أحزاب لا تحركها الكثير من القضايا الوطنية، ويحركها "سجم" قادتها!!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 11:35 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-29-2010, 06:45 AM

AnwarKing
<aAnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أحزاب لا تحركها الكثير من القضايا الوطنية، ويحركها "سجم" قادتها!!!


    أعتقد أن علي كرتي كان لطيفاً في وصفه لقادة أحزاب الإتحادي والأمة بالسجمانين !

    Quote: بعد وصف المهدى والميرغنى ب"السجمانين" الاتحادي يطالب الوطني بالإعتذار عن تصريحات كرتى المسيئة .
    القاهرة : سمير بول

    إنتقد الحزب الاتحادي تصريحات وزير الخارجية السوداني " علي كرتي" والتى وصف فيها السيدان المهدى والميرغنى ب"السجمانيين" وكان كرتى قد قال فى أمريكا :(المهدي والميرغني اعطيناه اموال للمشاركة في الإنتخابات، وما حدث هو أنهم كانوا يأخذون الأموال منا في الليل، ويهاجمون الإنقاذ في الصحف صباح اليوم التالي. ديل سجمانين)..وكان حزب المؤتمر الوطنى قد فاز فى الانتخابات التى رفضتها القوى السياسية السودانية فى ابريل .

    وقال الاتحادى أن تصريحات كرتى هوجاء وعلى المؤتمر الوطني كبح جماح المتطرفين لديه ومنع صدور‏‎ ‎مثل هذه التصريحات المسمومة والتي تسئ الى ‏العلاقات بين القوى السياسية السودانية ، وتعد مدعاة لتقويض وحدة السودانيين وإثارة الفتنة فضلا عن تشجيعها على ‏الحقد والكراهية والعنف والإرهاب .


    ولا أعتبره متطرفاً بتصريحه هذا...بل غاية في اللطف...فمن الذي جهّز الملعب في الأساس لعلي كرتي وحكومة الإنقاذ؟






                  

09-29-2010, 06:52 AM

AnwarKing
<aAnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحزاب لا تحركها الكثير من القضايا الوطنية، ويحركها "سجم" قادتها!!! (Re: AnwarKing)



    Quote: الميرغني يعلن قبول البشير بمبادرته للوفاق

    2010/07/20 07:11
    شبكة الشروق أعلن زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل محمد عثمان الميرغني، قبول الرئيس السوداني عمر البشير بمبادرته للوفاق الوطني عقب لقاء جمع الرجلين ليل أمس الإثنين. وأكد الاتفاق على لقاء مع الرئيس ونائبه الأول سلفاكير ميارديت بشأن المبادرة.

    وكشف زعيم الاتحادي عن تطابق الأفكار بين المؤتمر الوطني وحزبه بشأن "مبادرة الميرغني" الخاصة ببحث قضايا الوطن وإيجاد الحلول الشاملة لها. وبحث اللقاء أهمية نقل المبادرة إلى كل الفرقاء حفاظاً على وحدة السودان.


    وأكد الميرغني في تصريحات صحفية، أنه لمس خلال لقائه البشير تطابقاً في وجهات النظر بشأن "مبادرة الميرغني للوفاق الوطني الشامل".


    وحدد الميرغني القضايا الملحة بالحفاظ على وحدة السودان وحل مشكلة دارفور ومنع التدخلات الأجنبية.


    توسيع المبادرة


    الميرغني كشف عن لقاء يجمعه بالرئيس ونائبه الأول
    وأكد استمرار الجهود لتوسيع المبادرة بعد الاتفاق على اجتماع بينه والرئيس والنائب الأول وكل القيادات السياسية، وقال: "نأمل ذلك، لأن الاتحادي لا يريد أن يستأثر بقضايا الوطن لأنها ملك للجميع ولا بد أن تناقش بصراحة ووضوح للوصول إلى ما ينفع الناس".


    ودعا إلى ضبط التفلتات من بعض عناصر الحزب الاتحادي والمؤتمر الوطني حتى لا تحدث تشويشاً في وقت تحتاج فيه البلاد إلى جمع الكلمة والصف.


    وأكد أن اللقاء وضّح "أشياء كثيرة" بشأن تفلتات عناصر غير مسؤولة في الحزبين، وأضاف: "سيوضع حد لهذه التفلتات لأنها تضر بمصالح الوطن والمواطنين وتخلق تشويشاً وظروف البلد محتاجة إلى الصفاء والتناصح والوفاق".


    وكانت حرب تصريحات قد اشتعلت بين قيادات في الحزبين على خلفية إمكانية مشاركة الحزب الاتحادي في الحكومة الجديدة المشكلة أخيراً.


    وجدد الميرغني تنديده بـ"ادعاءات" المحكمة الجنائية الدولية، ودعا إلى النظر لاستقرار السودان ومصلحة الوطن والمواطنين.
    http://www.elhalaween.net/news.php?action=show&id=443


    خلال لقائه مولانا الميرغني البشير يجدد التزامه بتعزيز مسيرة الوفاق
    http://www.3alyab.com/modules.php?name=News&file=article&sid=264

    Quote: أكد المشير عمر البشير رئيس الجمهورية مجددا حرصه والتزامه بتعزيز مسيرة الوفاق الشامل وتحقيق الوحدة الوطنية بالبلاد وعبر خلال لقائه مولانا محمد عثمان الميرغني رئيس حزب الاتحادي الديمقراطي بالقصر الجمهورية اليوم عن


    تقديره للمواقف الوطنية للميرغني وحرصه علي وحدة وسلامة واستقرار البلاد وشدد مولانا محمد عثمان الميرغني في تصريحات صحفية علي ضرورة الوفاق الوطني الشامل وتعزيز وحدة البلاد ونبذ الفرقة والشتات معلناً انه سيلتقي في هذا الشأن بالفريق أول سلفاكير ميارديت النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس حكومة الجنوب وأضاف إننا نحتاج لدعوة كل الفرقاء لتوضيح أرائهم في حاضر ومستقبل البلاد وقضايا الوطن المختلفة وإتباع ما كان صواباً منها ورد ما كان خطأ وفيما يتصل بتسمية الحزب لأي مرشح لرئاسة الجمهورية قال اننا ننظر ذلك في حينه مشيرا إلي انه سجل اسمه ضمن السجل الانتخابي ودعوته لكل المواطنين وقواعد الحزب لممارسة حقها القانوني والدستوري


    والخ....وهلمجرا...
                  

09-29-2010, 06:55 AM

AnwarKing
<aAnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحزاب لا تحركها الكثير من القضايا الوطنية، ويحركها "سجم" قادتها!!! (Re: AnwarKing)


    كيف يمكن فهم أن حزب الأمة مثلاً لا يقبل بالحلول الثنائية ، بعد توقيع زعيم الحزب لإتفاق ثنائي "فاشل عند التوقيع عليه"
    وفاشل لأن زعيم الحزب المفروض أنه وعى درس 30-6-1989

    وكيف يمكن فهم أن الحزب الإتحادي ضد تدويل قضايا السودان وزعيم الحزب قد وقّع إتفاق برعاية أجنبية في عاصمة أجنبية!!!


    أعتقد أن علي كرتي ما جاب حاجة من عندو...بل وضع الحقيقة بكل لطف كما هي...والما يشتري يتفرج!

                  

09-29-2010, 07:03 AM

AnwarKing
<aAnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحزاب لا تحركها الكثير من القضايا الوطنية، ويحركها "سجم" قادتها!!! (Re: AnwarKing)


    ثم أنو المعيشة على التواريخ لن تجعل من الفسيخ عصير منقة... كان السودان ومايزال وسيظل بحاجة لسياسيين متجردين من
    كل شئ سوى الوطنية ويعملون ليل نهار من أجل خدمة قضاياه...

    فليقل لي أي شخص بالله... لماذا تشظى الحزب الإتحادي لمليون حزب؟ وحزب الأمة لمليون حزب؟
    لماذا؟

    لأن القادة التاريخييين الملهمين الأبدييين...ملوك الملوك وقادة القادة والخ...حتى نصل إلى القذافي مواقعهم ليست محور للنقاش...
    وقد صكت آذاننا منذ أن كنا أطفالاً بما يسمى بمؤسسات الحزب والخ...

    كأن الديموقراطية المعنية في كوكب آخر... رأينا هذه السنة فقط ديفيد كاميرون...الذي هو في مقام ابن أي من الزعيمين (المهدي والميرغني)


    وسمعته على الهواء مباشرة يتحدث عن الجيل القادم للحكومات:
    http://www.ted.com/talks/lang/ara/david_cameron.html

    وأقرأ ل "شباب*" حزب الأمة والإتحادي هنا على الإنترنت عن مؤسسية إتخاذ القرار والديموقراطية في أحزابهم والخ...

    بكل أسف يريد البعض أن يغطي قرص الشمس بأصبعه!

