|
المتنمرون سياسيا ، فاشلون ! يمارسون الاسقاط
|
المتنمرون bullies في الحياة الطلابية هم عادة طلاب يخضعون للآلية النفسية التالية " أنا أُخيفه .. هو يخاف !! إذاً إنا لا أخاف " و هي آلية إسقاط معروفة لصيانة الذات المبددة، و هذه هي الحقيقة المهمة التي يبني عليها الأخصائي الاجتماعي أو المدرس الخبير سياسته في معالجة المتنمرين لجعلهم طلابا كما غيرهم ليس في رأسهم أي ريشة تميز أو في أيديهم قصبة سبق. الطالب الذي يخاف الضرب من اقرأنه و يخشي ما يترتب علي ذلك من زعزعة للمكانة و إحساس بالمهانة يسعي جاهدا لصيانة ذاته و حمايتها توهمياً بإخضاع من هم اضعف منه جسمانيا أو اصغر منه سناً لسلطان الضرب و قهر المهانة. الطالب الذي يعاني قسوة في علاقته مع والديه أو إهمالا يسعي لإبعاد هذا الشعور المقلق عن نفسه بالتنمر علي اقرأنه و هذا يسمي بجذب الانتباه و استدرار لبن الاهتمام من الآخرين بجعل نفسه موضوعا بارزا يسترعي اهتمام الاخرين المتنمرون سياسيا هم فاشلون إما في مسيرتهم السياسية نتيجة لظروف خارجة عن إرادتهم أو ظروف ذاتية تخصهم تجعلهم يفشلون في تحقيق ذواتهم سياسيا فيحسون بالمهانة و انتقاص المكانة .
لقد كانت هذه المقدمة ضرورية قبل أن ندلف لموضوع البوست و هو عن الفاشلين سياسيا الذين عجزوا عن مواجهة أنفسهم بهذا الفشل فطفقوا يكيلون الاتهامات للاخرين بالفشل و الصاق اتهامات عدم الجدوي السياسية بهم للنجاة بذواتهم من المهانة بالاوهام كثيرا ما كنت اقول هنا في المنبر ليس بين النقاد السياسيين من هو ادري بمصالح عضوية حزب الامة و قيادته ممن هم بحزب الامة في جسد التنظيم او في قيادته انفسهم ، لذا اذا لم تعجبكم أي خطوة سياسية يقوم بها حزب الامة فعليكم بالتفكير في كيفية معالجة ما يليكم من الضرر جراء تلك الخطوة السياسية او مترتباتها او الجلوس في مدرجات المتفرجين و ترك اللاعبين و شأنهم ، عندكم الخيارات التالية و هي اما التشجيع لصالحهم او التشجيع ضدهم دون الزعم بانكم ستكونون مكان عضوية حزب او قيادتهم لتصحيح تلك الاخطاء او الذهاب بها الي منتهي الطريق القويم . هذا النوع من التفكير هو نوع من عدم القدرة علي التكيف مع مع ما يعرف في كل الدنيا بالسياسة politics. ينطبق هذا المثال علي كل الاحزاب السياسية الاخري . الظاهرة الغريبة التي كنا نعاينها هنا في المنبر و كانت بمثابة زيارة الي مصح عقلي هي ظاهرة عكوف العديد من الفاشلين سياسيا علي تدبيج الكتابات المليئة بالترهات لوصف الاخرين بالفشل في ادارة الصراع السياسي و الجلوس هناك في الرصيف و الاشارة بالبنان المنكسر علي عيوب يظنونها في الاخرين كقولهم إن قيادة الحزب الشيوعي يمنية او قولهم إن الحزب شيوعي لا شان له غير الاستبداد و اغتيال الشخصية و لهؤلاء الاقتراح التالي " اذا كنتم ترون أن قيادة الحزب الشيوعي يمنية ، مسبدة و اعتادت علي اغتيال الشخصية لماذا ببناء حركة يسارية اكثر ميسرة من الحزب الشيوعي الذي تحول بقدرة قادر الي تنظيم يميني." ثم تقوموا بعدها بجذب عضوية الحزب المخدرة ببرنامج الحزب الشيوعي السوداني للتخدير الي صفوف حزبكم الجديد الناجح و كانت تمر علينا كتابات من أسكرتهم خمرة السودان الجديد فاذهبت ما تبقي عندهم من عقل فكالوا الاتهامات يمنة و يسرة و تحول بقدرة قادر علي حسب فهمهم كل الناشطين سياسيا في السودان الي مجرد جلابة و نقول لهؤلاء اين هو السودان الجديد و اين هو برنامجه الآن أمام غلواء الاستقلاليين من ابناء الجنوب و غلواء الانفصاليين من عناصر المؤتمر الوطني " والأخير هو التنظيم الحاكم الذي قد اتهم رئيسه بالضلوع في جرائم حرب في دارفور و يواجه الآن اتهامات بالإبادة الجماعية" أين ذهب شمار السودان الجديد و في أي قدر للمرق يمكننا إيجاده. ما يفعله البعض من جلوس لا طائل من ورائه و قعود يشبه قعود البعران و ممارسة اسقاط فشلهم علي الاخرين هو امر مكشوف و يخضع لنفس الالية التي تشكل لحمة البناء النفسي للمتنمرين من الطلاب اليافعين و هي
انا فاشل سياسيا .. الحزب الشيوعي السودان فاشل سياسيا ... إذا انا ناحج
طيب يا النجح !!
و المقصود انت فاشل سياسيا تحاول مداراة فشلك خلف بالونة كذب كبيرة تسقط من خلالها فشلك علي الاخرين لتحس بالنجاح الكاذب هل يتذكر هؤلاء ان الاسلاميين من تلاميذ الترابي ما زالوا يحكمون البلاد!! و أن وجود الاسلاميين في الحكم يعني بالضرورة أن من لم يقم بواجبه في اسقاط النظام قد كان عونا للنظام في بقائه المؤبد و لم يكن سندا للمعارضة حتي و لو بالسكات و الموية الباردة وجود الإسلاميين في الحكم يقهرنا جميعا و يجعلنا نشعر بالمهانة و الفشل " انا اتحدث عن الأصحاء من أبناء البلد و ليس المعاقون ذهنيا من أعوان النظام المجرم" هل كان تعاملنا مع هذا القهر صحيحا ؟ و هل كانت إدارتنا لمشاعر القهر هذه منتمية إلي البلاد و أهلها أم كانت مشروعا مفتوحا للهروب إلي الأمام و الإسقاط المريض هربا من إحساس الفشل الضاغط.
طه
|
|
|
|
|
|
|
|
|