العنف جزء أصيل من التكوين النفسي لشعب السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 01:14 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-27-2010, 04:02 PM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العنف جزء أصيل من التكوين النفسي لشعب السودان

    +







    المغطى وملان شطة
    محمد موسى جبارة
    [email protected]

    قد لا يختلف المرء كثيرا مع الدكتور حيدر إبراهيم علي في استهجانه وصدمته بل والإثارة التي سببها له هول ما سمع عن سودانيين مارسوا في العراق قتل أناس لا يعرفونهم...

    وقد لا نختلف أيضاً مع الدكتور بأن هناك إفرازات سالبة كثيرة لنظام الإنقاذ، هذا بعض منها... بل نحن على قناعة لا يدانيها شك بأن السودان يعيش في عصر انحطاط حقيقي على عهد
    المشروع الحضاري الإسلامي ... لكننا قد نختلف في توصيف السلوك الذي حدث في العراق، وفي نعته بأنه ليس سودانياً...

    وقد أفهم جزع البعض وإسراعهم بنفي السودانية عن ذلك السلوك...

    وبوصفي مغترب مزمن أعرف أن السودانيين بالخارج يتحول أكثرهم "زعرنة" إلى آدميين وحملان وديعة، وممثلين لما أعتدنا على تسميته بالقيم السودانية...

    السبب في تفسير ذلك السلوك المرضي عنه من سودانيي الخارج ينبغي على أمثال د.حيدر دراسته وإفتاءنا فيه، فهو بعض من تخصصهم.

    غير أنه يهمني في هذا السياق أن أذكّر نفسي وأبناء الشعب السوداني بأننا لسنا بعض من ملائكة ... ولا ينبغي أن نخدع أنفسنا بذلك الوهم ... فثقافة العنف جزء أصيل من تكوين هذا
    الشعب ... يعرفها الكثيرون من مثقفيه ومتعلميه منذ طفولتهم الأولى في المدارس الأولية والوسطى، حيث كانت العصي ُتستل من تحت الثرى في آخر يوم من كل عامٍ دراسي ليجلد بها بعض
    التلاميذ بعضهم الآخر، لأسباب ليس من بينها حالة عداء سابق، بل لكون ذلك المعتدى عليه جاء متفوقاً على أقرانه أو أن شكله كان سياحياً أكثر من اللازم.

    ويذكرني هذا الأمر بقولٍ للكاتب الفرنسي الشهير "فولتير" جاء فيه "بأنه لم يشهد أطفالا يتلذذون بسلخ العصافير مثل أطفال بروكسيل"...

    بعض أطفال بروكسيل هؤلاء صاروا سياسيين وجنرالات في الجيش البلجيكي وفعلوا ما فعلوا من شائن الأعمال في البلدان التي آل إليهم حكمها في أفريقيا، بما في ذلك تذويب جسد المناضل
    باتريس لوممبا في حوض استحمام مليء بالحامض ... وكذا يفعل حالياً قادة الإنقاذ الذين مارسوا في طفولة معظمهم البائسة، العنف على بعضهم وعلى القطط والكلاب وغيرها من الحيوانات
    الأليفة، لدرجة أن صديقة سويسرية عادت من السودان وهي على قناعة بأنه لا يوجد كائن أتعس من ######ٍ في تلك البلاد، لكثرة ما رأته ُيطارد دون ذنب اقترفه...

    هذا العنف الذي مارسوه أو مورس على بعضهم صغاراً، أعادوا صياغته في سلوكٍ "سادومازوشيست" عند توليهم السلطة السياسية في الكبر.

    فالذين يمارسون العنف حاليا في السودان ليس نتاج ثقافة الإنقاذ، إنهم بعض ممن درسوا معك يا دكتور في مراحل التعليم المختلفة منذ خمسينات القرن المنصرم...

    قرأوا الطيور الحزينة كما قرأتها، وبقرة اليتامى وهاشم في العيد، ورغم ذلك انتزعوا بسمة العيد من شفاه أطفال د. مضوي إبراهيم وعائلته باعتقاله صبيحة يوم عيد الأضحى المبارك في
    سلوكٍ لا يمكن وصفه بغير السادي، وكذا فعلوا سابقا مع أطفال وأُسر ثمانية وعشرين ضابطاً ذبحوهم عشية عيد الفطر السعيد...

    لقد رددوا معك يا دكتور في المدارس الأولية أهازيج الحرية، غير أني لا أخالهم قد استوعبوا قصد معلمي معهد بخت الرضا من تلقينهم:

    "قد كان عندي طائرٌ في قفصٍ من ذهب"... وقطعاً لم يستوعبوا حكمة:

    "برز الثعلب يوماً في ثياب الواعظين

    ومشى في الأرض يهدي ويسب الماكرين"



    فأصبحوا هم ذلك الثعلب، ولم يكن السودانيون في رجاحة عقل ذلك الديك الذي رفض أن يؤذن في الصبح لدجال ابتلعت بطنه تيجان آبائه السابقين، فانطلت علي شعب السودان فرية
    الإسلام هو الحل، وأضحوا بغفلتهم تلك "كديك أم الحسن، يَكِّشنوا في بَصََلْته وهو يعوعي"...