    _________________________________
    * شباب الحزبين هنا قد يكونوا أكبر سناً من ديفيد كاميرون!

                  

09-29-2010, 07:12 AM

محمد الأمين موسى
<aمحمد الأمين موسى
تاريخ التسجيل: 10-30-2005
مجموع المشاركات: 3470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحزاب لا تحركها الكثير من القضايا الوطنية، ويحركها "سجم" قادتها!!! (Re: AnwarKing)

    Quote: شباب الحزبين هنا قد يكونوا أكبر سناً من ديفيد كاميرون!


    وأكيد هم أعمام الشافع إد ميليباند!!!

    ما تفور دمك ساكت يا كنج.
                  

09-29-2010, 07:25 AM

AnwarKing
<aAnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحزاب لا تحركها الكثير من القضايا الوطنية، ويحركها "سجم" قادتها!!! (Re: محمد الأمين موسى)

    Quote:
    وأكيد هم أعمام الشافع إد ميليباند!!!

    ما تفور دمك ساكت يا كنج.


    والله حاجة تمغص يا دكتور...الزول تلقاهو معلق ليهو صورة من زمن جوز الحمام كان تلاتة...وفي أول لمة بورداب يظهر ليك شنو مشيّب!

    فعلاً الشباب شباب الروح...ويا رب طولك يا روح!
                  

09-29-2010, 07:09 AM

يوسف محمد يوسف
<aيوسف محمد يوسف
تاريخ التسجيل: 12-28-2006
مجموع المشاركات: 2368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحزاب لا تحركها الكثير من القضايا الوطنية، ويحركها "سجم" قادتها!!! (Re: AnwarKing)

    Quote: أعتقد أن علي كرتي ما جاب حاجة من عندو...بل وضع الحقيقة بكل لطف كما هي...والما يشتري يتفرج!




    حقيقة هو زمن المهازل .. فلنتركها لتمرح !
                  

09-29-2010, 07:12 AM

AnwarKing
<aAnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحزاب لا تحركها الكثير من القضايا الوطنية، ويحركها "سجم" قادتها!!! (Re: يوسف محمد يوسف)


    نعم زمن المهازل عزيزي يوسف...شكراً على مرورك وتأكيدك لكلامي...

    أنور
                  

09-29-2010, 07:17 AM

AnwarKing
<aAnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحزاب لا تحركها الكثير من القضايا الوطنية، ويحركها "سجم" قادتها!!! (Re: AnwarKing)

    Quote:
    الاستاذ فتحى الضو يطلق سلاح التدمير الشامل ضد زعيمى الحزبين التاريخيين !

    د.على حمد إبراهيم

    [email protected]

    بكتابه بعنوان " سقوط الاقنعة – سنوات الخيبة والأمل " يكون الاستاذ فتحى الضو قد أتحف المكتبة السياسية السودانية بسفر جديد يضاف الى سفرين سابقين هما "محنة النخبة السودانية" و" حوار البندقية ".وهى اصدارات توثيقية دوّن فيها بحرقة بعض مسببات اوجاع الوجدان السودانى المأزوم سابقا وحاضرا ، ويخشى أن يكون مأزوما قابلا ومستقبلا بأن يظل قذى العيون السوداني ماكثا فيها حتى تضيع الرؤيا بصورة سرمدية ، فيتنكب الوطن الطريق ويدلهم ليل السائرين ولا تستبين الطريق .

    كان من المفترض ان يكون ، أو قل كان من المتوقع ،أن يكون كتاب الاستاذ فتحى الضو الثالث هذا عبارة عن حيثيات ادانة كاملة وموثقة لقادة حكم الانقاذ. ولكنه جاء اقرب الى ادانة المعارضة الديمقراطية ممثلة فى التجمع الديمقراطى ،وادانة قاسية لفترة الديمقراطية الثالثة ولزعيمى الحزبين الكبيرين خاصة بصورة جذبت انتباه المحللين والمتابعين ،واثارت اشجان المشفقين ، وزادت من احتقان مشاعر المنتقدين الذين يحملون الزعيمين كل المسئولية عما حدث ويحدث للوطن اليوم من تهتك وتفتت . و مايحدث للشعب من ضيق مذرى فى حياته ، ومن فقد لحرياته وأمنه الاجتماعى والسياسى بسبب ما اعتبروه مماحكة وتردد وعبث من الحزبين فى ادارة شئون البلد فى المرات التى حكما فيها البلد مؤتلفين معا . و لا يستمع هؤلاء المنتقدين لدفع الحزبين بأنهما كانا يرثان حجما هلئلا من المشاكل فى كل مرة يؤول لهما الأمر بعد حكم شمولى طويل عادة ما يترك وراءه خزينة فارغة ومنهوبة على مدى فترات طويلة لا تقارن بفترات حكم الحزبين القصيرة .

    اثنان من انصار رموز الديمقراطية احزابا كانت ام قيادات كان لهما رأى حاد من الكتاب ومن مؤلفه . وصف احدهما الكتاب بأنه اثبات لنهج المثقفاتية السودانيين الذين يكنون عداءا تاريخيا للحزبية انطلاقا من قناعة وجدانية ظلت ملازمة لهم منذ الازل تقول بأنهم ليس لهم مكان او مستقبل فى هذه الاحزاب. ويأتى من هذه النافذة عداؤهم الدائم للديمقراطية ولوسائطها التى هى الاحزاب .وأضاف ان هؤلاء المثقفاتية هم بعض من"افندية السياسة " الذين كانوا دائما حلفاء للشمولية والشموليين بداية من عهد نميرى ومرورا بعهد عبود وانتهاءا بعهد البشير . الشعب السودانى لا ينسى كيف تقاطر كبار المثقفين وحملة الشهادات العليا على نميرى بصفة خاصة وتزاحموا على ابوابه يمجدونه حتى كبر الوهم فى عقله الى درجة ادعاء الولاية على المؤمنين، والى تعميد نفسه اماما لهم مقابل وظائف كان يمنحها لهم فى الصباح عن طريق المذياع وينزعها فى المساء عن طريق المذياع ايضا .وقال هذا المنتقد ان الكتاب يثبت حقيقة معاشة هى ادعاء افندية السياسة امتلاك الحكمة وفصل الخطاب . المنتقد الثانى للكتاب قال ان شهادة الاستاذ فتحى الضو عن الاحزاب السودانية وزعماء هذه الاحزاب هى شهادة مجروحة باعتبار ميوله الحزبية مع مجموعات عبد العزيز خالد .وهى مجموعات تحمل عداءا مكشوفا للاحزاب السودانية وهى مجموعات كان معظمها من ذوى التوجهات الشيوعية بمافيبهم عبد العزيز خالد نفسه. ويقول صاحب هذا الزعم ان الاستاذ فتحى واصدقائه فى التحالف ورثوا هذا الضيق بالاحزاب بسبب ارثهم اليسارى القديم.

    لكن ، ورغم رأى هذا وذاك فى الكتاب ، فانه لا يمكن التقليل من الاثر السئ الذى سيتركه هذا الكتاب التوثيقى الهام على مفاهيم الاجيال الصاعدة تجاه هذه الاحزاب وقياداتها ، وتحديدا على شخصيتى زعيمى الحزبين الكبيرين الذين جعلهما الكاتب محور الأساس فى الكتاب يدور حولهما ويعود اليهما المرة تلو المرة من أول الكتاب حتى نهايته ، وفى كل مرة يعود فيها الى سيرتهما يعود بحصيلة هائلة من القصص السالبة ، ويكتبها بلغة تضج بالسخرية احيانا مما ساعرضه فى حلقات قادمة.التهديم المعنوى شمل حصن المعارضة الحصين المسمى بالتجمع الوطنى الديمقراطى ، حيث يكشف الكتاب للقارئ غير الملم بخبايا وبواطن هذا الجسم الهلامى الذى عاش مهاجرا من وطنه ومن اظلافه يحلم ويهذى باقتلاع النظام من الجذور ، قبل أن ينتهى راكبا فى قعر مقطورة يغنى له ويبارك مثل تربال أنعشه نسيم الدعاش الربيعى بعد لفح الهجير المعارضة الذى لم تعد تريح بوائقها . يقدم الكتاب افادات ووثائق وروايات عن ما كان يدور فى اروقة التجمع السرية تكشف مدى ضخامة الخدعة التى تعرض لها شعب السودان من جراء تضخيم هذا الكيان الهلامى لنفسه حتى اصبح مثل عجل السامرى : جسدا له خوار وقدرات هائلة على النبيح السياسى فى البيد الجرداء وضجيج ، حتى صدق حديث نفسه وظنونها ، فمنى المنتظرين عند الرصيف باوهام "الاقتلاع من الجذور" ، "وسلم تسلم" وتركهم على محجة سوداء من الوهم تبعث على الضحك رغم الضجر المحيط بالناس والمكان.

