الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري (الجزء الثاني)

Quote: وإستحال الهلال بدرا (( صلاح شكوكو )) ما من أحد يستطيع أن يشكك في أن الهلال قد لعب مباريتين كبيرتين في دورة بن ياس الودية وإستحق عليها كاس البطولة .. صحيح أن مباراة المحرق البحريني الأولى كانت سهلة للهلال في المعاركة التكتيكية والسجال في اللعب .. لكن الهلال إستطاع الى حد كبير توظيف قدراته الكبيرة إخراج المباراة في ثوب لائق ... رغم الحديث الذي ظل يدور في أروقة المحرق البحريني بانهم مازالوا في طور الإعداد . لكن المباراة الثانية للهلال كانت على وتيرة مختلفة وأمام فريق كبير زاخر بالنجوم المحترفين الذي إستطاعوا أن يرسموا لوحات جميلة أثناء سير المبارة .. لكن اللافت للنظرعندي أن الهلال إستطاع في هذه المبارة أن يكسر حاجز الإنكسار وأن يعود للمبارة في دقائقها العشر الأخيرة . عادر الهلال للمبارة وهو يلعب بعشرة لاعبين بعد طرد اللاعب منير أمبده .. وبذا يكون الهلال قد أدخل على غير المعتاد في قاموس الممارسة الرياضية السودانية عبارة (( لا لليأس )) وهذه إحدى سمات الفرق الكبيرة التي تدرك أن الفاصل بين النصر والهزيمة بعض لويحظات تتغير فيها مجريات المباراة على نحو لم يكن في البال . ولعل الجانب الأبرز الذي يحكم مثل هذه الظروف هو كيفية إعادة الإنتشار في الملعب مع النقص العددي ومقارعة الخصم من خلال الإحلال والإبدال في الملعب لتحقيق التعادل ومن ثم تحقيق النصر . لكن الأجمل في مبارة الهلال والأخيرة التي فبلها هو المعلق بقناة أبوظبي الرياضية الأولى الأخ (( سمير اليعقوبي )) الذي تعامل مع الحدث على نحو غير الذي كان يتوقع له فقد أشاد بالهلال وأعطاه قدرا وآفرا .. رغم أن للرجل مآخذ في المعلومات التاريخية الدقيقة .. لكن هذا ليس ذنب الرجل فلقد إستقى الرجل معلوماته من الإعلاميين المتواجدين حوله . فقد ظل الرجل يردد عبارة (( سيد البلد - الكبير كبير – سيدها – النسيب )) وكثير من الألقاب والكلمات على نحو يفوق حتى وصوف السودانين والهلاليين .. خاصة وان الفريق الذي لعب ضده الهلال فريق إماراتي وهو منهم .. فلو مدح أولئك لما عابه أحد .. لكنه أعطى الهلال حقه على نحو طيب .. بل أحسن الترحيب بالهلال بإعتباره ضيف على الإمارات وهنا يجدر بنا ان نبعث رسالة تحية وتقدير للأخ سمير اليعقوبي على هذا الفيض الدفاق من المشاعر النبيلة . صحيح أن هذه الدورة ودية .. لكن إنتصار الهلال بكل المعايير إنتصار للكرة السودانية وقد أعجبت أيما إعجاب بالجالية السودانية بكل اطيافها وهي توآزر الهلال وكانت في مقدمتها رابطة المريخ بالإمارات مما يعني أن الصورة كانت جميلة واللوحة أبهى . حتى أنني سمعت الأخ سمير اليعقوبي وقد شارف على الإجهاش بالبكاء حينما رأى الصغار والكبار يهللون للهلال .. في مشهد لم تشهده ملاعب الإمارات مما حدا به لأن يقول بأعلى صوته : (( كان لابد للهلال أن ينتصر وهو يجد هذه المساندة الكبيرة من هذا الجمهور الوفي .. وليتنا نجد مثل هذا الجمهور في ملاعبنا .. وأنني سعيد أن أنال شرف التعلق على هذه المبارة الكبيرة )) إنتهى . لقد ظل الجمهور السوداني دوما هو عماد نجاح الدورات التي تقام في الإمارات .. لذلك ظلت الأندية الإماراتية دوما تحرص على إشراك نادي سوداني أو أي فريق قومي من السودان لضمان حضور الجماهير التي تعطي الدورات نكهة فريدة .. حتى سمي الجمهور السوداني بــ(( فاكهة الدورات )) بل أصبحت الدورات التي لا يشارك فيها أي فريق سوداني محكوم عليها بالفشل جماهيرا . وهذا فقد كسبت الكرة السودانية سمعة فنية وأدبية .. من الهلال الذي إستطاع أن يؤكد أنه فريق كبير والجمهور الذي أكد أنه يساند الكبير .. وكأن التاريخ يفتح صفحاته ليقول للأخوة الخليجيين نحن نستمد ريادتنا من تاريخنا .. التحية للهلال الذي رفع إسم السودان بالإمارات .. والتحية للمريخ الذي ظل دوما صنوا للهلال والتحية للجماهير السودانية التي تعرف ما ينبغي منها .. والتحية لنادي بني ياس الذي أتاح لنا كل هذا .. والتحية أخيرا للشاب (( سمير اليعقوبي )) الذي تجرد من كل شيء وأعطى الهلال مايستحق .. والتحية للظروف التي جعلتنا ندرك أن الفارق بين النصروالإنهزام خيط نفسي رقيق يجري في أعماق اللاعبين ... فإن شددناه إنبرى وترا وإن رخيناه إرتخى نصبا .. وأصابنا وابل الياس والقنوظ . ...................... ملء السنابل تنحني بتواضع ... والفارغات رؤوسهن شوامخ ...................... صلاح محمد عبد الدائم / شكوكو [email protected]