    إذن التعليم السابق لم يغرس القيم والأخلاق والسلوك المدني الذي توقعته في هؤلاء القوم، لأن ثقافة العنف كانت أقوى لديهم مما يتلقونه في المدارس، وإلا كيف تفسر أن لا يكون لدى
    الحكومة بكل سجونها ومعتقلاتها وبيوت أشباحها وبيتها الأبيض في جوبا، أسير حرب واحد تتبادله مع السبعمائة أسير الذين احتفظت بهم الحركة الشعبية احياءاً رغم كل ما يسببونه لها من رهق وِكِلْفة بل وخطورة على تحركاتها؟

    الشعب السوداني يا دكتور يعرف العنف منذ كان البعض يجلد ظهر بعضٍ آخر في حلبات الفرح تعبيراً عن هيامه وولهه وحبه وإظهاراً لرجولته، حيث يتماهى العنف مع الرجولة والشجاعة في العقل الجمعي السوداني..

    العنف تعرفه نسوتنا اللائي ذقنا الويل من التعذيب الجسدي الذي مورس عليهن بتشويه أهم ما يملكن من خصائص الأنثى، ورغم ذلك لا تتورع الواحدة منهن من سوق طفلتها إلى نفس المصير رغم العذاب الذي مرت به بتراً لأعضائها الحساسة وتعثراً في الولادة...

    لذا لم يكن مستغرباً سماع زغرودة بعض النساء حين يزف إليهن الدبابون والعاطلون عن الحس الإنساني السوي، نبأ مقتل فلذات أكبادهن في حرب الجنوب، التي أصبحت مصدر غنىً وعز وسلطان للذين غرروا بأولئك الصبية تحت اسم الجهاد في سبيل الله...

    وأكاد أجزم بأنه لا يوجد مجتمع في العالم تزغرد نساؤه بموت أبنائهن، إلا في السودان الإنجليزي المصري...

    العنف نعرفه في غناء الحكامات اللائي يمجدن الاعتداء الجسدي المفضي إلى الموت وهن يمدحن رجلاً "سايكوبات" جاء متبخترا على ظهر حصان وتعلو حربته فروة رأس أحد أبناء عمومته...

    حدث هذا في كثير من النزاعات القبلية، وليس أقلها عنفاً النزاع المسلح بين الدريهمات وأولاد سليم... حيث قطع البعض في ذلك النزاع أصابع ما يزيد على الثمانين قتيلا وقدموها عنواناً لشجاعتهم، وهدية تتغنى بها تلك المرأة العاطلة عن كل قيم الإنسانية...

    وبعد كل هذا نجد من الترف الفكري ما يجعلنا نسأل من أين أتى هؤلاء؟

    إنهم جاءوا من رحم العنف الذي يزدحم به الفن الشعبي السوداني تمجيدا للميته أم عجاج يكتح ... وأمنية الأخت لأخيها، ليس بأن يكون رصيداً مبدعاً للإنسانية في مدها وجزرها، بل "دايراك يا عشاي بدميك تتوشح"...

    بيوت أشباح حكومة الإنقاذ لم تكن نبتاً شيطانياً زرعه الترابي وحواريوه... كانت تأسياً بمرحلة تاريخية يفتخرون بها، وامتداداً لبيوت أخرى أنشأها الخليفة عبد الله التعايشي الذي أبتدع فكرة الموت صبراً ونفذها
    في كثيرين من معارضيه بل وعلى الزاكي طمل أحد قواد المهدية المرموقين...

    الزاكي كان من قبل، قد طبق أوامر الخليفة بقتل ثلاثة عشر من الأشراف بمن فيهم خؤولة المهدي، جلداً بسياط من شوك بعد أن وضعهم في زريبة في فاشودة دون طعام أو شراب لمدة ثمانية أيام...

    لم يشفع للرجل كل ذلك، فحُبس بدوره دون أكل أو ماء و incommunicado على مدى واحد وعشرين يوماً، وحين وافته المنية، أمر خليفة المهدي بدفنه ووجهه مستقبلا الغرب إمعاناً في إذلاله ميتاً كما أذله حياً...

    ويبدو أن هذا السلوك دون غيره هو الذي جعل الإنقاذيين يقولون إنهم امتداد للثورة المهدية... وقد لا يرى المرء فرقاً بين زواج أرامل الشهداء مثنى وثلاث ورباع، وبين محظيات الخليفة عبد الله من سبايا حروبه القبلية...

    وفي مجانفة حقيقية للتاريخ، لا يذكر السودانيون التطهير العرقي الذي مارسه محمود ود أحمد على قبائل الجعليين ... وهو أمر يفوق حد التصور، ويقترب من وصف الهلوكوست لو لا أن الأمير لم يجد أفراناً للغاز يزج فيها
    الجعليين كما فعل هتلر باليهود والغجر والمعاقين جسدياً ونفسياً...

    دياسبورا أولاد جعل الحالية لم تكن يوما طوعية أو بفعل عوامل الطبيعة، كانت نتاج ما عرف في تاريخهم بالكَسَرة الثانية أي كسرة محمود ود أحمد تمييزا لها عن كسرة الدفتر دار...