    لقد هاجر المعارضون بخلافاتهم الى أرض الكنانة ، وتركوا من خلفهم شعبا منوه بكل مثير. الاستاذ فتحى الضو الكتاب يعرى ذلك الواقع المرير ، ويزيل اقنعة الخداع من على الوجوه الخادعة بهذا السفر الضخم الذى اراد له ان لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وقد احصاها حتى يجد المخاتلون جميعا ماعملوا حاضرا .دكتور متوكل اعترض ابتداء على (كلمة الاقنعة ) فى عنوان الكتاب وقال ساخرا فى ندوة محضورة فى واشنطن اقيمت على شرف الكاتب إن السياسيين السودانيين لا اقنعة عندهم .فحالهم مكشوفة منذ الازل وكل خيباتهم مطروحة على قارعة الطريق. يهمنى فى هذه الوقفات ما جاء فى الكتاب عن ممارسات الذين اسموا أنفسهم قادة المعارضة وقادة التجمع اكثر مما جاء فيه عن ممارسات الحكام الذين اختطفوا السلطة بليل لسبب بسيط هو أن هؤلاء قالوها على رؤوس الاشهاد وبلسان كبيرهم بأنهم أخذوا هذه السلطة بقوة السلاح وسوف يحمونها بقوة السلاح وعلى من يريدها منهم فعليه أن يحمل السلاح : بمعنى آخر :انهم ماضون فى طريقهم الذى اختاروه ، وعلى الذين يرفضون هذا الطريق أن يشربوا من البحر . نعم أكرر : أن كل ما جاء فى السفر عن ممارسات الحاكمين لا يشكل مفاجأة أو خبرا للقارئ الذى اكتوى بهذه الممارساتز زهاء العقدين الآن. فممارسات الحاكمين ظلت كتابا مفتوحا ، والكتب المفتوحة هى ميادين مطروقة والمطروق مألوف. أقول هذا و لا اقلل من اهمية تدوين تلك الاحداث.

    ما جاء فى سفر الاستاذ فتحى عن ممارسات قادة المعارضة فهو الخبر الحقيقى والمثير والمضحك والمبكى. وانت تقرأ سيرة هذه المعارضة فى الكتاب ، فلا بد أن يأخذك العجب والغضب والاندهاش صعودا وهبوطا. وان كنت من الذين بنوا آمالا كبارا على هؤلاء القادة المعارضين ، فلا بد أن يصيبك المرض الذى يصيب المفؤودين والموؤودين والمأزومين عادة باعتبار أنك ستكون أحد هؤلاء لا محالة .ولكننى ابدأ هذه الوقفات بما لحق بزعيمى الحزبين الكبيرين واثار مؤيديهما عله يفتح بابا للتوضيح او التصحيح اولمزيد من النقد باعتبار ان نقد الذات هو اول خطوات الاصلاح .فالى الحلقة الثانية القادمة باذن الله .


                  

09-29-2010, 07:18 AM

AnwarKing
<aAnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحزاب لا تحركها الكثير من القضايا الوطنية، ويحركها "سجم" قادتها!!! (Re: AnwarKing)

    Quote:
    اطلاق سلاح التدمير الشامل ضد زعيمى الحزبين التاريخيين! (2)
    mailto:[email protected] - [email protected]
    د.على حمد إبراهيم

    قلت فى الحلقة الاولى من هذه السلسلة إن الاستاذ فتحى الضوقد أطلق سلاح التدمير الشامل ضد زعيمى الحزبين التاريخيين ، السيدين الصادق المهدى والسيد محمد عثمان الميرغن بما كاله لهما من انتقادات واتهامات جارحة فى كتابه المسمى " سقوط الاقنعة- سنوات الخيبة والأمل". وقد خصّ الاستاذ فتحى رئيس الوزراء السيد الصادق المهدى بصورة خاصة ، خصّه بالقدر الاعظم والاقسى من هذه الانتقادات والاتهامات ، ربما لأنه كان رجل الدولة التنفيذى الذى تأتى اليه وتنتهى عنده امور الدولة خصوصا فى اللحظات الحرجة ، وعند المنعطفات الحادة التى تستلزم اصدار القرار السريع والحاسم تلافيا لخطر محدق او تصويبا لخطأ جسيم او ترشيدا يصحح المائل مما يقوم به عادة التنفيذى الأول.وقد اوردت فى فاتحة المقال الأول بعض ملاحظات المنتقدين للمؤلف وللكتاب كحق مكفول لهم .
    - فى هذه الحلقة وفى الحلقات التى تليها ساعرض ما ساقه الكاتب من انتقادات وبما فيها من تفاصيل وتهم جارحة ضد السيد زعيم حزب الأمة قبل أن اعطى حيزا مما ثلا لما تعرض له السيد زعيم الحزب الاتحادى الديمقراطى حذوا بحذو ونعلا بنعل كما يقول المثل كأن الكاتب يقول أن ليس أحدا بأحسن من أحد. يبدأ الكاتب بالتركيزعلى السيد رئيس الوزراء وبصورة تجعله المسئول الاول والاخير عن ضياع دولة الديمقراطية الثالثة أو ربما جاز للبعض من خصوم السيد الصادق أن يجعلوه المسئول الأول عن كل شر حدث فى السودان بعد أن يروا أن المؤلف لم يكد يجد فضيلة واحدة يذكرها له فى هذا السفر الضخم الملئ بالاحداث. وبزعم الكاتب ، فان السيد رئيس الوزراء اضاع دولة الديمقراطية ليس لأنه قام بانقلاب ضدها ، ولكن لأنه تقاعس عن حمايتها بالتقصير الخطير فى اتخاذ القرارات الحاسمة والسريعة عندما اصبحت المعلومات التى تتحدث عن وقوع انقلاب وشيك ضد تلك الدولة لم تكن سرا مكتوما يتداوله المتآمرون خلف الابواب المغلقة ، انما كانت حديثا مشاعا فى قارعة الطريق يتداوله غمار الناس وخاصتهم. أعرض هذه الاتهامات التى ساقها المؤلف ضد السيد رئيس الوزراء وهو شحص له فى قلبى معزة يعرفها الكثيرون. وهى معزة ليست سرا مكتوما. فكاتب هذه السطور ينحدر من اسرة انصارية جهادية عريقة لبى جدودها الاوائل دعوة الامام المهدى الاولى فى مهد الثورة الاول الجزيرة أبا وخاضوا معه معركته الاولى ضد ( أبو السعود) واصبحوا أمراء للثورة فى بواديهم يبشرون بالدعوة الجديدة السامقة ويزودون عن حياضها بالرخيص والغالى.وكان من الامراء جدودى الامير ابوعسل امير البوادى القوى الشكيمة والامير بخيت عبيد ن و الامير موسى احمد البشير الفقيه صاحب تقابة القرآن الوجواجة التى كانت تشعا نورا فى القلوب على مدار الزمن الكسول ، يتقاطر نحوها الناس طلبا لنجدة من ولى الله بجاهه عند خالقه . هذا اولا . ثم اننى نشأت على تقدير خاص للسيد رئيس الوزراء تعاظم فى قلبى منذ كنت صبيا فى السياسة و لا افهم فيها كثيرا . ولكن جذبتنى اليه سيرته الوضيئة فى طهارة اليد ونظافة السريرة ونبل الاخلاق والخلق مما يعرفه عارفوه وقاصدوه . وتلك محامد تعز فى سياسىّ العالم الثالث الذين يسرقون الكحل من العين ، أو يسرقون جنا العاقر كما تقول جدتى بت وداعة رغم حرص العاقر الشديد على مولود ياتى بعد ضنك الانتظار الطويل. قصدت من هذه المقدمة أن اقول أننى أعرض فى هذه الحلقات ملخصا لانتقادات حادة ضد رجل يجل فى قلبى وزنه وأفعل ذلك وحالى يشبه حال من يقدم على الجمر يطأه وهو يعلم أن ذلك الجمر حارقه لا محالة. ولكن لا بأس . فالتداوى من الاسقام يجبر المتداوون على تجرع مر العلقم . وأول وصفات التداوى السياسى تبدأ بنقد الذات مهما كان فى ذلك من مرارة . فان صدقت اتهامات الكاتب ، فان السكوت عليها أو تجاهلها لايخدم قضية لأحد. بل ربما هدّم هذا السكوت ما تبقى وأطلق عليه عاديات رياح السموم " التى تخلى دياره عويش" على تعبير احد شعراء باديتنا الفحول . نحن قوم بدويون نلتحف الصدق مع النفس ومع الناس . ولا ننافق ،لأننا نعتبر النفاق تحقيرا للنفس وتحقيرا للذى ننافقه . لقد كنت من المتذمرين الناقدين عشية الانقلاب بسبب ما كنت أرى من نتوءات تقشعر لها الابدان على جسم النظام الديمقراطى . وكنت أضع يدى على قلبى خوفا عليه. ويوم اعلن الانقلاب لم يكن ذلك خبرا بالنسبة لى . وتلك قصة ربما احتاجت حيزا غير هذا ووقتا غير هذا. لقد اعتبرت ما قال المؤلف عن السيد الصادق المهدى نوعا من اطلاق اسلحة التدمير الشامل عليه . لأن المؤلف لم يكد يجد فضيلة واحدة يثبتها للرجل الذى تسمو مكانته فى قلبى لنظافة يده وطهارتها ولسمو نادر فى خلقه واخلاقه وتلك صفات تجلب للانسان حب الناس وتقديرهم . وكنت واحدا من هؤلاء الذين يقدرون الرجل لوجه الله ، وبلا طمع فى نيل يقدمه وقد اصبح منذ زمن طويل غير قادر على افادة نفسه ناهيك عن افادة الآخرين اذا كنت من المرضى الباحثين عن المقابل جراء مواقفهم . والحمد لله كثيرا أن عافانى من هذا الداء الخبيث واصاب به آخرين .أعرض أقوال الكاتب الصديق فتحى الضو و لا املك حق نفى ما يقول ، ولا حق تثبيت ما يقول . ولكنى اتوقع أن لا يسكت الذين بيدهم هذا الحق.اتوقع أن يجد ما أورد الكاتب اما قبولا واعترافا وتوضيحا وتبريرا .و اما رفضا واستنكارا . اما السكوت والتجاهل فلا . لأن أثر ذلك لا يقل عن تأثير ما قيل فى الكتاب الذى هو – فى يقينى بمثابة سلاح تدمير شامل ضد كل المعسكر الديمقراطى. ولكن ماذا جاء فى الكتاب؟

