|
Re: أنجز ملوال فرضه النضالي وتقاعس محمد أجمد (Re: حامد بدوي بشير)
|
لقد ظل أمر السودان، ومنذ نشأت الحركة السياسية الوطنية، حكرا على طرحين لا يفرق بينهما سوى الإختلاف حول من يحكم السودان. هل يحكمه أهل المشروع العروبي المرتبط بمصر أم يحكمه أهل المشروع الإسلامي الذي كانت قيادته في يد حزب الأمة.
ولقد تبادل هذان المشروعان جولات الغدر الإنقلابي واستعمال الجيش في الاستيلاء على السلطة:
- إنقلاب حزب الأمة في 1958 - إنقلاب القوميين العرب في 1969
أما انقلاب الإسلاميين الأخير، فقد اختلف نوعيا بسبب انتقال قيادة المشروع السياسي الديني من حوب الأمة إلى الجبهة القومية الإسلامية.
قد دام هذا الحال لمدة تزيد عن نصف قرن ثبت خلالها الفشل الزريع لهذين المشروعين في خلق الدولة القومية المدنية.
من ناحية أخرى، ظل طرح المشروعين تجسيدا حيا لتهميش الغالبية العظمى من السودانيين، كما ظل السودان طوال هذه المدة يحكم مركزيا من الشمال النيلي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنجز ملوال فرضه النضالي وتقاعس محمد أجمد (Re: Murtada Gafar)
|
Quote: ذلكم الجيش الذي ليس له تاريخ طوال نصف قرن سوى خرق الدستور بالإنقلابات ومقاتلة مواطنية في الأطراف والهوامش
|
عزيزي ، إنه امتداد لنفس جيش المصري الذي غزا به "محمد علي" السودان ، الجيش المكون في الأساس من "المماليك"" الذين اصطيدوا من الأناضول والبلقان أو من السودان. إن جيشاً كهذا هو الذي تسند إليه كل المهام القذرة المتعلقة بإذلال الشعب وقهره. هو جيش الإحتلال الذي مارس كل ألوان القهر إبن فترة الحكم المصري، وليس التركي ، بعد 1821م، وهو نفس الجيش الذي انسحب إبان الثورة المهدية إلى مصر ، وعاد في حملة إسترداد السودان للسيادة المصريةوظل يمارس القهر خلال فترة الإحتلال المصري البريطاني للسودان. هو جيش بلا عقيدة قتالية وطنية جيش يستفزه أي تحرك وطني، ولكن لا يتململ عندما يحتل المصريون أرض حلايب . جيش مستعد لقمع أية محاولة وطنية من داخله تستهدف ""السيادة المصريةعلى السودان" فقط تذكر القمع الذي ووجهت به حركة علي حامد 1959، حركة هاشم العطا 1971 ، حركة محمد نور سعد 1976، حركة الضباط المساندة للإنتفاضة في أبريل 1985 واخيراً ضباط حركة أبريل 1990.
عزيزي، أعلم أن ليس هذا موضوع البوست الذي سوف أعود إليه لاحقاً.ولكن لابد من الحديث عن هذا الجيش الذي جلب إلى هذا الوطن كل الكوارث.
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنجز ملوال فرضه النضالي وتقاعس محمد أجمد (Re: dardiri satti)
|
تصحيح
عزيزي ، إنه امتداد لنفس الجيش المصري الذي غزا به "محمد علي" السودان ، الجيش المكون في الأساس من "المماليك"" الذين اصطيدوا من الأناضول والبلقان أو من السودان. إن جيشاً كهذا هو الذي تسند إليه كل المهام القذرة المتعلقة بإذلال الشعب وقهره. هو جيش الإحتلال الذي مارس كل ألوان القهر إبان فترة الحكم المصري، وليس التركي ، بعد 1821م، وهو نفس الجيش الذي انسحب إبان الثورة المهدية إلى مصر ، وعاد في حملة إسترداد السودان للسيادة المصريةوظل يمارس القهر خلال فترة الإحتلال المصري البريطاني للسودان. هو جيش بلا عقيدة قتالية وطنية جيش يستفزه أي تحرك وطني، ولكن لا يتململ عندما يحتل المصريون أرض حلايب . جيش مستعد لقمع أية محاولة وطنية من داخله تستهدف ""السيادة المصريةعلى السودان" فقط تذكر القمع الذي ووجهت به حركة علي حامد 1959، حركة هاشم العطا 1971 ، حركة محمد نور سعد 1976، حركة الضباط المساندة للإنتفاضة في أبريل 1985 واخيراً ضباط حركة أبريل 1990.