    هذا الفارس المغوار قتل ما يربو على أل 19 ألف رجل وامرأة وطفل في منطقة لا تزيد مساحتها عن المائة كيلو متر مربع...

    يُحكى عن جدة أبي، بأن الجهادية انتزعوا من ثديها ابنها الثاني والشقيق الوحيد لجدي وقذفوه أعلى شجرة السدر ليهزوا به ثمارها من النبق، وكان عمر ذلك الطفل البائس لا يتجاوز الشهرين وبالطبع لم يتجاوزها أبداً.

    في ذات صيف في أوائل سبيعنات القرن المنصرم، جلست على سطوح دار إتحاد طلاب جامعة الخرطوم، أتجاذب أطراف الحديث مع الأخ إدوارد لينو مسئول الأمن الخارجي الحالي للحركة الشعبية لتحرير السودان...

    كان في صحبة إدوارد أحد الأخوة من الطلاب الجنوبيين... لم أكن أعرفه من قبل، فسألته عن سبب بقائه في الجامعة في العطلة الصيفية، وقد كانت الجامعة تتولى ترحيل الطلاب مرتين في العام بالقطار والطائرة والباخرة
    وما تيسر من وسائل مواصلات ذلك الزمن الجميل.

    قال الرجل وقد ارتسم الحزن على وجهه: "ليس لديّ مكان أذهب إليه أو أهل أزورهم"، فقد أباد الجيش السوداني كل قريته بما حوته من بشر ودواب وهوام وكل من شاءت مشيئة الله له أن يتحرك في ذلك الزمان والمكان، حتى
    أنهم لم يتركوا له حيوانا داجنا يستأنس به في وحشته...

    بعدها بشهورٍ قليلة، يناير 1971، ذهبت ممثلاً لإتحاد طلاب جامعة الخرطوم، إلى براتسلافا، جمهورية تشيكوسلوفاكيا وقتذاك، لحضور المؤتمر العاشر لإتحاد الطلاب العالمي IUS...

    الوفد الفيتنامي أحضر معه طفلة لم تتجاوز الرابعة عشر من عمرها، قيل أنها كانت من بين خمسة من الناجين من مذبحة "ماي لاي" الشهيرة التي نفذها الملازم وليم كيلي بأمر من الرائد أرنست مدينا في السادس عشر من مارس 1968.

    "فان تيه نان"، وهذا اسمها، انحشرت تحت جثث أمها وإخوتها، فاعتقد الجنود أنها ميتة، وبذا نجت من مصير بؤساء تلك القرية..

    في "ماي لاي" قتل الجنود الأمريكان أكثر من خمسمائة شخص من المدنيين غير المسلحين وفقاً للشهادات اللاحقة للجنود أنفسهم...

    تزامناً مع المذبحة الفيتنامية المذكورة حدثت مذبحة مشابهة في بابنوسة راح ضحيتها أكثر من ثمانمائة شخص من أبناء الدينكا... كان ذلك في العهد الديمقراطي الثاني، وكان يتولى وزارة الدفاع د. آدم موسى ماديبو عن
    حزب الأمة... وحدثت مذبحة مماثلة في واو، وأخرى في بور، وثالثة في الملكية جوبا وكلها بأمر من الجيش السوداني وبتنفيذ ضباطه وجنوده المغاوير، وبعضهم كنا نضعه في خانة التقدم والثورية...

    أذكر أنني في تلك القاعة الأنيقة، كنت أهتف مع الهاتفين من طلاب العالم ضد الإمبريالية العالمية والعنف الأمريكي ... متضامنا مع الشعب الفيتنامي وحركات التحرر الأفريقية ومع أنجيلا ديفيس التي لم أكن قد رأيتها
    وقتذاك، غير أن نضالي تقاصر عن إدانة العنف الممارس على أبناء وطني وعلى بعد خطوات مني...

    د. لوكا تومبي منوجا، أحد زملائي في الوفد، نبهني هامساً إلى خطورة الكيل بمكيالين، قائلاً أن هناك قضية مشابهة في الجنوب يجب أيضاً التضامن معها ...

    اعتبرته رجعياً وأحد عناصر الثورة المضادة، حسب التوصيف السائد في ذلك الوقت...

    مذابح السودان لم تجد رجلاً ذا ضمير حي، مثل "هيو تومبثون" قائد المروحية الذي أمر السيرجنت "لورنس كولبيرت"، المدفعجي الذي كان برفقته، بإطلاق النار على أي جندي أمريكي يعتدي على مدني أعزل...

    متحدياً من ثم المؤسسة العسكرية النافذة، وعلى رأسها صقور الحرب من أمثال روبرت مكنمارا والجنرال وست مور لاند، نقل الأمر برمته إلى ممثل منطقته في الكونغرس لتثار المشكلة بكاملها أمام الرأي العام الأمريكي الرافض للحرب في فيتنام...

    علينا أن نعلم بعد ذلك، أن تلك الدولة وبكل جبروتها وطغيانها وغطرسة القوة لديها، لم تضن فيما بعد، على جندييها الشجاعين بأعلى الأوسمة التي تمنح للعسكريين، بسبب سلوكهم المنضبط، ورفضهم أطاعة أوامر قتل المدنيين...