    - " دخل عليه ضابط من ذوى الرتب الوسيطة فى القوات المسلحة، وكان يتأبط خبرا مزعجا ، تشيب له الولدان، وقد جاء تحديدا لابلاغ المهدى به، فقال الضابط :" هناك ترتيبات تجرى لتنفيذ انقلاب عسكرى لتغيير السلطة الديمقراطية!". سأله المهدى عن مصدر معلوماته. فقال الضابط : ليس هناك مصدر معين.لكنه التقط كثيرا من الهمس الذى يدور وسط ضباط المؤسسة العسكرية لدرجة اصبح ذلك فى حكم اليقين. ولكن المهدى باغته بسؤال استنكارى:" هل تفتكر ممكن ضابط يغامر ويهد الشرعية الدستورية ؟! ويجيب الضابط: ياسيد الصادق الضابط المغامر عندما يركب الدبابة لا يعرف المؤسسة الشرعية ، وكل تفكيره يكون مركزا فى اتجاه ان حياته فى خطر ، مما يحفزه لتنفيذ تلك المهمة فقط ."غير ان المهدى عاجل الضابط بسؤال آخر ينضح تواضعا:تفتكر مالذى يمكن عمله؟ ويجيب الضابط: قادة الوحدات يجب ان يكونوا ملازمين فى وحداتهم بدرجة استعداد قصوى ،وتأهب كامل.كما يمكن أن توضع كتيبةأو اكثر فى منطقة فتاشة"
    - يورد المؤلف هذا الحوار الذى دار بين السيد الصادق والضابط ذى الرتبة الصغيرة الذى واضح انه جاء متطوعا لتبليغ رئيس الوزراء ببعض ما يدور من لغط ، يورده بين غابات من علامات التعجب والاستغراب، استنكافا واستغرابا أن يسأل رئيس الوزراء الضابط الصغير الرتبة ان كان يعتقد أن ضابطا ما يمكن أن يغامر و يهد الشرعية الدستورية؟ أو يسأله عما يمكن عمله لتفادى وقوع الانقلاب. والكاتب محق فى حشد علامات الاستغراب والتعجب. إذ أن عدد المرات التى قام فيها ضباط مغامرون بهد الشرعية الدستورية ، أو بمحاولات هدها ، لا تكاد تحصى! أما السؤال عما يمكن عمله ، فيبدو سؤالا فى غير مكانه . اذ أن رئيس الوزراء فى هذه الحالة بالذات هو صاحب الأمر والنهى الذى يتوقف على تصرفه السريع والحاسم أمر موت أو حياة النظام الديمقراطى الذى هو مكلف بحمايته ، ولا يمكن أن ينتظر النصيحة من ضابط صغير غير مكلف حتى لينقل ما نقل لرئيس الوزراء من معلومات ، ويمكن أن يعاقب عليها من باب الانضباط العسكرى اذا اكتشف رؤساؤه تبرعه بنقل هذه المعلومات لرئيس الوزراء لأنه خالف أسس التسلسل القيادى _ .chain of command
    أما ما نصح به الضابط رئيس الوزراء من اجراءات فهى من باب البديهيات التى لا ينتظرها رئيس الوزراء من أحد .إنه القائد التنفيذى فى هذه الحالة ، وهو الذى يقرر الذى يجب عمله بالسرعة المطلوبة.أملى أن لا تكون الرواية صحيحة فى اطلاقها .اذ يكبر عندى وكبر عندى بالفعل أن يطلب رئيس الوزراء النصح من ناصح هو من مرؤوسيه الصغار جدا والذين يجب ان يكونوا لا فى العير ولا فى النفير لما يجب أن يكون فى علم وتقدير السيد رئيس الوزراء. وصف الكاتب لسؤال السيد رئيس لوزراء بالتواضع هو وصف دقيق وبليغ وجارح ويملا صفحات . يقينى ان المؤلف أورد ما اورد من مصادره الخاصة .ولا حجة عندى لكى أشكك فى صحة هذه الروايات.ولكنها تصيب من النفس مقتلا وتجعلك احيانا تقف عاجزا عن التفسير وعن الاجابة.مثل عجزى فى الاجابة على سؤال قريبى الانصارى الذى وقف منفعلا ومنتفضا حين سمع المارش العسكرى ينطلق من الراديو فى الثلاثين من يونيو وقال موجها سؤاله لى : يعنى عملوها للمرة الثالثة ؟ يعنى كل مرة نحن نخدم ونفوز ، ويجو دول مثل غربان النحس ويخطفوها مننا ومايكون عندنا غير الجعير ؟ ولم ينتظر قريبى الغاضب اجابة منى ، فقد قرر الاجابة على سؤاله مسبقا حين قال انه لن يكون عندنا غير الجعير. والجعير هى لغة بدوية تعبر عن ثغاء الخراف والنعاج وهى تمد رقابها مستسلمة للقصاب! ومثل قريبى ذهلت للبساطة الغريبة التى نفذ بها الانقلاب الانقاذى مما تداوله الاعلام المندهش والفرح والشامت.وتمضى الحكايات:
    "فى يوم 25 من يونيو 1989 ، أى قبل انقلاب الانقاذ بست ايام فقط ، كانت مجموعة من ضباط الأمن ترصد اجتماعا لعدد من قيادات الجبهة القومية الاسلامية فى منزل ربيع حسن احمد فى ضاحية المنشية شرقى الخرطوم. وشاءت الصدف أن يمر السيد عبد الرحمن فرح رئيس جهاز الأمن الوطنى بالمكان فى طريقه الى منزله فى المنشية. وحرص احد الضباط أن يطلعه على مهمتهم المتلخصة فى مراقبة اجتماع مجموعة الجبهة القومية الاسلامية فى منزل السيد ربيع حسن احمد لاعتقادهم أن هذه المجموعة تخطط لانقلاب . ضحك السيد عبد الرحمن فرح وقال باستخفاف : ديل يعملوا انقلاب ؟ وتابع حديثه مع ضابط الأمن قائلا :" انتو مشغولين بالفارغة! انتو عينكم فى المايويين وهم يخططون لانقلاب وتراقبوا ناس الجبهة!وانتهى الحوار بأن أمر رئيس جهاز الأمن ضباطه بالإنصراف والاهتمام بالمايويين ."سؤال رئيس جهاز الأمن الوطنى الاستخفافى " ديل يعملو انقلاب؟" أجاب عليه الجبهجيون بأن عملوا الانقلاب فى اللحظة التى نام فيها رئيس جهاز الأمن ونام معه كل العاجزين عن فعل التمام. والدليل على انهم قادرون على القيام بانقلاب هو وجودنا هنا فى هذا الزمهرير القارص. ولا عزاء للحزانى.
    حدثنى المؤلف كثيرا عن احترامه وتقديره للسيد الصادق فى معرض نفيه للاتهام بأنه تحامل كثيرا على السيد الصادق فى هذا الكتاب . وأنه كتب ما كتب بروح من التشفى المقصود لذاته.وقد رددت كوادر حزب الأمة المنتشرة فى الولايات المتحدة هذا الاتهام بقوة. وقال انه ابلغ السيد الصادق شخصيا فى احدى مقابلاته معه- ابلغه بأنه انتقده فى هذا الكتاب لحرصه على ضرورة أن نمارس جميعا فضيلة نقد الذات وضرورة أن يقبل قادتنا هذه الفضيلة .واضاف بطرافة " أن السيد الصادق رجل ديمقراطى ، ولانه كذلك فقد تفهم هذا النقد ، وقبل فضيلة ممارسة نقد الذات كضرورة من ضرورات الاصلاح . وذكر لى ضاحكا انههم كصحفيين يحبون مناكفة السيد الصادق ويحسون بأن انتقادهم له اصبح من المشهيات أو مثل الملح يضاف الى الملاح حتى لا يكون مسيخا أو (مرخيا ) بلغة ربات البيوت. بعد قراءتى الاولى للكتاب أيقنت أن الاستاذ فتحى أضاف لما كتب عن السيد الصادق ملحا كثيرا قد تجعل الكثيرين من انصاره غير قادرين على ابتلاع لقمة واحدة من ذلك الطعام الذى حرص على ألا يكون مسيخا. ولكن يقينى أن ذلك لن يغضب السيد الصادق لأن السيد الصادق شخص محصن ضد الغضب السلبى .