عزيزي، أعلم أن ليس هذا موضوع البوست الذي سوف أعود إليه لاحقاً.ولكن لابد من الحديث عن هذا الجيش الذي جلب إلى هذا الوطن كل الكوارث.
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنجز ملوال فرضه النضالي وتقاعس محمد أجمد (Re: حامد بدوي بشير)
|
الصديق الدرديري ساتي،
شكرا على التعليق الفاهم. وسترد إشارة أكثر أخرى لهذا الجيش ضمن هذا البوست. فهذا هو الجيش الذي تخصص أكير من كل أمثاله في إجهاض التطلع المشروع للديموقراطية. وهو جيش قد تربي على عدم اجترام الدستور والاستهانة بالسلطة المدنية النتخبة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنجز ملوال فرضه النضالي وتقاعس محمد أجمد (Re: حامد بدوي بشير)
|
Quote: غير أن هذه الصورة النمطية قد شهدت تغيرا جذريا وثوريا بسبب حدوث أمرين: - تسلم الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الراحل العظيم جون قرنق لراية النضال في الجنوب عام وإعلان وإعلان (مشروع السودان الجديد) 1984. - وسطو الحركة الإسلامية على السلطة في الخرطوم عام (المشروع الحضاري) 1989. وبحدوث هذين التغييرين النوعيين، انتهى فعليا "السودان القديم" ولن تجدي أية محاول لإعادة الحياة إليه. وعلى كل القوى السياسية التي بنت حساباتها على غير هذه الحقيقة البسيطة والساطعة أن تراجع مواقفها. فلم يعد الصراع صراع بين الدكتاتورية العسكرية والديموقراطية التعددية، وإنما صار صراع بين الدولة الدينية والدولة المدنية العلمانية. وعلى من لا يستطيع أن يحزم أمره بين هذين الخيارين، ان يعتزل السياسة، فقد تخلف عن مستوى اللحظة التاريخية ولم يحسن القراءة. |
يا سلام عليك أخي حامد ضغطت على الأثر حتى برزت معالمه لمن كان به عيّ ، والأمر لا يعني الساسة أكثر مما يعني المتعلم السوداني وعلي الأخير أن يقبل على هذين الخيارين بعقل مفتوح متحرر مستصحباً معه مقولة وليام جيمس :( يجب أن نستدبر المبادئ والمقولات والضرورات المزعومة الأولى ونستقبل النتائج والثمرات والوقائع الأخيرة ).