    لم تجد مذابح السودان صحفيا شجاعاً يلقي الضوء عليها كما فعل "سيمورهيرش" بنقله أحداث ماي لاي إلى الإعلام الأمريكي ومن ثم إلى وسائل الإعلام العالمية ليُشهِد العالم على همجية وعنف أهله...

    ولنا أن نقارن إن جاز لنا ذلك، بين إعلام الكفرة أعداء الله !! وبين إعلام مؤمني ساحات الفداء الذي يمجد الموت المجاني...

    المسألة يا صديقي، أكبر من سودانيين فالذين قتلوا أناس لا يعرفونهم في العراق، فربما كانوا بعثيين يدافعون عن قومية العرب، أو مجرد مرتزقة مدفوعي الأجر كالفرنسي بوب دينار أو الألماني شتاينر، فقد أرتزق قبل ذلك سودانيون كثر وقاتلوا
    مع جيش صدام على عهد الحرب العراقية الإيرانية وما كانوا قد رأوا إيرانيا قط في حياتهم ... بل شارك بعضهم في إخماد انتفاضة الشيعة في الجنوب عقب طرد العراق من الكويت في 1991، حتى تم وصفهم في مجلة النيوز وويك وقتها
    بالمرتزقة السود ... فلم العجب وقد تم قتل أناس كثيرين في السودان في أزمان الإنقاذ وغيرها لم يكن قتلتهم يعرفونهم، ولم تكن لهم معهم عداوة سابقة؟...

    لقد أزهق رجلٌ يتمختر في أروقة البرلمان اليوم، روح المناضل الشهيد الشفيع أحمد الشيخ خارج نطاق القضاء، ولم يسأله أحد عن فعلته تلك، بل عاود الكرة مع الشهيد عباس برشم الذي اقتيد إليه مقيداً بالأغلال في حضرة الرشيد الطاهر
    بكر وآخرين، فلم يتورع في سبه بكل الألفاظ العنصرية الجارحة التي في جعبته، محاولاً الفتك به ما لم يحول الحاضرون دون ذلك...

    وقد كنا شهودا على قتل ما ُسميّ بالمرتزقة في الحزام الأخضر في يوليو 1976، حيث كان البعض يساق إلى الدروة دون تدوين اسمه في دفتر... وقد نجا زميلي الدبلوماسي السابق من موت محقق لأن ضابطا موجوداً في المنطقة كان يعرفه
    شخصيا هب لنجدته نافياً عنه صفة الارتزاق التي الصقها العسكر به...

    إن الذين يقتلون الشيوخ والأطفال ويغتصبون النساء ويحرقون القرى في دار فور اليوم، لا يعرفون قتلاهم أيضاً، ولم يصادفونهم في أي طريق سوى طريق الموت الذي يقودونهم إليه...

    د. على فضل لم يكن معذبه وقاتله الذي دق المسمار في رأسه، يعرفه، ولا كان قاتل التاية على معرفة بها، ولا رجل الأمن الذي قتل ابوبكر محي الدين راسخ كانت له به علاقة ... إنه العنف المزروع في نفوس البعض يتنفسونه عندما تتاح لهم الفرص لفعل ذلك...

    خطورة هذا الأمر أن الذين يمارسون ذلك العنف عادة ما يتولون أعلى المناصب مسئولية ويعيشون بيننا عيشة راضية تحسبهم في بعض الأحيان ملائكة من شدة ما يبدو عليهم من الورع والإخبات وعلامة الصلاة المرسومة بمقدار
    على الجبين ... حتى سمات القتل التي لا تخطئها العين، استطاع هؤلاء القوم إخفاءها من وجوههم ...

    اختم حديثي بالقول بأن العنف لدى السودانيين ليس حدثا عارضاً إنه جزء من ثقافتنا ظل مستتراً برداء النفاق الذي نعتمره دائماً ولا نحس به ... يوجد في الألفاظ العنيفة التي يسمعها الأطفال من آبائهم وأمهاتهم، وفي لغة التخاطب
    المستعملة بين الأقران بل والتحرش الجنسي الذي يمارسه البعض على من يقلون عنهم قوة...

    ولقد مر الشعب السوداني خلال قرنٍ ونيف من الزمان، بأحداث جسام على عهد الخليفة عبد الله التعايشي ونسخته الأصلية المارشال جعفر نميري، لم يتوقف البعض عندها... أسست لثقافة الخوف والملق والرياء والتقرب زلفى من الحكام والمتنفذين ورؤساء العمل...

    وما يجري حاليا في السودان ما هو إلا أخراج آخر لفيلم سابق يمثله هذه المرة رجال آخرون تحت مسمى جديد، يذكرنا بماضي نرفض الاعتراف به...

    لذا تراني من أكثر الناس حماسة لمثول من ارتكبوا جرائم حرب وجرائم ضد القانون الإنساني الدولي أمام المحاكم الدولية المختصة، ليس فقط الواحد وخمسين الذين أودعتهم أسماءهم لدي المفوضية السامية لحقوق الإنسان، بل الحكامات
    والصحفيين والكتاب الذين أنكروا وجود المذابح فأسهموا بالتالي في تأجيج نار الفتنة وإطالة أمد القتل، فالقانون الدولي يطالهم جميعاً...