أقول هذا ومبلغ علمى ان كوادر حزب الامة الغاضبة ترى أن الكاتب خصص كتابه للهجوم على حزبها وعلى زعيمها وأن المؤلف كتب ما كتب بلغة غاضبة وليست ناقدة كأن بينه وبين السيد الصادق خلافا شخصيا أو ثأرا قديما . احدهم اشار الى فقرة محددة فى الكتاب علمها ورقمها ووضع تحتها خطوطا حمراء كثيرة و ينتقد فيها المؤلف السيد الصادق بحدة شديدة على حديث صحفى أدلى به ذات يوم تحدث فيه عن قدرته على حماية النظام الديمقراطى اذا قبل أن يتبع اسلوبا غير قانونى كأن ينشئ مليشيات مسلحة لتكون جيشا ضاربا موازيا للجيش القومى و قال فيه تحديدا أن لديه خمسون الف مقاتل جاهزون عند الطلب فى اشارة واضحة كما يبدو الى قواعده الانصارية. المؤلف رد على هذه الجزئية من الحديث المنسوب الى السيد الصادق ،رد عليها بحدة شديدة خرجت عن المألوف وبدا كما لو كان فى مبارزة سياسية مع صاحب الحديث. فهو يصف السيد الصادق فى هذا المنعطف بأنه ينسخ أقواله ، ويجعل لكل مقام مقالا . و يتصرف مثل لاعب سيرك متمرس يتلاعب بالارقام. وذكره بغير قليل من السخرية كيف أن أنصاره لم يلبوا دعوته لهم للهجرة اليه فى الشرق عندما وصل اليه بعد تهتدون .
    ويتطرق المؤلف لواقعة سرد فيها السيد الصادق ا دار بينه وبين السيد احمد سليمان اقترح فيها الاخير أن يتضامن الحزبان – الامة والجبهة القومية الاسلامية- ويقيمان معا نظاما رئاسيا عن طريق الانقلاب والقوة اذا لم يمكن ذلك بالوسائل الديمقراطية. الكاتب وصف حديث السيد الصادق باللولبية. ويصف مذكرات السيد الصادق التى جاءت فى سياقها هذه القصة ، يصفها بأنها لن تحرك شعرة واحدة فى رأس أى احد من الناس . بالفعل الكاتب اعطى نفسه هنا حقا لا يملكه جزم بأن مذكرات السيد الصادق لن تحرك ساكنا فى رأس أحد .من منا يمكن أن يجزم نيابة عن قراء بالملايين .احد الغاضبين علق بأن المؤلف تفسح كثيرا تحت الهواء الطلق واصبح يفتى كما يفتى التكفيريون فهو يعدم هذه المذكرات لأنها لم تعجبه وما لم يعجبه ، فهو لا يعجب الآخرين .
    ويدلق المؤلف حبرا كثيرا فيما يسميه تأزيم السيد الصادق للواقع السياسى فى السودان عقب توليه لمسئولياته مباشرة ويتهمه بالقيام بالعديد من الممارسات السالبة التى سببت هذا التأزيم. ويورد امثلة لذلك ، ويذكر ما اسماه تنكره لبرنامجه الانتخابى وغض الطرف عن قوانين قوانين سبتمبر و عقد التحالفات وفضها لاسباب لا علاقة لها بنبض الشارع. وشخصنة المسائل مع الحزب الشريك مثل ماحدث فى موضوعى دكتور ابوحريرة ودكتور احمد السيد حمد. ويمضى المؤلف خطوات أبعد فى هجومه على السيد رئيس الوزراء ويتهمه بالهروب الى الامام. وتمثل الهروب الى الامام برأى الكاتب فى التستر على ما اسماه الكاتب بممارسات السيد مبارك الفاضل فى الفساد ونقله من وزارة الى اخرى برشاقة الفراشات. الصورة القاطعة التى يتحدث بها عن فساد السيد مبارك الفاضل لا تخلو من مجازفة . فماذا لوتقدم السيد مبارك بشكوى قانونية ضد المؤلف . ماهو دليل الاثبات حصوصا أن الانقاذ بعد انقلابها قتلت الوقت بحثا وتنقيبا فى ملفات السيد مبارك وغيره ولم تجد غير قطعة ارض منحها وزير لمواطن لكى يبنى عليها منزلا لاسرته. وبعد سرده الطويل لمثالب السيد الصادق الداخلية ، يقول المؤلف أن السيد الصادق قرر الهروب الى الامام وذلك بمد يده الى علاقات السودان الخارجية بهدف تدميرها . ويذكر أنه خرّب علاقة السودان مع مصر .و زعم أنه اسقط ثورة جده الامام المهدى على العلاقات مع مصر واورد لذلك معتمدا على قول السيد الصادق " هناك قطاع من أهلنا فى مصر يصر على رفض فهم الشعب السودانى. وهذا القطاع فشل فى فهماكبر الثورات القرن الماضى بالسودان وكذلك ثورة اكتوبر وثورة رجب"ويقول الكاتب أن مصر بادلت السيد المهدى نفس (العداء!) وأن ذلك يحدث للمرة الأولى! وأن ذلك هو أمر نشاز فى العلاقات بين الدول . بالطبع الكاتب تمدد هنا ونسى التاريخ القديم والحديث سواء بالنسبة للعلاقات بين مصر والسودان او العلاقات بين الدول. فهناك دماء سالت وتسيل وهناك اراضى احتلت واراضى ما زالت محتلة. اما العلاقات بين الدول فهى ليست دائما وردية وليست دائما أزلية كما يوحى تحليل المؤلف.
    ويورد الكاتب ملابسات تشير الى تحركات دبلوماسى عربى مشبوهة عشية الانقلاب . ثم لا يلبث حتى يدلف للوضوح بدلا من الترميز ، فيقول أن السيد رئيس الوزراء كان مسئولا عن الملابسات التى أدت الى أن تكون (0مصر) هكذا بالاسم، طرفا فى هذا الحدث .أى طرفا فى الانقلاب .هكذا ورط الكاتب مصر صراحة فى ما حدث فى الثلاثين من يونيو . ولا اعتقد أن كشف هذا الأمر ، وبهذا الوضوح ، يمكن أن يسعد مصر . ولا أعتقد أنه يسعدها القول انها عادت السيد الصادق الى درجة القيام بدور( فى الحدث )مهما كانت درجة علاقاتها السالبة مع السيد الصادق.
    ويواصل الكاتب سرده ، فيضيف أن السيد الصادق أزم علاقات السودان مع السعودية والكويت والعراق وبقية دول الخليج وكذلك دول الجوار الافريقى. احد الذين قرأوا الكتاب استوقفته هذه الفقرة .سألنى مستغربا ،وهو ليس من انصار السيد الصادق، سألنى "ان كانت مرّت علىّ فى عملى الدبلوماسى الطويل حالة يكون فيها رجل دولة بحجم السيد الصادق بلا فضيلة واحدة سواء فى داخل بلده او فى خارجها كما يزعم هذا الكاتب ، وهو يقيّم زعيما يجئ دائما الى السلطة على رأس الفائزين عن طريق الانتخاب الديمقراطى ". واضاف : "هل اصيبت كل الملايين التى اعتادت ان تنتخب هذا الزعيم كل مرة باصوات اعلى من جميع الفائزين؟
    بالقطع الجماهير لا يصيبها الرمد الجمعى.
    ونواصل باذن الله.
                  

