الشعبية نجمة تزين سماء مدينة الخرطوم بحري

Quote: الفنان عبد الكريم الكابلي ( الجزء الأول ) - ولد الفنان عبد الكريم عبد العزيز الكابلي بمدينة سواكن ونشأ وترعرع بها واكمل تعليمه حتى الثانوي بمدينة بورتسودان حيث تخرج من الثانوية التجارية ثم سافر الى الخرطوم من اجل العمل حيث التحق بالمصلحة القضائيه وتعين في وظيفة مفتش بإدارة المحاكم وطاف العديد من مدن السودان في مجال عمله ومكث لفترة طويلة في مدينة مروي ووصل الى درجة كبير مفتشي إدارة المحاكم وفي العام 1977 م هاجر الى المملكة العربية السعودية ليتعاقد في احدى المؤسسات السعودية إداريا في مدينة الرياض ولم تستمر غربته طويلا حيث عاد الى السودان في العام 1980 م ليواصل رحلته الإبداعية مرة اخرى . - غني عن القول ان تعدد المواهب لدي الفنان عبد الكريم الكابلي تعود الى البيئة التي نشأ فيها فوالدته شاعرة متمكنة وحافظة لرصين الشعر الشعبي واعذبه اما والده فقد كان وذو صوت جميل يطرب له جلساؤه في حلقات السمر التي كان يقيمها والتي كان يحضرها عبد الكريم عندما كان صغيرا وكان احد الشباب المبدعين واحد المثقفين الذين شاركوا في النشاطات الثقافية والفنية والإجتماعية في مدينة بورتسودان في الاربعينات وقد ورث الفنان عبد الكريم الكابلي كل تلك الصفات والمواهب المتعددة من والده ومن تجربته التي صقلته ليكون بعد ذلك احد رواد التجديد للأغنية السودانية .. - بدا الفنان عبد الكريم مسيرته الفنية هاويا بالغناء للأصدقاء في جلسات صغيرة وكان يقوم بتقليد كبار الفنانين لفترة طويلة من الزمن ويعود سبب تردده في مواجهة الجماهير لإلتزامه الفني فهو يرى ان على كل من يتصدى لدور الفنان مسئوليه جسيمة تقع على عاتقه وان الإلتزام با الاستمرارية يصبح ضرورة يستوجبها التجاوب المشجع من قبل الجمهور في حالة النجاح وخلال تلك الفترة قام بإهداء الفنان الراحل المقيم عبد العزيز محمد داؤد اغنية يازاهية وهي اول اغنية لعبد الكريم الكابلي من كلماته والحانه وعندما قام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بزيارة السودان في العام 1960 م اصر اصدقاؤه من عشاق الفن ان يقدم بصوته انشودة اسيا وافريقيا للشاعر تاج السر الحسن والتي قام بتلحينها فقام بغنائها امام الضيف الكبير وكانت بداية مواجهة الجماهير وبداية النجاح وهكذا فقد كان صعوده الى خشبة المسرح مزامنا لصعوده الى قمة هرم الغناء السوداني . - عرف عنه ومنذ وقت مبكر بالبحث والتنقيب في التراث الشعبي للشعر في السودان كباحث متخصص في دراسته وتجلى ذلك في عدد كبير من اعماله مثل ماهو الفافنوس وقلبي المن نشوه وخال فاطمة والحسن صاعقة النجم ومدحة ليلة المولد رائعة المجذوب حيث ياخذنا الى اجواء حلقات الذكر في ليالي المولد وقدم نماذج من الالحان الشعبية في اوبريت مروي وابرز هذه النماذج هو ( يا الحلة تنوري ) والتي استوحاها من من الأغنية الشعبية الشهيرة ياللوري تشيل منو . . غير غزال نوري تشيل منو . . - تم تعيينه سفريا فخريا للنوايا الحسنة من قبل صندوق الأمم المتحدة في العام 2004 م وتم تكريمه بالدكتوراة الفخرية من قبل عدة جامعات سودانية وذلك نظير ماقدمه للفن السوداني من ابداع خالد اثرى به وجدان الشعب السوداني . - امتاز بوفائه وتقديره للفنانين الذين سبقوه في مجال الفن وفي ذلك نستحضر إصداره شريط خاص للفنان الراحل حسن عطية بعنوان امير العود تناول فيه عدد من اعماله الخالدة وكما قدم في رمضان الأسبق مجموعة من السهرات الوثائقية لعثمان الشفيع والتاج مصطفى وعبد العزيز محمد داؤد .