    بذلك وحده نستطيع نزع العنف والغل من دواخل الذين يستبطنونه...

    فمن أهم أركان فلسفة العقاب ليس محاسبة الجاني فقط، بل ردع الآخرين عن ارتكاب جرائم مماثلة...

    فما تبختر القتلة بيننا إلا بسبب عدم وجود ذلك العقاب الرادع...

    وإن كان الشعب السوداني مديناً للإنقاذ بشيء، فإنه يدين لها بكشفها المستور، واستنطاقها المسكوت عنه...فقادة الإنقاذ لم يقولوا شيئاً أكثر من:

    "أنظــروا إلـى ملــــكنا العـــــــــريان"

    فهّلا أمعن النظر فيه؟

    محمد موسى جبارة

    21مارس 2005.

    ( منقول ، سودانيل)







    فالنقف هنيهة عند كلمات هذا الرجل، له التحية؛؛
















    دنقس.
                  

08-27-2010, 05:27 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنف جزء أصيل من التكوين النفسي لشعب السودان (Re: Abdulgadir Dongos)

    شكرا دنقس لايراد كتاب زميل دراسة جميل واخ كريم ما فتئ يجاهر صدقا منذ ان عرفناه ......
    في ذات المنحي اشرت في بعض مداخلاتي للعنف المستاصل في تاريخنا واشرت لكتاب لحيدر طه عن الاغتيالات السياسية في القرن التاسع عشر وكتاب اخر لامين مكي مدني عن جرائم الانقاذ ولكن محمد موسي بواسع من علمه ووضوح في تعبيره قد لخص تاريخ العنف السوداني في كتابه هذا ...
    مرة اخري لك الشكر وله التحايا ....

    مودتي
    ابوبكر سيداحمد
                  

08-27-2010, 08:09 PM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنف جزء أصيل من التكوين النفسي لشعب السودان (Re: abubakr)

    +




    تحية طيبة أستاذ أبوبكر
    وكل سنة وأنت طيب.
    حقيقة لك أن تحتفي برجل مثل كاتب المقال.
    لخص لنا الرجل سايكلوجية متعلمي السودان
    ببساطة ووضوح.
    الغريب يا أستاذ أبوبكر في المصالحة التامة
    من قبل البعض مع العنف ومرتكبي العنف.
    في مسألة الترحيب بتبيدي دهشت من موقف الذين
    يريدون أن يجزئوا زمالتهم وأيام الدراسة عن الواقع
    التعيس الذي هندسه زميلهم السادي.
    هناك بعض آخر يسعي لفذلكة القانون ليحمي زمليل
    السادية من ضحايا جاهروا بافعل الفاضح من هذا التبيدي.
    وعلم الله لنكرت هذا التبيدي
    وأن كان أخي شقيقي، فقط لما يقال عنه.
    ليس هناك عدالة أقوي من القانون العرفي
    لو يدري مفذلكي القانون الجدد.
    أكيد المودة والأحترام.









    دنقس.
                  

08-28-2010, 06:08 AM

Manal Mohamed Ali

تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 1134

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنف جزء أصيل من التكوين النفسي لشعب السودان (Re: Abdulgadir Dongos)

    انها الحقيقة


    شكراً
                  

08-28-2010, 08:16 PM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنف جزء أصيل من التكوين النفسي لشعب السودان (Re: Manal Mohamed Ali)

    +


    تحية طيبة أستاذة منال
    وكل سنة وانتي طيبة.

    للأسف الشديد هي الحقيقة المؤلمة
    ونتيجة هذا العنف نري التشرزم الذي
    أصاب بلادنا، وشكلها كده ماشة للأسوأ.
    أحترامي.




    دنقس.
                  

08-29-2010, 01:01 AM

AnwarKing
<aAnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنف جزء أصيل من التكوين النفسي لشعب السودان (Re: Abdulgadir Dongos)


    سلامات يا دنقس ورمضان كريم...
    شكراً لنقلك هذا المقال الواقعي والرصين...عملتو نوتة في الفيس بوك..
    أخ وصديق حميم يتخلل سرده عن قصص البطولات هذا التعبير: كان عندنا مشكلة بسيطة، واحد كاتل ليهو واحد...
    حتى أنني كنت أستغرب، وقت دي مشكلة بسيطة، المشكلة الكبيرة شنو طيب يا أهلنا؟

    العنف مستشري فينا وبشدة وكامن في كل تفاصيل حياتنا...ويجب دراسته والتخلص منه، أذ لا يمكن أن تكون ميزانية الدفاع
    والأمن (تُقرأ العنف) 78% في دولة شعبها يموت من الجوع، مباشرة وغير مباشر في كثير من الأماكن!

    مودتي
    أنور
                  

08-29-2010, 05:16 AM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنف جزء أصيل من التكوين النفسي لشعب السودان (Re: AnwarKing)

    دنقس......الجميل
    احييييي لو حكيت لك بس....بجيكم بمهل بقصه مفزعه سمعتها اليوم
    لازلت مصدومة منها...