09-29-2010, 07:19 AM

AnwarKing
<aAnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحزاب لا تحركها الكثير من القضايا الوطنية، ويحركها "سجم" قادتها!!! (Re: AnwarKing)

    Quote:
    كتاب سقوط الاقنعة : يحاكم الديمقراطية (الحلقة الثالثة)*

    د.على حمد إبراهيم

    [email protected]

    اعرض فى هذه الحلقة ما جاء فى كتاب (سقوط الاقنعة) لمؤلفه الاستاذ فتحى الضو عن اعلان المبادى الذى تم التوصل اليه بين السيد محمد عثمان الميرغنى والدكتور جون قرنق فى نوفمبر من عام 1988 والذى عرف فى الادب السياسى السودانى مجازا باتفاقية السلام السودانية .وبالطبع اطلاق وصف الاتفاقية على اعلان مبادئ بسيط وذى خطوط عريضة قليلة هو من باب التوصيف المجازى وغير الدقيق وغير الصحيح. والصحيح والدقيق هو أن ما تم التوصل اليه هو اعلان مبادىء بين الطرفين على غرار اعلان مبادىء الايقاد الذى احتاج تحويله الى اتفاقية سلام الى سبع سنوات من التفاوض الشاق قبل ان يصير اتفاقية بالمعنى العلمى للكلمة. ومن البداهة أن تفاوضا طويلا وشاقا كان سيدور حول التفاصيل التى يعرف الجميع ان الشيطان يتدثر فى لبها دائما كما يقول المثل. وربطا على ذلك فلم يكن معروفا ما سيؤدى اليه ذلك الجدل وذلك التفاوض .وبنفس القدر لم يكن متاحا أن يعرف احد من البشر ان الامر سينتهى فعلا الى ان يكون اتفاقية للسلام تحدث تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية ويحقق امنا واستقرارا .كم كثيرة هى اعلانات المبادئ التى تم التوصل اليها على نطاق اقليمى وعالمى ووجدت من الاهتمام والرواج الاعلامى الكثير ومع ذلك طاحت الى التراب ولم تحقق نتائج تساوى قيمة ما دلق فى الحديث عنها من حبر . ويمكن ان يذكر هنا اعلان مبادئ اوسلو واعلان مبادئ كامب ديفيد ، واعلان مبادئ ( نهر واى) فى ولاية ماريلاند الامريكية الذى كادت ان تعلن على اثره الدولة الفلسطينية بوساطة الرئيس كلينتون لولا تراجع الرئيس عرفات فى آخر لحظة ######## الفرصة على شعبه استجابة لضغوط جهلاء حماس الذين لا يعرفون كوعا أو بوعا فى السياسة الدولية. ولما كان الكاتب قد نحى فى كتابه منحى توثيقيا مقدرا فربما كان اكثر مواءمة لو التزم جانب التدقيق العلمى، فيطلق على ما تم التوصل اليه بين السيدين محمد عثمان الميرغنى وجون قرنق الاسم والوصف الصحيحين واعتباره اعلانا للمبادئ ينتظر التنزيل لكى يصبح اتفاقية . صحيح ان التعامل مع الخطأ الشائع والقبول باستعماله وترديده هو تقليد شائع فى بعض دوائر البحث والنشر من باب الكسل الذهنى واستصحاب الأسهل.وكنوع من القبول على مضض بالركون الى قاعدة قبول التعامل مع الخطا الشائع ، فسوف اضع كلمة اتفاقية بين قوسين كلما جاء ذكرها فى السياق تنبيها للقارئ أن ذلك الحلم الجميل لم يتم ولم يكتمل.
    يقول الكاتب ان ( مبادرة السلام) ، وهذا توصيف جديد واضافى ، كانت بمثابة الماء "البارد الذى انهمر على رأس رئيس الوزراء وعوضا عن ايقاظه من ثباته العميق ، كانت ردود فعله تكريسا للعجز والفشل معا بدأها بالتسويف والمكابرة"

    واورد الكاتب تساؤل الناس عن الحكمة" فى رفض ( اتفاقية) لا تلزم بأى شئ سوى توفير الظروف الملائمة لعقد مؤتمر دستورى بمشاركة كل القوى السياسية".لو تغاضينا عن اتهام رئيس الوزراء بالتسويف والمكابرة وهى ليست من الصفات الاخطر مما ورد فى حق الرجل فى الكتاب فى اكثر من موضع ، إلا انه يحق للقارئ المتابع أن يبادر بسؤال نفسه اولا ثم سؤال المؤلف ثانيا السؤال التالى:

    ا : هل صحيح أن ( الاتفاقية)لم تلزم الحكومة بشئ كما يقول المؤلف ؟ وهل فى مقدور الحركة الشعبية أن تفرط بقبول (اتفاقية ) لا تلزم الحكومة بشئ؟ الاجابة الصحيحة تقول ان (الاتفاقية ) الزمت الطرف الحكومى بأشياء فى غاية الاهمية وفى غاية الخطورة السياسة على المستوى الاقليمى العربى خاصة .فهى تلزم الحكومة بالغاء معاهدة الدفاع المشترك بين مصر والسودان! وتلزمها بالغاء بروتوكول التعاون الثنائى بين السودان وليبيا . وتلزمها بأن يجيز البرلمان وليس الحكومة هذه ( الاتفاقية).

    قد لا يعلم كثير من المتحمسين ( للاتفاقية ) أن الغاءها والغاء محضر التفاهم مع ليبيا قد سبب حرجا دبلوماسيا كبيرا للحكومة ولرئيس الوزراء حتى اضطر أن يحرر خطابا رقيقا الى صنوه المصرى الدكتور عاطف صدقى يتحجج فيه بحياء وحرج ظاهرين بحاجة السودان للسلام الذى لن يأتى الا اذا تم الغاء المعاهدة مع الشقيقة مصر ومحضر التفاهم مع الشقيقة ليبياكثمن باهظ للسلام الغائب.ونعرف نحن فى الخارجية ان كتابة رئيس الوزراء الى صنوه دكتور عاطف ذلك الخطاب الرقيق هو محاولة لدفع ذلك الحرج الدبلوماسى. ومحاولة للحفاظ على شعرة الود بين البلدين رغم اتهام الكاتب للسيد رئيس الوزراء بأنه دمر كل علاقات السودان الخارجية العربية والافريقية والدولية وان لم يورد الكاتب التفاصيل والامثلة والحالات التى حدثت بالفعل . طلب الغاء الاتفاقية مع مصر بالذات سبب حرجا كبيرا نعرفه نحن سفراء الخارجية ويعرفه السفير السودانى الأمين عبد اللطيف الذى واجه موقفا دبلوماسيا صعبا لم يواجهه سفير سودانى فى دولة شقيقة من قبل وليت العرف الدبلوماسى يسمح للسيد السفير الأمين عبد اللطيف أن يبيح بمكنون صدره . ولكن تلك حكايات عفا عليها الزمن ولا داعى لنبشها ولكنى اذكرها لأن الشئ بالشئ يذكر ولأن أدراك كل الحقائق هو شئ فوق قدرات البشر . بل إن الكاتب نفسه يورد قول الرئيس المصرى ان مصر (غاضبة) لأن السودان طلب منها أن تبدأ هى مهمة الغاء المعاهدة . هل كان الغضب المصرى حقيقة بسبب طلب السودان أن تبادر مصر بالغاء المعاهدة. مرة اخرى ليت كل ما يعرف يقال .أن السبب الذى قدمه الرئيس المصرى لغضب بلاده ينم عن دبلوماسية حصيفة. وبقراءة دبلوماسية عميقة سنعرف أن مصر غاضبة من الاجراء برمته وليس فقط من الجزئية الاخيرة الخاصة بطلب السودان ان تبادر هى بطلب الالغاء . فى الدبلوماسية علمونا أن الدبلوماسى لا يجزم بقول فصل ولا يضع كل النقاط فوق الحروف بل دائما يترك مساحة للزوغان تحسبا لأى منعطفات حادة قد تواجهه من حيث لا يحتسب . فهو – مثلا - لا يقول هذه اللوحة سوداء .بل يقول انها تبدو سوداء! نعم (الاتفاقية) الزمت الحكومة باشياء صعبة رغم انها كانت مغيبة ولم تشارك فى التفاوض رغم أن مشاركتها كانت ضرورية طالما أريد منها أن تنفذ هذا الاتفاق. ذلك امر لا يختلف حوله اثنان . قلت أن (الاتفاقية) تلزم الحكومة بتنفيذ قرارات صعبة .وزاد من صعوبتها أن الحركة لم تكتف بتفاهم الحكومة مع الدولتين المعنيتين لإلغاء روابط السودان الدفاعية معهما ، انما اصرت على أن يتم تمرير قرارات انهاء علاقات السودان الدفاعية مع هاتين الدولتين عن طريق البرلمان الامر الذى حتم أن تقنع الحكومة البرلمان ,ان يقتنع البرلمان. وفى النظم الديمقراطية لاتبصم البرلمانات على كل ما تريد الحكومات مثلما يحدث فى برلمانات الانظمة الشمولية المأمورة. لقد كان التفاهم مع البرلمان أمرا حتميا ، لأنه كان مغيبا عن الذى حدث ، ومن الصعب الاستهوان بموقف شخص انتخبه الشارع الشعبى ليكون وكيلا عنه وحفيظا على مقدراته . هذا لايعنى بالطبع أن الحكومة لا تستطيع أن تقنع البرلمان بتمرير(الاتفاقية) اذا خلصت نوايا الحزبين الشريكين. و لا يعنى التسليم بالمماحكات بين الحزبين التى تحدث عنها الكاتب أو تبريرها . ولكنى اعنى القول أن النيات بين الحزبين الشريكين لم تكن خالصة ، وأن (شيل الكرعين) كان من أسوأ الممارسات بين الحزبين ، مما جعل الكثيرين من الغاضبين يسمون تلك الممارسات بالتصرفات الصبيانية . لقد كان خلوص النوايا بين الحزبين فضيلة غائبة ومغيبة.مثلا : ماذا يمنع أن يكون ما تم بين الزعيمين الميرغنى وقرنق قد تم بعلم الحكومة ومشاركتها . ولم يتم من وراء ظهرها وعدم استشارتها وهى الجهة التى سيناط بها تنفيذ ما تم الاتفاق عليه . ولماذا لايتم الاتفاق باسم الحكومة وبعلمها ولا يتم باسم حزب اذا كانت النوايا خالصة .وبنفس القدر لماذا لايتجاوز الحزب الذى غيّب عن الاتفاق ، لماذا لا يغض الطرف عن ذلك الخطأ ، ويعتبره غير مقصودا لذاته طالما أن الجميع يسعون نحو هدف واحد

