|
أيها الحاكمون اتقوا دعوات الفقراء...السودان ينهار يا عالم..
|
كمال حسن بخيت
ما زالت أسعار السلع الإستهلاكية والضرورية تواصل ارتفاعها.. وكل هذه السلع وبكل أسف سلع محلية الصنع.. حتى أصبح الكثيرون من المواطنين عاجزين عن تدبير قوت أولادهم يومياً. نحن لانفهم أن يصل كيلو اللحم من الذبيح المحلي هذا السعر الخرافي.. والمحطة التي وقف فيها سعر الكيلو الى (52) جنيهاً تجاوزها في كثير من المحلات حيث وصل الى ثلاثين جنيهاً.. أسعار الزيوت في ارتفاع.. وكذلك ارتفعت أسعار الخضروات.. أما أسعار الأدوية المنقذة للحياة فحدِّث ولا حرج.. وكذلك معظم الأدوية. كل اللجان بما فيها لجنة الوالي لم تفعل شيئاً.. وسبق أن ذكرت أن هناك مقولة في السودان.. إذا أردت أن تقتل قضية وتدفنها في المقابر.. فكوٍّن لها لجنة.. اللجان في بلادنا تفتل القضايا التي شكلت من أجلها بدلاً من أن تبحثها وتجد لها حلولاً. البلاد امتلأت بالمتسولين الذين يحملون الجنسية السودانية.. وهم الذين يجب أن نهتم بهم.. أما الأجانب فالدولة يجب أن تتحرك سريعاً وتعيدهم من حيث أتوا ومعظمهم حاملين لأمراض معدية وفتاكة. ومن المناظر المؤذية أن نجد عدداً من الصبية الذين نطلق عليهم شماسة بالسوق فوق أكوام (الزبالة) ويبحثون عن بقايا الطعام الذي ترميه الأسر المترفة في مواقع القمامة (الكوش).. ويأكلون ما يجدون بشراهة دون مراعاة لما سيحدث لهم بعد الأكل.. لكن الله حافظ لهم. وأمس الأول.. في أول المساء توقفت بالقرب من إتحاد الفنانين بأمدرمان لألقي التحية على صديقي الوفي الموسيقار الكبير محمدية.. وعندما توقفت بالقرب من مكتبه الذي هو جزء من اتحاد الفنانين.. وجدت شاباً في مقتبل العمر ممسكاً (برغيفة) حافة يأكل منها.. ويشكو لله بعبارات صعبة... وعلى طول.. قال لي يا ابن العم.. هل هذه دولة إسلامية؟.. وأنا لم أتناول طعاماً منذ ليلة أمس.. قلت له حرام.. ولماذا لا تعمل وأنت شاب. قال لي: شغلني يا أستاذ إنت ما عارف؟ ما في أي شغل في البلد إلا بالمعرفة والمحسوبية.. قلت له إنهض.. وبدلاً من الشكوى لله ابحث عن عمل وسوف تصل شكواك لله سبحانه وتعالى. أقول للمسؤولين بالدولة خاصة أولئك المهمومين بمعيشة المواطن.. أن يجتهدوا في خفض تكاليف المعيشة.. حتى يتجنبوا دعوات الفقراء المستنيرين.. لأنها ليس بينها وبين السماء حجاب.. وأقول لهم اتقوا دعوات الفقراء الذين يبحثون عن لقمة العيش أو فرصة العمل ولا يجدونها. إن مشكلة الفقر بالسودان من أكبر وأخطر المشاكل التي تواجه الدولة.. ولم نر جهوداً في مستوى الأزمة، والمطلوب من الدولة الاهتمام بقضية الفقر ويجب ان تكون من أولويات الحكومة. إن مشاكل نيفاشا.. وخلافات الشريكين.. وضعت مشكلة الفقر في مؤخرة اهتمامات الحكومة. والله الموفق وهو المستعان،،،
http://www.rayaam.info/Raay_view.aspx?pid=753&id=59422
|
|
|
|
|
|