    تثبت ما قلتم بان العنف للاسف اتضح بانه متأصل في مجتمعنا السوداني ونحن منكرين.

    وللاسف ظللنا كالبلهاء نردد باننا اطيب شعب!!
                  

08-29-2010, 06:19 AM

حاتم علي
<aحاتم علي
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 1897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنف جزء أصيل من التكوين النفسي لشعب السودان (Re: Tragie Mustafa)

    سلام يا اخ دنقس

    مقال يستحق القراءة مرات و مرات

    بزوايا مختلفة و رؤى مختلفة

    شكرا لك و لي عودة
                  

08-31-2010, 07:48 AM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنف جزء أصيل من التكوين النفسي لشعب السودان (Re: حاتم علي)

    +



    شكرا أستاذ حاتم علي المشاركة،
    وكل سنة وانت طيب.






    دنقس.
                  

08-31-2010, 07:44 AM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنف جزء أصيل من التكوين النفسي لشعب السودان (Re: AnwarKing)

    +



    تحية طيبة أستاذ أنور كن
    وكل سنة وأنت طيب.

    كتبت
    العنف مستشري فينا وبشدة وكامن في كل تفاصيل حياتنا...ويجب دراسته والتخلص منه، أذ لا يمكن أن تكون ميزانية الدفاع والأمن (تُقرأ العنف) 78% في دولة شعبها يموت من الجوع، مباشرة وغير مباشر في كثير من الأماكن!

    ما قلت الا الحق. المسألة محتاجة برنامج أعادة صياغة شامل بعد الدراسة. المشكلة تاريخنا لم يدون بالشفافية المطلوبة حتي تكون هناك دراسة أو حتي فيلم وثائقي يحكي المآسي المرعبة ببلادنا.
    المانيا والعالم أجمع يدرس الحالة الهتلرية، ومازال بعض الألمان يندهشون من مواقفهم أيام النظام الهتلري. هتلر جيش كل الشعب الألماني وجعلهم يصنعون ما يدور بعقله الشيطاني.
    في تقديري أن مشكلنا أعمق وأسوأ من الحالة الهتلرية، اذ ماكينة الموت والخراب موجهة تجاه الشعب السوداني نفسة. المتعلمين يتفننوا في قتل بني جلدتهم في بلادنا لأجل مواقع سلطوية أو أجتماعية.
    خالص المودة.








    دنقس.
                  

08-31-2010, 08:00 AM

حاتم علي
<aحاتم علي
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 1897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنف جزء أصيل من التكوين النفسي لشعب السودان (Re: Abdulgadir Dongos)
                  

09-22-2010, 06:36 AM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنف جزء أصيل من التكوين النفسي لشعب السودان (Re: حاتم علي)

    +



    شكرا أخ حاتم





    دنقس.
                  

09-26-2010, 09:14 AM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنف جزء أصيل من التكوين النفسي لشعب السودان (Re: Abdulgadir Dongos)

    +





    http://www.youtube.com/watch?v=ZYpZ9tbK_rI



    ولدت وترعرعت بالسودان؛ لكن؛ وعلم الله لم أعلم
    عن مصانع تشويه البشر بتلك الكيفية التي رأيتها بهذا
    الفلم. كاتب المقال جاء بجزء يسير من الساكولجية السودانية
    التي فرخت لنا كل العنف الذي نراه.





    دنقس.
                  

09-26-2010, 12:13 PM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنف جزء أصيل من التكوين النفسي لشعب السودان (Re: Abdulgadir Dongos)

    ول أبا التايلاندى دنقس
    سلامات .. تغطس كدا وبب تظهر بحاجات عجيبة ..
    Quote: مذابح السودان لم تجد رجلاً ذا ضمير حي، مثل "هيو تومبثون" قائد المروحية الذي أمر السيرجنت "لورنس كولبيرت"، المدفعجي الذي كان برفقته، بإطلاق النار على أي جندي أمريكي يعتدي على مدني أعزل...

    متحدياً من ثم المؤسسة العسكرية النافذة، وعلى رأسها صقور الحرب من أمثال روبرت مكنمارا والجنرال وست مور لاند، نقل الأمر برمته إلى ممثل منطقته في الكونغرس لتثار المشكلة بكاملها أمام الرأي العام الأمريكي الرافض للحرب في فيتنام...

    خطأ تأريخى .. والصحيح الذى نقل المشكلة للراى العام الأمريكى هو المرشح جون كيرى .. حينما رجع من فيتنام وقام بالأعتصام فى منطقة واشنطن فى ساحة ما يسمى بالساحة القومية (أو الناشونال مول) وكان ضمن الرافضين الملاكم محمد على كلاى .. والمملثلة جين فوندا ..

    حدث مشهور غير وجه التأريخ الأمريكى ..