    لقد خرمج تصرف الزعيمين ما تم التوصل اليه من ترتيبات ، او قل أخرها لبعض الوقت كفيلا لأن المياه كانت غير رائقة اصلا بين طرفى الحكومة . حضور الحكومة ومشاركتها فى التفاوض كان سيعطى الاتفاق الاجماع المطلوب خصوصا ان هدف الاتفاق كان هو تحقيق اجماع أهل السودان على حل . لقد كانت المزايدات الحزبية ممارسة سائدة ورديئة فى تلك الفترة بين الحزبين الشريكين اللذين لم يتعلما شيئا من فترة مايو القاسية لتصحيح مسارهما . واذكر اننى كنت اعد لدبلوم الدراسات الافريقية فى جامعة الخرطوم فى تلك الايام وكانت مماحكات الحزبين ضد بعضهما البعض قد وصلت قمتها ، وكان تعليق استاذنا فى احدى المحاضرات على تصرفات الحزبين هو أنهما " لم يتعلما عبرا أو دروسا مما حدث لهما وللوطن من محن فى عهد مايو الطويل " واذكر أننى اضفت فى مداخلة لى مع استاذى " أنهم مثل آل البوربون . . . لم يتعلموا شيئا ولم ينسوا شيئا".

    لقد بدأ الحزبان أولى المماحكات التى يتحدث عنها مؤلف الكتاب من ( قولة تيت ) وكانت أول الآيات بينهما كفرا كل بالآخر . ولم يكن تشكيلهما المشترك للحكومة إلا اضطرارا . هل تذكرون البداية الغريبة حين رفض حزب الأمة تعيين احمد السيد حمد فى مجلس السيادة بحجة انه ( سادن)! وقبل بآخرين كانوا على رأس السادنين. منهم من سار فى مسيرة الردع الشهيرة بجانب الرشيد الطاهر وابوساق استماتة وراء مايو وهى تحتضر ! احد المستغربين من رفض حزب الامة لاحمد السيد وقبوله باؤلئك قال " علىّ الطلاق حزب الامة ده جنّ عديل !! نعم كانت تلك بداية لا يمكن استساغتها و غرست أول مسمار فى نعش النظام الديمقراطى الذى بدأ يكايد بعضه بعضا وهو يمشى مترنحا لا يقيله كثير عثاره ّ! البداية كانت احمد السيدحمد ثم ابو حريرة ثم اغتيال الحكيم ثم فضيحة الكاسيت ثم الانقلاب المصرى . وكانت المحصلة النهائية هى ذلك التيه الفياض الذى عمّ قرى وحضر السياسة والسياسيين.

    و لابد أن السيد رئيس الوزراء قد اكتشف بعد الانقلاب ان مجلس السيادة الذى دخل بسببه النظام الدينقراطى فى اولى ازماته لم يكن يسوى جهد البلاء الذى بذل فيه .فعند اول منعطف هرول اعضاؤه نحو الانقاذ وذابوا مثل فص الملح فى الماء الساخن .احدهم هرول نحو الانقاذ فى ايامها الاولى بعد ان حاكمته صوريا . ثم هرول نحو اللجان الشعبية طلبا للرزق والمعايش ثم هرول نحو الاتحادى الديمقراطى ثم انتهى به المقام الى حيث لا يدرى احد اين توسد المقام فى هذه الايام . هل يسوى شخص بهذا الضمور السياسى ، هل يسوى تلك المناكفات التى حيرت واغضبت القاصى والدانى . آخر هرول نحو الانقاذ مع الاصلاح والتجديد . وقالها صراحة انه يريد السلطة . وعندما خرج الاصلاح والتجديد من السلطة مكث هو مع الانقاذ مثل تقالة مركب ود ضاحى لا تبرحها المركب ولا تبرح هى مكانها ، حتى اذا لفظته الانقاذ اخذ يعاود التردد على المنهل القديم عسى ولعل يكون هناك من سبيل لكدة جديدة. آخر اختفى مع اختفاء النظام الديمقراطى واصبح لا فى العير ولا فى النفير .احمد السيد هرول مرة واحدة ثم تاب والتزم جانب قضية شعبه وسيمضى الى قدره على هذا الحال المحمود . و لابد ان السيد رئيس الوزراء لوكان يعلم الغيب ، اذن لما استكثر ذلك المنصب الشرفى على احمد السيد حمد. فقد كان الرجل أحسن السادنين الذين حشا بهم رئيس الوزراء كنانته. ولكن المكتولة لا تسمح الصايحة .

    وعودا لمبادرة الميرغنى – قرنق بعد هذا الاسترسال الطويل على طريقة الجاحظ وابو حيان التوحيدى ، اقول ان الكاتب يرفض حجج السيد رئيس الوزراء التى دعته للتريث فى موضوع المبادرة التى يعطيها الكاتب صفة (الاتفاقية) مجازا . ويلمح الى قبول حجج وتفسيرات بعض خصوم السيد رئيس الوزراء الذين هم على استعداد اكيد أن يزيدوه حطبا اذا وجدوه ملقى فى نار اللهيب. وواضح ان تفسيرات هؤلاء اعتبرت الرجل حاسدا للسيد الميرغنى ليس إلا وغائرا منه وهو الذى لم يتتلمذ مثله فى اكسفورد! ولا يتقلد منصبا ، ولا تعرفه السمنارات الدولية او مراكز البحوث المتخصصة والجامعات خطيبا فى منهجيةالتشخيص الاكاديمى لما يعرف بحل الصراعات. وانتهى الكاتب الى القول ان كل ذلك ربما كان مدعاة لاستكثار الانجاز ومحرضا لافشاله. ولم تتضح لى جملة الكاتب تماما : هل هى من تخريجاته ام هى مستقاة من تخريجات الذين قال عنهم أنهم " يعرفون تطلعات وطرائق تقييم السيد الصادق للأشياء ."فان صحّ ان المسألة السياسية فى السودان انحدرت الى مستوى حاسدنى وحاسدك ، فلايبقى إذن سبب واحد للزعل من أى شئ. ودعها تسير الركبان فى دربها ( الصاعد الى التهلكة) كما يقول الشاعر الفيلسوف الصديق الدكتور صلاح الزين .

    يقف الكاتب عند الحكومات الكثيرة المتعاقبة التى شكلها السيد رئيس الوزراء بسبب الازمات المتتابعة التى كانت تعترض النظام الديمقراطى من حين لآخر .ويشير تحديدا الى خطاب السيد رئيس الوزراء فى الجمعية التاسيسية بتاريخ 27 فبراير 1989 الذى طلب فيه السيد رئيس الوزراء من الذين اسماهم الكاتب المثلث الذهبى وعنى بهم القوات المسلحة والنتقابات والاتحادات أن يمنحوه تفويضا لتوسيع قاعدة الحكم ، والمضى فى تنفيذ بعض السياسات العامة، مهددا بالاستقالة فى حالة عدم حصوله على ذلك التفويض . اذكر تلك الملابسات جيدا واذكر ما دار فى اوساط الشعب عن ذلك الخطاب من تندر ######رية وتهكمات وتحليلات أطلقت العنان للخيال والتخيلات. واذكر مع كل ذلك الحزن الذى اصابنى يومها. واذكر كذلك ذلك الجدل الحاد الذى دار بينى وبين شخصية قيادية فى حزب الامة حين غضبت منى تلك الشخصية القيادية عندما طلبت منها أن تقنع السيد الصادق بعدم تكوين حكومة جديدة وان يفرض حل البرلمان باستقالة نواب حزب الامة منه ويدعو الى انتخابات جديدة حتى يجد الشعب الفرصة لاحداث فرز جديد علّ ذلك يساهم فى ايجاد حل نهائى للمسيرة المتعثرة للنظام الديمقراطى.غضبت منى تلك الشخصية القيادية لأننى طالبتها بأن تفعل الحرام كله . وتمثل ذلك الحرام فى طلبى استقالة السيد الصادق وحل البرلمان جبرا بتحريض نواب حزب الأمة على الاستقالة الجماعية حتى يفقد البرلمان النصاب القانونى ويحل تبعا لذلك .غضبت تلك الشخصية القيادية وتشهدت وتحسبنت من هول ما قلت من منكر. وبالمقابل زاد غضب شخصى الضعيف عندما رأيت كيف استصغرت تلك الشخصية رأيى . وقلت لها اذا لم يستقل السيد ، فسوف يقال فى الغريب العاجل كما تشير كل الدلائل . وصدق حدسى ، رغم أننى لست من الصالحين الذين اذا اقسموا على المولى عزّ وجلّ أبرّ قسمهم .

