم الكبير .....وهكذا كان الخليفة كانكيج رحمه الله يفتتح قراءة المولد طبعا ، ثم يقوم الشباب بأداء القصائد التي تتخلل قراءة المولد ، وبعد أن يقرأ الخليفة كانكيج اللوح الأول من المولد النبوي الشريف ، يعطي الفرصة لعمنا المرحوم حسن عرابي رحمه الله ، وهكذا يتنقل كتاب المولد ، وقد كان عمنا الخليفىة مسعود رحمه الله مسئول من قراءة لوح الوضوع ، هذا اللوح الذي لايعطي إلا لمن كانت له دراية ومعرفة بقراءة المولد وضبط اللغة العربية ، وقد كان الخليفة مسعود رحمه الله من خلفاء الطريقة الختمية المعروفين منذ زمن مولانا السيد علي الميرغني طيب الله ثراه ، وقد كانت أيام الليلية هذا عامرة بالخلفاء الصالحين من سكان الشعبية ، وكلهم من الختمية المتعصبين ، عمنا المرحوم عثمان البدري والد كل من خضر البدري ومعاوية ومحمد البدري ، جار النبي ، علي الزين ، عثمان المر ، جلال ، علي الشايقي ، محمد الحسن قرشي ، حسن جبارة ، الأمين محمد عبد الله ، الخليفة عبد المحمود ، وغيرهم الكثير. رجوعا إلي المسجد ، فمنذ تأسيسه عام 1970م لم ينعم هذا المسجد بطلاء جديد ، فأصبح طلاؤه الخارجي والداخلي في حالة يرثي لها ، علاوة علي المئذنة التي لم تري النور حتي الأن. وكان الخليفة كانكيج من المؤيدين للعمل الذاتي لاتمام هذه النواقص ، فسعي بكل جهده في ذلك ، وكنت مساعد له بالذهاب لمكاتب الأراضي والمساحة والمحلية ، لإضافة المساحة الواقعة جنوب المسجد لتكون وقفا للمسجد ، وبناء دكاكين ومحلات تؤجر ويذهب ريعها لتصليح المسجد وإتمام مابه من نواقص ، وذهبنا لدرجة أن تحصلنا علي كل الخرائط والتصديقات اللازمة ..... ولكن قدر الله وماشاء فعل .... والمساعي جارية حتي الآن لذلك ، فقد اطلعني في آخر زيارة لي للسودان في شهر ديسمبر الماضي ، أطلعني الشيخ صلاح سر الختم علي مساعيهم في عمل أوقاف للمسجد من ناحيته الشمالية المواجهة لسوق الشعبية ، إكمالا للأعمال والجهد الذي بدأه طيب الذكر الراحل المقيم الخليفة كانكيج علي روحه شآبيب الرحمة والرضوان ، وسلام علي روحه الطاهرة بقدر ما أعطي الشعبية وأهلها من عطاء جزيل .......فسلام علي روحه في الخالدين ... آمين .... آمين ونواصل الموضوع قريبا بإذن الله لتكملته من جوانب وذكربات أخري ، لها حلاوة ولها بريق آخر وطلاوة منقطعة النظير ..............فانتظرونا ... عثمان المتعارض سكرتير الحزب الإتحادي الديمقراطي بجمهورية ألمانيا الإتحادية والخليفة المسئول من الطريقة الختمية بألمانيا هامبورج في يوم الجمعة الرابع من شهر رجب الأغر عام 1431هـ الموافق 19 فبراير 2010

(عدل بواسطة الحاج حمد الحاج on 02-20-2010, 07:08 AM)
(عدل بواسطة الحاج حمد الحاج on 02-20-2010, 07:20 AM)