أبوحمـــــــــــــــــــد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنجز ملوال فرضه النضالي وتقاعس محمد أجمد (Re: Elbagir Osman)
|
Quote: فلم يعد الصراع صراع بين الدكتاتورية العسكرية والديموقراطية التعددية، وإنما صار صراع بين الدولة الدينية والدولة المدنية العلمانية |
العزيز حامد بدوي شكرا سلام لاصحابي المتداخلين ازيكم يا شباب
حتي لا يساء فهم قراءة حامد بدوي للمشهد السياسي اجمالا، احببت ان اوضح عدم التناقض بين مقولة الصراع بين دعاة الدولة العلمانية و دعاة الدولة الدينية و اصحاب مقولة صراع المركز و الهامش. بافتراض ان المركز باق كما هو و كذلك الهوامش، عندما تنحل عقدة التناقض بين المركز و الهامش هذا يستوجب حدوث الاتي
تنمية الهوامش و تطوير مقدرات سكانها بالتعليم و التدريب اشاعة قيم العدالة في العلاقة بين المركز و الهامش و هو يعني اعطاء الهامش نصيبهم المعلوم من الناتج القومي الاجمالي و اعطائهم نصيبهم من السلطة احترام ديانات و ثقافات اهل الهامش و اعطاء هذه الديانات و الثقافات فرص التعبير عن نفسها في كل اجهزة الاعلام، اعطاء اهل الهوامش حق استخدام لغاتهم في مناهج التعليم العام و العالي اعلاء قيم احترام حقوق الغير
كل هذا الاشياء لا يمكن الاتيان بها الي عالم الامكان مالم تكن الدولة علمانية تماما و ديمقراطية تعترف بالتعدد، يجب الغاء القوانين المستمدة من الدين الاسلامي فقط ، يجب ان تنتهي تماما فكرة القوانين المقيدة للحريات و كل القوانين التي ترسخ افكار التمييز بين الناس علي اسس الدين، الثقافة و الجندر
طه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أنجز ملوال فرضه النضالي وتقاعس محمد أجمد (Re: حامد بدوي بشير)
|
عندما وقع انقلاب الإنقاذ وقررت القوى السياسية الشمالية الخروج لمقاومة الإنقلاب ووضع يدها في يد الحركة الشعبية لتحرير السودن، كانت هذه القوى تحلم بإحياء السياق السياسي القديم – السياق الحزبي - (فترة ديموقراطية بالغة القصر تفصل بين انقلابين عسكريين يدومان طويلا) كان هذا الخيار يستبطن مواقف الأحزاب الشمالية بلا استثناء وهي تضع يدها في يد الحركة الشعبية صاحبة المشروع الواضح المعلن عنه تحت شعار (السودان الجديد) والذي يتناقض كليا مع السياق السياسي القديم، بل أن رفض ذلك السياق كان من بين الأسباب التي جعلت من الحركة خركة مسلحة. هذا الوضع المنافق من جانب الأحزاب الشمالية، قد وضع السودان، نظريا على الأقل، أمام ثلاثة خيارات: 1 – خيار الدولة الدينية كما تتجسد في سلطة إنقلاب الإنقاذ – دولة الحزب الواحد - 2 – خيار السياق السياسي القديم الذي ليس له عنوان سوى (التيه) – دولة أحزاب المركز الشمالي الآيلة دوما للسقوط- 3 – خيار الدولة الديموقراطية المدنية العلمانية المتجسد في الدعوة للسودان الجديد كما ظلت تطرحه الحركة الشعبية لتحرير السودان. هذه مشاريع سياسية لا يمكن لأحد الإستهانة بالقوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تقف خلفها وتمنحها أيديولوجيتها وتبرر تجليها على الساحة السياسية. وبحسب التركيبة السياسية السودانية، فأن تحالف أي مشروعين ضد الثالث سيؤدي لعرقلة تحقق المشروع الثالث.
وكون أن طرفي الاستقاطاب هنا هما الحركة الإسلامية والحركة الشعبية، فإن ذلك يرشح الأحزاب الشمالية للعب دور خطير يلزمها بأداء فرض سياسي التزمت به يوم وقعت مع الحركة الشعبية ميثاق القضايا المصيرية في أسمرا. فإذا كانت الحركة الشعبية قد أدت فرضها في النضال العسكري حتى وافقت سلطة انقلاب الانقاذ الاسلامي على إعادة الديموقراطية والتعددية الحزبية، فإن واقع الحال يقول بأن أحزاب المركز الشمالي قد تخاذلت عن أداء فرضها السياسي. وها هم القادة يتراكضون سرا وجهرا إلى مقار المؤتمر الوطني السرية والعلنية مطالببن بالثمن.
| |
|
|
|
|
|
|
|