    كان ذلك الجدل حادا استكثرت فيه بحرقة وغضب أن يطلب رئيس الوزراء المنتخب تفويضا من النقابات والجيش والاتحادات وهى جهات ليس مسموحا لها حتى بالخوض فى الامور السياسية حسب منطوق قوانين تأسيسها . وقلت بأن السيد رئيس الوزراء بطلبه ذاك تنازل طواعية عن حق لا يملك حق التنازل عنه ، و منحه لمن لا يستحق. وتساءلت بغضب وحدة" من انتخب الجيش او فوضه لكى يكون وصيا على الحكم ، ومن خوله منح التفويض او حجبه عن رئيس الوزراء المنتخب .وزاد هياجى وغضبى عندما تجرأ الجيش واصدر بيانا انتفخ فيه سياسيا واصبح مثل الهر يحاكى صولة الاسد بأن قال فى بيانه أنه لن يفوض حقه المنصوص عليه فى المادة 15 من الدستور الانتقالى – لن يفوضه لاحد من الناس. ومثل ذلك قالت النقابات والاتحادات ، ذلك المثلث الذهبى حسب وصف الكاتب . لقد اكتشف المثلث الذهبى المشار اليه فجأة أنه بمثل تلك الاهمية والخطورة الدستورية ، وأنه فقط لم يكن يعلم انه وصى على النظام الديمقراطى. لقد اكتشف المثلث الذهبى أن الأمور هكذا مقلوبة ، فاستلقى على قفاه ومدد رجليه مثلما فعل ابوحنيفة . حتى اقبلت الانقاذ فاذاقته وبال امره من مكان قريب حين حلت النقابات والاتحادات وشعلت الجيش. ولم وير الناس فصاحة وبجاحة واصرارا على عدم تفويض الحقوق المنصوصة عليها فى المادة (15 ).ان الجيش والنقابات والاتحادات التى استأسدت على النظام الديمقراطى فى بجاحة غير مسبوقة كانت نمرا من ورق يوم قفزت الجبهة القومية على خشبة المسرح الذى جهزته لها مجموعة المثلث الذهبى تلك وقالت لها هيت لك . بالطبع يوسف النبى الكريم رأى برهان ربه فقال معاذ الله وأبى. اما الجبهة القومية ، فقد سال لعابها فاختطفت السلطة وشردت الجميع ، بمافيهم جماعات المثلث الذهبى . . . مثلث ذهبى قال صديقى الكاتب الفصيح.

    وتناول الكاتب بدقة ومعرفة ظروف قيام انقلاب الانقاذ فى الثلاثين من يونيو من عام 1989 . وبالطبع يعرف الجميع أن انقلاب الجبهة وقع من الناحية التاريخية فى اليوم الثلاثين من يونيو من عام 1989 . ولكن الحقيقة التى لا جدال فيها أن الانقلاب وقع فى يوم 20 فبراير من عام 1989 وهو اليوم الذى قدمت فيه هيئة القيادة المذكرة المشهورة الى رئيس مجلس السيادة ورئيس الوزراء . ويقول مؤلف الكتاب ان ذلك التاريخ كان "حدا فاصلا فى المواجهة العسكرية والسياسية".ويربط المؤلف بين مذكرة هئية القيادة وخطاب الاستقالة الذى بعث به وزير الدفاع عبد الماجد حامد خليل قبل مذكرة القيادة العسكرية بثلاثة ايام من تاريخ مذكرة القيادة . ويصف خطاب وزير الدفاع بأنه حمل نفس مضامين مذكرة هيئة القيادة .ولكن الذى يمكن أن يضاف بوضوح شديد أن المذكرتين – مذكرة القيادة ومذكرة وزير الدفاع كانتا ترسمان مخططا مدروسا لزعزعة القيادة السياسية التى يكرهها الشموليون العسكريون والسياسيون بطبيعة الحال.فهذا هو جيش البلاد القومى يهدد الجهاز التنفيذى بمذكرة مكتوبة ويحدد له تاريخا للرد عليها !! وصدق مراسل هيئة الاذاعة البريطانية الذى قال فى برقية عاجلة أن الجيش السودانى ينذر رئيس الوزراء "الذى تعانى حكومته من ضعف شديد ". وليس أدل على هذا الضعف من أن تنذر مجموعة من الضباط رأس الدولة ورئيس الوزراء وتحدد لهما فترة اسبوع واحد للرد على تلك المذكرة كأنهم موظفين لديها ولا يثير ذلك غضبهما او يغلى الدم فى عروقهما . ثم يتوزع قادة الجيش على الحاميات العسكرية فى منطقة العاصمة لتنويرها حول الازمة مع الجهاز التنفيذى فى فعل انقلابى لم تنقصه إلا موسيقى المارش العسكرى !! ثم يذهبون الى منازلهم وهم يتضرعون فى خيلاء المنتصر الذى لايشق له غبار ! و أذكر أننى سألت صديقا ساخرا وضاحكا على مدار الزمن الكسول ماذا يحدث لقيادة الجيش هذه لو أنها قدمت هذه المذكرة الى عبود او نميرى او البشير .فرد علىّ على الفور "على الطلاق دمها فى الواطا ما يتلقى !! وصدق الرجل فقد شهدنا كيف بهدلت الانقاذ الجيش ولم نسمع منه قولة بغم واحدة .اما وزير الدفاع فالتاريخ القريب يحدثنا ماذا فعل نميرى بوزير الدفاع عبد الماجد حامد خليل حين أراد أن يلولح له ديلو – على لغة ابناء شمال النيل. ويعيدنى الحديث عن مذكرة وزير الدفاع عبد الماجد حامد خليل (السياسية) التى ساهمت فى تحضير المسرح لانقلاب الانقاذ ، يعيدنى للحديث مجددا عن موقف حزب الأمة من احمد السيد حمد الذى رفضه الحزب لأنه (سادن) ثم عاد الحزب واعطى وزارة الدفاع التى كانت من نصيبه فى توزيعة المغانم – اعطاها للسيد عبد الماجد السادن الاعظم!! الذى وصل المرقى الأعلى فى مايو بعد نميرى وهو المرقى الذى لم يصله احمد السيد حمد ولم يحلم به .إن اخطاء النظام الديمقراطى كانت قاتلة ، و لأنها كانت قاتلة فقد صعب على الجميع انقاذه ، لأن المكتولة لا تسمع الصايحة .

    (نقلا عن صحيفة الخرطوم)

                  

09-29-2010, 07:23 AM

AnwarKing
<aAnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحزاب لا تحركها الكثير من القضايا الوطنية، ويحركها "سجم" قادتها!!! (Re: AnwarKing)
                  

09-29-2010, 07:56 AM

البحيراوي
<aالبحيراوي
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 5763

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحزاب لا تحركها الكثير من القضايا الوطنية، ويحركها "سجم" قادتها!!! (Re: AnwarKing)


    العزيز أنور كنج

    تحياتي منذ قديم الزمان يتدافع الناس كلٍ يحركه غرضه وتسود بينهم بالنهاية مقولة البقاء للأفضل. وبالنظر لواقع السودان اليوم وما نراه من بكاء ونحيب يندرج تحت ذاك التدافع ولن يصح إلا الصحيح فقد وصلت بنا الأمور للهاوية ولن يتأخر شخص واحد ليقول هناك من يعصمني من الطوفان القادم. وقطعأً الأسباب هي التي تقود للنتائج وتلك الأسباب ساهم فيها كثيرون بنسب متفاوتة حتى وصلنا لهذه اللحظة الحاسمة ربما حاسمة نحو الضياع الكامل وبما أنك ذكرت الأحزاب السودانية كواحده من عناصر الوطن وكيفية تعاطيها مع واقع وأماني السودانيين ومساهمتها في الأزمة . فذاك لا خلاف علية لكننا لن نلتفت لذلك إلا بعد أن ندلهم بنا الخطوب ونجد أنفسنا محاصرين تمامأً ثم نقول كيف وصلنا هنا ويتبعه سؤال الراحل الطيب صالح من أين جاء هؤلاء؟ وتضيع منّا الإجابة ! وبعد العبور لا نلتفت عن إجابة أو معالجة . لكن هذه المره يبدو أنها قاسمة ظهر حقيقية قد نضطر معها لتثيبت حق تقرير المصير الذي دفعنا له حزب سوداني ونقبل بإقامة دولة داخل كل فردٍ منّا في منفاه الإختياري أو الإجباري!!!!!!!

    بحيراوي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de