    بريمة

    (عدل بواسطة بريمة محمد on 09-26-2010, 12:17 PM)

                  

09-26-2010, 01:21 PM

Tumadir
<aTumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنف جزء أصيل من التكوين النفسي لشعب السودان (Re: بريمة محمد)

    Re: انصاف مدني يغتيك الله (اعملي فينا خير) تسلمي



    Quote:


    بعا من (المسلط) دى غير الدلوكة وصوتها الرخيم الفيه بحة وألطو وتناسق الآلة مع الصوت البشرى والكلام ده كلو البعد الدرامى الفيها ،المضمون أم سمحة النفس ومحبتها لى ولدها فيها سخاء ورضا ودعم وتشجيع ودعاء وأى شىء جميل، لكن فى شى برضو خاص وهام أنها بتمجد ولدها لأنه ما برفع صباعو وما بعلى نخرتو...

    أنتو ملاحظين للحتة دى ؟؟

    الامهات عبر التاريخ أو الشكارات بغنوا لى أولادهم بأنه "ما بنقدر" وبشيل الراس بفقرتو، وشدوا ليه الخيل وما شابه من القيم "العنيفة" والعنف والدم والموت وقلبو ما رجف...

    دى بتقول أنه ولدها متواضع وما بتجاسر على الناس وما بتكبر عليهم وما بذلها هى وبخفض ليها جناح الذل ...ياخى ده كلام راقى ومتقدم، ده اسمو فن...

    رسالة بسيطة وجميلة ممكن تغير قيم مجتمع بحالو ...



    انا طبعا كا مرأة سودانية ، أعيش هذا المفهوم على الصعيد اليومى ...مفهوم العنف المتأصل هذا

    و(العضلات ) التى هى أهم من التنفس وحق الحياة

    اعتقد أننا يجب أن نطرح الموضوع على أن (الشعب السودانى ضحية للعنف، فهو جزء أصيل من تكوينه النفسى)

    فهذه (العضلات) الثقافية الفكرية والسيكولوجية والفيزيائية أنا أعتبرها تشوه خلقى ...يخسر منه الكائن أكثر مما يكسب

    أنظر حولك فى هذه المنابر، كل هذه الطاقات المهدرة من أجل (كسر) الرأى الآخر وجندلة صاحبه، وياله من تعبير سودانى أصيل،


    وهاهى "كمان" رجالة المثقفين ونساوتهم ،

    دائما ما أغرق فى بوستات أطرافها كتاب عرفوا بحسن صياغة الحروف ولكن عندما يختلفون فى التوجهات يقولون كلام أصبحت أسميه (الكاسورى السابيرى ).

    ألا يمكن أن تبدد هذه الطاقات فى النشر الى نشر( نابغ) يستسيغه كل الناس ، ألا يمكن أن تبدد طاقات مماثلة فى محافل ومجالات أخرى؟؟

    والله لو أن هذا النبوغ الابداعى للانسان السودانى، خلا من "اخلاق الكاسورى" لصرنا أكثر الشعوب تقدما،

    نخطط مدن وجسور وطرق ومشاريع زراعية ليس لها آخر، وننتج فنون وآداب ، انتاج ابداعى لا يتوقف، ومحبة تسع فيها قلوب الناس لكل الناس؟؟

    أكرر ان الانسان السودانى يروح ضحية العنف، كم من امرأة، مشروع حضارى انسانى متكامل، ارتجفت وصدت وانغلقت فيها طاقات الابداع من جراء الخوف ؟
    كم من رجل؟
    كم من انسان يسكن فى هامش الوطن أخافه "الشرر الذى يتطاير من المركز؟ ولم يعيش حياته "كاملة" وأنقص منها بقدر ما يطفىء ذلك الشرر؟؟
    لانسان السودانى يروح ضحية العنف فى عقر داره.
    الانسان السودانى يصير وديعا ومتفاهما ومتعاونا فى (الخارج) ...ويصير منتجا وأكثر عافية لأن قانون هذه البلاد لا يحمى (العنيف) ولا مجال للابداع فيها مع العنف.

    كم من بلاد جائعة وقرى ضائعة فى السودان، كم من متشرد ومتسول، بالطبع لاأنسى الحروب المدنية ولا هوان النفس الانسانية الذى تحدث عنه الناس هنا، ولكن كيف تضيع طاقات (الابداع) للعمران والنمو لتصبح تخريبا وخرابا وكراهية "مجانية" باسم "الرجالة" و"النساوة" العنيفتين.....
    -------------------
    بوست موفق ...
                  

09-26-2010, 01:28 PM

Tumadir
<aTumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنف جزء أصيل من التكوين النفسي لشعب السودان (Re: Tumadir)
                  

09-26-2010, 02:07 PM

Mahjob Abdalla
<aMahjob Abdalla
تاريخ التسجيل: 10-05-2006
مجموع المشاركات: 8949

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنف جزء أصيل من التكوين النفسي لشعب السودان (Re: Tumadir)

