الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري

Quote: ناس الشعبية سلام أذان في مالطا: كنت أتسأل دائماً عن المنطق المتبع في طريقة التربية التقليدية بمنعنا من الجلوس مع من يكبرنا سناً , و كنت أرى بمنظوري في ذلك الوقت أن ذلك تحجيم و تقييد لا حاجة له , و كنت اصرخ في أعماقي بان هذا عيب من عيوب التربية المتبعة في ذلك الوقت , و بالرغم من أنني لم أتعرض لضرب مبرح كثيراً – زي البعزه عبدون- إلا أنني كنت اعتقد أنها طريقة دكتاتورية تفضي إلى التبلد و عدم الإبداع. كانت مساحات الصداقة محدودة على نطاق من أوجدهم القدر في السكن بالقرب من دارك , فكنت أظن أن التميز يعتمد على قدرك إذا حباك بنوابغ يسكنون جوارك أمثال حاج حمد و د.أمير و صاحب الخواطر القرآنية و غيرهم, و كنت إلى وقت قريب مؤمن بان الحداثة في التربية أفضل من تلك التي نشأنا عليها نحن و الأجيال الأولى من أبناء الشعبية.. التحية للترمومتر عالي الحساسية الأخ وليد عبد اللطيف الذي نقل لنا بأسلوب جزل ما يعانيه شبابنا في السودان وخاصة شباب الشعبية, و أحيانا كثيرة يتحرج من المواجهة و يكتب بين السطور عن معاناتهم, و اعتقد و يجوز أن أكون مخطئاً أن السبب في التدهور الحالي هو الإنسان الذي تغيرت طريقة تربيته و تغير تبعا لذلك أسلوبه في الحياة.. أطفالنا أواع جاهزة غير محصنة , يمكن أن تدلق فيها الأفكار إن كانت حسنة و إن كانت سيئة , لذلك نادى الحكماء بان تحصن من مرحلة الطفولة بالأفكار الحسنة البناءة حتى تقوى على الصمود أمام الأفكار الهدامة التي لن تسلم من التعرض لها..المشكلة هي فيمن يقرر نوعية التحصين لأذهان صغارنا. فإذا لم نكن على كلمة سواء في كيفية التحصين و أسلوب التربية , فانه سيكون لك طريقتك و أفكارك في التحصين و ستكون لي طريقتي و أفكاري , و بينما يظن كل منا انه يمارس التحصين السليم للأذهان الغضة يصل الطفل إلى سن الشباب و هو محمل بالمتناقضات التي تأزمه نفسيا و اجتماعيا , فيصبح أكثر استعداداً للانقضاض على أفكار الأخر و مكتسباته. و هذا حالنا اليوم.. بالله عليكم كيف ننتظر مستقبل مشرق لأبنائنا و نحن نربيهم في المدرسة بطريقة و في البيت بطريقة و في الشارع بطريقة أخرى؟؟؟؟كيف له أن يميز بين الخطاء و الصواب...مدرسة لا تتبع أسلوب الضرب في التعليم و أب يضرب و شارع لا يأبه به على كل الأحوال؟ و بعد كل هذا يا( الوليد) نقف لنرثى على حالهم و هم يقضون جل وقتهم في الضلله و تحت الأشجار متناسين السبب الحقيقي وراء ذلك..سوء الإعداد.. مستقبل أبنائنا مظلم جراء الضباب الذي يغشى أذهان صغارنا الذين يتغلبون بين اجتهادات فردية و واقع حياتي لابد أن يفهموه و يتعاملوا معه. فهلا اجتهدنا قدر المستطاع في توحيد طريقة التربية!!! ختاما التحية و التقدير لآبائنا بالشعبية الأحياء منهم والرحمة و المغفرة للأموات منهم لما بذلوه من اجتهاد في التربية بدون اجتماعات أو اتفاقات مسبقة أو حتى( انترنت) لتبادل وجهات النظر و بالجد أحرجتمونا بأميتكم يا علماء. لكم كل الود,,, مجدي نقد,,,