|
Re: الواسطة ممكن تدخلك جحر نملة ... ( أوراق إغترابية ) (Re: ابو جهينة)
|
( ح ) من أولاد أمدرمان شاب ترتاح له من ( أول مقابلة ) فهو بشوش و طلق الوجه و إبتسامته لا تفارق شفتيه و رغم أنه نحيف البنية ، إلا أننا إكتشفنا مؤخراً أن الله قد منحه قوة حصان في يديه ..( و هنا تكمن أُس المشكلة التي أدخلتني في خرم الإبرة ) .. و عرفت أيضا أنه لا بد أن تحذر من الشخص كثير الصمت و طويل البال. فالشاب لم يكمل حتى الإبتدائية عمل باليومية بالسودان في مجال البناء ثم أتى إلى صحاري نجد متوكلا على الحى القيوم. تربطني بأسرته أواصر صداقة قديمة ، و أسرته جيران لأقاربي. لم أجد له أي وظيفة غير أن ألحقه بعمل في المطبخ بالقصر الكبير كعامل يهتم بإستلام اللحوم و مستلزمات المطبخ و الخضروات و يسلمها للطباخين حسب قائمة طلباتهم اليومية. و مضتْ الأمور بسلاسة و أنهالت عبارات الثناء عليه من رئيس الطباخين و مساعديه. ذات مساء هرول العسكر و الحرس و الموظفون نحو المطبخ و هم بتصايحون ظننت أن حريقا قد شب هناك أو حدث حادث لأحد العمال فهرولت مع المهرولين هالني المنظر تماما و أحدث لي صدمة وجدت ( ح ) يقف بسرواله ( أب تكة ) يحمل فخذ خروف و هو ينهال على طاقم المطبخ يمنة و يسرة بينما كان أحد أبناء اليمن مجندلا وسط المطبخ يسبح في بركة من الدماء و آخر ( سريلانكي ) يزحف طالبا النجدة ..بينما وقف بقية أفراد الطاقم متمترسين خلف الأفران و الثلاجات لم يستطع أحد أن يوقف جنون زولنا كان يحمل فخذ الخروف و كأنه يحمل ( بسطونة أو مسطرة خشب كبيرة ) .. يضرب بها دون أن يطرف له جفن و هو يرغي و يزبد.. بعد أن خلا المطبخ من المضروبين و المكسرين و الهاربين .. وقف الكل بمن فيهم العسكر على البعد يفكرون كيف يقبضون على هذه الآلة البشرية .. لعنت إبليس .. و دخلت و أنا أقرأ المعوذتين .. و بهدوء قلت له : أرمي ال في إيدك و تعال .. فأستجاب .. فحمدت الله رغم أنه لم يكن المخطيء أو الباديء إلا أنه تم ترحيله خوفا من بطشه في مكان آخر. توقفت عن التوسط لمدة طويلة .. حتى يتناسى أولي الأمر حادثة زولي. إلى اليوم يقول اليمني : الله لا بارك في خويك .. عمل لي إرتجاج بعد عدة سنوات سمعت أنه في بلد خليجي آخر
|
|
|
|
|
|