    سوف اسرد لكما موقفان و لا اسميهما حدثان:
    الاولي عن ساحات برنامج ساحات الفداء:
    كنا طلاب في جامعة جوبا و التي كانت بالخرطوم التي تحولت اليها بسبب الحرب...
    برنامج ساحات الفداء كان يبث كل مساء خميس ... كانت هذه الحلقة في عام 92 بعد محاولة الجيش الشعبي دخول جوبا و فشلت المحاولة..
    كان البرنامج عن هذا النصر الذي احدثه الجيش السوداني بصده للهجوم و ما تلاه من بطولات و حكايات ...
    الرائد شمس الدين يتحدث للجنود امام كاميرا ساحات الفداء ... و في حديثه يترحم علي الجنود الذين قتلو خلال المعارك ,,, و تقوم الكاميرا بعرض عدد من الجثث حوالي الخمس او العشرة و يقول بعدد الشهداء الذين احتسبهم الجيش السوداني و يواصل القول هولاء الي محتسبين عند الله من الشهداء ...
    يواصل الرائد شمس الدين و المشهد التالي هو الاكثر ايلاما ...
    اما هولاء ,,, في هذه اللحظة تتجه الكاميرا الي السماء و مناظر صقور الكيلدينق (هذا اسمه في غرب السودان) تغطي عنان السماء ... و منها تتجه الكاميرا الي اسفل و مناظر الموتي التي تبدو ملامحهم من ابناء الجنوب و قد تحللت اجسامهم و الذباب فوقهم ... فيقول الرائد شمس الدين ... اما هؤلاء فهم فطايس و يتواصل البرنامج...

    لربما قد لا انتبه الي ذلك الموقف لو كنت قد حضرت البرنامج في منزلنا او في اي مكان ليس معنا اشخاص من ابناء الجنوب ... فقد المني الموقف بأن معظم المشاهدين من الطلاب هم من ابناء الجنوب ... اناس مهذبون في تعاملهم مثلما هم في تحصليهم الاكاديمي ... فكيف لوطن يعامل بعض ابناءه بذلك المنطق حتي يستخسر فيهم الدفن؟

    (عدل بواسطة Mahjob Abdalla on 09-26-2010, 02:32 PM)

                  

09-26-2010, 01:50 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنف جزء أصيل من التكوين النفسي لشعب السودان (Re: Tumadir)

    العزيز دنقس.

    العنف جزء لا يتجزاء من الثقافة السودانية. مثقفي السودان عندما يكتبون يهمهم في المقام الاول أختيار كلمات وعبارات ترضي الجميع، وتجدهم دائما يبتعدون عن الصراحة. لأن الصراحة في عرفنا السوداني بأننا سوف نغضب فلان الفلاني وإذا أغضبته في الشأن العام سوف تزعل مني كل عائلته لأنو تربطني بهم نسابة أو قرابة. وهكذا كان ومازال يدار السودان. ما أرتكبه جيش الحكومة من جرائم بجنوب السودان شئ يفوق الخيال، وهنالك قصص كثيرة لم ترى طريقها الى التدوين بعد. فمثلا ما صرح به حسن بشير نصر أحد أعضاء مجلس إبراهيم بأنه سوف يحرق الجنوب بما فيه، كان ذلك التصريح عادي جدا بالنسبة لمن كانوا يعتلون كراسي الحكم. شكرا لنقلك هذا المقال الهام.
                  

09-26-2010, 02:28 PM

Mahjob Abdalla
<aMahjob Abdalla
تاريخ التسجيل: 10-05-2006
مجموع المشاركات: 8949

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنف جزء أصيل من التكوين النفسي لشعب السودان (Re: Deng)

    في ذات السياق ... كنا الدفعة الاولي التي بدات الدراسة في الخرطوم عا 89 و لم نشاهد الجامعة الاصل في جوبا ...
    في عام 93|94 تقريبا و نحن في السنة الرابعة قررت ادارة الجامعة بتسيير رحلة علمية لمدينة جوبا لطلاب السنة الرابعة من كليتنا فكانت فرصة بالنسبة لنا لزيارة جوبا...
    سياق بقية السرد له علاقة بساحات الفداء او المشهد الذي ذكرته اعلاه...
    احد الزملاء من الدفعة كان قريبه ضابطا برتبة ملازم في الجيس السوداني بمدينة جوبا و عندما عرف بحضورنا الي المدينه او بالاصح زميل الدفعة ذهب يسأل عنه في القيادة حضر الينا مشكورا و جلس معنا و لعدة ايام في زيارات شبه يومية...
    كان هذا الضابط من ضمن الذين حضرو معركة عام 92 و قد حكي لنا ما حدث بالظبط لاحد احياء المدينه التي استخدمها الجيش الشعبي للانطلاق في عمليته العسكرية...
    حسب حديثه و بعد اخماد العملية قام الجيش السوداني بتمشيط ذلك الحي بحيث تسير عدد من الدبابات في خط متواز و من خلفهم جنود مشاه بالرشاشات ... ان نجوت من خط سير الدبابة فلن تنجو من عيارات المشاه... و بحسب حديث هذا الضابط لم ينجو من تلك العملية التمشيطية حتي الفئران...
    خلاصته... حي كامل تم مسحه
                  

09-26-2010, 05:12 PM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنف جزء أصيل من التكوين النفسي لشعب السودان (Re: بريمة محمد)

    جون كيرى .. يقدم أستيضاح أمام الكنغرس الأمريكى 1971م

    الأنترنت لم تترك مجال للف والدوران .. ضد مجزرة ماى لى ..



    250 ألف فى الناشونال مول الذى كان ضمن متحدثينه جون كيرى


    بريمة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de